يدلهم الهطول
جهارا صراخ اللذة يأتي
الى شواطئ من دخان التكون
ومن شرايين الأفق
يجيء التلاشي مختلطا بالحمأ المسنون
وفي البدء, أغصان التوت المجردة
تنبئ بخطوة بين المجرة ومركز الكون
لم تكن تتعرى لولا حيرتها في فرد أوراقها
في البدء كانت المنشار
كشراع من الفضول, تزور الجذر
وتأخذ قيلولتها بين الأفياء الفقيرة
سؤال يلملم ضفاف النفس
معطيا لدى تداخله مع لطافة الأعضاء
مطلق الانشقاق مع المساء الحلزوني
وعين حمأة هي فخ الشمس الدائم
والتبدد يقع على مقربة من نافذة مساء
ينبري مع نفسه
في نقاش أعمق من الحفرة
التي ينكمش فيها عن التيارات المفاجئة
السلطعون ذو القوقعة الهرمية
والسلام واللعنة لهذه القوقعة
حين يكون التصاقها بالصخور تشبثا أخيرا
والنشيد بالماء لم يكد يعبر
حيث ثمة مشهد مرتبك على السطح
في ظل أجوف من معناه
والهالة المضطربة لغبار الطلع
تعوسج انكسارات الوقت
وتجتر دخلاء التمني
رغبة في صهوة الماء
ولعا ينسكب مخذولا
بين الصلب والترائب
والشقاء اشتعال يلمسه متشبعا بالعتق
حجر منقسما ظله
يترآى لقرائنه بعيدا
في نفي انحيازه بالملح
لذلك تحت التماعه يرتسم مفاضا بالموت بالتجدد
مساء يستفيق على عطر نسائي
نجمة تومئ نحو مرافئ الشرق
عناق في تقاطع تضوئين
عربات تتسور صباحا ضبابيا
طيور مهاجرة على مدى الكلام
أكفان وأدوات تضميد
ذرات رماد تتساقط
شخوص عارية تجأر بعيدا بالدعاء
حول نارها المقدسة
وعلى رصيف اللحظة الهش
تتأنق الضحايا
جاهلة مصيرها المرسوم لها نمشا
في ضحى الصوان
غرائزها الناعقة
تمارس إبحارها ناحية العشب
تستقبل شهبا
مداها غلالات رحم
منتفخ بحمل كاذب
الصدى يتهيأ للانبعاث
تتسع المصابيح أبهى من نجوى تسربلت بالنبوءة
تداهم الديجور وسوسة الدفلى
ويموه الدفء مواعيده للصخور
الصدى ينز من ذهول الفراشات
بالنزوح العظيم من مشكاة بكر لأحرف الشمس
ينتهي في تهافت الفصول
تستعر اللحظات خميلة جوع
وتمارين هذه المغناج
منذ العبور ونحن أشلاء خيالات
وبين العربات تمنحنا منة جديدة
أيتها المغناج التي تكدس مساءات أسطورية
على أرصفة زمن ما
وملاحم عن وطن
وسياجات من عظام الظهيرة
أعيدي لنا من نوئك قطعا
لكي نفتح بابا على مسار الحجيج
أعيدي لنا رائحة الطين
لكي نستدل على موضع…..
ونفقد استعاراتنا المبهمة
وحين يترنم وجهك الامومي
حين يشتاق دفاتره القديمة
أعيدي لنا مع الريح آخر إيقاعات دمعك
والمهاجرين بسبب وبلا سبب الى ازمانهم
وعاصفة من ذكريات الأرامل
والنوافذ التي تطل على مدى
تؤوب منه الطيور
أعيدي لنا وجهك المضمخ بالزعفران
لكي نستظل بشفافيته المطلقة
الصدى شقاء رحب
ثدي أكذوبة مجرد
بعدما رضعت منه حيوانات نبيلة
لهفة تتسلل الى دنس الماء
هطول يباغت احتضار الذاكرة
طريق الى متاهة
(صعب علينا أن نوقع مع الهزيمة عهدا
على إفشاء استعارات النصر
صعب علينا أن نتبنى تلك السلاسل الصدئة
والجماهير التي تتسلل من جيب السترة الجميلة
تتكدس في الحانات
تثرثر عن البطالة وقلة الأجر وغلاء المهور)
الصدى دم القرابين المتيبس
على حجر الصوان
انشوطة في شعر أشقر
أيقونة في جيد عار
شبق ينز من عيوننا
ناحية زنار يرتديه خصر ناعم
ذرى الريح والموت
والحقيقة صخرة على وشك التدحرج
وسكين الصدفة الغاشم يخترق الصدر
والإفلاس دسيسة القدر
على صحن من بلور
على طاولة مهترئة
ونحن بين حبال اللحظة
نتلقى ثمار الشغف بالصدى
لا أبواب لكي تنفتح
لا جدران لكي تنزاح
نعيش أحقابا لكي نطل من طرف الحتف
الى الشاشات الفضية للفضائيات العالمية
نولد لكي نتمنى
نثرثر عن ليل يلتهم أحشاءه
ونحو مشارف المياه الساخنة
نركل جثثنا المحنطة بأحذية السخرية
ونشعل في ثيابنا نيران الأمس
ملومين محسورين
وثمل الريح أحشاء الفراشة
وكل البقاع المهجورة نحت في ضلوع الفراشة
موصد مدار الفراشة
وعلى صحارى الابتذال أجفان صدئة
وعرافات بجدائل مغزولة من أوهام الاحداق
يتنبأن بشجر أحمق
وكان خنجر يتوغل في المكان
الوجع الأبعد حضورا
نرسم الذكرى خيوطا هلامية
ويكاد الريف بعفونته
بأشجاره وأوراقها المثقلة برعب السقوط
والأعشاش الفارغة إلا من بقايا الطير
وكل ما نتصوره حول رحم ذابل
يحترف التخبط
وتلف منذ سقوطها هي عجوز العهر
ذكرى المجد تحت عباءتها, حرزا عن العين
وللشهوة فاصلة الحتف
والشهوة جرح لا يسكننا الا طمعا
والأسماء توقظ النرجس
والبدء مخيلة غائمة
والمجرات يكتمل شوقها للنضوج
ومن زاوية الحيرة
من الملامح الباحثة عن الاستحالة
من الغسق المتخثر بين قطع الغيم
من المزامير التائهة في حمى النشيج
يقامر الرماد بآخر بطاقة من الاخضرار
بآخر رملة في شاطئ الوهم
بأمسية يقتحمها العابرون الى تقمصاتهم
بالدفء المنصرم على زرقة في فضاءات اللهب
بأطفال معاقين يجرون أفق الفراديس
نحو ذرى مطلسمة
بببغاوات لا تكف عن الصلاة
على هيكل الآلام
على التوتر الناتج من مدرجة البيانو
وبين سخام المساءات
تهسهس الفراشة الحلم
نسافر بلا دموع
حين اشتعلت العرشان بما فيها
لنا لذاذة الشدو
هواتف تتجاسد بين احتمالات الهوج
روائح الأيام المشرئبة بأعناقها من بين الأهداب
شذاها وعطونتها
نبضات في السراديب المظلمة
ترسل إشاراتها دفئا
البسمات المنزوعة بقسوة من شفاة المارة
والانتظار المتساقط مع السباب على الطريق
يتسكع قمر بين جمهرة الاحداق
وأغنية قديمة تتأرجح بين الصخر
تؤوب الأعاصير في مشهد تراجيدي
تقترف الشخوص آثامها خاشعة
وللجهات ان تضحك قليلا على نفسها
أن تشير للعدو للدخول في حقولنا
وتطرد الباقين من رجالنا
عبر بحر الليل
عبر صحراء حزينة على هجراننا لها
فحفنة من الغبار
تكفي لتجميل المسخ
ولتسكب القبح على القمر
والنخيل تلوح لانثلام الريح
وتتتالى صفحات الرمال
حينما ينحدر القمر رائعا
في اتجاه أرض عطشى
أسرار تحتضن غيبوبته
يلتئم اللاتناهي ساكبا هجيره
متعة انتهاب معطف الصبابة
النخيل تشرب هسهسة الأرض
تتنفس دخان الصرير
يتولد في سفرها اعتذار يمور
يتهيأ للوجه السباتي المسفر
وجه الشذى
وتمطر الكواكب أويقات عاشقة
تتسع اللوحة لأطياف هائمة
الجنود الذين نجوا من طوفان القنابل
والذين لم ينتهوا بعد من الهبوط
الى الأوسمة الملمعة
يستفزون حواجب قادتهم
وهم يحملون قناني عليها ملصقات خليعة
يشرق من بذلاتهم حنان المرضعات
ناحية العواءات الليلية
على مشارف هاوية سحيقة
وفي كل مكان يعتقلون البؤس
ويسطون على أشرعة الاعجاب
في مآقي أجدادهم
الجنود بحركاتهم البهلولية
يعودون من هضبات الحروب
تقصف كاهلهم المؤن والآلام
يحلمون بصباحات نقية
يتركون فيها ذكرياتهم اللزجة
ويرحلون عائدين الى هضباتهم
زارعين الأزقة
مستبشرين بسحاب عابر
ماضين الى عاصفة بائسة
لا تستطيع حتى حمل بعوضة
وبارعة في صفيرها
تنذر بنطاق واسع, وبجرح ممتد
لم يحاولوا خدش صمته
عندما رحلوا مع سرب طير مهاجر ناحية الشمال
تاركين أقدامهم تدنو تحت الأسوار
على جحش الأمل الأعرج
كساحرة تلوك لحم فريستها
وتمتطي ضبعها عكسيا
يمضغ القمر الثواني المتبقية
ليروي كيف ترك مسار العمر
ينصب على أزل العطش
ومفاصل الظل كانت شاهد عيان
وترأت اللهفة هودجا
ينتظر البدء
والمرايا تجيد السحر الأسود
وتنبت للمشهد بدايات جديدة…….