حسن شهاب الدين
شاعر مصري
1 –
بلا احْتِراسٍ
تُلْقِي بأنْفُسِها مِنْ شاهقٍ..
أوراقُ الشَّجَرةِ الهَوْجاءُ
…
2 –
هل تَتَدَرَّبُ على الطَّيَرانِ
وتُكرِّرُ الخَطَأَ ذاتَه..؟
أوراقُ الخريفِ
…
3 –
في بُحَيرةِ الإسفلتِ
تأخذُ الأوراقُ نفَسًا عَمِيقًا
ثمَّ..
هُو
و
و
و
ب
…
4 –
بلا خَجَلٍ
تقِفُ عاريةً في الطَّريقِ العام..
السَّيِّدةُ/ شَجَرَة
…
5 –
يا لهذه العصافيرِ الصَّغيرةِ..
كلُّ هذه الثَّرْثَرَاتِ
وَتُخْطِئُ في نُطْقِ اسْمِي
…
6 –
كلُّ أسرارِ الشَّجَرَةِ..
أذاعتْها العصافيرُ الواشيةُ
دُفْعَةً واحدة
..
7 –
قصائدُ هايكو مَرِحةٌ..
أطفالٌ
تتسلَّقُ
شجَرَةً
…
8 –
رغمَ بلوغِه الخمسينَ
ما زالَ يلعبُ الغُميضةَ معَ الأشجارِ..
ظِلِّي المُشَاكِسُ
…
9 –
أنا.. إلى ظِلِّها
وهيَ.. إلى قصيدتي
شاعرٌ
وَشَجَرَةٌ
تحتَ المَطرِ
…
10 –
أكتبُ عنها الآنَ
وتُدركُ ذلكَ تمامًا…
الشَّجَرةُ بجوارِ المَقْهَى
…
11 –
تَفْتَحُ ذِراعَيْها الفَزَّاعةُ
تَتَضَرَّجُ تُفَّاحاتُ الشَّجَرَةِ حياءً..
قِصَّةُ حُبٍّ على وشكِ البَدْءِ
…
12 –
أُرْجوحةٌ مجَّانيَّةٌ..
سحابةٌ عابرةٌ
تعلَّقَتْ بالغُصْنِ المُثْمِر
…
13 –
بالدَّوْرِ أيُّها الأَطْفَال
تقولُ الشَّجَرةُ..
أرجوحةُ الغُصْنِ المَكْسُورِ
…
14 –
رغمَ أنَّها لا تتساقَطُ
أُسَمِّيها أَيْضًا أوراقَ الخريفِ..
مصابيحُ الزِّينةِ الشَّاحبةِ على الأشجارِ
…
15 –
صباحَ العيدِ
سحابةٌ حمراءُ خيطُها في يدِ طِفْلٍ..
بالونةٌ عالقةٌ في الشَّجَرةِ
…
16 –
تلَوِّحُ للتَّلاميذِ
“لا تتأخَّرُوا صباحَ الغَدِ..”
الشَّجَرَةُ أمامَ المدرسةِ
…
17 –
علاقةٌ مِنْ طَرَفٍ واحدٍ..
الفأسُ
والشَّجَرَةُ
…
18 –
“لو يَمْنَحُني جَنَاحَيْنِ ذلكَ الشَّاعرُ”..
شجرةٌ
تحلمُ
بالطيرانِ
…
19 –
تجوبُ الحديقةَ في الليلِ..
روحُ الشَّجَرَةِ المَقْطُوعةِ
…
20 –
يبدو لذيذًا
وإنْ كانَ بالرَّصاصِ..
بُرْتقالُ شَجَرَةٍ يرسمُها طِفْلي
…
21 –
المُثْمِرُ أم غيرُ المُثْمِرِ..؟
أيّ غُصْنٍ تُحِبِّينَ أكثرَ
أيَّتُها الشَّجَرَةُ/ الأمُّ
…
22 –
«مِنْ فَضلِكِ أيَّتُها الشَّجَرَةُ
أَيْقِظِيني بعدَ ساعَتَيْنِ»..
يقولُ الكلبُ المُتثائبُ
…
23 –
لَمْ تَرْمِش الشَّجَرَةُ..
قِطُّ وَقِطِّةٌ
يُمارِسانِ الحُبِّ
…
24 –
حتى صغار العصافيرِ
تحفظُه عَنْ ظهرِ قَلْبٍ..
النشيدُ الوطنيُّ للشَّجَرةِ
…
25 –
أهذا قُرْطُكِ الجديدُ أيَّتُها الشَّجَرَةُ
وماذا عَن الأُذُنِ الأُخْرَى..؟
هلالٌ في زاويةِ المَشْهَدِ
…
26 –
مُنْهَمِكَةٌ في تَرْتيبِ أوراقِها
لتكونَ في شَرَفِ اسْتِقْبَال الشَّمْسِ..
الشَّجَرَةُ صباحًا
…
27 –
تنتظرُ الإشارةَ من المايسترو/ شَجَرَة
كي تبدأَ مراسمَ الضَّوءِ..
جُوقةُ العصافيرِ
…
28 –
“انْظُرِي..
انْظُرِي سريعًا”..
بَرْقٌ يُحاوِلُ إدْهاشَ الشَّجَرَةِ
…
29 –
بما أنَّكِ لا تَنامينَ
ألا تُفكِّرينَ جِدِّيًّا أيَّتُها الشَّجَرَةُ
في العملِ كحارسٍ لَيْليٍّ ؟
…
30 –
“ليسَ مُجدَّدًا أيُّها المُتَحذْلِقُ”..
تقولُ الشَّجَرَةُ غاضبةً
كلَّما سألتُها عمَّا حدَثَ معَ نيوتن
…
31 –
تُحَدِّقُ فيَّ طويلا
كما لو في المِرْآةِ..
شَجَرَةٌ تُؤْمِنُ بالتَّناسُخِ
…
32 –
أيَّتُها الشَّجَرَةُ
ألا يُتْعِبُكِ الوقوفُ هكذا على رِجْلٍ واحدةٍ طوالَ اليومِ..
طِفْلٌ يتساءَلُ
…
33 –
أيَّتُها الشَّجَرَةُ
أيُّ خَبَرٍ عاجلٍ جاءَ به السَّيِّدُ/ غُرَاب
ثُمَّ رَحَلَ هكذا سريعًا
…
34 –
كما في الفيلمِ السَّابقِ
لعبت الشَّجَرَةُ
دَوْرَ شجَرَةٍ أيضًا
…
35 –
تُلقي نُكْتَةً على الشَّجَرَةِ
ثُمَّ تَبْتَعِدُ..
طائرةٌ ورقيَّةٌ
…
36 –
تُخِيفُها كثيرًا
نَظَرَاتُ الحَطَّابِ المُتَوَّعِدَةُ..
الشَّجَرَةُ الهَرِمَةُ
…
37 –
الشَّجَرَةُ تدعو..
العصافيرُ تُؤَمِّنُ..
صلاةُ الشُّروقِ
…
38 –
“الفَرْعُ الثالثُ على اليمينِ”..
تقولُ السَّيِّدةُ/ شَّجَرَة
لطائرٍ يسألُ عَنْ مَبيتٍ
..
39 –
يسقطُ
يسقطُ
(مع الثُّوَّارِ في صوتٍ واحدٍ)..
شَجَرَةٌ ضدَّ النِّظامِ
…
40 –
رغمَ توقُّفِها عن الإثمارِ
تتذكَّرُ أسماءَ المواليدِ الجُدُدِ..
الشَّجَرَةُ بجوارِ المُسْتشفى
…
41 –
في الرَّبيعِ
لا تُفَكِّرُ في حَتْمِيَّةِ الموتِ
شَجَرَةٌ في المَقَابرِ
…
42 –
رغمَ أنَّها الشَّاهدُ الوحيدُ
لم يسألْها أحَدٌ قطُّ..
الشَّجَرَةُ في لوحةِ الجدارِ
…
43 –
“إنْ كانَ ولا بُدَّ
فلأكُنْ سريرَ عاشقَيْنِ”..
الشَّجَرَةُ المُقْطوعةُ للتَّوِّ
…
44 –
لا تُؤْمِنُ بصداقتِهم
إذْ سرعانَ ما يَرْحَلُونَ..
الشَّجَرَةُ في دارِ المُسنِّين
…
45 –
ماكرةٌ
تعرفُ كلَّ أسرارِ البيوتِ..
شَجَرَةٌ تُثَرْثِرُ معَ حبالِ الغسيلِ
…
46 –
تجدُها مُمِلَّةً ومُكَرَّرَةً
أحاديث أعمدةِ الإنارةِ..
شَجَرَةٌ مُصابةٌ بالأَرَقِ
…
47 –
تُنْصِتُ إلى نشرةِ الطَّقْسِ
كي تختارَ ثوبَ النُّزْهةِ..
شَجَرةٌ سُورياليَّة
…
48 –
“في الوقتِ المُناسبِ تمامًا”..
تقولُ الشَّجَرَةُ حينَ تراني
ثمَّ تُمْلي عليَّ هذا الهايكو
…
49 –
رغمَ ازْدِحامِ الوَرَقةِ
لا يتخلَّى أحَدٌ مِنَّا عَنْ مكانِه..
أنا
وَقصيدتي
وَالشَّجَرَةُ
…
50 –
ليسَ بـ (حسن شهاب الدين)
هذه المَرَّة وَقَّعْ بِاسْمِي هذه القصيدةَ..
تتوَسَّلُ الشَّجَرَةُ.