وليد طلعت
شاعر مصري
فلنهنأ
نحن العاديون
تراب الأرض
وملح البحر
وأوراق الشجر المتساقط عبر دروب العمر
مخاليق الله المحنيون لأجل رغيف كفاف
تتناهى باللقمة في أيدي الأطفال أمانينا
غدنا مرهون بلقيمات أخرى
لتسد الجوع
وتفتح بابا للفرحة في أعين من نحمل فوق كواهلنا
نسعى ونجد ونكدح
لنفوز بهذي اللمعة في عين المحبوب
نسافر
نرحل
ونهاجر
من أرض الله إلى أرض الله
نشق طريقا للقادم من أصلاب لا تعلم بعد
نحاول أن نجتنب لها
نحفظ ما سرناه من الخطوات
ونتناقل أخبار الرحلة بين الفينة والأخرى
كي لا يصعب أن يأتوا
أو يمضوا
أو تشتعل خطاهم سفرا
تأخذهم لسماء أخرى
ولأرض غير الأرض
وناس غير الناس -قليلون همو-
وكثيرون كأوراق خريف تتساقط من يسعون لهم -نحن-
نمني أنفسنا بالنور
وبالصبح المشرق
والنوم الهانئ
لكن -ليس لنا-
لغد لا يأتي نسعى
ولراحة من -قد- يأتون نكد
ونسقط جوعى
ولفجر لا ننتظر
ولن تشهده أعيننا نسهد
نحن العاديون
تراب الأرض
وملح البحر
وأوراق الشجر
مللنا
وتعبنا
ويئسنا
فالقادم لا يأتي
والآتون -بحق- ليسوا ما ننتظر ونتمنى
هم نسخ
نسخ شائهة منا
ليسوا غير تراب الأرض
وملح البحر
يكدون
ويسعون
يصيرون إلى نسخ أخرى
كي لا ينقطع الخيط
وينفلت زمام الأمر
ويأتي من هم أفضل وأحق من السادة بالنعمة والفرحة والنور.
نحن
تراب الأرض
وملح البحر
هرمنا كي نصنع فرصا أخرى
وغدا آخر
لكن -ليس لنا-
ها نحن الآن فهمنا
لا يرث تراب الأرض سوى ملح البحر
وفي هذي الأيام الظلماء العاصفة يظل الحلم
بأن يأتي من أصلاب الشجر الصامد ورق
لا يساقط عبثا
لكنا
والحق الحق نقول لكم
لن نصل بنا… بالحلم
لأن نورث شجرا
أو زهرا
أو ثمرا
ما زالت أوراق الشجر الجافة تتساقط
وتبعثرها الريح
وتتفتت
وتخشخش
تحت الأقدام.