سأتعرى صدفة. لن تكون امرأة أو شمسا. لن يكون استحماما أو عوزا في علة العري. سؤال من وشم العري سيباغت عيون الفزع المنصوبة بخرق التدثر قبل أي جواب. سيخرج السؤال من جلد يتحدى السوط في قاعات الخبل ولهاث البطون المعجوجة بترف الخوف من سقط الصحراء من يد السماء.
لن تكون شمسا في بلاد حجبت مثيرات العيون. سترمي سحابات تخبو ببطء وتتوالد في مسيرات تتجنب نسيان شفرة تحض عليها الريح, إذ الجالسون خلف الحيل ساهرون شاهر ون الضاربات في أعين الشمس إن بانت.
لن تكون امرأة يتنازل لها الجسد عن بهر الملابس ويترمل باللمس تاركا للمسام فرحة الغرق. ولن تكون امرأة لتثير سؤالا دون أن تلتزم بشروط المماهاة والتوقيع على قرطاس يتلون في لمس القلم. لن تكون, لأنه لن يتعلم في متاهة الجلد سبل التيمم بنفس امرأة.
لن يكون استحماما لأن الطهر غادر الماء باحثا عن عري أصيل يسري عن الجسد أحاسيس الخزي، لأن البحر والنهر غاصا في قيعانهما بحثا عن سفينة نوح يهربان بها بحض الريح. لن يكون استحماما لأن الجسد سيفقد في مسيرة الخوف كل طقوس الطهارة.
لن يكون عوزا، لأن العوز يعز نفسه بأسمال تعز نفسها بخضوع خوف لا عبادة. لأن الجلد لن يتعلم بأوسمة قهر الدهر. لن يكون عوزا لأن العنق لن يتنازل عن تميمة سلسلتها من فضة " مملكة مروي القديمة ".
فقط سؤالا سيكون من وشم العري. سيهدل النقاط ويمرد الحروف, سيباغت عيوب القزع المنصوبة بخرق التدبر قبل أي جواب. سيخرج السؤال من جلد يتجدى بالسوط في ساعات الخبل ولهاة البطون المعجونة بترب الخوف من سقط الصحراء من يد السماء.
السفينة والمسمار
عجزت السفينة أمام المسمار. سلمت أحلام الانتقال لضباب يشهد هبوط الروح. الأحمال بللها عرق الرعب. والوقت تغبش.
زجاجة العطر المحمولة انسكبت. بحس أدركت مزجا بملح تطاير شذى يحذر يبحث عن منقذ. النملة أسرعت تسد جرم المسمار. هبطت روحها. العنكبوت تأخرت في نسج بيت للإخفاء بيت غطاء.
جسد السفينة يتسع للنوم الخالد. يتغبش اللون بزرقة وزبد يتعاركان على فضل الحسم.
السفينة تغوص بفضل مسمار طلب الرحيل هربا من عنت الحدائد. نسيت السفينة أنها أم من خشب لاتوضع الحديد دفئا دون ألم التمزق والشك.
السفينة غادرتها حمامة. لم تفلح ل تعجيل بيضتها بفض فرخ. ضربت بجناحين مبللين فوق بيضها في آخر وداع. تركت هبوبا دافئا. سمعت مواء مبكرا. قبل ضياع البياض في دوامة التجليل. جنت حمامة. صارت تسب بالهديل كلما رأت ماء أو حديدا في البراري.
لم يكن طوفانا. كان مسمارا تعيسا ضل قمره. ضل شمسه. نخر الحنان بحثا عن جذور، فاختفى بالمكان والزمان. ترك الزبد دوامة, صفحة عرافة أو طالع هبوط.
تأنيت كما قالت
تأنيت كما قالت
فضاع النهار
وصادقت نجمة دلتني على الطريق
تأنيت كما قال
فمر القطار
حنيت قدمي وسرت
ندمت على تأن لم يكن مني. خرجت على الناس في عباءة رافعا سبابة مهمهما بحديث جن ولسان يفرق بين الدال والدال وعين ترى ما لا يرون وأذن تسمع صوت الكوكب المشحون.
خرجت على الناس فجرا موزعا تمرا على النساء تينا على الأطفال وزيتونا للأعمى.
خرجت قبل ضياع النهار لأنني سأتأنى حين سيمر قطار الخبز سهوا. ستكون النجمة سر السير بقدمين عطرتهما حناء تقبل أديم الأرض.
خرجت من الناس
على الناس
الى الناس
خرجت بالناس ناثرا ملحما امامي في خطى الغرس القادمات.
ثدي وحليب طفل وشيطان ليل
(كتابة سوريالية بعد منتصف الليل )
الىالمفطومين قسرا
يحن ثديها لطفل
مازال يكبر
والليل يشطر
لوحة ملاك شيطانية
بها يخلع
عميد الرسامين
في الرحم
وأم طفل
يحن ثديها بحليب طفل
في الرحم مازال
يطفل في الرحم
في عينها
عشقت طفلا كبيرا
والليل يستر
لوحة الشيطان ملائكية
بها يخدع
عميد الرسامين
عليها طفل في الرحم
وعين أم
في انتظار
رجل يكبر في السن دون أن يدري
رجل يكبر في السن دون أن يدري. امرأة تتبعه بخطوات جريئة. توقظ فيه وعي المسير، الرجل يتقدم في الخطوات والسن. المرأة تقترب مع وهن خطو الرجل, حين تصل اليه يكون جالسا، حين تلمسه يكون منبطحا، حين تحدثه لا تجد له أثرا. يمحي كظل في النور. تأخذ المرأة حفنة من تراب أثره. فقط تنظر خلفها لحظات قصار وتمسح أهدابها برفق وتتابع المسير.
رجل خلفه امرأة تكون
يكون
وهن خطواته ينبيء بخاتمة حكاية
أن رجلا كان يركض
باحثا عن ]هو لا يدري عم ولا نحن[
لما وصل الى ]هو لا يعرفه الى أين ولا نحن[
استراح قليلا
راح في غفوة طالت الى نومة
طالت
الرجل راح
المرأة لم تعد تركضي خلفه
لم تعد خلفه
ولم تعد.
صوتت الشمس طقوس
الشمس طقوس سر شفتين
صوت الشمس طقوس, قلب ولسان وسر لقربان ليل على شفتين.
في صوت الشمس تتخدر صامتة. تبحث عن طقوس من شفتين بين قلب ولسان. سر يذهب.
دعي قربانا لأحلام الليل على الشفتين.
الدف ء في صوت الشمس حروفا تتأمل, تتخدر. عيونها صامتة. تبحث عن معنى الجسد في طقوس مغلقة. تضحك من شفتين ترتعشان بين قلب ولسان. كتابها سر يذهب ليذهب. دعي شعرك قربانا واتركي لأحلام الليل طقوس النهار. أتركي البسمة على الشفتين.
تبحث عن الدفء في صوت ولد في الشمس. تستنشق حروفا امتدت وتمادت في المسافة تتأمل لون الشمس وتتخدر من صوت الحروف الغائبة. عيونها تحررت من أسر التقليد، باحت واستباحت عيون الدف ء الصامتة. تبحث عن اليد، يد الشمس, يد تعيد اليها معنى الجسد المنسي في سجن طقوس باردة, حكمها الصوف والغرف المغلقة. تضحك بصفاء لآذان تدرك معنى الضحكة الفالتة من شفتين ترتعشان بين قلب ولسان. كتابها سر يذهب ليذهب. دعي خيوط شعرك حروفا للشمس وقربانا للقرى, واتركي العنان لأحلام منتصف الليل. دعي الليل يحكي لك عن طقوس النهار وفرائض الليل, واتركي البسمة حرسا على منازل الشفتين.
طاليس
مثلك يا " طاليس "
نقع
في الآبار
على أهل الكهف
مثلك يا طاليس نحن
وجوهنا
في الآبار
نفكر في الكسل
شاكرين أهل الكهف
مثلك " يا طاليس الملطي" نحن
مرفوعة وجوهنا الى النجوم
وفي الآبار نقع
زلة هي أن نفكر
في زمن يتشمس أهله بالكسل
شاكرين موزع الأغطية
المار على أهل الكهف.
طارق الطيب (كاتب سوداني يقيم في فيينا)