عبد الرحمن بن ناصر الريامي، من الشعراء العمانيين في المهجر الأفريقي، عاصر أبا مسلم البهلاني، ويفصح ديوانه عن تأثره به مضمونا وشكلا، بيد أنه تميز إيقاعيا ببحور سهلة ومجزوءة. توفي سنة 1954. ليس له ديوان مطبوع، وقد اخترت له هذه الإضاءات من مخطوطة ديوانه، وتتكون من جزأين.
٭ بشير بن عامر بن عبد الله الفزاري. لم أجد مصادر تؤكد الفترة الزمنية الدقيقة التي عاش فيها، غير أن السيد حمد بن سيف البوسعيدي ذكر في «قلائد الجمان» بأن الفزاري عاش في القرن الثالث عشر الهجري، أي أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، ولكني أشك في هذا التاريخ؛ لأن الفزاري مدح اليعاربة، وتوعد البرتغاليين بسحق العمانيين لهم إن عادوا إلى قتالهم. وإذا كان البرتغاليون قد طردوا من عمان نهائيا سنة 1650، في عهد الإمام سلطان بن سيف، كما أن الفزاري قد مدح ابني الإمام، فإني أرجح بأن الفترة التي عاش فيها هي النصف الثاني من القرن السابع عشر الميلادي، وربما امتد به العمر إلى أوائل القرن الثامن عشر. اخترت له هذه الإضاءات من مخطوطة ديوانه بمكتبة السيد محمد بن أحمد البوسعيدي، ويعكف الدكتور محمد المحروقي الآن على تحقيقها للنشر.
١- تغابي الغبي
وأعَجَبُ ما لا قيتُ في الدَّهْرِ كُلِّه
تغابي غَبيٍّ ليس يَدْري حقائقـــــــي
يُرينيَ بَدْرَ التَّمِّ في غَسَقِ الدُّجَى
وكنتُ أرى نَجْمَ السما في المشارقِ
ولا عجبٌ فالطِّفْلُ إنْ نَظَرَ السَّمَا
يظنُّ بِسَاطاً فيه نَقْطُ زَنَابِـــــــــــــقِ
٢- صمود الشاعر
يا دهرُ أغْلَظَتَ جِـــدّا في مُعَانَدتي
قَعَدتَّ بي عن نُهوضٍ في المُلِمَّاتِ
صبراً لشَنْشَنَةِ الأيّــــامِ ما بَقِيَــــتْ
حُرّيّتي أنِفَتْ فِعْلَ الدّنيــّـــــــــــاتِ
هل من مُعينٍ على الآداب يُسْعدُني
إذْ لم يَكُنْ ليَ مالٌ في اتجاهــــــاتي
٣- عزيز
قد كنتُ أغبِطُه الحياةَ سريرةً
واليوم أَغْبِطُه المَمَاتَ علانِيَهْ!
جاورتُ حُسَّادي وجاور ربَّه
شتّان بين جوارِه وجِوَارِيَـــهْ
٤- عزاء
إنّا خُلقنا للتجلّد والأسى
لولاهما لم تَبْقَ مِنّا باقيهْ!
٥- أهل الدنيا
فهمُ الكِلابُ بجيفةٍ يَنْتاشُها
هذا، وذاك يَجُرُّها، أو يجذبُ !
٦- نحن……!
معركُ الحَرْب قد أخذناه مَغْنى
فيه نلهو بمَدْفَعٍ يتغنّــــــــــــى
وحُسَامٍ على الرؤوسِ تثنّـــــى
فإذا كُنتَ تجهل الشأنَ منـّـــــا
فسَلِ السيفَ أو سَلِ الأقلامـــا
٧- مداخلة عروضية!
وأنفاسُنا قد قُطّعِتْ من حياتِنا
عَروضَ قوافٍ وهي من أَفْظَعِ الشِّعْرِ!
٨- انتصار للشيب
أين رَيْعانُ الصّبا لمّا أتى
رائعُ الشيب ينـــــادي بالبــِـــــــــدَارْ
ظِلّةٌ ولّتْ، فلا تحفلْ بهــا
وَضحَ الحّقُّ، وقد شطّ المَـــــــــــزَارْ
عن نَوَار صاح شُغْلٌ شاغِلٌ
مَنْ يكنْ فكّر في معنــــــى (( نَوَارْ))
بومةٌ قد عشّشتْ في هامتي
بعد غِرْبيبٍ بهــا حـــلّ وطــــــــارْ
أقبل الشيبُ بنـورٍ زاهــــرٍ
وشبابٌ قد تولّى باعتكـــــــــــــــارْ
٩- إعفاء!
لئن غاب فضلي عن غَبيٍّ فعاذرٌ
كما غاب نورُ الشَّمسِ عن مُعْدِم البَصَرْ
كذلك نَصْلُ السَّيفِ بالغِمْد سِتْرُه
وخيرُ جَوَادٍ بالقَتَام قد اسْتَتَـــــــــــرْ!
10- أنا …..!
إذا ما تلتوي الآراءُ يوماً
فرأيي كان أمضى من حُسامِ
قَنَاتي لا تلينُ، وكُلُّ هَوْلٍ
أراه مِثْلَ أضْغَاثِ المَنَـــــــامِ!
١١- متنبّية!
فإنْ يَزْدري شِعْري أناسُ تحاسدٍ
فلا عجبٌ شِعْري بأفهامِهم يُـزري
إذا قرأوا (( والليل )) عند انتقــادِه
تقومُ معاني الشعر تَقْرأُ (( والفجـــر ))
إذا قلتُ لَــمْ أَتْرُكْ مقــــالا لقــائلٍ
وإنْ صُلْت لم أَتْرُكْ مقاماً لذي فَخْـرِ
وما الشِّعْرُ إلا إنْ يَكُنْ يُسْكرِ النُّهى
وإنْ قِيلَ يوماً عُدّ ضَرْباً من السِّحْــرِ
12- إلى حمامة ……
دعي دَعْوى الصَّبَابة في حنينٍ
فتصديقُ الهَوَى سَفْحُ السَّوَاجمْ
خَلَوْتِ من الهَوَى إذْ نِمْتِ ليـلا
وذو الأشْواقِ طُولَ الليلِ قائـمْ
إذا أعجمتِ بالكافــاتِ صَوْتــاً
لصَبٍّ، أعربتْ منه اللــــوازمْ
13- قهوة
كَدَمِ الغزالِ بدتْ لنا
وشَذىً هي المِسْكُ الفَتَيقْ
مَنْ ظلّ في حاناتِها
تالله ما ضَلّ الطَّريـــــقْ
لو للمجوسِ تلألأتْ
لم يَعْبدوا لَهَبَ الحريـقْ!
14- حلوى
ما المنُّ ؟ ما السلوى؟ إذا ما ذقتَهـــــــا
ما قُلتَ إلاّ من طُعوم جِنــــــــانِ
قامتْ محاسنُهـا تُنــــــــــادي جهـــرةً
هذي الفريدةُ، هل لها من ثـــــانِ
تخبرْك عن ((رضوى))بريح الورد من
نفحاتِها أو عن شَـــذَى ((رَضْـــوَانِ))
ما عَيْبُهـــــا إلاّ الكــــرامُ تُــحبُّهـــــــا
ولها البخيلُ يؤوب بالشَّنَـــــــآنِ!
15- صفات الشاعر
وأصفحُ عمّن كـــان مثلــي كرامــةً
فمنْ جاءني مُسْتَعْتِبــاً، غيــرُ خائــــبِ
ومَنْ كان دونــي لا أُجـــازيه ذَنْبـــَه
متى نَقَر البازي صَريـــرُ الجَنَــــادِبِ!
و ما كنتُ أرضى الذئبَ صيداً فَهْل تَرى
أكنْ راضيـاً يوماً بصَيـْد الثَّعَالبِ!
وما كُــــــلُّ رَعْـــدٍ أستــشيــم بُروقَــه
ولا كُلُّ داعٍ قلتُ لبّيكَ صاحبـــــي!
16- الحبيب
إنْ قيل غُصْنٌ، قلتُ معنى قَدّهِ
أو قيل ظَبيٌ، قلتُ بعضُ شُؤونِهِ
أو قيل بَدْرٌ، قلتُ بعضُ صِفاتِه
أو قيل سِحْرٌ، قلتُ فِعْلُ عُيونـهِ
أو قيل رَوْضٌ، قلتُ نُقْطةُ خَدِّه
قسمـاً به وبقـافِه وبنُونِــــــــــهِ
يحمى لوردِ الخدِّ نرجـسُ لَحْظِه
هيهاتَ يُجْنَى الوَرْدُ من نَسْرينِـهِ
إن ضَلّ عَقْلي في ليـالي شَعْرِه
فقد اهتدى مِنْ فَجْرِ صُبْحِ جَبيـنِهِ
17- إلى مناضل……
كـافحتَ فُرْســانَ العِـدا بكتــائبٍ
منهـــا المَنَــايـــا والمُنــــى تَتَوَلّـــــدُ
فقضى حسامُكَ فرضَه لك طائعاً
من حَيْثُ يَرْكعُ في الرُّؤوسِ ويَسْجُدُ!
18- حياة الشاعر
دَهْــرٌ مُمــضٌّ، وبِلــىً مُثقــلٌ
وعــاش طـــولَ العُمْـرِ فـي فَقْرِهِ
نــاصبني الــدهرُ بغــــارِاتِه
حتّـــى متـــــى أسلــــمُ مِــنْ كرِّهِ
قابلتُــه بالعَــزْم -إذْ كــادني-
والصَّبْــرِ، فـاخْضَوْضَـع مِنْ أَمْرِهِ
فهل ترى دهري شكاني إلى
صَرْفِ القَضَا، إذْ عِيل من صَبرِهِ؟!
يـــا دَهْـــرُ مهــــلاً، واتّئـــدْ إنّنـــي
استعذبـتُ حُلـوَ العيشِ مِنْ مُرِّهِ
19- الحبيب
أفديه مِنْ ناشطِ الأجْفَانِ في تَلَفْي
في حالةِ الوَصْلِ أرضاه، وإنْ هَجَرا
مــا لاح بـــارقُ ثَغْـرٍ مِـنْ تَبَسُّمِه
إلاّ وأرعــد قلبـــي مِنْــه وانْفَطـــــرا
مُـــوَرَّدُ الخَــدِّ إلاّ أنّــــه قَمَــــرٌ
بــه تكـــامـــل سَعْـــدي حينمــا سَفَرَا
شَمْــسٌ مِنْ الحُسْـنِ إلاّ أنه بَشَرٌ
وآيــةُ السِّحْــرِ، فيـه ضلّـــت الشُّعـَرا
20- تصوف
فهذا هو الخَمْرُ الحَـلال فخذْ به
مَنْ ازداد سُكراً منه أصبح صاحياً
فَجِيءْ نحو دَنّي، فالشِّرابُ مُرَوّقٌ
بكاســاتِه، فاشـرْب ولا تـكُ ساهيـاً
نداماه رُسْلُ الله في خير حضرةٍ
تحفُّ بهـا الأملاكُ والروحُ ساقياً
21- الكيمياء العُظمى
أمعنتُ في الكيميا العُظْمى فبات
لي الصُّنْعُ الإلهيُّ مـا بين الصنـاعاتِ
تسقي لتربتنا الأرواح، فامتزجتْ
أجســادُنا حَسْب تطـويـرِ الإراداتِ
٢٢- على مذهب أهل السلوك
فناؤُكَ عن هذا الوجود وجودُ
وغَيْبُكَ عن غير الإله شُهـودُ
وَطيُّك نَشْرٌ في الحقيقةِ شائعٌ
ونَشْرُكَ شتّى والحَراكُ جمودُ!
23- نصيحة
ومَنْ لَمْ يَذُدْ عَنْ وَجْهِه أُسْدَ حَيِّهِ
فلا لَوْمَ إنْ بالتْ عليه ثَعَالبُهْ!
24- فتى
يا رُب مَحْتقـَرِ خفيٍّ خَاملٍ
ويُزاحِمُ الأمْلاكَ في حَضَرَاتِها!
25- صلة دمّ
من غاب عنكمْ أصلـُه
ففعالـُه تـُبدي النَّسَبْ !
26- القصيد
طَفِقْتُ فيه للمعاني
والمَعالي أجِتـــلي
أشْربُ منه قَرْقَفاً
أو لَبَنَــاً بالعَســلِ
وكلما ازددتُ شراباً
زاد صَحْوُ الثّملِ
27- خمرة الآداب
أَدَرْ لي خَمْرةَ الآدابِ صِرْفاً
فإنّ بِخَمـــْرَةِ الآدابِ ريّي
فطــال تشوّقي شوقـا إليهــا
كغِبِّ الوَحْي يومًا عن نبيّ
28- حال الأدباء
أرى الأيّامَ تُدني كُلَّ جِلْفٍ
وتُقْصي كُلَّ ذي أدبٍ شهيِّ
كأنّ لها على الأدباءِ ثَأراً
تطالبُهمْ علــى ذَحْــلٍ عَمـيِّ
29- في زنجبار
تُغَنّي علـى العيدانِ فيها كواعِبٌ
وتشدو على الأغصانِ فيهنّ أطيارُ
لمن يبتغي الفَنَّ الرضيَّ ملاعِبٌ
ومَنْ يبتغي أُنْســاً يَضُــمُّ ويختــارُ
30- قائد
وقبلَ فِطَامٍ زُرّ في جَيْبِه العُلى
فتاهتْ به مجداً ونالتْ مفاخرا
31- أنثى
ولستُ أهاب المـوتَ مِـنْ طَعْنِ فـاتــكٍ
ولكنْ سِهَامٍ من جُفُـونٍ هي السِّحْــرُ
تُمِيتُ وتُحْيي الصَّبَّ في شِرْعَةِ الهَوَى
إذا أَرْسَلتْ سهمـــاً فقـل ذهب العُمْرُ
وإنْ أرسـلتْ يـومــاً سـَلامــــاً لميّـــتٍ
من العِشْقِ أحْيَتْه، وما وَصَل الحَشرُ
32- الشاهي
نجومُ تِبْرٍ على كاساتِه انسكبتْ
قـامتْ تُقَبـّـلُ أقمــارا بأفْـوَاهِ
مليكُ دَوْلـةِ أُنْسٍ في مجالِسنــا
يقوم في مِيزَةٍ كالآمِرِ النّاهي
٣٣- عاشق
وإنّ نُحولي في هواها وخَصْرِها
شبيهُ هلالِ الشَّكِّ تحت غَيَاهِبِ
خَفِيتُ ضَنىً حتّى لقد ضلّ عُوّدي
مكاني فلمْ يَدْروا مَحَلّي وجانبي!
34- في تمجيد الشعر
مَـنْ يُقْسِمَـنّ بنورِهِ تَرَك النُّهـى
في أَسْرِه، قد بَـرّ في قَسَماتِهِ
نـورٌ تجسّـم من لطيـفِ بلاغـةٍ
فاحتـار بَـدْرُ التمّ في هــالاتِهِ
أَوْهتْ قوى الشُعَرَاء منه رَقَائِقٌ
وعواملُ الأشْواقِ فيه لا تَهي
وافــى إليّ فلــمْ يكـنّ لي غيـرُه
همّـا ولا أُنْسـاً بغير صِفـــاتِهِ
فطربتُ مـِنْ تـرديــدِه فكـــأنني
إسحاقُ قد غَنّى على أصواتِهِ
أو أننـي داودُ عنــــد زَبـــــورِهِ
قد شَنّف الأسْمـاعَ مِنْ نغماتِهِ
ومتـى خلــوتُ به وحيـدا مُفْرَداً
فكـأنّني فـي عَسْكرٍ وحُمَــاتِهِ
فكأنّمــا الأقــلامُ أَسْهُم قــــانِصٍ
وكأنّمـا الهَمْـزَات مِنْ ظَبْيَاتِهِ
أو قُلْ أرى الألِفـاتِ فيه أَسْهُمَــــاً
وكأنمـا الأقـواسُ مِنْ نُونــاتِهِ
وكأنّمـا الصـاداتُ أعينُ شاخِصٍ
يتصيّدُ الألبـابَ مِثْلَ مَهــــاتِهِ
هذا هـو الخَمْـر الحَــلالُ فخــذْ به
وإذا دعاك إلى الشرابِ فواتِهِ
فكأنّ مِغْنـاطيسَه جَـــذَب النُهــــى
والْتَاطتِ الأرْوَاحُ خوفَ فَوَاتِهِ
وانْعَمْ بـه صَفْـواً ورَوِّقْ كـــأسَـــه
صِرْفاً، ومِلْ للشُرْبِ بين سُقاتِهِ
35- في هجاء قوم
يا غَرْزَةَ السُّوء في بُرازٍ
قفي، فقد جفّتْ المياهُ
26- حكمة
ما طال ذو بَغْيٍ على طُغْيانهِ
إلاّ وصَكّتْهُ مُصمـّـــاتُ البِلـــــى
إذا طغى بالكَبْشِ فَرْطُ سَمْنِه
أُدْرِجَ رأسُ الكَبْشِ في شَحْمِ الكلى!
27- قوم وجيادهم
خُلقَــتْ تحتهــمْ فكــانوا عليها
مثلَ نبتِ الرُّبــا عليهــــا قيـامُ
أَسَمْعَ الصُّمَّ نَقْعُها حين تَجري
ويُواري الأبصـــارَ منها قـَتَامُ
تشتكي خلفهــا الريــاحُ عيــاءً
حين كلّتْ وفات عنها الزحـامُ
38- الصافنات
عَرقُ الخُيولِ الصافِنَاتِ إذا جرى
قُلْ أين ماءُ الوَرْدِ مِنْ عَرَق البَــدَنْ
ولَكَمْ بهــا من قــائمٍ فـي سَرْجِهــا
تعدو، فهـل هي دَوْحـةُ وهـو الفَنَـنْ
ولَكَـمْ بهــا مِنْ فــارسٍ مُتفَـــرِّسٍ
فكأنـه في سَرْجِهــــا اتخذ الــوَطَــنْ
39- صنوف من الخمر
وما السُّكْرُ في خَمْرٍ تُطيقُ اجْتنابَها
ولكنّـه في خَمْــرَةٍ للشَّبِيبــــــةِ
وأعَظْمُ منهــا سُكْـرةُ العِلْــم إنهــــا
تصدُّ عن التقوى بِنَــار شَريّــةِ
وأعظمُهــا ضُـرّاً على الناس كلهم
إذا كان سُكْرُ العلم شيبَ بِسُلْطةِ!
40- إلى الطغاة
لا تأمنوا فسِهَامُ الليل نافذةٌ
يَريشُها دَمْعُ مَظْلومٍ يَمُدُّ يدا
٭ بشير بن عامر الفزاري:
١- استبداد بالرأي
فَمْنَ قال فيه غَيْرَ قولي فإنّه
لأَعْمى أصمُّ السَّمْعِ أبكمُ جاهلُ
٢- قصائد
كأنّ سَلاسَةَ الألفاظِ منها
إذا أنشدتها خَمْرٌ وماءُ
٣- الممــــــــدوح
وما أنتَ إلا النورَ في جُثّةِ العُلى
وما أنتَ إلا النورَ في مُقْلَةِ العَصْرِ
٤- قائــــــــــــــد
شمسٌ ولكنْ ظهورُ الخيلِ أبرُجُها
وليثُ حَرْبِ ولكنْ غابُه الأسَلُ
٥- قصائــــــــــد
ملابسُ من غَزْلِ الفصاحةِ حالَها
فتىً هان في أذهانِه النَّظْمُ والنـّثـْرُ!
٦- كـــــــريـــــم
قد حكــّم الأسيــافَ في أعـدائـــهِ
تحكيمَه الأضيَافَ في أنعامِهِ
تُجنى الفصاحةُ والسماحةُ والهدى
من رَأيهِ وبنانِهِ وكلامـــــــِهِ
٧. عــــــاشــــــــــق
بَرَانـي الهَوى حتى رثا لـيَ حاسـدي
وملّ حياتي عائدي وطبيبي
كتمتُ الهوى جَهْدي فباح به الجوى
ودلّ عليه مَدْمعي وشحوبي
٨- الحــبيـــــــــــــب
فكم بتُّ أحْسو مِنْ مَراشِــفِ ثَغْرِه
مُداماً لأَنْوَاعِ الهُمومِ تـُريــــحُ
وكم قطفتْ كفّايَ رُمّانَ صَدْرِه
وبالأُفْقِ مِنْ نسْجِ الظلامِ مُســـوحُ
٩- خمرة الريق
باتـتْ تُعـاطينـي مُدامـاً لم تُقـــــَمْ
فيها عليَّ وإنْ سَكِرْتُ حُــــــدودُ
مِنْ مَبْسِمٍ عَذْب المذاقـــةِ طيـّبٍ
لم يَحـــوِها دَنٌّ ولاَ عُنقــــــــــودُ
10- هي
ماذا عليهــا لو تــزورُ مُتـيَّـــــماً
تــركتْه مُذ بـــانتْ بغير فـــؤادِ
أصبحتُ طوْعَ قيادِها وهي التي
كانت قُبيل الشّيْبِ طَوْعَ قيـــادي
١١- حسناء
ولو أنّ ملسوعاً ترشّف رِيقَـــــــها
سَحَراً لعُوفي ذلك المَلْسُـوعُ
دَفَعَ القميصَ نهُودُها عن بَطْنِــــها
وِبِردْفها عن ظَهْرها مَرْفوعُ
وإذا مَشتْ ماسَتْ كأنّ قِوَامـَـــــها
ليسَتْ عليه أعظمٌ وضلـــوعُ
12 – وحيد
وإذا المُلوك على المَرَاقدِ ضاجعوا
نِسْوانهَم، فله الحُسامُ ضجيعُ!
13- دبيب
يدبُ إلى العـــــلياءِ سِرًّا بـجودِهِ
هناك دبيبَ الشمسِ في كَبدِ الظلِّ
14 – نظرة في الجَمال
فكم غادةٍ راق العُيـــونَ جمَالـــُــها
ولكنّها للروحِ خِزْيٌ وميسَمُ
15 – حال العاشق
دِقّةِ الخَصْرِ أورثتني نـُحــــــولاً
وسَقَامُ الجُفونِ منه سَقَامــــــــــــــا
ليتَـــه جاد في المنــــام بطيــفٍ
كيف والعيونُ لا تذوقُ منَامـــــــــاً
16- بخيل
يَكْفيكَ ذمّــــاً ما تُسمّــى بــــه
يا من لفَرْطِ الشُحِّ لا يَبْصِقُ
إن كنتَ قد نِلْتَ غِنىً مُطغيــا
فالغيثُ قد يُسْقى به الشّبْرَقُ
لو رُزِقَ المــَرْءُ على قَـــدْرِه
ما كنتَ منها حبّةً تـــــُرْزَقُ
17- أنوثة
مرّتْ وطيبُ ثيابِــها يتضـــــوّعُ
وقوامُهـا مِنْ لينـــِه يتهــــــزّعُ
ويكادُ من فَرْط النّعُومَــةِ جِسْمُهـا
يَعْروه مِنْ دَرْز القميص توجّـعُ
سَقَط النصيفُ وما دَرَتْ بسقوطِه
فبدا لنـــــا بَدْرٌ وليــلٌ أسْـفـــعُ
وتلفّـتَـتْ فإذا به في مَوْضـــــــعٍ
مِنْ ردْفها، يا نِعْم ذاك المَوْضِعُ
قالتْ لها إنّ النصــيفَ مع الـذي
يَصْبو الحكــيم إليه والمتـورِّعُ
وتُجـاب أمواجُ البحــــار لأجـلِهِ
ويُجاب داعيه اللطيفُ ويُسـمَعُ
18- إلى البرتغاليين
ألا بَشّــر الإفرنـجَ إنْ أقبلـــــوا إلى
قِتال العُمانِيّينَ بالأسْــر والقــَتْلِ
لَئِنْ لم يكفــّوا أيــديا عن قتــــــــالِنا
أذقناهمُ حَرَّ الصّوارم والـــذُّبــْلِ
وهِجْنا لهم هيجاءَ تَضْري جُسومَهَمْ
بأنيابِ أســيافٍ هنالكَـــمُ عُصْــلِ
يَذوب الصَّــفا من حَـرِّها ولهيـــبِها
ويَبْيَضُّ مِنْ أهوالِها مَفْرِقُ الطِّفْلِ
19- كريم
بنى كعبةَ المَعْروفِ في حَرَمِ التُّقى
فَحَجّ إليها الحَمْدُ من كُلِّ جانبِ
20- إلى بثينة
بُثـَيـْنـَةُ لـيـتَ العَيـْنَ مِنْــكِ بها قـَذَى
فقد فَعَلَتْ بي فَوْقَ ما يَفْعَل الخُرْصُ
أهـيـم ببـــَدْرِ مِنْ نقـــابِكِ طِـــــــالعٍ
يمـيل به غُصْنٌ ويُمْسكه دَعْـــــصُ
صَدىً ليسَ تَرْويه المِياهُ وإنْ حَــلَتْ
ولكنّما يَرْويه مِنْ رِيـــقِكِ المَــــصُّ
21- سحابة
يَنُوءُ بها الحِمْـــلُ الذي في بُطــونِها
فَتَحْسَبُها في السَّيْرِ تمشي على مَهْضِ
٢٢- طعنة النهد
وكم طَعَنـَتـْني وهي مِنّـــي بعيـــــدةٌ
بِرُمْحِ نُهودٍ دونه طَعْنةُ الرُّمْحِ
23- عذراء
عذراءُ يُعذرُ مَنْ أودى بها شغــــفاً
عبد الرحمن الريامي
اختيار: هلال الحجري