عاصفة تسرق سر الماء
تسرقه من لثغة إعصار مجنون
تنكره كقماط أخرس في جسد طفل
تمتد به صحراء وتبعثه خيل رماد
تجتاح به كل عيون الليل ولا توقظ ما يبصر
يا سارق وجدي
يا سارق جسدي
غسلني … كفني
واتركني مرتدا للشاطئ مثل الماء
علمني كيف بحرف الموت أرى الأحياء
كيف أغربل مد الذات لأمنحها
جزر الموت اذا ما الموت سكون
كيف أحرك شكل الذات لأمنحها تبكير التكوين
أمنحها خارطة البحث وراء حروف اللغة الأولى
وراء الجزر المسقوفة من لحن الماء
وأقابل خط تشكلها بالشكل الأوحد
شكل الردم على ظهر ضلوع الجسد النيء
شكل غبار الروح وشكل خلاص الروح
كانت أمي تغسل سرتها حين قطعتك يا حبل
السرة
حين جهرت بكل حروف جريدة وطني
وتركت لذاتي حرية أن تبحث عن أم أخرى
لا يمكن أن تجهر بي
عن أم تشرق حين أخون
وتلم الشمس باصبعها تسقطها خلفي وتقول
لابد وأن تنظر ما خلف الأشياء
لا بد وأن تشرق شمسك كي تعرف كل الدنيا
سر خياناتك يا ولدي الملعون
كان الطلع وكان الفصل خريفا
تتراكم كل أكاليل سقوطك في عنقي
تجعل مني كلبا يقتاده جلاد أعور
يخرجه من دحرجة الحيوان على درب أحدب
يمنحه حس الأشياء ليخرج من دائرة الأشياء
رجل أعور يتبعه كلب
كلب يتبعه رجل أعور
هذا المشهد هل يمكن أن أنساه ؟
هل يمكن أن اذكره الآن وفصل الله خريف
لا يمكن يا امرأة ترصدني من ثقب الباب
تختلط بعينيها نظرات الشبق المتصارع والرغبة
تتصدى لغيابي بخيال أعتى من كل جموح الخيل
تجعل عين جموحي تتحدى الباب لترقب منها السرة
قطعت … لم تقطع بعد
هل يمكن أن أصبح ولدا آخر
ولدا ملعونا؟
ولدا يختزل الليل مآسيه بجمجمته
يجرحه رمل الشاطئ رغم البحر الممتد
يسرقه الخطو الضائع تتكسر في عينيه مآذن مدن
معدومة
يؤويه فراغ الغضب الجارح يجعله صفرا…
بعد الصفر رماد
يا امرأة سرقت سر الماء …
لا أملك سرا هذا اليوم
لن أقطع سرا … ما زلت أحبك