عقدت إدارة مجلس النادي الثقافي يوم الثلاثاء 2/5/995ا اجتماعا عاما دعت اليه المثقفين والمهتمين بنواحي الادب.
وقد تدارست الهيئة الادارية للنادي مع الحضور جملة من القضايا التي تشغل بال الأدباء والمثقفين وقد تطرق الحديث الى السبل الكفيلة بتنشيط دورا لنادي كواجهة ثقافية والأسباب التي تحكم هذا التواصل.
وما طرحته الهيئة الإدارية في هذا اللقاء وما تمت مناقشته يعتبر مهما من أجل النهوض بالحقل الأدبي والثقافي في سلطنة عمان.
رغم أن الأيام ذهبت بما تمت مناقشته أدراج الرياح. وسأوجز في النقاط التالية ما نوقش:
1- تفعيل دور النادي ليكون مؤسسة ثقافية بمستوى الطموحات والآمال المرجوة منه.
2- ضعف مشاركة الأدباء والمثقفين. لماذا؟
3- تحفيز الطرفين: إدارة النادي والأدباء والمثقفين والكتاب ليكون بينهم روابط أكثر حميمية تجعل النادي يتقارب ولو قليلا من مسماه الثقافي.
4- ربط النادي بطموحات الأدباء والمثقفين ليكون لهم مقرا يلتقون فيه. ويهمسون باحتياجاتهم البسيطة والمتمثلة في:
أ- نشر أعمالهم أو تشجعيهم اصداراتهم.
ب- تبني شراء عدد من أصداراتهم.
ج- وضع اصداراتهم ضمن مكتبة النادي.
د- ربط النادي بالأسر والأندية والاتحادات الثقافية العربية. مما قد يسهل التعريف بهم وبإصداراتهم على الساحتين المحلية والعربية. كما أن وجود النادي.ودوره الحقيقي يسهل مخاطبة الجهات العربية والأجنبية في دعوة هؤلاء المثقفين والأدباء في حالة قيام مهرجانات للشعر والحصة وبقية المناشط الثقافية وهذه الصفة منتقدة في أنشطة ما طمح اليه حضور ذلك اليوم يتمثل في نقطة واحدة مهمة وأساسية وهي:
اختيار أعضاء مجلس إدارة النادي الثقافي. فالطريقة الحالية في تعيين الأعضاء. أكل عليها الدهر وشرب. وقد ناقش ذلك الاجتماع بأغلبية الحضور والحقيقة بكلية الحضور. ضرورة: الانتخابات السرية والمباشرة لهيئة أعضاء مجلس إدارة النادي. (مثل الأندية الرياضية – الفرق الرياضية – الاتحادات الرياضية. غرفة تجارة وصناعة عمان.. الخ) بالتالي فإن الانتخابات ستأتي بإدارة أعرف بشؤون احتياجاتها ومتطلبات الوضع الثقافي. وليس إدارة معينة وأعضاؤها غير متفرغين. فالأعمال التطوعية غير المتقاربة أو غير المتجانسة مع طموحات المتطوع تفقد وهجها.
خصوصا ان فاقد الشيء لا يعطيه.
بعد هذا المطلب الذي سجل في محضر ذلك اليوم الثلاثاء 2/5/1995م.
عينت إدارة جديدة يوم 15/4/1998م.
ودارت الأيام نفس دورتها.
حوارات صالون الفراهيدي وحكاية شعبية عُمانية
حظيت المنتديات الأدبية، العامة منها والخاصة، باهتمام الباحثين في علوم الأدب وتاريخه، وكانت عقبة الدارسين لها هو قلة ما يوثق لهذه المنتديات التي كان يؤمها الأفذاذ. من هنا يأتي كتاب (حوارات صالون الفراهيدي) كخطوة ريادية للتوثيق، من أجل ذاكرة عربية واعية.
وقد أشرف على الكتاب وقدم له السيد عبدالله بن حمد بن سيف البوسعيدي، سفير سلطنة عمان لدى جمهورية مصر العربية، وصاحب فكرة هذا الصالون الأدبي، الذي يحتفي بنابغة العرب الخليل بن أحمد الفراهيدي، الفريد في الحقل اللغوي والنحو وعلم العروض، كما أشار د. كمال بشر في أعمال الحلقة الأولى من المنتدى والتي أقيمت في 39 أكتوبر 96، ورعاها الأمين العام للجامعة العربية د. عصمت عبدالمجيد وأدارها وزير الثقافة السابق.. أحمد هيكل، وشارك فيها الأساتذة سعيد بدوي ومحمد حماسة عبداللطيف وأحمد عفيفي.
واذا كانت الحلقة الأولى قد حملت عنوان الخليل بن أحمد الفراهيدي وجهوده في الدراسات اللغوية العربية، فإن الحلقة الثانية تناولت الدلالات الحضارية لموسوعة السلطان قابوس لأسماء العرب، بينما تركزت الحلقة الثالثة حول المدائح النبوية في الشعر العربي وتدارست الحلقة الرابعة والأخيرة في الكتاب (يونيو 97) التواصل الحضاري بين مصر وعمان.
وقد حملت قائمة الباحثين المشاركين في المنتدى وحلقاته أسماء بارزة منها محمود علي مكي وعلى الدين هلال وفاروق شوشه ومحمود فهمي حجازي وصلاح تضل وأحمد درويش ومحمد صابر عرب ويرنان لبيب رزق وجمال زكريا قاسم، وان شكل غياب الاسهام العماني علامة استفهام، خاصة مع وجود مراجع هامة متاحة بمكتبات السلطنة للباحثين في جامعة السلطان قابوس، تتيح الفرصة لتحقيق مساهمات رفيعة في هذا المنتدى الهام. وقد أخرج الكتاب ورسم غلافه الفنان صلاح بيطار.
وفي مقدمة الكتاب تأكيد على حاجتنا الشديدة الى مواجهة تحديات حضارية تسعي الى الهيمنة الثقافية تحت مسميات براقة مثل العولمة قد تؤدي في نهاية المطاف الى محو الخصائص المميزة التي تماسكت من خلالها حضارات الشعوب على مدى قرون طويلة، وفي مقدمتها حضارتنا العربية الاسلامية التي ساهمت في اخراج العالم من الظلمات الى النور، وكانت جسرا رئيسيا بين الحضارات العريقة التي استقبلتها وتمثلتها في وعي وتسامح، وبين الحضارات الحديثة التي غذتها وأمدتها بمشاعل البحث عن الحقيقة والاهتداء الى القيم السامية.
منذ نشأته، يتابع مركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، إصدار مطبوعات هامة، يحرص الباحثون في الدراسات الفلوكلورية على اقتنائها، والمأثورات الشعبية هي المطبوعة الأهم لهذا المركز، والتي تغطي جوانب مهمة من بينها دراسات ومراجعات، إضافة الى المرويات التي تقدم زادا ثريا من الأدب الشفاهي في منطقة هامة من عالمنا العربي.
ولا يكتفي المركز بنشر تلك المواد والكتب باللغة العربية، بل يقدم بعضها بالانجليزية ربما لمساعدة المهتمين بثقافة الخليج من البحاثة بغير العربية، وربما لتوثيق دراسة هامة قدمها أحد أبناء الخليج، مثل الدراسة التي أعدها مشاري عبدالله النعيم عن دراسة حالة للبيت التقليدي بالهفوف، السعودية، في 250 صفحة موثقة بالصور والخرائط الهامة والتي تعد نموذجا لدراسة ما يقول عنه الباحث في مقدمته: النمط المعماري الذي اجتاحته عصرنة المدن العربية .
أجمل ما قرأت في المأثورات الشعبية (العدد 49، السنة 13)، هو لتلك الحكاية الشعبية العمانية عن الصياد واليهودي والخاتم، وجمعها يعقوب يوسف السناني، تحكي عن فقير يعثر على خاتم سليمان، الذي يحقق كل امنيات البشر، !لا أن اليهودي يغتصبه منه، بعد ما أعيقه الحيلة في شرائه أو استبداله، وتأتي حيوانات الفقير لم كلبه وقطا وفأره)، والتي كان يعدها جزءا من أسرته، لتخاطبه كما في حكايات كيلة ودمنة، وتتفق – وهي التي لا تتفق أبدا – لاسترداد الخاتم، واعادته لصاحبه، الذي يقول فرحا: إن لكل شيء نفعا في هذه الدنيا، فهذه الحيوانات نفعتني وأعادت لي الخاتم دون حرب أو خلاف.
أما اليهودي فقد استيقظ في الصباح ولم يعثر على الخاتم فتذكر قول الفقير حينما قال له أن الله أعطاني الخاتم وهو الذي سيعيده، وأدرك أنه ظلم الرجل الفقير وأنه لم يكن له حق في الخاتم.