* القلعة
العتمات تحيط القلعة
ثمة تغدق حول الأطراف
سكونا يقوى
من تقوية الأسرار
يعليها
ويمتن من قاعدة القلعة
في القلعة منديل زيتي
ونبيذ قروي
وبقايا شمعة
تسفر عن قطعة ظل
وشرائح ضوء
لا ريح هنالك
لا أحراس وراء السور
ولا أجناد مدرعون
خلا قنديل زيتي
يحرس وجه مليك
محفور في دمعه
* أحزان ملاك
سوف اترك
هذا الشتاء الى أخر سمح
فيه هفهفة من حنين
تجاعيد نهر قديم اراجيح من قنب
مطاحن قمح
على ضفة لا تنام
سوف أترك هذي الرواشن ،
قرميدها والمداخن
نحو بيوت مدثرة
بفراء الثعالب والريش
فيها الظلام لطيف
وذو سحنة من زبيب ،
أسالت سماء القرى
قطرات الحليب عليه ،
سأترك هذي المزايد
بامشاطها والمساحيق ،
بالدفء مختزنا في الخزائن ،
حيث السفافيد منصوبة
أبدأ لاصطياد ملاك .
* المسافر
يساقط الثلج على مظلة
في موقف الباص
فمنذ ليلتين والجليد
يقطع الشوارع الغريبة
فمنذ ليلتين والصقيع
يفرض البياض
لا حانة هنا
ولا مقهى صغير
للمسافر الذي ينتظر الباص ،
فمنذ ليلتين
والمسافر الغارق في مصطبة
يرنو الى الثلج الذي غطى
حقيبة السفر
والقدمين
والحواجب الكثة
والاهداب ،
حتى غاب في عوالم الفضة ،
فالقرميد فضي،
حشائش القرى فضية ،
وفضة كانت حناجر الجياد،
عندما تصهل في الثلج
وتركل الظلام .
القيثارة السومرية .
في صندوق زجاج ،
كان نضار القيثارة
يبرق مرتعشا
منذ قرون هذا الذهب القادم من أور
يشع ومرتجف برأس الثور
المنصوب
على جسد امرأة متمددة
فوق حجار جرانيت احمر
***
من خلل زجاج المتحف
ابصرت مغنين عل الادراج
أبصرت معازف
أبواقا
نايات
ابصرت ملوكا بلحى
من مرمر،
يبتدرون الى نغم ،
ونساء ينقرن صنوج الرغبة
أبصرت شرابا سيالا
في قبو خمري
وأخيرا أبصرت فمي
ينقاد الى الجوقه
ويدي تنساق
الى عجل ذهبي
يرعى معشبة في سومر
* * *
هاشم شفيق – لندن