الفراشة تصنع قبة للشتاء
كي يبقى دافئا خالي البال
الأبواب تهدئ غضب الرياح
ببعض كؤوس النبيذ لتسكر وتنام
فتيات الحي اللاتيني
يثرن حسد الجمال
بأجسادهن العاريات
كالجريمة
العقل مطروح على الفراش
ينتظر طبيب الأسنان
ليخلع له ضرس الشكوك
أرعى التأمل في حديقة النظر
كي يشبع من الزرقة ويهفو
الناي الوحيد يلم شتات الكون
في ألحانه المتناسقة كالأوهام
العطف غاية السماء
تهديها لإنسان تحجر الألم
على شفتيه وتدلى كالزلازل
التفاحة درب الخلاص إلى انعتاق الجسد
من قيد المعرفة.
مفاتن زائلة
عندما قرعت باب الحرف
أطل السؤال رأسه من الثقب
هز رأسه حزينا
أراد أن ينطق بشيء ما
لكنه غالبه الدمع
واكتفى بإغلاق الباب
عندما حاولت إصلاح الذكريات
بمفك البراغي والمسامير الصدئة
وعصا موسى الساحرة
سمعت عويلها الخفيف
يشرد هائما في الشرايين
أردت إمساك النهار من كتفه
لإقناعه بالعودة إلى العمل
ولأعيد للناس نورهم الذي سرقه قتلته في الليل
منذ ((لوركا)) و((طرفة بن العبد)) و((الحلاج))
لكنني لم أسمع منه سوى زفرة طويلة
كللتني بسوادها القاتم
واختفت
أقبلت على تسميم حياتي
وقت علمت باندحار جيوش القصائد
كلها أمام محارب قديم لا يشيب
اسمه الخوف
وبعضا من اتباعه الأشداء
فرسان الضجر
رياض العبيد (شاعر من سوريا يقيم في المانيا)