عرفت بعض الأعمال في المصادر العمانية باسم السير، ومفردها سيرة ، واستخدم المصطلح أحيانا لعنونة عمل مرتبط باسم شخص ما، وعادة ما تأتي مترافقة مع رسائل أو جوابات جرى تبادلها. وتعتبر بعض هذه السير من بواكير تاريخ التأليف الاسلامي، ولم يتح للباحثين في الدراسات العربية التعرف عليها وعلى مؤلفيها، على الرغم من أن مجموعة جيدة قد اخذت طريقها إلى النشر.
سيحاول هذا البحث ان يقدم باختصار هذه السير وأن يورد مثلا واحدا يبين كيفية الافادة منها في كتابة بعض جوانب من تاريخ عمان ، وخاصة حين النظر إلى هذه السير كواحد من الروافد المختلفة التي تتكامل فيما بينها لرسم صورة أشمل وأدق لتاريخ هذه البقعة في العصر الاسلامي.
وستستعرض هذه الورقة سيرة محمد بن محبوب للا طلال على جوانبها ا لمختلفة ولرؤية مدى فائدتها في معرفة تفاصيل أكبر عن حياة مؤلفها. وهو مؤلف اشتمل نتاجه على بعض السير وقد اثرت افكاره في مجريات الحياة السياسية الفكرية اللاحقة في عمان اثناء حياته وبعدها. وكان أحد أفراد أسرة أنجبت علماء عديدين بدءا بوالده محبوب بن الرحيل ، واستمر ذلك لقرون عديدة تلت.
اولا: تعريف السير
أ : لغويا
أقرب المعاني اللغوية وربما أصحها إلى معنى السيرة هي في كونها السنة والطريقة والهيئة . وهناك معنى شديد الارتباط بموضوعنا وهو القول «سير سيرة : حدث احاديث الا وائل » (لسان،4: 390). ولا يورد الخليل بن احمد الفراهيدي ( 100- 175/718- 791) (الخليل ،7: 291) أو محمد بن الحسن بن أريد (223- 321/838-933) (ابن دريد، 2: 4- 725) وكلاهما من أصل عماني معنى محليا مختلفا للكلمة . ويمكن القول هنا بان السيرة تعني بالتحدث عن الاوائل من الذين ساروا في الناس سيرة ما، لاقتفائها ان كانت السيرة حسنة وللاعتبار إن كانت من سير الذين طرقوا سبلا معاكسة . وتطورت الكلمة فيما بعد لتتجاوز معناها الديني الوعظي المحدد لتصف أقاصيص دنيوية بحتة مثل حياة أناس كعنترة (Heller,455).
ب : تاريخيا
أشهر كتاب السير هما محمد بن اسحاق بن يسار (58- 150/704-767) وأبو محمد عبدا لملك بن هشام المعافري (ت 213/828). وقد دونا سيرة النبي محمد (ص) وقد نسبت السيرتان اليهما فقيل سيرة ابن إسحاق وسيرة ابن هشام . على أن الأول يبدأ كتابه بالقول "هذا كتاب سيرة رسول الله" ويورد ابن هشام بأنه اتجه ابن اسحق .. مما ليس لرسول الله" . وعلى هذا فان السيرة تنسب إما الى كاتبها وإما إلى من كتبت عنه ، وعليه ففي الحالة الأولى تصف العمل في تأريخ الأحداث وفي الثانية الطريقة التي سلكها في حياته المدون عنه .
وفي عمان استخدمت السير للاشارة الى مجموعة من الاعمال القصيرة والتي جمع بعضها في مجلد واحد. وشاع استخدام هذه الوسيلة على مدى زمني طويل .
وأبكر السير عندنا هي سيرة وردت في كتاب الاهتداء لابي بكر احمد الكندي وقد عنونت – "سيرة النبي عليه السلام كتبها للعلا، بن الحضرمي" (ت 21؟/ 641؟) وتبدأ بـ "هذا كتاب من محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب القرشي الهاشمي نبي الله ورسوله الى خلقه كافة . سيرة للعلاء الحضرمي ومن معه من المسلمين " وتذكر الرسالة أنها كتبت "لأربع سنين من ظهور نبي الله عليه السلام إلا شهرين " (كتاب الاهتداء: 246).
وهذه السير هي عبارة عن رسائل سياسية ودينية ، ويروي بعضها من وجهة نظر إباضية تطور حركة المعارضة في الدولة الإسلامية ، مركزة على الحرب الأهلية الأولى بين المسلمين بعامة ، حيث يأخذ الجدل الديني والسياسي وجهة تناقش المذاهب الاسلامية الاخري وبمواجهة السلطة السياسية المركزية كما هي الحال في سيرة شبيب بن عطية الذي عاش بعمان في القرن الثاني الهجري / الثامن الميلادي.
وتعبر بعض السير عن وجهات نظر شخصية ازاء الاحداث التي عصفت بعمان بعد سقوط الامامة الأولى عام 134هـ/ 751م ، حيث يبدي المؤلف تأييده أو اعتراضه على الإمام الإباضي كتاب الاحداث لأبي المؤثر والذي عاش أثناء إمامة الصلت بن مالك الخروصي (ح237 هـ/851م ، واستقال أو عزل من منصبه عام 272هـ/885م ، عام 275 هـ/ 888). وتتوسع سير أخرى في الخلافات التي جرت بين الإباضية أنفسهم .
ولقد اعتمد الفقهاء والنسابون والمؤرخون العمانيون المتأخرون كثيرا على هذه السير. واستخدمت موادها كمراجع في الجدل الديني الذي كان يدور بسبب بروز أحداث ما. ولقد عرف سابقا عن وجود ثلاث مجموعات أساسية : في وزارة التراث القومي والثقافة بعمان وفي كيمبردج وفي الدمام بالسعودية (عمر،55). على أن زيارة صاحب هذه البحث إلى عمان عام 1993م قد أشارت إلى احتمال وجود نسخ أكثر من ذلك .
وترد علمة سيرة لدى مؤرخ عماني من القرن التاسع عشر هو محمد بن حميد ابن رزيق (ت 1291/ 1874) حين ألف كتابا أسماه "الفتح المبين في سيرة السادة البوسعيديين "، حيث يبدأ بحمد الله "المسهل لأولى الألباب معرفة السير والأنساب ، ومرشدهم لتفضيل الطائفة والأحزاب " وأنه طلب منه أن يشرح " ما سمعته وحفظته عن أهل المعرفة بالأنساب … عن نسب الإمام الحميد أحمد بن سعيد، وماجرى في سيرته الجلية … وأن أبين … بعد فراغي من ذكر نسبه وسيرته وحدود مملكته بلا إبهام ، سيرة أولاده النجباء الكرام " (الفتح المبين ، : 1) . واهمية ما يشير اليه ابن رزيق هو تفريقه بين علم الانساب وعلم التاريخ او السير، وهو امر كان قد اخذ في التبلور في عمان ، وفي أنه خطا خطوة أخرى نحو إعطاء مصطلح السيرة مفهوما أوسع .
وهناك عملان للمؤرخ العماني المعروف عبدالله السالمي (1283- 1332/ 1865- 1914) ترد فيهما كلمة «سيرة » الأول : سيرة كتبها عن صالح بن علي الحارثي ويبدأ فيها بالقول : «فهذه رسالة تبين نور الحق الجلي من سيرة شيخنا الولي صالح بن علي » (ابن خليفين ، 1) . يلفت الانتباه هنا أن السالمي قد عقد «لذلك ثلاثة فصول » وذلك من ناحية الترتيب الشكلي للكتاب . والثاني هو مؤلفه الأشهر "تحفة الأعيان بسيرة أمل عمان " وفيه يتوسع السالمي في ذكر مفهومه للسير، حيث يقول في مقدمة كتابه بأنه إذ يعلم أن علم التاريخ يعين للاقتداء والإتعاظ .
"وحيث كان العدل وسيرة الفضل في عمان أكثر وجودا بعد الصحابة من سائر الاعصار، تشوقت نفسي الى كتابة ما امكنني الوقوف عليه من أثار أئمة الهدى ليعرف سيرتهم الجاهل بهم … مع قلة المادة في هذا الباب إذ لم يكن التاريخ من شغل الأصحاب .. لذلك لا تجد لهم سيرة مجتمعة ولا تاريخا شاملا، فتتبعت ما أمكنني تتبعه من كتب السيرة الآثار، والتواريخ .. وقد كنت عزمت أن أجمع سيرة تجمع أحوال المذهب ، وذكر أهله أينما كانوا من الحجاز والعراق وعمان واليمن والمغرب وخراسان … فجعلت للناس السيرة العمانية … وإن كان في الأجل فسحة جمعت إن شاء الله باقي السير… فأجعل سيرة الصحابة في مجلد مفرد، وسيرة أهل العراق واليمن وخراسان في مجلد مفرد، وسيرة أهل المغرب في مجلد مفرد، فتجتمع السير في أربعة مجلدات " (تحفة 1: 4- 5).
ويؤكد السالمي هنا بحديثه وعمله أن كلمة سيرة هي مرادفة لكلمة تأريخ : تاريخ للصالحين لللاقتداء والطالحين للاتعاظ والابتعاد. بمعنى اخر ان السير ما هي إلا كتابة للتاريخ . ولقد نضج هذا العمل ضمن هذا المنظور في عمان مع انتهاء القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وهي الفترة التي عاش فيها السالمي. ومن الناحية الشكلية فالسالمي يأخذ باحتياجات العمل : فيمكن للسيرة أن تطول لتقع في عدة فصول كما هو الحال مع سيرة الشيخ صالح ، ولربما طالت فوقعت في مجلد نشر عدة مرات في جزءين .
أي أن موضوع السير ليس قصيرا بالضرورة ولا يجب أن يقع على هيئة رسائل ولا أن يرتبط بحياة شخص ما.
وعلى ذلك يمكننا القول بأن دراسة السير العمانية هي دراسة في كتابة التأريخ العماني وتبلور ذلك عبر القرون . والأمر يختلف عن جهد المؤلفين العمانيين في موضوع الفقه مثلا حيث انصب الاهتمام الأول على الفقه ، فان ذلك قد تبلور بسرعة متفاعلا ربما مع ما قام به رواد الاباضية الاوائل بالبصرة ، ولربما ايضا مع حركة التأليف لدى اباضية المغرب أو التأليف الفقهي الاسلامي بعامة . وما تجدر الاشارة اليه هنا هو وجود تراث اسلامي عام واباض خاص يشكل منطلقا للاقتفاء حينا وللمقارنة واظهار التمايز حينا آخر إن لزم الأمر. ويضاف الى ذلك وجود حاجة محلية
لموضوعات الفقه . فهي بأخر الأمر تعني بمسائل تمتد من شؤون المجتمع المركزية مثل الامامة وتنظيم قضايا السلطة ، مرورا بمقتضيات واجبات العبادة وانتهاء بمسائل تنظيم شبكات الري (الأ فلاج ) بعمان .
أما فيما يخص موضوعات السير بعامة فقد كان يحدد طبيعتها وحجرها وتطورها أمور عدة . الأول طبيعة موضوعاتها من حيث اعتنائها أساسا بأمور عمان والإباضية بها. والاطلال على الموضوعات الاسلامية هو من باب دراسة تلك الامور من منظور اباضي وحيثما كان الشأن عمانيا، كان التراث المحلي محدودا، وبالتالي كان على المؤلف ان يكون البادىء في موضوعه . وكان التراث الاباضي بدوره وبالذات ذلك القادم من البصرة قد استن طريقة لربما هي التي اتبعها العمانيون لاحقا. والامر الثاني ان الكثير من السير انما كتبت بناء على بروز حاجة ما: كرد على رسالة أو توجيه كتاب معين بسبب بروز أمر عملي ملح يتطلب لفت الانتباه . وأمر آخر هو طبيعة المتلقى، فقد أفرز واقع عمان الاقتصادي والاجتماعي دائرة محدودة لانتاج المادة المكتوبة وتداولها. فرسالة منير بن النير قد كتبت الى الإمام غسان بن عبدالله الفجحي اليحمدي (ح 189-207/ 804-822). ورسالتي محبوب بن الرحيل الى أهل عمان وأهل حضر موت تتعلقان بهارون بن اليمان الذي وجه بدوره رسالة إلى الامام المهنا بن جيفر (226-237/ 840-151). وكلما أوغل المجتمع في التطور والتعقد كلما اضحت الحاجة الى بروز مادة مكتوبة اكبر وبات عدد الملتقين أوسع ، وهذا يفسر أحيانا أمر بروز المشاهير من الكتاب من أصل عماني مثل الخليل والمبرد وابن دريد في عواصم الإسلام . وفي الحقيقة أن باب التأليف في السير هو باب بروز المؤلف المحلي . فإذا كانت عمان انجبت كتابا فالامع هنا يتعلق بالكتابة والتأليف والقراءة كعمل اجتماعي وانعكاسا لمجتمع أكثر تعقيدا.
وهكذا فإذا كان وجود السير مجموعة في مجلد واحد قد أثار العديد من التساؤلات وبالذات حول ما إذا كان ورودها ضمن هذا الشكل انما يشير الى امر اكثر جوهرية بمعنى انتظامها ضمن خيط معين ما، فان التعرف السابق عليها يبين لنا انها ليست كذلك . وبمقارنة مجموعتين من السير المجموعة المنشورة ومجموعة كيمبردج نجد ان محتويات المجموعتين ليست متطابقة وإن كان فيها بعض التداخل والتشابه . ولربما وجدت سيرة أو كتاب ما منفردا أو ضمن مؤلفات أخرى ولربما وجد ضمن مجموعة السير تلك وذلك كما هو الحال مع كتاب عبدالله بن اباض (أحد أبرز قادة الاباضية في القرن 1/7 وأطلق اسم الاباضية إثره ) الى الخليفة عبدا لملك بن مروان (ح 65- 86/ 685. 705) الذي قد يرد مترافقا مع رسالة أخرى له في موقع آخر (كشف مخ 298،306).
تتميز السير إذا أساسا في شكها المجموع بقصر المادة نسبيا، وهي تعبر عن مرحلة مبكرة من مراحل التأليف في عمان . ولربما حدد طولها أيضا طبيعة موضوعها، وهي بالتالي تشبه ما يرد في المؤلفات العربية على أساس كونه رسالة في موضوع معين أو استجابة لحدث ما.
وسيتركز البحث هنا على المجموعة المنشورة من كتاب السير وقد صدرت عن وزارة التراث بعمان في جزءين بتحقيق سيدة كاشف .
بين أربع وثلاثين مادة حواها كتاب السير والجوابات هناك اثنتان وعشرون مادة بدأت بتسمية سيرة ، وتوزعت المواد الباقية بين «كتاب كذا وكذا» أو "رد على " أو "رسالة إلى ". وليس هناك فرق كبير في محتويات المواد بما يسمح بالاشارة الى أن هناك تميزا وسطها. وهناك مادة تشير مباشرة إلى غرض محدد مثلما يرد في توبة الإمام راشد بن علي ( ت 476 ؟/ 1087 ؟) ورد القاضي محمد بن عيسى السري على استشارة الإمام . وفي بعض الأحيان تتضمن السير فملا من كتاب مثلما جرى الحال في ورود "فصل من كتاب المحاربة " ضمن رد القاضي أبو بكر أحمد بن عمر المنحي . ولا يعرف من طريقة النشر ما اذا كان ايراد الفصل هو من قبل التاهي نفسه أو من جامع المخطوطات الاصلية في مجلد واحد.
ومن الناحية الزمنية امتدت المؤلفات عل ما يقارب خمسة قرون بدءا من سيرة النبي (ص) للعلاء ورسالة عبدالله بن اباض في القرن الأول لم السابع وانتهاء بالقاضي أبو بكر أحمد بن عمر (السير، 9:2-) الذي ربما شارف على القرن السادس / الثاني عشر.
وكتب المادة علماء إباضيون لربما تولوا في بعض الأحيان مناصب رسمية أكثرها منصب القضاء.
ومن ناحية مكان التأليف فلقد توزعت بين مواقع عدة : المدينة (؟) البصرة وعمان ، وأرسلت بدورها إلى بعض تلك المواقع وإلى المغرب وحضرموت .
ثانيا : سيرة محمد بن محبوب
وهي سيرة كتبها محمد بن محبوب الى "جماعة من كتب اليه من أهل المغرب ،" (السـير، 2:223). وسيركز كاتب البحث هنا على محاولة استقراء ما تحويه الرسالة من معلومات قد تفيد في معرفة حياة كاتبها.
أ: حياته
ترتبط حياة محمد بن محبوب بتحديد تواريخ في حياة رجلين آخر بين هما الربيع بن حبيب الفراهيدي ومحبوب بن الرحيل .
فأما الأول فما يهمنا هنا هو تحديد أقصى فترة محتملة عاش بها. فنحن نعلم أنه قد أخذ عن جابر بن زيد (ت93/ 711) مما يجعلنا نعتقد انه قد قابله وهو فيما يقارب العشرين من عمره . وقد عاد الربيع في أخريات حياته هو ومحبوب إلى عمان (الشقصي، 621). وهناك ثلاث اشارات الى امور في حياة الربيع تجعل كاتب البحث يعتقد انه قد عاش الى العقد السابع او الثامن من القرن الثاني. فهناك أولأ رسالة قد وجهها الربيع الى الإمام عبدالوهاب بن عبدالرحمن بن رستـم (171-802/ 787- 823) ردا على طلبه رأي الربيع حول خلاف جرى في أوساط اباضية المغرب بين الامام ويزيد بن فندين وقد أيد فيه الربيع الإمام وهذا يضع المراسلة في أول حكم الامام أي بداية العقد الثامن .
وكان وفد من اباضية المغرب قد التقى الربيع في مكة . ولقد آلت الامور فيما بعد في المغرب الى صدام اتخذ فيه الربيع موقف ا لمتولي للامام وهو ما يدفع بالفترة الزمنية ربما الى منتصف العقد الثامن . وبعد ذلك رغب الامام في الحج ، على ان اباضية نفوسهم قلقوا لئلا يؤدي ذهاب الامام الى اعتقاله من قبل العباسيين فبعثوا يستشيرون الربيع ، فأفتى بعدم ضرورة قيام الامام نفسه بالحج ولربما احتاج الامام الى فترة بعد الانتهاء من ثورة ابن فندين ، ولربما رغب في الحج أصلا للتعبير عن حمده لله على الانتصار في تلك الأحداث ، وحتى اتخاذ القرار واجراء المشاورة ربما احتاج الأمر إلى سنة أو سنتين وهو ما يأخذ بالزمن الى ما بعد منتصف العقد الثامن .
وبعد ذلك وحين نشبت مسألة ولاية خلف بن السمح بن أبي الخطاب بعث الامام بدوره الى المشرق للاستشارة ، على انه استشار حينها محبوب بن الرحيل مما يشير الى وفاة الربيع .
وإذا كنا قد عرفنا ان الربيع ومحبوب قد انتقلا الى عمان في اخريات حياة الربيع ، فاننا لربما رجحنا أن يكون ذلك قد تم فى حوالي العقد الثامن ، وأن تكون الاستشارات قد وجهت الى الربيع اما في البصرة او في مكة اثناء الحج او في عمان .
اما محبوب فان من أبكر آثاره رسالته الى الامام طالب الحق الذي ثار على الدولة الاموية عام 129/ 746، مما يجعل سن محبوب في ذلك الوقت لا يقل على الأرجح عن وسط العقد الثالث من عمره لكي يتمكن من مخاطبة طالب الحق ، وبخاصة حين النظر أن ذلك يتم وجم كبير من مشايخ الاباضية على قيد الحياة ومن بينهم أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة (توفي في خلافة أبي جعفر المنصور «136- 158/ 753- 774") زعيم الدعوة حينئذ والربيع بن حبيب .
ونحن نعرف أن ابن الرحيل قد عاهر امامة الوارث بن كعب (ح 189_ 192/ 795- 870) وحدد موقفا من حملة عيسى بن جعفر التي أرسلت ضد عمان في عهد الإمام المذكور، كما أن هناك رسالة يقال أنه قد وجهها في أمر هارون بن اليمان وأن الأخير قد وجه ردأ إلى الإمام المهنا.
ومحمد هو أحد ثلاثة أبناء لمحبوب . وأكبرهم على الأرجح هو سفيان وبه يكني. ويبدو أن محبوبا قد تزوج في أخريات حياته ، فحين وفاته كان ابنه سفيان دون البلوغ بينما كان ابنه الثاني المحبر قد بلغ . وقد ورد ذلك في حادثة قيام محمد ببيع دار والده في البصرة . وهذا يضع سن سفيان والمحبر حينها بين 13- 15 وسن أخيهما مقاربا لذلك . ويمكن الأخذ بكثير من الحذر بالقول بأن محمدا قد ولد في نهاية القرن الثاني وتوفي في 3محرم 260(29 أكتوبر 873) عن عمر ناهز على الأرجح السبعين .
ولا يدري المرء صحة الافتراض بكون محمد اكبر أولاد محبوب بينما يكنى الرجل بأبي سفيان (البطاشي ، 166:1). ويضاف الى ذلك القول بأن محبوبا قد استقر في مكة في اخريات حياته وبها توفي (الوار جلاني، 108)
ب : حياته العلمية
اخذ محمد بن محبوب العلم عن «موسى بن علي وغيره من الفقهاء» (العوتبي، الضياء، 149:3، 211) . على انا لا نجد اشارات محددة عن اخذه عن هؤلاء الشيوخ . ولقد تزوج الرجل من ابنة موسى بن علي (البطاشي ، اتحاف ، 1: 191). وللمرء أن يفترض أنه اخذ من طبقة العلماء الذين تلوا طبقة الربيع .
ولا يصادف المرء روايات من ابن محبوب عن والده ، وذلك يعود اما لان بعض الاحداث التي تروى مرتبطة بوالده قد حدثت مبكرة أو لأن الولد لم يدرس على يد أبيه وهو الارجح ، وخاصة حين الاعتقاد بان الوالد قد توفي وأولاده في مقتبل العمر.
ففي معرض التعليق على حادثة اسر عيسى بن جعفر يشير محمد الى رأي والده ناقلا ذلك عن بعض أهل عمان عن والده في مكة (تحفة 119:1) ويقول أيضا في سيرته ددوقد بلغني عن والدي محبوب بن الرحيل رحمه ائه » (السير 2: 268). وفي رواية أخرى «اخبرني أبو صفرة عن محبوب انه قال يكسر ما وجد فيه النبيذ» (جامع الفضل بن الحواري: 3: 227). وهي عبارات كلها تشير الى ان هذه الروايات لم يسمعها الولد مباشرة من الوالد.
تنقسم حياة محمد بن محبوب العلمية الى مرحلتين : الفترة الأولى منهما قبل توليه القضاء والثانية بعدها. ففي الفترة الأولى وجد في نفسه تحررا لربما بسبب كونه في مقتبل العمر، وبسبب عدم دخوله في الدولة . ولذلك نجد منه تفردا في الرأي، وان كان المرء يلمح انه يعود عن التفرد إذا ما رأى في ذلك خطرا على الدولة ووحدتها وتشير بعض الاحداث الى ذلك . فحين صلى عمر بن الاخفس بالناس الجمعة اثناء مرض الامام عبدا لملك بن حميد الازدي (ح 7/208-226/3/824-840) ركعتين دون أمر الامام ، ولم ير موسى بن علي عليهم نقضا وكان حاضرا واجاز صلاتهم . ورأى محمد بن محبوب على عمر بن الاخنس وعلى من صلى معه النقض (تحفة 136:1). ولا يعرف المرء ان كان ابن محبوب قد حضر الصلاة وابدي رأيه حينها مما سيشير الى انه قد أنجز تعليمه وان عمره يقع حينها بين العشرين والثلاثين .
وحين اجتمع عدد من البارزين من مشايخ عمان في دما الواقعة قرب السيب الحالية وتناقشوا في مسألة خلق القرأن . وتفرد محمد بن هاشم بن غيلان السيجاني الذي غضب وقال : "أنا اخرج من عمان ولا اقيم فيها. فظن محمد بن محبوب أنه يعني به. فقال : بل أنا أولى بالخروج من عمان ، لاني فيها غريب ،… ثم تفرقوا، ثم اجتمعوا بعد ذلك فرجع ابن محبوب عن قوله …0وأمروا مهنا الامام بالشد على من يقول ان القرآن مخلوق " (الكندي، بيان 1: 154).
وهذه الحادثة تظهر أن محمد بن محبوب كان لايز ال يمتلك رأيا متفردا على أنه وقف بسبب مسألتين . الأولى شعوره بأنه انما قدم من خارج عمان ، وانه اذ لا يرتكز على دعم قبلي قوي فانه يتوجب عليا ان يراعي المشاعر المحلية القوية . ومراعاة مثل هذه المشاعر في عمان هو امر درج عليه حتى بعض المشايخ في البصره من أضل عماني مثل الربيع بن حبيب . ففي معرض التعليق على اختلاف مواقف اهل عمان من شبيب بن عطية علق الربيع بن حبيب مخاطبا موسى بن ابي جابر "انتم أعلم بأهل بلادكم ، أما أنا فليس ذلك رأيي" (الشقصي، 2:36، تحفة 1: 5-106). والامر الاخر هو ان محمد بن محبوب لم يمتنع فقط عن ذلك ، وانما ايضا اشترك في الطلب من المهنا ان يشد على الخالفين . وهو هنا يقدم اهتمامه بالمؤسسة والدولة على أية اهتمامات فكرية اخري. وبأية حال فهذه الحادثة تشير الى انه قد بات يعد في مقدمة العلماء ولعله قد بات بين العقد الثالث والرابع لكي يضع نفسه في مواجهة احد أبرز العلماء حينها وهو محمد بن هاشم بن غيلان السيجاني.
جـ : سيرة محمد بن محبوب
ضمت الرسالة الاصلية التي بعث بها بعض اباضية المغرب مسائل لمعرفة اراء اباضية المشرق، وهو تقليد درجوا عليه ، ولخصها كاتب السيرة في 48 مسألة . وقد كتب الرد في عهد الامام عبدالوهاب بن عبدالرحمن بن رستم او بعده ، والارجح ان تكون بعده وذلك لانها ان كانت قد وجهت لمحمد بن محبوب شخصيا. فقد ورد في بداية الرسالة "الى جماعة من كتب اليه من المسلمين من اهل المغرب " (السير 227:2). ولا يكون ذلك الا بعد ان يكون الرجل قد تعلم ونال قسطا من الشهرة بحيث يجد اباضية المغرب انفسهم يكتبون اليه لاخذ الرأي والمشورة وقد كتبوا من قبل الى المشاهير من مثل الربيع بن حبيب ووالده محبوب . ولقد كتبت الرسالة بعد وفاة والد" حيث ورد في نهايتها "وقد بلغني عن والدي محبوب بن الرحيل رحمه الله" (السير 268:2).
نعرف أن هناك ثلاث سير حول خلاف نشب بين محبوب بن الرحيل وهارون بن اليمان في البصرة تعزى اثنتان منها للاول والثالثة هي رسالة وجهها الاخير الى الامام المهنا بن جيفير ويقال ان فترة الخلاف وتبادل الرسائل هي ابان عهد الامام الاخير اي بين 226و237 ( 840- 851) (تحفة ، 7:1- 158). ولربما حدث شي ء من ذلك في عهد الامام السابق غسان بن عبدالله الفجحي اليحمدي (189-207/ 804- 822). وهي كلها تحديدات تتطلب مزيدا من البحث والمقارنة مع اقوال أخرى سبقت الاشارة اليها حول كون محبوب والربيع قد غادرا البصرة في اخريات حياة الربيع ، وان محبوبا قد استقر به المقام في عمان ثم في مكة .
وعلى أية حال فان تلك التحديدات ربما مكنتنا ان نشعر بشي ء من الثقة حين القول بان سيرة محمد بن محبوب قد كتبت اثناء فترة الامام افلح بن عبدالوهاب (208؟ – 240/ 823؟ – 854). وهي امامة حملت بعض ما انتقل اليه من مشاكل من ايام والده وبالذات تلك المتعلقة بولاية طرابلس واباضية نفوسة . وهذه احداث تصلح كمسرح لمثل ما تعرضه السيرة من أمور.
فبالنظر الى الاسئلة الموجهة نرى انها قد وجهت من قوم هم على قرب من امام علانية الا انهم في ديار تحت حكم جبابرة ، اي في غير حكم الاباضية . فالأسئلة تجرى عن "الامام العامل على قوم من اهل دعوته في مواضع جرت عليه احكام الجور… وعن قوم بهذه المنزلة هل يسمون اهل ظهور ام اهل كتمان …" (السير، 27:2)، 229). ويرد ايضا "وعمن ولي أمر المسلمين وكان يولي السفهاء من قرابته وعشيرته ، هل تجوز ولايته على هذا الوجه … وعن الامام هل له ان يولي رجلا جاهلا بالكتاب والسنة … وعن الامام اذا كان في رعيته قوم سفاكون للدماء أكالون الحرام أيجوز له ان يولي رجلا منهم ام لا يجوز له ذلك ؟ وقلتم : أنهم لا يرضون إلا برجل منهم ، فكيف الحق في ذلك " (2: 235، 243).
وهناك سؤال عن قوم "نحو أكثر من عشرة آلاف أو عشرين ألفا، ليس لهم علم بالكتاب والسنة ، هل لهم ان يتقدموا على امامة لرجل منهم " (السير 26202).
ووسط رده يبين لهم ابن محبوب مبدأ الاباضية في انه "لا يجتمع امامان في مصر واحد" وحول استخدام لقب امير المؤمنين وان ذلك لا يستخدم الا لمن حكم "اهل القبلة " اي جماعة المسلمين (السير 2:267).
ولا تبعد هذه الاسئلة في كثير من موضوعاتها عن اهتمامات اباضية المغرب في النصف الاول من القرن الثالث / التاسع حيث كانت الامامة ومقرها تا هرت قائمة ولكنها على تماس حساس مع قوى اسلامية أخرى وقد عبرت بها خلافات ونزاعات ضمن اباضيتها انفسهم .
ويستوقفنا في السيرة سؤالأ والرد طيه . فقد كتب محمد بن محبوب قائلا :
"وعن الامام اذا خرج بجنده الى اهل الخلاف فاظهر بهم ، وكان من رعيته بسط ايديهم في نهب الاموال واحراق المنازل ، فهل عليه اني يؤدي ذلك كله من بيت مال المسلمين ؟ ام ذلك موضوع عن الامام اذا كان كارها وكيف القول ذلك من المسلمين ؟".
ولقد رد محمد قائلا:
"القول في ذلك أنه ليس من سيرتهم حرق منازل أهل القبلة ولا غنيمة الاموال ، فان ركب ذلك راكب من جنده وصح ذلك عليه ، اخذ الراكب لذلك بجنايته في ماله دون بيت مال المسلمين فان لم يصح وكان جنده هم الذين ركبوا ذلك بلا رأيه وصح ذلك عليهم كان على الفاعلين له . وان كان ذلك بامره واذنه وهو يعلم ان ذلك خلاف سيرة المسلمين ، ضمن ذلك ، فهو ومن فعل ذلك بأمره واذنه دون بيت مال المسلمين . وان فعل ذلك باذنه ورأى ان ذلك حلال له فذلك خطأ وهو في بيت مال المسلمين ، وعليه ان يتقدم على جنده ويعلمهم بما يحل ولا يخفي ما يجوز عليهم ، ويأمرهم وينهدهم ، فمن ركب بعد هذا النهي ضمن ما ركب في ماله " (السير، 2: 252).
ولقد سقنا هذا المقتطف الطويل للاعتقاد بانه ربما ألقى ضوءا على جانب من حياة ابي عبدالله وهو ما جرى ايام المهنا من احداث وكانت للقوات التي قدمت من صحار دور أساسي فيها.
فمن بين ابرز مواقف محمد بن محبوب كونه يبرأ من الامام المهنا ربما بسبب الاحداث التي جرت حين حادثة مواجهة بقايا اسرة آل الجلندي والفظائع التي ارتكبها بعض الجنود من قوات الامام وبسبب تشدد الامام ازاء المخالفين على الدولة . بل ان ابا عبدالله اراد ان يكتب هو وعلماء اخوين كتابا فيه اظهار البراءة من المهنا الا ان ابا المؤثر تمكن من ثنيهم عن ذلك بسبب تخوف ان يؤدي ذلك الى انقسام كبير في الدولة ويجد المرء مثالا من ذلك الخلاف في سيرة محمد بن محبوب الى المغاربة .
فمنذ ان اعيد تأسيس الامامة في عمان أخذ الائمة في تثبيت سلطة الدولة . وكان احد الاساليب في ذلك هو ايجاد قوات دائمة خاضعة للامام ومبتعدة عن التأثير القبلي . ولقد شهر عن الامام المهنا احتفاظه بقوات ضخمة متفرغة من نزوى. واضطر الامام الى مواجهة محاولات الجلندائيين لاستعادة سلطتهم التي قضى عليها قيام الامام .
وكانت تلك المحاولات قد تجددت في ايامه بقيادة المغيرة بن رسن (وسن ، روشن؟ ) الذي تمكن من الاستيلاء على تؤام بشمال عمان . واستعان الامام هذه المرة بقوات قادها من عرف باسم المطار الهندي، وقد ارتكبت قواته فظائع اثارت السكان والفقهاء الذين رأوا فيها مخالفة لتعاليم الاباضية في القتال وبالذات حين يتعلق الامر بقتال ينشب وسط المسلمين انفسهم .
ولربما كانت هذه الحادثة وحوادث أخرى هي التي استثارت خلافا بين محمد بن محبوب والمهنا الى حد ان يبرأ محمد بن محبوب من الامام في السريرة بل وكان يفكر في كتابة رسالة براءة علنية لولا نصيحة ابي المؤثر، كما سبق القول .
وما يرد هنا في السيرة ربما كان انعكاسا لما كان يعتمل في صدره حينئذ او بعد تلك الاحداث ، اورهما كان الاساس النظري الذي انطلق منه للحكم على تلك الامور وحين تسنم الامامة الصلت بن مالك الخروصي أجرى تعديلات في صحار فاستبدل واليها أبا مروان بمحمد بن الازهر العبدي. وكان القاضي أيام المهنا محمد بن علي . ونحن نعرف أن أبا عبدالله قد قدم الى صحار عام 249/ 863 وولي القضاء فيها عام 291لم 865
د: تلاميذه وآثاره
أخذ عنه علماء عديدون من بينهم ابناه بشير وعبدالله وابو معاوية عزان بن الصقر النزوي العقري (ت 268/ 881 أو 278/ 891) وا بو المؤثر الصلت بن خميس الازكوي وأبو جابر محمد بن جعفر الازكوي والفضل بن الحواري السامي (ت 378/ 891) (تحفة 226:1) .
تأثر الكثير من علماء عمان بآراء محمد بن محبوب وتنتشر الروايات عن محمد بن محبوب في الكثير من المواقع في المصادر العمانية ويعرف فيها بأبي عبدالله ، وتحتل آراؤه الفقهية مكانة رفيعة وواسعة بين أوساط العلماء الاباضيين . ويشار هنا الى بعض اعماله التي عرف عنها تبلورها في مؤلفات مستقلة .
وبالاضافة الى سيرته المذكورة يشار الى ابي القاسم بن ابراهيم البرادي (8/ 14) (وهو من اباضية المغرب وعنه ينقل السالمي في اللمعة ) قد ذكر "كتاب محمد بن محبوب ، وقفت على جزء من اجزائه ، وجملته سبعون جزءا" (البرادي، 2: 284). وليس هناك سوى القليل مما يشير الى هذا المؤلف ، على انه تجدر الاشارة الى ان البرادي يستخدم لفظة ددكتاب " حتى للاشارة الى سيرة من السير، تقع في القليل من الصحفات كما هو الحال مثلا في "كتاب عبدالله بن اباض … الى عبدا لملك بن مروان .. وكتاب شبيب بن عطية " (البرادي، 283:2).
وهناك رسالة من محمد بن محبوب الى احمد بن سليمان الحضرمي فيما يقارب الصفحة (الشقصي، 1: 598) .
وورد الينا عهد من الامام الصلت الى غسان بن جليد حين توليته واليا على هجار، وقد كتب العهد محمد بن محبوب ويقع في نحو عشر صفحات (تحفة 1:184).
وتوجد كذلك سيرة تبدو غير مكتملة كتبها ابو عبدالله الى ابي زياد خلف بن عذرة (السير،Cul,Or,1402).
ويمكن القول بان السير العمانية هي مادة مصدرية جديدة في التراث العربي ذات فائدة في اضافة معلومات جديدة عن تاريخ منطقة عمان عبر القرون التي كتبت فيها هذه السير وبالمواضيع التي تعني بها وسير الرجال الذين اثروا في تاريخها. وهي تضم مواد تتطلب مزيدا من الدراسة للإطلال على مختلف جوانبها. وتعطي صفحات البحث السابقة مثلا عن الفائدة التي يمكن الحصول عليها من التفاعل مع هذه المادة .
المصادر والمراجع العربية
-ابن اسحاق ، محمد بن إسحاق بن يسار (85-15/ 04«7- 767) سيرة إبن اسحاق ، ت محمد حميد الله ، المغرب ، 1976
-اسماعيل محمد الخوارج فى المغرب العربي بيروت 1976.
-إبن أريد ، ابوبكر محمد بن الحسن (223-321/838-923) تح عبد السلام هارون مصر، 1958. جمهرة اللغة ( 1- 2) حيدر أباد، 1344- 1345.
– ابن الكلبى هشام بن محمد ابو المنذر (ت 204/ 819) جمهرة النسب (1- 3) تح محمود العظم ، ر محمود الفاخوري، 83- 1986.
أحمد العبيدلى : متخصص في التاريخ العماني من البحرين وباحث بجامعة كمبريديج .