تقديم لابد منه :
هوذا الروائي الذي لا يمل هذا السرد، محمد ديب ، وقد بلغ من العمر عتيا، ما تزال الكتابة عنده خلاصا وبحثا واستقصاء في الذات وعن الذات وبالذات. هذه روايته الأخيرة L,infante Mause” تسرد البقاء وتواجه الموت ،وهذه "لييلي الجميلة " Lyyli “ Belleسيدة السرد في هذه الرواية ، الرواية والشخصية في آن ، تحكي ذاتها المشروحة المليئة بالثقوب ، هي الساكنة "بالحديقة"، لملها حديقة القاضي، أو لعلها حديقة الروح ، وهي المقيمة “ Percheeباحدي شجراتها، معلقة بين السماء والأرض ، هي الباحثة عن جذورها، وهذه الأ شجار المنفر سة عميقا في الأرض تمنحها الأمن ، فتستعيد بين أحضانها التاريخ والذاكرة " لييلي " تقول جراحها وانكسار اتها حيث برودة الشمال ، موطن أمها، تريد صحراء الجنوب ، حيث موطن أبيها، فإذا المواجهة صعبة ، شاقة لا يقوى عليها غير أولي العزم من الساردين ، و"لييلي " لا تملك غير." السرد" هو ميراثها، شهرزاد التي لا تني تواجه الخطر بالحكي، أليسة الأولى جدتها، وهذه "لييلي" الثانية ، لعلها الحفيدة.
الرواية قسمان إثنان الأول بعنوان "الوريثة بين الأشجار" والثاني " Mause L,infante" "الصبية البربرية " والذي جعله الكاتب عنوانا كيا للرواية. ونحن ترجمنا من الجزء الأول فصلا رأيناه يحمل مضمون الرواية ويدل عليها من الصفحات 15 حتى الصفحة 19. والترجمة هدية تكريم لميلاد الكاتب الخامس والسبعين ، أطال الله بقاءه وأعاده الى جذوره ، فالشجرة باقية وهي بانتظاره وهذه الكتابة نسفها.
النص :
أريد أن أطير بين أحضان شجرتي، أريد أن أحلم بماذا ؟ بوطن بعيد عن هنا، في العالم الكبير. وطن أكون فيه وحيدة مع الريح بموسيقاها في أذني، في شعري، وهذا الشي ء الغامض الذي لا نملك القدرة على قوله. لا يمكن أن يكون النور، لأنه باستطاعتنا أن نقول النور. هذا الشي ء الذي ينطلق من أمامي، والذي يرقص رقصة كيما يشجعني على المني وراءه. إنه يمكن أن يكون مثل النور، ولكنه نوري أنا الأكثر حميمية. إني أحس أنه موجود، وهذه الفكرة تسعدني. يا هذا الشي ء، شكرا لك. يكفي أن أفكر فيه فيرقص قلبي سعادة.
"أيتها الأ شجار، انتظمن كيما تحدثن هدوءا أبيض وباستطاعتكن السماع ، باستطاعتكن تحريك رؤوس أوراقكن الصغيرة ليس إلا."
إنهن يعرفن – ماذا لا يعرفن ؟ ويحركن آذانهن كيما يقلن نعم. إنهن يعرفن كذلك من أين أجيء بالبذرة التي تولد منها الأفكار، النباتات الزهور، الناس وهن أيضا. الأ شجار. لن نتحدث عن الزهور ، إنها جميلة جدا حتى أنها لا تفكر في شي ء قدر تفكيرها في ذاتها، إني متأكدة أنها لا تعيرني أدنى اهتمام لما أقوم به الآن. إنها تظن نفسها ملكات. عندما يقدم البرد، ويجيء الثلج فأين هن الملكات ؟ انهن لسن مثل شجراتي، إنهن هنا، وتبقين هنا حتى في الخريف عندما تصدأ الحديقة وفي الشتاء عندما تصبح أكثر اتساعا والعالم أيضا، حتى بعد الزهور، بعدي، كيما نتذكر من نكون.
معهن ، الأ شجار اللواتي تنهضن من الجهتين ، هناك دائما أمل. لسنا مجبرين في كل مرة على البدء من الصفر. والمساء يمكن أن يزورهن بالقدر الذي يشاء والهواء أيضا، وينحبسا عنهن متى أرادا ذلك. ياCa profite. أعلن لي أبي ذلك ، ذات يوم Ca profite بماذا؟ سألته. ضحك دون قهقهة ، مثلما يفعل عادة ، بعيني ذئب الرمال اللتين تلمعان ، ولم يجب عن سؤالي ، إنه أعلن ببساطة : د،كل الأطفال نفعيون. ن ،ف ،ع ،ي،و، ن ". قلت : هل هذا اسم جديد تمنحني إياه ؟ أبي هذه المرة ، توقفت ضحكته قبلا، ضحكتنه كانت هنا، ولكنها متوقفة ، يسأل ، داولكن من أين تجيئين بهذه الكلمات ؟" أقول : أدمن عندك. إنها تجيء منك." هو : "مني؟"وبدوري أسأله : "لماذا عندما يكون الليل يكون الظلام ؟" يبحث ولا يجد يقول في النهاية :" أتعرفين ذلك ، أنت ؟ » أنا : "جيدا ". هو: "هل تسمحين بإنارة فانوسي ؟" أنا: "كيما تتمكن الأشباح من العيش قليلا أيضا"ولم يضحك هذه المرة.
هذا الموت ، عندما أغرق في هذا النور مثلما الآن ، وهذه الفقاعات التي هي الكلمات وقد تشكلت بها شفتاي. فقاعات ودائما فقاعات إنها تنتهي بإحداث حكاية. ولكنها حكاية مملوءة بالثقوب. لا، إني أنا المليئة بالثقوب ، وليست الحكاية. إنها تشبه هذه القطع المتفرقة التي أقصها بالمقص. الحديقة ، تستفيد أيضا من هذه الحكاية. من الزوايا الأكثر إشعاعا حتى الزوايا الأكثر إظلاما، إنها تتسمع (الحديقة ). إن الزمن وحده هو الذي يملك الوقت كيما يصنع الحكاية. الريح تضع يدها فوق فمي. تريد مني أن أصمت أليس كذلك. وأنا أرفض ، إني أمشي ، أتحدث ،ألعب ، أسرد الحكايات في حكايتي. فأنا لا يهمني من أمر الريح شيء.
هذه الريح الخفيفة ، نفس (بفتح الفاء) لا ينجح أبدا في الدخول الى الحكاية ، ويتسرب بين الأوراق ، إنها تلامس ساقي المتدليتين ، إن الريح في كل مكان وليس بمقدورها الا تكون في لا مكان. وهي ذاتها ستصمت وتنتهي، أمي لا تناديني. لعلها تكون مهتمة بقراءة الجريدة ، بالحياكة ، بصناعة الحلوى كيما تتذوقها. هل تدرك أنني أفكر بها؟ أفكر عميقا في لحظة لا تستطيع الكلمات أبدا أن تقول الذي يجب أن يقال في اللحظة التي نحن في أشد الحاجة اليها. ليس هناك غير الصراخ ، وليس لنا سواه. نعم ، لأنك تصرخ ولا تسمع صوتا ينطلق من فمك. لذلك يجب الهدوء. أقول : أمي إني أراك بهالة حول عينيك ، بهالة حول شفتيك ، بهالة حول وجهك. هكذا. مقدار من الهالات. ثم كلها: هالة النظر، هالة الابتسامة ، هالة الجمال ، إنها واحدة. لعلها تعمل على إعادة الشرخ. شرخي أنا اليك والذي بدأ. حتى الموت لا يريد أن يموت في هذه الحال. إني على يقين ، مثلما نقف أمام المرآة ، إنها تنظر الينا، تبتسم هي أيضا بهالتها. وأنت ، في المنزل ، وحيدة تبتسمين ، أمي لا شي ء قد ضاع. لا أحد قد ضاع ، وأنا، دموعي تساقط بالداخل ، أغلق باب الروح عليها.
-أنت حارسة الحديقة. قال أبي، كان ذلك في يوم آخر.
*حارسة الحديقة ، الغابة والسماء التي فوتنا. هل قلت – هذا أنا؟!
* أنت حارسة أمك.
* حارسة أمي وأبي.
*حارسا النهار والليل.
*حارسة النهار، الليل ، الأرواح والناس. حارسة الكون ولكل ما يمكن أن تتخيله.
– إني أتخيله دون عنت. يا ابنتي.
إني أحب هذه الطريقة التي يحدثني بها. لقد تهيأت لها. وفي كل مرة لا تفيدني في شي ء. مشيء آخر هذا الذي كنا نتوقعه. رجلاي لا تلامسان الأرض ، كأني أعيش معلقة في الهواء وقتما يكون معنا. والآن أخشي النظر أسفل الشجرة. هذه الرهبة التي تبحث دوما كيما تفجاك. أستطيع أن أشاهد وجه أبي من خلال وجه أمي. افي لن أنظر الى الأسفل. لا، لا، لا أبدا لا. ولكن لماذا بدأت العصافير تطلق زقزقتها الحادة كأنها أصوات ذئاب خائفة من ظلها؟! لعلها لا شيء، لا أحد. أقول لها (العصافير): الأمان ، الأمان ، ولم تعد هذه القلوب الواجفة تصرخ في الظلام. إنها تثق بي. أنا التي أفكر الآن : وهأنذا أصبح كبيرة. أفكر: إني لست بين الأشجار حيث أنا. إني بعيدة إني وحيدة. كل شي ء انتهى. الألعاب أيضا. أفكر : إني عجوز وليس من تغيير أبدا، لا مشيء سيتغير مطلقا. لا شي ء يمكن أن يحدث لي. إني عجوز أكثر من أمي وأكثر من أبي. كل شي ء مضى وليس لي غير الماضي. سأبقى فوق الشجرة مع نهايتي. لعلني مت وأنا الآن أستعيد طفولتي التي كنتها صغيرة جميلة في حياتي الجديدة. (ا.هـ).
جمال فوغالي (كاتب جزائري)