علاقة المثقف بالسلطة، وآثار التحولات الاجتماعية تكاد أن تكون القيمتين الغالبتين على أدب بهاء طاهر، واذا أضفناهما ثالثا يشغل بهاء طاهر وهو علاقة الشرق والغرب أو الذات والآخر لخرجنا بمعادلة تختزل المشروع الإبداعي لبهاء طاهر وهي قضية النهضة والتقدم، ولعل كتابه التاريخي "أبناء رفاعة " حول بعض شخصيات النهضة في التاريخ المصري الحديث يؤكد هذا التحليل، حيث حاول رصد تطور مسيرة النهضة في الوعي المصري الحديث. في روايته المبشرة "قالت ضحى" (1985) يناقش بهاء طاهر ظاهرة سلبية المثقفين وانقطاعهم عن التواصل مع حركة الشارع، وعملية الهدم والتغيير التي تمت في مجتمع الستينات في مصر الناصرية، وتصور الرواية عجز المثقفين، وانحرافهم عن التزامهم السياسي، وفي "قالت ضحى" نشهد التوتر بين الحلم بالعدل الاجتماعي وبين سطوة الحب، أو الصراع بين الحب والعدل معا، من خلال بحث مصر عن نفسها وانبعاثها.
كما أن "قالت ضحى" تناقش مصير الثورة في العالم الثالث، ومدى مسؤولية قادتها عن نجاح سيرتها. وبعد "شرق النخيل " و" بالأسى حلمت بك " وفيها توترات علاقة الشرق بالغرب، و"خالتي صفية والدير" عن النسيج الوطني المصري من خلال مناقشة العلاقة بين عنصري الأمة والتأكيد على وحدة الأمة العرقية، تأتي خاتمة المطاف في مسيرة بهاء طاهر الإبداعية "الحب في المنفى" الصادرة عن روايات الهلال لتناقش بلغة دراسية وبحرفية الروائي الماهر علاقة الثقافة العربية بالثقافة الغربية، أو علاقة الأنا العربية بالآخر الغربي، عبر بنية روائية متماسكة وممتعة.
تدور أحداث الرواية خلال عام 1982، من خلال رؤى ومشاهدات المراسل الصحفي المصري في إحدى العواصم الأوروبية، وحيث تتابع توتر العلاقة بين الصحفي المرموق شبه المنفي، والذي للحقبة الساداتية، وحيث تتفجر- أيضا- أحداث غزو لبنان ومذبحة صابرا وشاتيلا خلال الزمن الروائي. ان بطل بهاء طاهر: المثقف السلبي، المأزوم، المحبط يواصل مهمة بطل "قالت ضحى" في نقد الحقبة الناصرية، في نفس ملحمي ايزيسي تقترب نبرة البطل فيه بين الاستنجاد بالبطل الكاريزمي الميت من قبل 12سنة – جمال عبدالناصر- ونبرة العتاب والتبرير، وخاصة انه يشهد من على البعد تداعي مقومات الوطن وتحول المثقفين، سقوطهم وانتهازيتهم وخيانتهم، وتفكك عرى العرب وافتقاد بوصلته الديناميكية، واستثراء الثورة المضادة والانقضاض على مكاسب ثورة يوليو والاجهاز عليها.
يقول: "قفزت من الفراش وخرجت مرة أخرى الى الصالة ووقفت أمام عبدالناصر، سألته لماذا يعيش غسان محمود ويموت خليل حاوي؟ لماذا يموت من صدقك وصدق الرؤيا؟.. كان قد وآنا- كما قلت أنت – نغتسل الصبح في النيل وفي الأردن وفي الفرات. فلماذا كذبت عليه؟.. لماذا ربيت في حجرك من خانوك وخانونا؟ من باعوك وباعونا؟.. لماذا لم يبق غير غسان محمود؟ لا تدافع عن نفسك ولا تجادلني، فها هو خليل حاوي قد انتحر.. لا تبك.. على الأخص لا تبك !.. ولا داعي لهذه الحشرجة في الصوت، ولا داعي لقرار من رئيس الجمهورية بتأميم الشركة العالمية لقناة السويس شركة مساهمة مصرية، ولا داعي لقيام دولة عظمي تحمي وتهدد وتصون وتبدد، ولا داعي لكل هذا الطنين في الأذن فأنا لا أحتمل ! اسمعت ". الرواية لا تناقش فقط انهيار الحلم الناصري، ولكنها تناقش أيضا انهيار الحلم القومي وصعود عصر النفط، أو التحول من قوة الثورة الى قوة الثروة، وفساد السياسات النفطية، والتجزئة العربية، والحرب الاهلية اللبنانية، والمد الاسلامي، والمحور الاساسي للرواية هو علاقة الشرق والغرب، من خلال علاقة المراسل الصحفي ببريجيت المرشدة السياحية النمساوية ومن خلال هذه العلاقة يناقش بهاء طاهر الثنائية الحضارية، ويناقش عنصرية حضارة الرجل الأبيض، فقد رفض المجتمع الغربي استمرار علاقتها بزوجها الأفريقي الأسود- من غينيا بيساو- ويضطهدونهما حتى ينهار الزوجان ويستسلما للانفصال. يراهن البطل على قدرة الحب على تصحيح الفجوة الحضارية، وعلى تجاوز ذكريات الظلم الاستعماري لبقية العالم.
ان الرواية تحمل في ثناياها ادانة الحضارة الغربية وتتنبأ بأفولها لأنها قامت على الجشع، والعنصرية، والأنانية، كما تدين الرواية التحيز الغربي للكيان الصهيوني.
يفلت الروائي الحاذق من الوقوع في خطأ التعميم، والاطلاق، فليس كل البيض أصحاب وجوه قبيحة، فبرجيت المثقفة العاشقة، ومولى رئيس منظمة لجنة الأطباء الدولية لحقوق الانسان يمثلان الوجه الناصع للغرب: النزاهة والعدل والحب، والقدرة على تخطى جلد الذات الى الآخر، والتضامن مع ضحايا العدوان والديكتاتورية في شيلي ولبنان وفلسطين، كما يفلت من تجميل الوجه العربي على اطلاقه، فالى جوار بطلنا وابراهيم الصحفي المصري الماركسي الذي يسقط في مخيم شاتيلا وهو يتصدى لوحشية جنود جيش الدفاع، فاننا نجد الأمير العربي حامد الذي يمثل لا أخلاقية الرأسمال النفطي، والذي يتخفى وراء شعارات براقة ليخفي تعاونه مع مليونير يهودي في أعمالهما المشتركة.
تعددت الأساليب الفنية في الرواية بين الحوار والمونولوج والحلم وصوت القصيدة والكابوس، وبين لغة محايدة، ولغة شاعرية مكثفة رقراقة تصيغ فضاء انسانيا يسمو فوق بشاعة الواقع، وليست اللغة الشاعرية هنا مجرد قناع او حلية، ولكنها ضرورة فنية يمليها منطق العمل الفني، فتجيء شاعرية الأسلوب هنا معادلا موضوعيا للسقوط العربي والقبح الغربي معا.. ونجح الكاتب في مزج الجانبين الفني والتسجيلي في لغة متماسكة، كما مزج بين الجانبين التسجيلي والخيالي (شهادة بيدرو الشيلي). نقرأ "انتهى عمري ولكني أحبك وكأني أبدأ هذا العمر فتقولين بضحكة صافية وأنت تضعين رأسك في صدري ولكن الا تعرف أن كل المحبين صغار لا عمر لهم وأن الحب طفل؟ وكنت أعرف أيضا أنها كذبة ولكن ما أجمل هذا الكذب ! ما أجمل هذا الوهم !.. وأنا احبك، وأنت معي، في الليل الحنون، في الحديقة المائية، ولا تعودين صغيرة ولا اعود كهلا ولكننا مجلوان معاني ذلك القمر الفضي، في عمر واحد دون عمر، في قلب الحب الطفل، في الزمن الوحيد الأبدي، وأنا أحبك، وانتهى.. وكان هذا في البدء، ليلة أصبحنا واحدا. لن يكون بهاء الدين أول أو آخر المثقفين العرب الذين يناقشون قضية الأنا والآخر، وهي القضية التي تكاد تكون القضية المركزية في الثقافة العربية المعاصرة، مهما تعددت صيغها، فقد سبقه يحيى حقي، وتوفيق الحكيم، ويوسف ادريس، وسهيل ادريس، والطيب صالح، وفتحي غانم، وسليمان فياض وغيرهم، ولكن يتميز بهاء طاهر برؤيته ولغته الخاصة في هذا النقاش وعندما تسأله بريجيت في نهاية علاقتها عن الخلاص، (اذن فأين السلام يا صديقي فيجيبها: بأن ننام، وأن نحلم)، تسقط العلاقة بين المراسل الصحفي المصري المنفي، وبين الفتاة النمساوية المنصفة والمؤمنة بالانسانية في رحابتها، وباحترام الآخر في وجوده، تسقط بسبب ضغوط الأمير العربي، وأنانية صاحب الشركة الذي استجاب لضغوط الأمير.. ان المال هو السيد الوحيد.
تنبع قوة الرواية من الثنائيات التي تحفل بها: صعود الثورة وسقوطها، الحلم القومي والتشرذم القومي، الشرق والغرب، الثروة والثورة، الحب والعجز، المقاومة وإسرائيل، وهذه الخطوط المتوازية، والمتقاطعة حينا تدعم الفكر الذي تحفل به الرواية ان المثقف الناصري المحبط، ابن فراش المدرسة، والتي فتحت له الثورة أبواب الصعود الاجتماعي من خلال سياستها وتسييل عملية الحراك الاجتماعي يختزل ازمة المثقف العربي المعاصر، وخاصة ان غزو لبنان نجح في ان يخرجه من شرنقته القطرية الى الهم القومي، فيحاول البطل حشد المشاركين في تظاهرة كبيرة بالمدينة الاوروبية للتنديد بغزو لبنان، وادانة مذبحة صابرا وشاتيلا، ان بطل بهاء طاهر يعبر بشكل ناجح عن وعيه الخاص والذي يمثله بطله – فكما يذهب جولدمان ان وعي المبدع جزء من الوعي الكلي للجماعة، وان الحياة الاجتماعية تبدو كبنية كلية مترابطة يندمج داخلها الفرد المبدع. ويعد الابداع الأدبي رمزا للحياة الاجتماعية، فالآثار الأدبية العظيمة تعبر عن رؤية متماسكة للعالم وهذه الرؤية تعد ظاهرة اجتماعية لافردية مترابطة العناصر.
والدلالة الجديرة بالتوقف ما تحمله هذه الرواية من استناد أو علائق كوكبية تتعلق بالتحول الحادث في الخريطة العالمية خلال السنوات الأخيرة، وانعكاس ذلك على ملاك الحقيقة المطلقة من قطاع عريض من المثقفين العرب الذين أربكهم حجم الانهيارات، وسعة مشهد التحول، والتخلخل في البنية الايديولوجية، وعجز المثقف العربي المعاصر عن استيعاب أبعاد التغير.
يعترف ابراهيم الصحفي الماركسي، وصديق البطل اللدود عن عمق أزمة المثقف العربي (اننا نشعر اننا شبحان من عصر مات.. نعرف ان عبدالناصر لن يبعث من جديد وأن عمال العالم لن يتحدوا..). ويعترف المثقف الناصري بدوره (فعلمت انه مثلى.. يتشبث بيقينه لكيلا ينتهي عالمه.. لكيلا يضيع الحلم الذي دفعنا فيه ثمنا عمرا بأكمله) انها أزمة اليقين الماركسي، واليقين الناصري في ظل انسحاب زمانهما، وصعود يقينات أخرى: الاسلامي والامريكي والاسرائيلي والنفطي.. انها أزمة جيل بأكمله، فقد منطقا وهيمنته، وضاع حلمه، ليحيلهما الى فضاء آخر مغاير وقبيح وسط عجز مثقفنا العربي، مولدا أزمة الاغتراب الوجودي له. هل يمكن أن تقول لي أنت ما الذي جرى؟ أقصد لماذا لم نعد نعرف أبدا أية فرحة حقيقية ولا حتى أية سكينة حقيقية؟ هل تعرف كيف صدر الأمر بحرماننا من السعادة.
سقوط الحلم الناصري أورث الحلم الاسلامي السيادة، فابن البطل المنفصل عن زوجته وزميلته الصحفية – الذي يدرس الهندسة يتحول الى التشدد الديني ناعتا لعب الشطرنج "بالعمل الحرام،" بل ويمنع شقيقته – الابنة الثانية لبطل الرواية – من مشاهدة التلفاز لنفس السبب، انه نفي كامل للحياة، كما يرى أبوه.
كما تنتهي الرواية بموت بطلها، والذي نجا من أزمة قلبية سابقة لانفعاله بأحداث غزو بيروت والتي قدمها مستعينا بالوثائق والأرشيف والشهادات دون إثقال للعمل، يموت بطلها الذي رفض الانتحار قبل ذلك لان حياته فقدت معناها، من قبل بغياب الحلم الناصري وقدرة الثورة على التغيير، والآن بتحطيم الحب وافتراق بريجيت عنه التي كانت تتمنى انجاب طفل منه، فقد الحياة معناها عنده.
تمتلئ الرواية بإحالات الى البحتري والمتنبي وزهير وعمر بن أبي ربيعة وكثير عزة وصلاح عبدالصبور والسياب وخليل حاوي وأمل أنقل ولوركا، ويورد ابياتا للمتنبي ونيرودا والى جانب اغنيات لأم كلثوم وشادية.
ان لهذه التضمينات والاستعارات أكثر من وظيفة، منها اكساب الملامح الثقافية المطلوبة للشخصية، والتعبير عن الفضاء الثقافي العربي الخاص وصيرورة الثقافة العربية، وثالث وهو الاهم الاشارة الى وحدة الثقافة الانسانية باعتبارها المسار المشترك لالتقاء الحضارات المختلفة والمتصارعة، ويعمق المؤلف هذه الوظيفة بتكرار قراءة الحبيبين للشعر في خلواتهما.
تحاكم الرواية العجز العربي "ولكن هل هذه يا صديقي هي العروبة التي عشت تحلم بها؟" ويختزل العجز العربي في مصدره الاساسي "نعم، لماذا ندمر أنفسنا بأيدينا؟.. يواصل بهاء طاهر في هذه الرواية نقده ومراجعته للحقبة الناصرية، ولكنه يحيله الى حلم أناس مفقودة، بل يتوحد المثقف المنفي مع حلمه الناصري (ان تشبثي بحلم عبدالناصر ايامها لم يكن ايمانا بالمبدأ الذي عشت مقتنعا به، بل كان أيضا تشبثا كلي الشخص – بايام المجد والنجاح والوصول). بل انه يؤلف كتابا عن عبدالناصر في الحقبة الساداتية منعت الأجهزة توزيعه، واطلقوا عليه اسم "أرملة الفقيد".. يريد بهاء طاهر ان يؤكد على رسالة وقساوة الحلم، فالحلم هو العاصم والملاذ، والتشبث بالحلم أشرف من السقوط المهين.
يظل الزمان الناصري حاضرا بقوة في الرواية التي تدور في الثمانينات، ويجمع وعي المراسل بين التوحد والانبهار بهذا الحلم وبين ادانته، وهو يدين انتهازية المثقفين بالاخص، فقد ضارب بفائض الدولارات التي تقاضاها كبدل سفر في سفرياته الصحفية، أما زوجته فقد تاجرت في التاكسيات والأراضي "كنت أنت ايضا تشتري وتشترى… لماذا؟ ومتى بدأت الكلمات تصبح مجرد كلمات.. الثورة والعروبة والاشتراكية والعدل؟ كلمات للمقالات والندوات ولكنها ليست للحياة ! لم افعل سوي ما كان يفعله نغيري! ان نقنع الآخرين بكلماتنا.. بالعدل والمساواة والثورة والتضحية، ولكننا نعيش مع ذلك كله في درجة أرفع، في رفاهية أكثر لكي يواتينا الالهام ".. والى جانب انتهازية المثقفين، تناقش الرواية مسألة صراع الاجيال، وعلاقة المثقف بالسلطة، والكذب في الثقافة العربية، وفساد الصحافة وشقاء الحب، وسطوة الانفتاح الاقتصادي (لم ينه من هذا الانفتاح أحد)، ووضعية الجنس في الحضارة الغربية، والسيطرة الصحفية على الاعلام الغربي.
وبرغم مشاعر الاحباط والاغتراب التي تسم شخوص (الحب في المنفى) الا ان الرواية تحمل وعودها أو بشرى الخلاص (لا يمكن ان تكون الفجوة قد ضاعت الى الابد، هي دهاء على كل حال تلك التي تجري في عروقنا وليست جليدا وسينفجر الغضب قبل الصباح ).
ستبقى طويلا في الذاكرة الأدبية شخصيات "الحب في المنفى". شخصيات بريجيت المثقفة الرومانسية والتي تمثل الوجه السمر والانساني للحضارة الغربية، وشخصية مولع الذي يمثل الضمير الأوروبي العذب وسعيا للتكفير عن خطاياه، وشخصية إبراهيم الصحفي الماركسي الذي ينتهي في المنفى اللبناني والذي تتداخل في شخصيته ملامح إبراهيم نوار الصحفي المصري الذي استشهد في بيروت. ويستوقفنا عنوان الرواية، فالمؤلف كان حريصا على تثبيت معنى "المنفى" ليجسد من خلاله ظاهرة النزوح الكبير- قسرا او اضطرارا- لعشرات المثقفين المصريين الى الخارج – في منافي المشرق العربي والشمال الاوروبي خلال الحقبة الساداتية والتي شهدت تدهور الوضع الثقافي عموما، والمطاردة المستمرة للمعارضين وخاصة المثقفين الفاعلين النشطين. وبهاء طاهر بحكم إقامته الطويلة في الشمال منذ عام 1981م حيث عمل في المقر الاوروبي للأمم المتحدة يصور أبعاد هذا المنفى بصدق وتمكن معا، وهو يطور في هذا العمل النموذجي القيمة التي بدأها على استحياء في "وبالأمس حلمت بك" حول علاقة الشرق بالغرب، وهذا المنفى لم يمنعه – من ناحية أخرى ان يرى ويتابع أبعاد الأزمة – من على البعد- في الوطن الصغير (مصر) وفي الوطن الكبير- الأمة العربية – وحيث ينجه في طرد أبعاد الأزمة في كليهما متلمسا سيبل الخلاص. وعندما يغادر الحياة نشعر إن المثقف الناصري، والعاشق الولهان، والفنان الشاعر يغادرنا الينا، وان نهايته ليست إلا مجرد استراحة محارب: غفا قليلا من التعب، ومن الاحتجاج على زمن النفط بعد غياب زمن عبدالناصر.
محسن خضر(أكاديمي وقاص من مصر)