يتفتق الورد في وجهك
كنجيع مسكوب
هذ الوهج قديم
قدم الطفولة ..
بقاياه جمر
يضرمه الحنين .
***
شجرة واحدة.
خطوة واحدة .
قُبلة واحـدة .
طعنة واحدة .
…
تكفي لمعرفة
أسرار العشق والموت .
…
كل يفتح حلمه الخاص
عشب أخضر كما يظن
والهاوية
معلقة في غصن صغير .
***
حبيبتي كالطفولة
حفظتها عن ظهر قلب
أعرف كل الدروب إليها
حتى النبض الذي خزنته لي
في الشرايين
أعرف بسمتها المضيئة بالنبع
في آخر الشجر
علّها تأتي …
في تفاصيلها المشرقة
كالدمعة الفاصلة
بين الخنجر والجرح .
***
أبحث عن غيمة أمطرتنا
ونحن نجوس الضواحي
بحثا عن عمر بديل
أبحث عن أصيل خضبنا بورده
قبل الغسق
عن حكاية روتها الأمهات
تراقصت حروفها بين السواقي
عن نفوس خضراء كالعشب تنتظر المطر
كم أضحكتنا الطفولة
وهي تسقط من عش الشجر
وتختفي كالظل بين النخيل .
***
يذهب بعيدا في ماضيه
السيل متدفقا في الطرقات
وغير الطفولة لا تومض
مبتلة بالمطر .
***
تحت النخلة إياها
رأى الطفل يعبث بالطين
وكثيب الرمل
يخفي ( ألبوم) الصور
***
شجرة الطفولة مزهرة أوراقها الخضر
والجفاف يتوغل فيه.
***
فوق غافته يصدح الطير
تعبره وجه الطفولة
تسربت كدمعة من عينيه
وأختفت في العدم .
***
وحده الحنين مزهرا
وداخله يكسوه الصقيع .
***
هذا الطفل يركض أمامي يسبح في النبع
يرسم في الصخرة مايشبه الصور
ويقذفها في الماء
الصخور مغتسلة بالنبع تضيء المسيل
فيما الغبار عالقا في وجهي لا يزال
رغم غزارة المطر .
***
في الطفولة يتجمد الزمن
يبقى على حاله
هناك بعيدا ..
في عمق الذاكرة
تعبرنا الأيام ..
ترحل الوجوه ..
والجراحات تباعا
والأحزان تترى
نصبح عشاقا
ونمسي مسكونين
بالوحدة والغربة والغياب …
…
العمر يركض في البراري
عابرا النهر
من ضفة إلى أخرى
حتى يتعبه …
الرحيل والمسافات .
***
في آخر القمر ..
ثمة نور يتوهج
في الليل الأخير …
الطفولة تطفو
من غياهب الذاكرة
وتصعد من الأعماق
لا شيء يحول بينها
وبين الموت
تتجلى كما جمدها الزمن
أول مرة
وتبزغ كالفجر
قبل غفوة الأحتضار …
عادل الكلبانــــي\
\ شاعر من عُمان