القبعةُ التي أحبّتِ الريح
كانتْ مثلي
حينَ اخترتُ قبراً
أصغرَ من مقاسي بعامين
لم يوقِظْني النائمون
بأحلامهم الصاخبة
ولم يتوقفْ شبحي
في نقاشٍ طويل على الحافة
لإقناع الذاهبين بالبقاء..
كلُّ ما حصلتُ عليه
أجفانٌ تغمضني في الأعالي
عندَ خطِّ انحدارِ المياه
وشفرةٌ سميكة
أكشطُ بها أخيراً صفعاتِ الطفولة
لأطويها بعناية
في درجٍ قديم للذاكرة
-لم يبقَ منه
سوى وجهِه عند الوداع
هذا ما باحتْ به للزوجِ الجديد
بعدَ منتصف الليل
لم يقلْ شيئاً
تولتْ يداه إنجاز المهمة
-هاربٌ ممّن؟
تنفتح ذراعان لهما طعم أمي
-عائدٌ إلى بطنك
مع كل الوعود القديمة
تاركاً ورائي الكلماتِ الشاردة
تلوكُ أفواه الناس
لتلفظهمْ مرةً أخرى
أكثرَ قدرةً على السكوتْ
× × ×
أيها الموتْ
أشياءٌ كثيرة
نسيتُها لديك
قبل أن تلدني
والآن أريد
تذاكرَ رخيصة
من الدرجة الثالثةِ فقط
تكفي كي أواصلَ السفر
في كلِّ المحطاتْ
بحثاً عن حقائبي المفقودة ..
مـــازن نجـــار شاعر من سورية