أحمد بن خلفان الشبلي
كاتب وباحث عُماني
ارتبط الإنسان منذ القدم تأثيرًا وتأثُّرًا سلبًا وإيجابًا بالبيئة المحيطة به، فهو كما قيل ابن بيئته. فقد عمل ذلك المحيط البيئي الذي عاش فيه، سواء أكان جمادا أم كائنًا ينبض بالحياة، على تشكيل وعيه وسلوكه ومعتقداته. وقد تعددت المفردات الطبيعية بتعدد الأماكن التي عاش فيها البشر. كما أن تلك المفردات لم تكن على درجة واحدة من التأثير والحضور الثقافي، لدى مختلف المجتمعات؛ وذلك لاختلاف طبيعة البيئات على وجه الأرض، فتأثر الإنسان في المناطق الصحراوية بمفردة ما، قد لا يكون لها ذلك التأثير في المناطق الجبلية مثلا، وهذا ينطبق أيضا على المناطق البحرية والمناطق الداخلية البعيدة عن البحر وهكذا دواليك.
وتعد الطيور من بين أبرز المفردات الطبيعية التي تفاعل معها الإنسان على وجه الأرض. فقد كانت الطيور حاضرة في جميع البيئات دون استثناء1. وهو أمر قد لا يكون متاحًا لكثير من الكائنات الحيّة. مع الأخذ في الاعتبار الاختلاف في الكثافة والأنواع من بيئة إلى أخرى؛ لذا فإن حضور الطير ثقافيًّا في مختلف المجتمعات على وجه الأرض كان أمرًا لا مفر منه، وإن كان ذلك أيضا بدرجات مختلفة، وذلك لاعتبارات عدة، نذكر منها، مدى التأثير الديني وحضور الطير في النصوص المقدسة لذلك المجتمع2، وكذلك مقدار التأثر بالثقافات الأخرى، فضلا عن كثافة التنوع في أجناس الطيور التي عاشت في ذلك المحيط.
ولم يكن الإنسان في عُمان بعيدًا عن تأثير الطيور ثقافيا، فقد عرفت عُمان تنوعا بيئيا وحيويا أسهمَ الامتداد الجغرافي في تشكله. وأصبحت موطنا للكثير من أجناس الطيور فضلا عن عدد كبير من الطيور المهاجرة التي تزور سلطنة عُمان كل عام، وذلك نتيجة وقوعها على مسار هجرة تلك الطيور السنوية ما بين قارتي آسيا وأفريقيا. وقد قدر العلماء أن عدد الطيور المعروفة في عُمان قد بلغت 493 نوعا3. وهو الأمر الذي أدى إلى حتمية الحضور الثقافي للطيور في المجتمع العُماني، حيث سجلت لنا الكتابات على الصخور التي تعود لآلاف السنين قدم تلك العلاقة4.
وقد اشتهرت منطقة الباطنة بشكل عام في عُمان وبحكم تنوع البيئات فيها (الساحلية والزراعية وشبه الصحراوية والجبلية) بكونها منطقة استيطان لكثير من أنواع الطيور، ومحطة لهجرة العديد من الطيور، وقد تفاعل معها الإنسان بأشكال مختلفة.
وتعد البيئة الزراعية في الباطنة ذات خصائص فريدة جعلتها بيئة مناسبة لأنواع عديدة من الطيور المقيمة والمهاجرة5. وبسبب وجود هذه الطيور في هذه البيئة منذ القدم فقد تفاعل معها الإنسان بأشكال عدة، حتى أصبحت جزءا من ثقافته. فمن هذه الطيور ما أصبح مصدرًا للطعام، ومنها ما كان صوتها يذكره بمحبوبه فيستعذب صوتها، فكتب القصائد على لسانها وغناها، وبعضها الآخر كان يتشاءم منها، ومنها ما كان يفزعه سماع صوتها، ورُبط بعضها الآخر بالجمال والأنوثة، وأخرى بالعفاريت والسحرة. فدخلت الطيور بذلك في حِكَمه وأمثاله وأشعاره وأغانيه، وقصصه وخرافاته ومعتقداته.
لذا جاءت هذه الدراسة لمحاولة الوقوف على بعض من جوانب الحضور الثقافي للطيور في ثقافة سكان البيئة الزراعية لمنطقة الباطنة بسلطنة عُمان.
ونعتقد أن هذه الدراسة ضرورة ملحة، حيث لم نقف (على حد علم الباحث) على أية دراسة علمية تناولت حضور الطير في ثقافة سكان سلطنة عُمان، عدا بعض الإشارات المتناثرة في بعض الكتابات. كما تكمن أهمية هذه الدراسة في مصدرها الذي تستقي منه، وهو الذاكرة الشعبية لكبار السن من الرواة والإخباريين، وبغيابهم فإن جزءًا من الذاكرة الشعبية ستغيب معهم. لذا فإن توثيق معرفتهم بالجوانب الثقافية للمجتمع بشكل عام، وحضور الطيور في الثقافة الشعبية بشكل خاص أمر في غاية الأهمية.
وستشتمل الدراسة على تسعة محاور، بدءا بمحور السمات الجغرافية لمنطقة الباطنة، بعدها ستتناول الدراسة ثمانية محاور تشمل تقسيمات الطيور حسب منظور أهل الباطنة لها. ومن المؤمل أن تكون هذه الدراسة نواة لدراسات أكثر شمولية حول علاقة الإنسان في عُمان بمحيطه الطبيعي، بما في ذلك علاقته بالطيور.
السمات الجغرافية لمنطقة الباطنة:
تنحصر منطقة الباطنة بين سلسلة جبال حجر عُمان الغربي وبحر عُمان، وبشكل أشبه ما تكون إليه بالمستطيل، تبدأ من الحدود مع دولة الإمارات العربية المتحدة عند ولاية شناص غربًا، وتنتهي مع ولاية بركاء شرقًا. وتقدر مساحة الباطنة بحوالي 13145،8 كيلو متر مربع. وقد ساهمت هذه المساحة الكبيرة نسبيًا للباطنة في تنوع بيئاتها، حيث هناك البيئة الساحلية والبيئة السهلية الزراعية والبيئة شبه الصحراوية والبيئة الجبلية، وبالتالي تنوعت الكائنات الحية التي عاشت في هذه البيئات. كالحشرات والنباتات والأشجار والحيوانات والطيور. وتأتي الطيور بوصفها واحدة من أهم الكائنات التي استوطنت منطقة الباطنة بجانب البشر، الأمر الذي جعل منها جزءًا من الموروث الشعبي لسكان المنطقة.
وقد تجلت الطيور لدى مجتمع الباطنة في أشعارهم وأمثالهم وحكمهم وتعابيرهم وقصصهم وحكاياتهم، وظهرت في الكائنات الخرافية التي آمنوا بها، والفأل الحسن والسيئ الذي اعتقدوا به.
وعلى الرغم من مناجاة الإنسان للطير في الباطنة بشكل عام دون أن يحدد نوعه. إلا أنه، ونتيجة لمعايشته الطويلة مع الطيور، وكذلك تأثره بالثقافات الأخرى التي احتك بها، أوجد تصنيفات مختلفة لطبيعة نظرته لتلك الطيور. علما أن عددا من الطيور في منطقة الباطنة لم تقع ضمن أي تصنيف. ومن أبرز التصنيفات التي توصلنا إليها من خلال مطالعة علاقة الإنسان في الباطنة بالطيور، ما يأتي:
ــ طيور تمثل مشاهدتها أو سماع صوتها فألًا سيئًا.
ــ طيور يمثل صوتها فألًا حسنًا أو فألًا سيئًا.
ــ طيور يمثل صوتها مصدر خوف.
ــ طيور تمثل صورتها وصوتها مصدرًا للحنين والعواطف الجياشة.
ــ طيور استُخدمت طعامًا وعلاجًا.
ــ طيور تعبر عن القوة والشدة.
ــ طيور لها نوع من القداسة.
ــ طيور يضرب بها المثل للذم6.
طيور تمثل مشاهدتها أو سماع
صوتها فألا سيئا:
(البوم)
لقد استفرد طائر البوم بهذه النظرة من السكان في المنطقة، وقد تكون نظرة مشتركة لدى الكثير من شعوب العالم حول هذا الطائر، خصوصا في عالمنا العربي7. وعلى ما يبدو أن ظهور هذا الطائر في النهار وقدرته على الرؤية في الليل، ومظهره المخيف وحجم عينيه مقارنة بحجم رأسه، والأماكن التي يعيش فيها، هو سبب كل ما نسجه الإنسان حوله من قصص وخرافات ومعتقدات، وربطه بعالم الجن والسحرة.
وتعيش في الباطنة أنواع عدة من البوم أبرزها بومة المخازن8، تعيش غالبا في الأماكن المهجورة كالبيوت والقلاع والأبراج والمخازن والآبار أو الأشجار الميتة. كما يوجد نوع من البوم يعرف باسم البومة النسارية وهي من أكبر الأنواع التي تعيش في الباطنة، فضلا عن بومة الصخور التي غالبا ما تكون صغيرة الحجم، وتعيش في المناطق الصخرية. وقد كان يطلق على البومة في الباطنة بصرف النظر عن نوعها اسم (المكنتاه) أو (أم كنت).
لقد عدّ سكان الباطنة مشاهدة البومة أو سماع صوتها فألًا سيئًا، وأن هناك خطبًا سيقع للشخص الذي شاهد البومة أو المكان الذي شُوهدت فيه. وهنا نستحضر قصة وقعت في مطلع السبعينيات عندما وقع حريق لعدد كبير من البيوت في إحدى القرى الساحلية بولاية صحم. وقد كانت البيوت مصنوعة وقتها من سعف النخيل. وبعد أن أُطفِئَ الحريق، تداول الناس من تلك القرية أنهم شاهدوا بومة قد استقرت فوق إحدى أشجار القرية، ولمدة ثلاثة أيام قبل وقوع الحريق9. وهذا يعطينا مثالا إلى أي مدى ربط الإنسان في الباطنة بين مشاهدة البومة والفأل السيئ.
على أن الإنسان في الباطنة لم يكتفِ بربط هذا الطائر بالفأل السيئ فحسب، بل إنه ربط بينه وبين القبح والقذارة. فإذا أراد أن يُشبه شخصًا ما بأنه قبيح الشكل، قيل: “تقول مكنت10″، أي أنه يشبه البومة. وكذلك عندما يُراد ذمّ شخص في رائحته، قيل: “ريحته ريحة مكنت11”
طيور يمثل صوتها فألًا سيّئًا:
(المطيطو)
يمثل هذه المجموعة طائر القطقاط أحمر الخد، ويعرف محليا بـ (المقيصيصة) أو(المطيطو) أو (طيرة المقابر). وقد ارتبط صوت هذا الطائر بالموت عند أهل الباطنة قديما، فبمجرد سماع صوته، يتعوذ الناس منه ويقولون بأن هناك من سيموت في المنطقة بسبب السَحَرَة، الذين سيأكلونه، خصوصا إذا سُمع صوت هذا الطائر ليلة الاثنين بعد المغرب. وقد كان هناك دعاء يُردده الكبار عند سماع صوته، فيه استعاذة بالله من هذا الطائر، ويتضمن الدعاء أيضا ذكر عصا سيدنا سليمان، وذلك لتخويف هذا الطائر والسَحَرَة الذين أرسلوه وإبعادهم عن المنطقة، وهو ما يدلنا على ربط الناس ما بين صوته وما بين الجن والسحرة. فضلًا عن التمتمة بعبارات، مثل: “الله يكافيك” و”عسى العين ما تشوفك”، وغيرها من العبارات التي تدل على التشاؤم من سماع صوته.
وقد درج عند أهل الباطنة مَثَل يقول “اللحم حل السحر واللعن حل المطيطو”. ومرد هذا المثل هو المعتقد الشعبي عند أهل الباطنة حول طائر (المطيطو) بأنه على علاقة بالسحرة، وأنه يكون حاضرا دائما عندما يقرر السحرة من سيأكلون من البشر في تلك الليلة؛ لذلك فإن صياح (المطيطو) عند البيوت ما هو إلا إعلام الناس بأن السحرة سوف يأكلون أحدهم بعد موته12. وعلى الرغم من أن (المطيطو) لا يكون له نصيب من وليمة السحرة، إلا أنه هو من يتلقى السب والدعاء عليه، لذلك درج المثل عند أهل الباطنة، للدلالة على الشخص الذي يتحمل مسؤولية أفعال الآخرين.
ومن المفارقة أن الناس يصادفون هذا الطائر بشكل شبه يومي، ولا يشكل وجوده بين بيوتهم ولا في مزارعهم أي نوع من الخوف أو الرهبة في نفوسهم، إلا أن صوته وقت الليل هو ما يثير الخوف لديهم. والأمر الآخر أن سماع صوت هذا الطائر في مناطق أخرى من عُمان خصوصا في مناطق الوديان بمثابة بشارة خير بالنسبة لهم، حيث يبشر هذا الطائر بأن تلك السنة ستكون خصبة وستهطل فيها الأمطار بغزارة.
طيور يمثل سماع
صوتها فألًا سيئًا أو فألًا حسنًا:
(الغراب)
هناك ثلاثة أنواع من الغربان التي استوطنت عُمان، وهي الغراب الدوري أو ما يعرف باسم غراب المنازل وهو الأكثر انتشارا، ويتركز بشكل خاص في منطقة الباطنة13. وغراب مروحي الذنب الذي يعيش جبال ظفار. وكذلك غراب بني العنق وهو أكبر أنواع الغربان في عُمان ويعرف محليا بغراب الجبل، وهو يستوطن الجبال في عُمان والمناطق الصحراوية.
ينظر إلى طائر الغراب بوصفه رمزا للتشاؤم والتنبؤ بسوء الحظ، ونذيرا للموت في الثقافة الشعبية في عُمان إجمالا، فيقرن الغراب عادة بالنحس والخراب. ومن أقدم الإشارات التي وصلتنا عن نظرة أهل عُمان للغراب ما دوّنه شعراءُ عُمان عن هذا الطائر، ونستحضر هنا ما ذكره الشاعر العُماني أحمد بن سعيد الخروصي الستالي14، الذي عاش في القرن السابع الهجري، حيث قال:
أنا الجليد فما فرقت لفرقة
قبل اغترابي قد زجرت غرابها
وقال في موقع آخر:
ألا يا غراب البين لو كنت غدوة
تفارق من تهواه لم تبق تنعق
وقال الشاعر راشد بن خميس الحبسي15، الذي عاش في عهد الإمام بلعرب بن سلطان وأخيه سيف:
وليس بها أنس سوى أن حولها
تصيح الغرابين القباح الصوائح
وفي الصورتين اللتين أوردهما الشاعران تجلى الغراب في صورة الفراق والخراب، وهي الصورة العامة التي رسمها المجتمع في عُمان عن الغراب، حتى قيل في المثل العُماني “الغراب ما يدل إلا على أرض الخراب”.
إلا أنه من الأمور الغريبة التي وقفنا عليها فيما يتعلق بالغراب في الباطنة، هو التفاؤل بسماع صوته في بعض أوقات اليوم. فقد قسم أهل الباطنة التفاؤل والتشاؤم من صوت الغراب حسب الوقت الذي يُسمع فيه والمكان الذي يكون فيه. فعند سماع صوت الغراب أعلى البيت أو بالقرب منه، في فترة الصباح حتى فترة ما قبل الظهيرة، يستبشر أهل البيت ويقولون بأن ضيوفًا سوف يأتون عندهم ذلك اليوم. ويردون على الغراب “طير إن كنت بشير”. وفي المقابل لا يرد على صياح الغراب من بعد الظهر، فصياحه بعد الظهر لا معنى له حسب اعتقادهم.
وفي المقابل أيضا، لا ينظر السكان في الباطنة، خصوصا في البيئة الزراعية والساحلية، إلى الغراب على أنه مصدر للنحس والشؤم، مثل بقية المناطق في عُمان. ويمكن تفسير ذلك؛ بسبب انتشار الغراب انتشارا واسعا في منطقة الباطنة، حيثُ مشاهدتُه وسماع صوته لعشرات المرات في اليوم الواحد. لهذا من غير المنطقي أن يتشاءم الناس من شيء يشاهدونه أو يسمعون صوته بهذه الكثرة في اليوم الواحد.
وعلى الرغم من ذلك ظل الغراب في الصورة الذهنية لسكان الباطنة مرادفا للغدر والخيانة شأنه في ذلك شأن الصورة المرادفة لكل من الثعلب والذئب والضبع. وقد استخدم الغراب في الأمثال للحط من قدر شخص ما، أو من الكلام الذي يقوله، حيث يقول المثل: “غراب وشارد بالمشحمة16” وهو مثال يقال للشخص الذي يتسرع في نقل الأخبار، على الرغم من عدم أهميتها بالنسبة للناس المتلقين، ودون التحقق من صحة ما نقله من أخبار، وعواقبه. ويقال أيضا: “غراب حال على ياسمينة” وهو مثل يقال في عدم التوافق بين شيئين أو عدم التكافؤ في الجمال، خاصة في العلاقة التي تربط الرجل والمرأة. وذلك عندما تكون المرأة جميلة جدا ويكون الرجل ذميم الخلقة. ويستخدم الغراب أيضا للحط من قدر شخص ما فيقال: “صلانيته عليها غربان”. والصلانية هي نوع من أنواع النخيل المشهورة في الباطنة وتُعد من أوائل النخيل التي تبشر بالرطب، وعادة ما تكون مستهدفة من قبل الطيور ومن بينها طائر الغراب. ويقال هذا المثل للإشارة إلى خراب بيت شخص ما. كما كان الناس يتداولون مثلا يُقال فيه: “كما دمعة الغراب” وهو مثل يراد به لمعان الشيء، حيث كان يضرب المثل بشدة نقاء دمعة الغراب، ولمعانها.
كما حمل الغراب عند أهل الباطنة رمزية الخلود وعدم التبدل والشباب الدائم، وذلك لشدة سواد ريشه وعدم تغير لونه17، وهو ما عبر عندهم بالشباب والقوة. فعندما يصفون شباب أحدهم قالوا عنه “لحيته كأنها جناح غراب” أي أنها شديدة السواد؛ ما يدل على أنه شاب في ريعان شبابه. كما يقولون أيضا “يوم يشيب الغراب” ويُقال هذا المثل لاستحالة وقوع أمر ما.
طيور تمثل صورتها وصوتها مصدرًا للحنين والعواطف الجياشة:
(الحمامة)
يعد طائر الحمام لدى أهل الباطنة شأنه شأن الكثير من المجتمعات خصوصا العربية، من أكثر الطيور ارتباطا بالسلام والحب والحنين والاشتياق والحزن والأسى والوحدة18. وهو الأمر الذي حدا بالشعراء الشعبيين إلى تجسيد الحمام في أشعارهم في صور متعددة، فتارة يُجسَّد في دور الأم التي تفتقد أبناءها، أو الحبيب الذي يناجي محبوبته، وأخرى في دور الرسول بين المحبين، وتارة أخرى في دور المستمع لشكوى الحبيب… إلخ.
كما ترمز الحمامة أيضا إلى غنج المرأة، خصوصا عند مشيتها. وهي رمزية تشترك بها مع طير القطا19. وقد جسد جمال مشية الحمامة لدى أهل الباطنة في القصة التي تتحدث عن السباق الذي أقامته الطيور لإبراز أفضل ميزة لديها فجاءت الحمامة وعرضت مشيتها وكانت مثار إعجاب الطيور جميعها بما فيها الغراب الذي حاول تقليدها، ولكنه لم يفلح بل نسي مشيته الأصلية.
كما دخلت الحمامة في مجتمع الباطنة في أغاني الأطفال التي كانت تُغنى لهم قبل النوم. وتقول إحدى هذه الأغاني:
صفصوف الله لاحلك تاكل زرع ليتام
حلف والله ما كلته هذا شور الحمام
حمامتي يالصمة ما تسمع الكلام
تسمع نخل بوعوشة يداقلن ثنتين
وحده منهن كبيرة تمرق حياي وعين
لو يوها يخطبوها قالت: أبا ألفين
والميرة والذبيحة والرمسة ليلتين
وابا مداس منقش من صوغة البحرين20
كما ناجى الإنسان في الباطنة الطير وعبّر به عن محبوبه دون تحديد نوع الطير، واكتفى بقول كلمة الطير أو الطير الأخضر أو الطير منقوش الجناح. وكانت هناك أبيات يُتغنى بها، جاء فيها:
يا طير يا منقوش الجناح
قوله وليفك سافر وراح
تحت ظليل الغاف مروبه
واطقعوبه سيوح ورمال
تحت ظليل الغاف مروبه.
طيور استُخدمت طعامًا وعلاجًا:
(الدجاج)
شكَّلَ الدجاجُ جزءًا من قائمة الطعام لدى سكان الباطنة منذ القدم، فكان أحد مصادر البروتين الحيواني لديهم، ولم يكد يخلو بيت من أماكن لتربية الدواجن فيه. حيث لم تتطلب تربيتها أي عناء، فقد كانت الدواجن تبحث عن طعامها في نطاق البيت وخارجه، فضلا عن اعتمادها على بقايا الطعام الذي تقدمه لها ربات البيوت حينها.
كما كان الدجاج وجبةً رئيسة للعرسان في أول أسبوع لهم. وكذلك كان حساء الدجاج يقدم للمرأة النفساء بعد وضع مولودها. حيث كان يعتقد أن تناول المرأة النفساء الدجاجَ يساعدها على استعادة طاقتها وصحتها.
ومن الممارسات المرتبطة بالدجاج، على وجه التحديد، ما يتعلق بالبيض؛ كانت هناك عادة مرتبطة بالزواج، حيث كان يعمد إلى إحضار بيضة ووضعها على جريد النخيل الأخضر، ثم يطلب من العريس والعروسة كسر تلك البيضة بإبهامي قدميهما معا على الجريد21. وهي عادة قد تكون قد انتقلت إلى منطقة الباطنة من إقليم (هرمزجان) الإيراني وذلك من خلال الهجرات التي وفدت على منطقة الباطنة من ها الإقليم22.
إلا أن الدجاج عند أهل الباطنة كان أحيانا يستغل من قبل الجن والعفاريت، حيث تتجسد تلك العفاريت في صورة دجاجة، وأبرز تلك العفاريت ما عُرفت عندهم بـاسم “أم الصبيان”. حيث كانوا يعتقدون أن “أم الصبيان” تتشكل على شكل دجاجة تتبعها أفراخها23، ثم تجوب الطرقات بعد المغرب، أو تدخل البيوت وتقوم بخطف الأطفال وتتسبب في موتهم. لذا كان ينصح الأطفال بعدم اللعب خارج المنازل بعد غروب الشمس. وعلى ما يبدو أن هذا الكائن الخرافي الذي اخترعه الناس في الباطنة، يمنحهم نوعًا من المنطق الشعبي العَقِدي في تفسير كثرة وفيات الأطفال قديما، فضلًا عن حثّ الأطفال للعودة إلى المنازل قبل حلول وقت المغرب. وقد كان هذا الكائن الخرافي يثير الرعب في نفوس الجميع حتى أنهم لا ينطقون اسمه، وكانوا يستعيضون ذلك بقولهم”الّلي ما تنطري24″. وذلك لقوة معتقدهم في “أم الصبيان” في إلحاق الضرر بأولادهم، بل والتسبب في وفاتهم25.
(الصفرد)26
كان الصفرد من الطيور التي كان يصطادها الناس في منطقة الباطنة، حيث استخدم كطعام، خصوصا لدى الفئات التي امتهنت حرفة صيد الطيور. كما كانت بيوضه تؤكل عند العثور عليها. وقد كان الصفرد يصطاد عن طريق مصائد مصنوعة من سعف النخيل، أو بواسطة الشباك، أو عن طريق صيدها بالبنادق، وقد كانت عملية الصيد تجري ليلا، حيث إن طائر الصفرد يبيت على الأشجار، وكان يُتعرَّف على الأشجار التي كانت تبيت عليها طيور الصفرد من خلال مخلفاتها التي يُعثر عليها تحت الأشجار. وتجري عملية الصيد في العادة في الليالي المقمرة، حيث يساعد نور القمر على تحديد موقع الصفرد على الشجرة.
وقد ارتبط الصفرد في ذهنية أهل الباطنة بالجبن، وعادة ما يوصف الشخص الجبان الذي يهرب من المواجهة، بهروب الصفرد، فيقال: “شرد كما الصفرد”. ويعضد ما ذهب إليه أهل الباطنة حول طائر الصفرد، ما ورد في كتب التراث العربي حول هذا الطائر، فقد ورد على سبيل المثال في لسان العرب لابن منظور “الصفرد: طائر أعظم من العصفور، وفي المَثل أجبن من صفرد”27.
(المضيضوة)28
وتسمى في مناطق أخرى من عُمان بـ (ضاضوة)، وهي عادة ليست من الطيور التي تؤكل، إلا أنها تصطاد أحيانا من أجل استخدامها دواءً. حيث كان يعتقد أن لحم هذا الطائر مفيد لمن كان يعاني من مرض (الحياطة) أو كما يسمى أيضا (ضيق النسم) أي مرض الربو. وقد استخدمت طرق عدّة للاستفادة من لحم هذا الطائر في علاج الربو. حيث اعتمد بعضهم طريقة طبخة على شكل حساء، وبعضهم الآخر كان يطلب من المريض أن يستنشق الدخان المنبعث من عملية شوي لحم هذا الطائر.
طيور تعبر عن القوة والشدة:
(الصقر)
يأتي الصقر في مقدمة الطيور التي حملت رمزية القوة عند أهل الباطنة، وهو أمر مشترك مع الكثير من الثقافات حول العالم. فالصقر يرمز عندهم إلى الأنفة والقوة وعلو المكانة. كما رمز إلى الإباء والترفع عن صغائر الأمور. وكان المربون دائما ما يوصون الأولاد بقولهم “خليك صقر” أي لا تدع أحدًا يخدعك أو يغدر بك. كما كان يُشار إلى الشخص القائد المتقد الذكاء بأن “عيونه عيون صقر”.
وحمل الصقر رمزية الجمال بالنسبة للرجل والمرأة وذلك من خلال شكل الأنف المستدق المنحني قليلا من الأمام والذي يشبه إلى حدٍّ ما منقار الصقر. وقد عُد الأنف بهذا الشكل من علامات الجمال، فيقال: “خشمها منقاب صقر29”.
طيور لها نوع من القداسة:
(الهدهد)
نظر أهل الباطنة إلى الهدهد بنوع من القداسة، شأنهم في ذلك شأن الكثير من الثقافات الإسلامية، التي ترى في الهدهد سفير النبي سليمان عليه السلام، وأنه السبب في عبادة مملكة سبأ لله وحده؛ لذا فقد كان الكبار ينهون الصغار عن إيذاء هذا الطير سواء أكان ذلك بصيده أم بالتعرّض لعشّه بالأذى. ومن الوصايا التي كان يُوصى بها الصغار عند مشاهدة الهدهد، أن يقولوا له: السلام عليك يا هدهد، (سلم على أبوك وأمك). وكان يعتقد أن الهدهد عندما كان يومئ برأسه إلى الأسفل فإنه يقول: إن شاء الله.
(أبو بعيرة)
هو التمير اللامع30، ويعد من الطيور الصغيرة جدا، وتنتمي إلى فصيلة التميريات. ويُعد (أبو بعيرة) من الطيور المستوطنة في منطقة الباطنة. وقد سمي بـ “أبو بعيرة” لصغر حجم البيض الذي يضعه، حيث لا تتجاوز البيضة في حجمها، حجم بعرة الماعز، لذا سمي هذا الطائر بـ(أبو بعيرة). ويتميز هذا الطائر عن بقية الطيور في الباطنة بقدرته على نسج عشه على شكل كيس به فتحة صغيرة، مُتدلٍّ من غصن رفيع في الشجرة. وينسج طائر (أبو بعيرة) عشه من القش الناعم وخيوط العنكبوت والصوف والريش ما يجعله ناعما من الداخل. ومن القصص الشعبية التي حيكت حول ذلك، أن النبي سليمان قد شاهد يوما عش “أبو بعيرة” وأعجب به كثيرا، ودعا الطيور لمسابقة حول من يصنع عشًّا يضاهي عشّ (أبو بعيرة) جمالا، وعلى الرغم من اجتهاد الطيور كلّها في صنع أعشاش للفوز بذلك التحدي، إلا أنها لم تنجح في ذلك وتربع (أبو بعيرة) على عرش أجمل أعشاش الطيور.
طيور يضرب بها المثل للذم:
(الرخمة)
استخدم أهل الباطنة مجموعة من الطيور رمزًا للذم. وأبرز تلك الطيور، الغراب والرخمة31 والبابو32. وقد سبق أن تحدثنا عن رمزية الغراب سابقا. لذا سيقتصر الحديث هنا عن الرخمة والبابو.
تعد الرخمة أحد أنواع النسور التي ألف مشاهدتها سكان الباطنة خصوصا في المناطق التي تقع غرب النطاق الزراعي لسهل الباطنة في المناطق المفتوحة. وقد ارتبطت الرخمة في المخيلة الشعبية بالدناءة وقبيح الأفعال، حيث يعرف عن الرخمة، أنها من طيور القمامة، التي لا تتغذى إلا على الجيف. فيقال مثلا: “تبشورة رخمة33”. وقد كان يستخدم هذا المثل لتسفيه الأخبار التي يأتي بها أحدهم والتي يظن صاحبها أنها أخبار مهمة. وهي لا تعدو كونها لا نفع فيها. كما كان يقال: “شور الرخمة حال الجيفة” وهو مثل يضرب للتسفيه من مشورة بعض الناس الذين لا يُعتد برأيهم.
كما ارتبطت الرخمة برمزية الجُبْن، حيث عُرف عن طائر الرخمة عدم قدرته على الصيد واعتماده فقط على الحيوانات الميتة أو البقايا التي تركتها الحيوانات المفترسة الأخرى. لذا كان يطلق على الرجل الجبان وغير المقدام أو المتردد بـ “الرخمة”.
ــ (البابو)
وهو طائر البلبل، المستوطن منطقةَ الباطنة. وتتمثل رمزية البابو في أمرين، أولهما الخيانة، وقد جاءت هذه الرمزية من كون طائر البابو مخرِّبًا المحاصيلَ، خاصة الفواكه؛ لذا استُخدم طائر البابو في القصة الشعبية للدلالة على الخراب أو الضياع. حيث تقول القصة: إن رجلًا كان لديه ابنُ أخ يتيم وقد تعهده هذا العم بالتربية34، وقد عرف هذا الولد أن زوجة عمه تخونه، ولم يستطع الولد إخبار عمه بذلك بشكل صريح، واستخدم بدلا من ذلك أسلوب التورية، فقال له: يا عمي رأيت البابو يخرب35 فوق التينة36، هل أقتل البابو؟ عرف العم مغزى ابن الأخ، فقال له يا ولدي: لو قتلنا البابو سيأتي بابو غيره ولكن علينا أن نقطع التينة حتى نقطع الطريق أمام أي بابو آخر، فقام العم بتطليق زوجته. وأصبح قولهم “أقتل البابو أم أقص التينة؟” وأصبحت حكمة تُـقال لحسم الأمور. أما الرمزية الثانية التي استُخدم طائر البابو فيها، فهي للدلالة على الغباء وعدم الانتباه، فيقال: “فاك حلقه مثل البابو37”.
ختامًا يمكن القول إن الطيور في منطقة الباطنة ليست مجرد كائنات تعيش في البيئة المحيطة، بل هي جزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية والتراث اللامادي لسكان منطقة الباطنة على وجه العموم والبيئة الزراعية بشكل خاص، يتجلى ذلك في حضورها القوي في عناصر التراث اللامادي الذي تناقلته الأجيال، والذي يمثل في الوقت ذاته عنصرا رئيسًا في الهوية الثقافية العُمانية.
الهوامش
يقدر عدد أنواع الطيور في العالم بـ 9000 نوع. نيكولا دايفس، الطيور، أكاديميا انترناشيونال، بيروت: 2004م، ص 6.
لقد كانت الطيور هي أول الكائنات التي ذكرت في الديانات السماوية وارتبطت ببداية الوجود البشري على الأرض فقد ورد ذكر الغراب في القرآن الكريم في معرض الحديث عن قصة ابني آدم هابيل وقابيل. كما ورد الغراب أيضا في التوراة والإنجيل مقرونا بقصة سيدنا نوح والطوفان العظيم. العمدة ، محمد شحاتة، دلالات الطير في التراث الشعبي، ط1، معهد الشارقة للتراث، الشارقة: 2024م، ص 9.
هناوينس أريكسون، الطيور الشائعة في عُمان، ترجمة راشد سعيد الذهلي، مؤسسة الرؤيا للصحافة والنشر، مسقط: 2008. ص 6.
نذكر على سبيل المثال العثور على نقش صخري لطائر النعام في وادي السحتن بولاية الرستاق، بالإضافة إلى نقش لطائر الرخ (الفينيق) في جبال مسندم. الصورة المرفقة لطيور النعام للباحث، ر.جاكلي، الفن الصخري في عُمان، بحث منشور ضمن ندوة الدراسات العُمانية، وزارة التراث القومي والثقافة، مسقط: 1980م، ص 85.
هناوينس أريكسون، وباندا وديفيد سيرجنت، دليل مشاهدة الطيور في عُمان، ترجمة زوينة خلفان آل توية، ط1، مؤسسة الرؤيا للصحافة والنشر، مسقط: 2002م، ص 40.
جميع صور الطيور المرفقة في الدراسة مأخوذة من حساب المصور: راشد بن سيف المقبالي من حسابه على الإنستغرام rmaqbali18. وذلك بعد موافقته. أما الرسمة المتخيلة للكائن الخرافي «أم الصبيان فهي مأخوذة من كتاب موسوعة الكائنات الخرافية في التراث الإماراتي، للدكتور عبد العزيز المسلم. بينما أخذت الصورة الخاصة بالنقش الصخري لطيور النعام، من بحث «الفن الصخري في عُمان»، وهو بحث منشور ضمن ندوة الدراسات العُمانية، وزارة التراث القومي والثقافة، مسقط: 1980م. ص 85.
مصطفى جاد، تراث الطيور. معهد الشارقة للتراث، ط 1 ، الشارقة : 2024م، ص ص 68 ــ 69.
تستوطن في عُمان حوالي ثمانية أنواع من البوم، هي: الثبج الشاحب والبومة الأفريقية والبومة القصيرة الأذن والبوم الصقري المنقط والبوم الصقري الفرعوني وبومة هيوم. وزارة الثقافة والرياضة والشباب، الموسوعة العُمانية للناشئة، المملكة الحيوانية، ط1، مسقط: 2024م. ص ص 214 ــ 216.
لقاء عبر الهاتف مع الفاضل: جمعة بن سالم الشيدي. ولاية صحم ـ 17/8/2024م.
تستخدم كلمة (تقول) في اللهجة العُمانية بمعنى: كأنه.
وقد يكون لطبيعة طعام طائر البومة والمتمثل في الفئران بالدرجة الأولى هو سبب رائحتها النتنة.
كان الاعتقاد أيضا أن السحرة سوف يأكلون الميت بعد دفنه. لذا كان من عادة الناس في كثير من مناطق الباطنة خصوصا الساحلية إقامة ما يعرف محليا باسم «الشدة»، وهي عبارة عن خيمة صغيرة تقام بالقرب من قبر الميت، حيث يُستأجر قارئ واحد أو أكثر، لقراءة القرآن عدة أيام على القبر. وذلك بسبب اعتقادهم أولا، بوصول أجر تلك القراءة إلى الميت، ولإبعاد السحرة عن جثة الميت، ثانيا. لذا كان كثير ما يوصي أهالي الباطنة في المناطق الساحلية بإقامة شدة على قبورهم بعد وفاتهم ويخصصون لذلك مبالغ معينة لمن يتولى عملية القراءة على القبر.
هناوينس، مصدر سابق، ص 146.
هو أحمد بن سعيد الخروصي الستالي المولود في قرية ستال بوادي بني خروص، وعاش في قرية سمد بنزوى. عُرف بشاعر النباهنة، وله ديوان شعري مطبوع يسمى «ديوان الستالي». موسوعة السلطان قابوس لأسماء العرب، دليل أعلام عُمان. ط1، مكتبة لبنان، لبنان: 1991م، ص 28. ووزارة الإعلام، الموسوعة العُمانية، ط 1، ج 1، مسقط: 2013. ص 98.
هو الشاعر راشد بن خميس بن جمعة بن أحمد الحبسي، ولد في الظاهرة، حوالي عام 1089هـ، رباه الإمام بلعرب بن سلطان. وبعد وفاة الإمام بلعرب أقام عند الإمام سيف بن سلطان في الحزم، ثم ارتحل إلى نزوى وظل بها إلى وفاته والتي كانت حوالي عام 1150هـ. دليل أعلام عُمان، المرجع السابق. ص 67.
المشحمة هو لفظ دارج يراد به قطعة القماش التي تدهن بالزيت وتستخدم للمسح بها فوق الصاج الساخن لمنع التصاق العجين بالصاج. فعندما يقوم الغراب بسرقة هذه القطعة من القماش ظنا منه أنها قطعة لحم أو شحم. ثم يكتشف بعد ذلك أنها مجرد قطعة من قماش.
المعمري، فهد علي. الطير في التراث الشعبي الإماراتي، معهد الشارقة للتراث، ط 1، الشارقة: 2024م. ص54.
مصطفى جاد، مرجع سابق، ص 149.
المعمري، مرجع سابق. ص 61 ــ 62.
وتنتشر هذه الأغنية في شمال عُمان وصولا إلى بعض إمارات دولة الإمارات العربية المتحدة، مع وجود اختلاف في بعض الكلمات.
نعتقد أن لكل من البيضة وجريد النخيل رمزية معينة. حيث ترمز البيضة إلى النسل والذرية والحياة ، بينما يرمز جريد النخيل إلى الرزق والبركة والنماء، باعتبار أن شجرة النخيل شجرة مباركة عند المسلمين، حيث ذكرت في القرآن والسنة النبوية.
لا تزال هذه العادة تمارس في بعض المناطق في إقليم هرمزجان في إيران إلى اليوم.
الرسمة المرفقة لأم الصبيان، مقتبسة من كتاب «موسوعة الكائنات الخرافية في التراث الإماراتي»، لعبدالعزيز المسلم. دار كلمن للنشر والتوزيع، الشارقة: 2023، ص 100.
أي التي لا تُذكر.
المسلم، مرجع سابق، ص 101 ــ 102.
ينتمي الصفرد إلى جنس الحجل الرمال. وهو طائر مقيم في سلطنة عُمان، ومنتشر في البيئات الزراعية وشبه الصحراوية. ويعرف عن الصفرد كونه طائر جبان.
ابن منظور، محمد بن مكرم. لسان العرب، ج 3. ط 3، دار صادر، بيروت، 1414 هـ، ص 56.
الشقراق الهندي، ويتبع جنس الشقراق من فصيلة الشقراقية. وهو طائر مقيم في سلطنة عُمان. ينتشر في البيئات الزراعية في السلطنة خاصة منطقة الباطنة.
منقاب: وتنطق عند أهل الباطنة بالجيم المصرية بمعنى منقار. أي أن أنفها تشبه منقار الصقر.
يستوطن عُمان مجموعة من طيور التمير، وهي التمير الآسيوي والتمير الفلسطيني والتمير اللامع. وزارة التراث والثقافة ، الموسوعة العُمانية ، ج 2، ط 1، مسقط: 2013. ص ص 768ــ 769.
نوع من أنواع النسور، ويعرف أيضا بالنسر المصري أو الرخمة المصرية. وهو طائر مقيم في سلطنة عُمان، إلا أن أعدادا مهاجرة منه تأتي إلى عُمان في فصل الشتاء.
نوع من أنواع البلابل المقيمة في السلطنة. تتغذى بشكل رئيس على الفواكه وثمار الأشجار البرية المتواجدة في الباطنة كالنبق والتين والتمر والفرصاد.
تبشورة بمعنى بشارة.
عض الرواة يقولون إنه خادم عند هذا الرجل وليس ابن أخيه.
يخرب: بمعنى يُتلف الثمر أو يسرقه.
يقصد شجرة التين.
فاك حلقه: فاتح فمه.
المصادر والمراجع:
ابن منظور، محمد بن مكرم. لسان العرب، ج 3. ط 3، دار صادر، بيروت، 1414 هـ.
جاد، مصطفى، تراث الطيور، ط 1 معهد الشارقة للتراث، الشارقة: 2024م.
ر.جاكلي، الفن الصخري في عُمان، بحث منشور ضمن ندوة الدراسات العُمانية، وزارة التراث القومي والثقافة، مسقط: 1980م.
العمدة، محمد شحاتة، دلالات الطير في التراث الشعبي، ط 1، معهد الشارقة للتراث، الشارقة: 2024م.
المسلم، عبدالعزيز، موسوعة الكائنات الخرافية في التراث الإماراتي»، لعبدالعزيز المسلم. دار كلمن للنشر والتوزيع، الشارقة: 2023.
المعمري، فهد علي. الطير في التراث الشعبي الإماراتي، معهد الشارقة للتراث، ط 1، الشارقة: 2024م.
موسوعة السلطان قابوس لأسماء العرب، دليل أعلام عُمان. ط 1، مكتبة لبنان، لبنان: 1991م.
نيكولا دايفس، الطيور، أكاديميا انترناشيونال، بيروت: 2004م.
هناوينس أريكسون، الطيور الشائعة في عُمان، ترجمة راشد سعيد الذهلي، مؤسسة الرؤيا للصحافة والنشر، مسقط: 2008.
هناوينس أريكسون، وباندا وديفيد سيرجنت، دليل مشاهدة الطيور في عُمان، ترجمة زوينة خلفان آل توية، ط 1، مؤسسة الرؤيا للصحافة والنشر، مسقط: 2002م.
وزارة التراث والثقافة، الموسوعة العُمانية، ج 2، ط 1، مسقط: 2013.
وزارة الثقافة والرياضة والشباب، الموسوعة العُمانية للناشئة، المملكة الحيوانية، ط 1، مسقط: 2024م.
ــ الرواة:
إبراهيم بن حسن البلوشي
أحمد بن جمعة الحمداني
جمعة بن سالم الشيدي
راشد بن سيف المقبالي
ــ الصور:
جميع صور الطيور المرفقة في الدراسة مأخوذة من حساب المصور: راشد بن سيف المقبالي من حسابه على الإنستغرام rmaqbali18. وذلك بعد الموافقة من قبله. أما الرسمة المتخيلة للكائن الخرافي «أم الصبيان فهي مأخوذة من كتاب موسوعة الكائنات الخرافية في التراث الإماراتي، للدكتور عبدالعزيز المسلم. بينما أخذت الصورة الخاصة بالنقش الصخري لطيور النعام، من بحث «الفن الصخري في عُمان»، وهو بحث منشور ضمن ندوة الدراسات العُمانية، وزارة التراث القومي والثقافة، مسقط: 1980م. ص 85.