الأيادي التي بعثرت زهوها فى المدى الشاسع
والعيون التي انتعشت بالهياج
والقلوب الني سورت إلفتها بالخراب ،
نمنحني هذا المساء
تحت شجر المطر الآذاري
إكليل الفراغ المزخرف
واسى،
لا شكل له ولا حدود
يطمأنني التاريخ ببحة حنجرته التي امتلأت بالملح:
لست وريثة أحد
آدم استباح ملتقاك
تحت شجرة الألفاظ
فمنحك زهو جغرافية الروح
ومعادن المعرفة
لست وريثة أحد
رسلك أهلكوا بالشجن
من أجل فتنة اصغائك للصحراء
فنثروا باقات لواعجهم في عرض البحر
وأغاروا على منبت الروح بالغناء.
عيناك محمرتان
أي انتعاش حملوه غير توقد أبصارهم
في اخضرار شعرك حتى المصب ؟
لست وريثة أحد
ونديمك اللدود
الذي وزن ذبذبات أثيرك
بميزان خلوته تحت ابطيك
خاض بـ "خبز حاف " دوارات الرمل
فانصهرت جلدته المدبوغة باللفح
حتى أتاك بمغزل اللغة الشائكة
وبوشاح الزهد
يستر جنبيك اللذين وطأتهما حوافر الزنادقة
لست وريثة أحد
وعلى الرغم من أن خاصرتك مخرمة بالرصاص
فما زالت ذاكرتك
تخزن جديد حكايات السندباد
وتروض جموح الصعاليك للاصغاء اليك
مازلت متورمة بنهارات طوال
تستافين علاماتها المطفأة
فما إن تبدأ أشرعتك بالطواف
حتى يسفر وجهك القرميدي
عن إضاءة مختلفة
* بصرياثا : المدينة القديمة
المدينة الحلم
بعد سبع ليال
ونهارات ستة
المدينة الهلامية التي طرحت بالرؤوس
اكتملت رؤياها في ذاكرة الصعاليك
فامتشقوها جميعا
حلما واحدا في دروب الغربة
كشفت عن رغباتها للقمر
واحتمى بعريها المدانون
انعطافاتها في الفرغ
سلم للهروب
والتغير فيها يمس الذوات
علاماتها الغارقة
لا تخفي غير رغبة أو نقيضها
وخطابها المعلن عزف قيثار
المدينة التي نادمها الصعاليك في الخفاء
شيدها العاهل تحت سماء قرميزية
كتلك التي في الحلم
ولكن
على شكل سرج حصان
خضر حسن خلف(شاعر من العراق)