1-
بعد أن أكدت الفئران نشيدهم القومى
صاروا مرضى
يسندون بيوتهم بمؤخراتهم
ثم يقيمون مرثية كئيبة.
باحثين فيها عن أسباب للخديعة
التي أصابت عيونهم
هم الذين عادوا لتوهم من درس قاس
في اصابة المحبة بالعواء.
حددوا ما يلي:
– نظرات تهرب ولا نمسك بها
– ضحكات طازجة تقع من أفواهنا
– رؤوس أحلام تسهر وحيدة فوق المخدات
– حربا أهلية تتنزه في رؤوسنا
وقالوا:
هذه أشياء نصرفها بسخاء
ونسميها مفقودات يومية.
2-
وأنا
صرت ماكينة معلومات
تغسل أسنانها
وتدخن كحرب
فأطلقت لحيتي
وغالبا ما أجلس في مقعد الذكريات
أشرب كأسا
وأكتفى بنهار طيب
وحتى أنام
على أن ألتهم شريطا سينمائيا
من اللحظات في قضمة واحدة
ثم أبتسم للدمى وهى تحمل ضجيجها
وتعبرفي صمت.
ولا شئ يحدث
منذ أيام
جارتنا اشترت حذاء
التهمت دجاجة
وحيت عظامها
وحين شاهدت الصواريخ
ترقص في غرفة نومها
جارتنا لم توافق
خلعت حذاءها
وشعرت بالأسف.
3-
وفقط
اخر الأنباء تطبخ للمشاهدين حروبا شهية
ونحن الذجت وضعت مقاعدهم في الصمت
اعتدنا نسيان رؤوسنا تتفرج وحيدة
في فضاء تزينه بالخوف والحب
ثم نتقاسمه
وحين يكبر ويشيخ نحمله الى فضاء آخر.
جرجس شكري (شاعر من مصر)