[ . . . . . . . الى أصدقائي]
من المهاجر الوحيد ليله يطوف بالمباني وصبحه عقيم لعل وقت امرأة وحيدة يسمح بالتلاقي بالساحل القريب، لعل شيئا يخطف الأبصار يوقف النشيد/ والنشيج أغنية حزينة، تطوف في المساء بالصحاري، يردها صدى الجبال، تمارس الوحشة الرعشة الأخيرة، وينطفئ البصر لكي ينام؛
مهاجر ترفضه المدائن العتيقة، ويرفض العودة للمكان، لمن يعود، لاغتراب المهجر الوطن أم لامتهان لا يريد أن يقوم كالنهار من جديد، يخاف من ظله ..
وظله تاريخ قوم نائمين في المقابر، يبكي عليهم الزمان والدور من فقدهم ينتابها الضجر.
. . . . . . . لعله كالسيل ينزل ذات ليلة مطيرة، يجتاح ألف تلة، يطرد من طريقه أقذارنا البئيسة المناظر، يوقفنا كالبحر، وتبسم الشمس لنا فيهزج الفرح وتقرع الطبول ويميل الصف ميلته القديمة، يميل رأس يافع وسيم، فتضحك النساء بالعطور، وينتشي صوت البنادق العتيقة، . . لعل حلما في فؤادي يبسم للمهاجر الوحيد؛
ويعن للمسافر التذكار. . . . أحيانا
بل في كل وقت
كم بعد الشاطئ عنا وابتعدنا أي ريح سوف
تجري
علنا والله يرحمنا نعود الغد أو بعده
أو لا
كم تفرقنا هنا والتقين هناك
والتقينا هناك اي وعد لم نقله ولم نمض
غير بعض الوقت؛
ثم رحنا بوداع.
عنت للمسافر الأشواق فهاج بالمفارق
إيه يا صاحبي لعل الناس كل النار كفار وهذا
الوقت سارق
نحن لم ندرك سوى أن السماء حبنا
والعشق حبسنا
الوحيد
وضحكنا
الذي نسيناه
هناك
لمن
يعود؛
إلى أين نمضي وهذا الطريق طويل علينا
إلى آخره
إلى أين يا زمن المستحيلات
أبانتماء إليك
يعقل أن نكتفي ….
ابراهيم الحجري (شاعر من سلطنة عمان)