نسيت
لعلي نسيت
فأشعلت في عتمة المساء نار القرى،
وربطت التمائم بالقمح
معتنقا منجلي ..
لعلى نسيت
فمسحت وجهي حتى اختفى بيدي،
وقسمت دودي بالعدل بين العصافير،
واخترت طوفا من الملح
يحمله البحر وهوا الى منزلي..
لعلي نسيت
فهل يذكر القادرون على الموت بعد
دمي المتأسن في القلب ؟
هل يذكرون باني زجاجة خمر
يعتقها القفز من حائط
للذي لا يلي؟
وهل يذكر القادرون على الموت
اني نسيت
فلم اخرج اليد حمراء سوءا،
ولم أغل في حضرة الجوع غير
الحجارة،
لم أتل سورة "والموت طفلا"
واني نسيت
لهاثي على جسد جيفة لا يقوت
وثوبي نظيفا بلا اي لون
وعنوان بيتي نسيت
فلا تلتقيه البيوت ؟!
الجدار
وما كنت ابحث عن اي شيء سواي،
رأيت ينابيع جامدة
وكهوفا بلا انبياء يعشش في فمها
العنكبوت
رأيت نساء يقطعن اثداءهن
ويرمينها للذباب،
رأيت فضاء يشيخ
ومن شاربيه تسيل المراثي
ليلصقها نادل العمر فوق الجدار
ولا عمر يكفي
فماذا يقول الجدار اذا ما اقتربت
وكان مصابا بذاكرتي وبفقدي؟
ولا عمر يكفي
تحتها امرأة تصطلي
وتحك اسمها بالجدار
ارى مطرا نافضا ريشه
وسراطين من خزف
تسكب البحر اخضر مثل الجدار
ولا عمر يكفي لهذا البهاء الكريم
الكراسي تطرز في العتم وحشتها
والقناني على الرف تحصى المسافة
ما بينها والبلاط
الهواء العجوز يكح
ليخرج من حلقه الضحكات
القديمة ..
وحدي دخلت،
وما كنت ابحث عن اي شيء سواي
سماء بعازتين تقدم لي خمرتي
وتبادلني نخب امستي الخالية
جرعة مزة تحت ظل الجدار
تلوب على الظمأ،
آه ياظمأ لم يكن كافيا
ليدير على الخمر شهوته الكافية
الحكاية
التراب الاشارة،
من لاح بالياسمين؟
ومن عفر النخل بالطلع
بوحي رياح
اسقطي مثلما لا تشائين بين يدينا
اقرئي شهوتينا علينا
بنا جسد ساجد في جسد
وشؤون نذرذرها في الطريق لئلا
نضيع،
بنا كل ما اغلفته الحكاية
لحم نعريه حتى يجف
وروح يزملها لا احد
طاهر رياض ( كاتب اردني)