(1)
الليل عميق الآن
ثمة وجع خريفي يدير الحوار بيننا
وجع مراوغ قليلا
لكنه يكفي كي يبعد عن أسمائنا الحارة
معارك واهية
يسببها ما يلمع أحيانا
في هذا الليل العميق
(2)
الليل أول بياضي
كتب لي …
ثم هطل الأزرق علي
ثم لا اعرف كيف راح الأحمر يشفني
و الأصفر
و البنفسجي
انتظرته أن ينام
لكنه وهو الطفل العابث
ألقى برتقالته على نصف إغفاءتي
و أسلمني للصباح
(3)
لتعرفني
عليك أن تلمس البحر أولا
كتبت له
و لا تسمني الموجة
أو برق الموجة
لا تسمني شيئا
عليك أن تعرف مذاق ذلك الملح
حين ينفصل الزبد عن فجره
بينما ظلي يحاول أشكالا عديدة
كطريقة في إغوائه للرمل
(4)
الكأس الذي يرافق توهجي
مجرد التماس للفكرة
الرسائل المخبأة في أدراجي أيضا
الموسيقا التي لا أنتبه لها
منفضة السجائر الممتلئة
كأنني أجلس على حيز الموت
و كأن الحياة حبة صغيرة وردية
أتناولها كي لا أفقد حيز الفكرة
……………..
هكذا كتب لي
هكذا كتب لي
(5)
لن تعرف امرأة مثلي
أكثر هشاشة أنا من ورقة خريف
أسهل دمعا من غيمة عاتمة
لكنني وأنا يجرفني الكلام
لن ترى غير بروق في جلدك
و على أصابعك
حكايات قديمة
تدل عليها ألوان لم تزل منذ ذلك الوقت
تخفق بالطراوة
(6)
كيف أن الحياة حفيف باهت لأفكار
مطفأة
كيف أن الأفكار قليل من جلد ينسلخ عن الكلام
كيف أن الكلام بعض هالات حول الذاكرة
كيف أن الذاكرة مجرد لغز يتنفس الموت
كيف أن الموت ….
هنا غمست ريشتي بالأصفر
و دغدغت سواد اللوحة
…..
فكرت وأنا أكتب لكِ
(7)
-ما الذي تعرفه عن الصمت ؟؟
– رجل وحيد تؤرقه نقطة ماء وحيدة أكثر وقعا من نهر يدخل جسدا مليئا بالحجارة
ما الذي تعرفينه عن الوحشة ؟؟؟؟؟
_ سرير مؤجل منذ أن استدل البرق على نافذتي وانزلق تحت قميص نومي
ما الذي تعرفه عن الحزن ؟؟؟
– ما تبقى من الكأس أسكبه على جسدي وأتمتم تعاويذ قديمة احفظها فينضح جلدي بالنحيب
ما الذي تعرفينه عن الكآبة ؟؟؟؟
– سيجارة وحيدة في علبة فرغت للتو, صمت حيادي، حزن حيادي ، انتظار حيادي ، جدران حيادية, وراء الباب المغلق ثمة جسد يستدعي ظلالا باهتة فيسقط في الخواء
ما الذي تعرفه عن ……….؟؟؟
– ما الذي تعرفينه عن ……. ؟؟؟
……….
ساد الفراغ فجأة
حين انسابت كلمات واهنة باتجاه الهواء
و سقط ظلان عن الخط المستقيم
بينما بالكاد
كان للكلام الجديد
أن يفتح عينيه.
رشا عمران
شاعرة من سورية