بيضاء تماما .
الورقة
ويدي.
من الباب الذي يوارب الضوء
حدة تتسلل في الصمت
تضرب أرقها على الجدار
وتخط وجها
وظلالا نائمة وطيورا .
من الباب
والصور المغبشة على المرآة
رفعة
تتعلق بالهمس.
أن يستيقظ الهاتف
على الكلمات والأجنحة.
أن تقلب المودة شعرها إلى الخلف.
أن يشرب الورد ماء الرقة.
أن…
لابد من الحب إذن.
تدفق صوتها يتجلى في اللعثمة
تدفقه
بارقة ارتباك تهبط بخفيف ألوانها
هنا
في النقطة الوارفة عند بوابة النبض.
تدفقة
وهي تدرب الهواء على الطيران
يكهرب السكون.
لا شيء سوى هبوبها الوئيد
يلتقط زرقة البحر
وينثر أمواجه الجامحة
لا شيء سواها
يحلم بالمدن الضاجة
والنوء.
لا شيء غير أسفارها
يأخذنا الى صخب الحكاية
وهي تذهب مجنونة
في الانفعال
وعند مغرب الصمت
تدق لوعتها في البراري.
الآن
وأنا
– على الأقل –
نشترط موسيقى دافئة
وحفيف أوراق صغيرة
وسهوا
وعرى واثقة من خفتها
وسعاة ألق يزدهون بألوانهم
لنذهب في البياض الشاسع
ونقيم للمواسم أشواقها
وللذاهبة في الانعتاق
مدنا وضجيجا
وأسوارا.
أقلب السهو
وأقرأ على النار يدي
لأنني مثل شتلة غفو تنام في الطريق.
أقلب غيمتي
وأقرأ على الألوان ريشي
لأنني مثل طائر خائف من الصور.
كنت أتحدث عن القمح
كنت مسروقا بالهدوء.
كنت أرى الظلال والمرايا
والغابات
والمعادن والأيدي
والعابرين والكلمات والأمواج
في زورق الغواية
خارجين للتو من رقصة الحقول.
كنت أتحدث عن الأصوات
موحشة
وحميمة.
يجري المساء إلى النوافذ.
تجري الدقة الى الموعد
والكلمات إلى العبارة
والرنين
إلى
حرارة الهاتف.
كنت أتجاذب الصور
كنت أزينها بالرؤى
لتبتل بالحديث…..
هكذا:
عندما جلسنا تحت القصيدة
عندما نهضنا منومين من الضجر
عندما تثاءبنا من الخوف
عندما برد اللهاث ركضنا
عندما رن جرس الهاتف صدفة
وتسلل الصوت حارا
هكذا
دونما لحظة
تتململ على المقعد.
أصغي إلى حفاوة يديك
بالإشارات
للايماءة المسروقة من الدعة
للهناءة الرخية في مسراتك
للهاتف
وأصعد مع الليل خافتا
بسلاسة
وهواء.
أصغي إلى طلاء الصور
يبرق من اللمعان
إلى نحول غواياتك الشاردة
إلى بقايا عطر اليوم
إلى خطوط الحظ
إلى يديك.
كأن للحناء أسراره
في ارتجاف السماعة
وقلبي.
غازي الذيبة شاعر من الأردن