أتقصَّى مشيئة الكهوف
نازلاً أدراج العمر
للقيامة
البدايات ومقاماتها
للملاك الذي هيأ النرجس في صدف الحكاية
ابتسمت ظلمة الكهوف،
سقطت نياشين التمني
تمرغ الفجر بالسندس المتآكل في حنين الوصايا
وذاب الوقت على معصميه .
للملاك الطهور ، الغفور ،
أتوج الريح نسائم معصية الإتجاهات .
والمسافة برق لمصابيح قلقها العاتي .
للملاك الذي ضيعني أرفع الصلوات
علني أدخل جهنم غفرانه .
الملاك المضمخ بالآس
يراني … ولا يراني
أراه … ولا أراه .
(1)
هكذا تكتمل الرغبة
في اتكاء الكهولة
على صدر الانتظار .
الانتظار الغافي على عجين القرون
بلا يقظة تفسر المدن
وتشكل زوايا البيوت ،
ونواح الروح .
اليقظة المسترسلة في عناوين الغيب .
(2)
معلنا شراسة الندم
أجيء إلى حافة الأرض …
مستنيراً ببريق معصميها
يحملني الهواء
خفيفا … خفيفا
عابرا شقوة العصور
وفراغ الأجنَّة
في تسابيح الوعد المقدس
على أعتاب الصلاة الباكية
تحت بريق معصميها .
(3)
هيئي منعطفا وقلادة !
إنه يأتي على سجيتي !
هيئي ورقا للكتابة ..
أتهدم فيه لعل الكلمات
تحملني على طبق الخطيئة
إلى جحيم غفرانك …
وجنون المعصية .
ولد أباح التغرب ولد أغواه
أضلاعه لرنين الهواء بريق معصميك
وعينيه لافتراس المدن لتطمئن القرى
وخطواته للضياع الذابل على بكارتها
(4)
تقف العصور حارسا لنجدة الصبابة فيه
مسترسلا ، وأمينا لرعشة المدى
على أعتاب القطيعة .
هي ذي الكلمات التي أضاءت ..
وانطفأت نواقيس العبور
كجثث ساخنة في هزيع ليل معركة
يتمشى والليل يحتل غفران الغياب
صداها فوق صاقلا النهار من جديد
قهر الكلمات تحت عرش الخطيئة
بعيدا عن المكان الملوع
في ذبول نظرتك
تستبدل الشطآن بنفوذ الماء
وأنا أتَّحدُ في قهقهة غيابك
أغطي قامتي غيابك الأعتى من وحش
بالكبرياء والأقسى من جلد فيل
الهزيل .
(5)
البيت يعتليني صدى الكلام الراحل غيما
عشٌّ يعقد أعراسه في مسامات اللحم
لنحيب فتهلل الذكرى بأقراط وخلاخيل
الروح فاتحة كتاب الزمان
في على الحرف الذي لم يقل
صقيع والدرب الذي لم نعبره
المدينة والبيت الذي لم نسكنه
المدينة
قبة السماء لظلالنا الفاجرة
والسماء
مدىً لخصام المكان والريح
(6)
أبدأ الضياع الواقف شمعا في حريق الذاكرة
بالدهشة الأولى تتهجَّى كتاب الموتى
للأمكنة وتستعصي عليها لغة المدن
التي عمدتنا المزنَّرة بوشوشات صورتك
غريقين حين امِّحاء الصوت
في ظلال
الضياع أبدأ من الصوت
حين يغفو على قسوة التذكر
يرعى لهفة شفتيك للبدء
في حوار الجسد المنهوب
في لسعة الوجع الضاميء للحروف المجففة
كقديدٍ بلا تاريخٍ للذبحِ .
(7)
مزهواً لا صوت إلا الصدى
كنخلة لا مكان.. لا زمان
أحتفل ليبدأ طوفان التعرِّي
بقامتي وانفجار السوسن
ونزفِ في دمي المطفأ حتى الإشتعال
جذوري
لنبدأ من انفجار الصوت
حيث جزر الغياب تفتش عن معنى ولادتها
دونما طقوس لعذوبتي المؤجلة .
(8)
لا فرار من كمالك المغيب
إلا إلى ضعفك الحاضر في يقين العدم
حينما الماء يعلن صلوات المطر
فوق هضاب انتظاري
تحت رجف المدينة
المدينة الهاربة إلى أيقونات الموتى
وهم يرفعون توابيتهم
سائرين قوافل من دم
إلى عزائي .
(9)
كسياجٍ
معمِّرٍ في الأزل امتداد خطوتي في الأكيد الصارم
ابني الأكيدَ الذي يلوِّح بالمعصية فوق رؤوس الأشهاد
سحبَ رافعاً علمَ السبق
الإنغلاق تحت سماء المشيئة .
كسياج معمر في الهباء
أرتق المسافة التي تغلي
تحت نهب الخطى القتيلة
تحت عربات الضوء الساطع
ساعة انغلاق رؤاك
لأدرب الوقت على النبض
والنبض على النبوغ
فوق لظى المسافات المحترقة
في مدى صوت الرياح التي تلف خصر السماء
وتنسى انطفاء نجومي على رعشة الثبات.
(10)
يحتقن الصوت في غبار الأمكنة
وصدى نبيذ الإفك
إذ تنبجس الكلمات
من عدم الكلمات
لترتقي سلم الفراغ
وتهوي
ك…
غ…
ب…
ا…
ر…
مصقولٍ بالجراح.
الأبواب وطرائقها
مليئاً بالنبتة الناسكة
خاوياً من لذَّةِ الجفاف
عمر من الحمَّى يهزم خطوتي
وظلال من الشكوى
تعمِّر في الدم
رجفٌ يلفُّني
عطشٌ الى لذَّة الماء
في دروب على الصحراء في الصحراء.
مليئاً بامتثالي التوجس
والوجس الطفل ظلُّ الإله
على عطشٍ في الهباء.
مليئاً بنجاة المصير
وأوراق بالية في ادعاء الضمير.
فيصل قرقطي
شاعر من فلسطين