ماذا يريد المنجمّون من هذه الأرض؟ ماذا يريد المستكشفون, باعة الأسلحة المتقدمة، أصحاب الياقات؟ ماذا تريد البوارج الحربية وخدم التاريخ أنذل الأعراق والانتقام؟ ماذا يريد الأقوياء والضعفاء الواهمون؟.. (يريدون النفط)، خذوه وارحلوا عن هذه الأرض التي ثكلتها الأزمانُ والنكبات..
مثقف الافتراس من غير سمات
وفق دراسة علميّة حرّة وموثقة، أن الثقافة والمعرفة، تؤنسن الكائن وتخرج به من الشراسة والقسوة في العلاقات والتفاعل العدواني مع الآخر، إلى الرحابة والتسامح.. هذا ما لاحظه المفكر الجزائري مالك بن نبي مثلا، حين لاحظ على مجموعة من العمال بعد تعلمهم القراءة والكتابة وتقدمهم في صفوف محو الأميّة، تغيراً في الوجوه والملامح والقسمات «كانت الوجوه ذات وميض وحشي وقد تأنسنت تدريجياً، اختفى بريقها الحيواني ليحل محله شيء ما، ينم عن فكرة داخليّة، عن حضور فكرة. من ناحية أخرى فالشفاه أطبقت أو زاد تقاربها.. الرأس الذي تلقى فكرة قد شغلت عضلات الصدغ، التي تعمل كنابض يشد نحو الفك الأسفل الذي يغلق الفم»(j).
هذا بالنسبة لبداية تعليم بسيط أخرج أولئك العمال من ظلام الجهل المطبق، فما بالك بمن قطعوا مسافات شاسعة على صعيد الثقافة والمعرفة حيث نلاحظ هذه المفارقة المخيفة، بسطوعٍ يعشى العيون والأبصار، في خارطة العلاقات بين مثقفين ومتعلمين عرب، على سبيل المثال، وصل بعضهم إلى أعلى درجات التحصيل الاكاديمي والمعرفي، في أرقى المدن والأكاديميات والمنتديات لكن ليس ثمة ما تغيّر على صعيد القيم والعلاقات والملامح والوجوه وإنما ازدادت سوءا وقسوة ونزوعا نحو التدمير والوحشيّة.. فكأنما المعرفة لا تتعدى الشكل والمظهر، إلى النفاذ في الأعماق وما يترتب من تغيرات أخلاقية وسلوكيّة أقرب إلى التمدن والتأنسن العميق الرحب..
نرى ذلك الكائن الثقافي، الذي صار له اسماً ما وعلامة، يشع في كل خطوة وعبارة، ببريق القسوة في إقصاء الآخر وتحطيمه وسحقه.. لا تكاد تخرج من فمه كلمة محبّة وامتنان إلا إذا كانت تمهد للاحقتها، تمهيدا يجعل من الكلمة اللاحقة أو العبارة والخطاب بكامله ساحةَ ضرباتٍ صاعقة متلاحقة من غير هوادة ولا رحمة. أو كما عبّر ذات مرة على طريقته المرحة، الروائي اللبناني حسن داود، حول «كهرباء الضغينة والحقد» التي تشتعل وتتلظى في كل جلسةٍ واتجاه..
يشع من عينيْ ذلك الكائن صاحب التحصيل العلمي، بريق لا يشبهه بريق عنف الحيوان الغابي بالطبع، ذلك البريق البريّ الصافي الآسر بجماله وصدقه، وإنما بريق عنف وضيع منحط ومتآمر، بعيدا عن أي قيم وملامح حتى تلك الحيوانيّة المظلومة والمُعْتدى عليها وفق جريان الوصف والتمثل عادة… أو تلك المدنيّة المتحضرة كخلفية ومنطلق لقيم ثقافية وأخلاق نمتْ عبر تاريخ طويل من الكدْح والمعاناة والمعرفة منتفضة على قيم التعصّب بكل أنواعها والكراهية الظلامية والتخلف…
لذا ليس من المستغرب أن نرى مثقفين في هذه البرهة العربيّة الموغلة في القتامة وتدمير أحلام البشر البسيطة، وقد عادوا إلى حضائر الطوائف والغرائز كجزء وربما طليعي، في حشد الخرافة السوداء، حشد القتل بكل أنواعه والتصفية، في بلاد المشرق العربي خاصة..
البحرين.. الحنين إلى البدايات(jj)
للبحرين مكانة خاصة في تكويني الفكري, الشعري، والوجداني، حيث علاقتي بهذا البلد الذي ننتمي وإياه إلى عائلة ثقافية جغرافية وروحيّة واحدة نسميها الخليج العربي أو الجزيرة العربيّة.. كانت صلتي المبكرة بالبحرين من خلال البحرينيين المتواجدين في أكثر من بلد عربي وغير عربي.. وكان المكان الأول لهذه العلاقة الخاصة هو القاهرة في مطلع سبعينيات القرن الماضي حين شكلنا هناك مجتمعاً طلابياً خليجياً وعربياً، وفي حيّ (الدقّي) تحديداً، حيث المسكن والمأوى وكذلك المقرات الطلابيّة.. أتذكر مقر اتحاد طلبة البحرين كان في شارع السبكي ومقر العُمانيين والكويتيين في ميدان المساحة في الحي نفسه.. وكان المشترك بين البحرينيين والعمانيين أكثر قربا على أرضية الهموم والقيم المشتركة.
كان الاتحاد البحريني الأكثر حيويّة وسجالاً في المجال السياسي بمشاربه وانتماءاته المختلفة التي تطبع تلك المرحلة حيث الصعود الأقوى لتوجهات اليسار الماركسي والقومي حتى يكاد السجال السياسي ذو النبرة العالية غالباّ، يطغى على ما عداه من أنشطة معرفية، أكاديمية وأدبية.. أتذكر كنت أتردد على مقر الاتحاد البحريني أكثر من العُماني لجاذبيّة النقاشات الحادة الواثقة من امتلاك الحقيقة, ولجاذبية الجمال البحريني الأنثوي المتنوّع الذي يفوق نظيره العُماني في تلك الفترة تحديداً… أقول في تلك الفترة, كي لا يعتب العمانيون. فعُمان فيها من الكنوز الجماليّة الكثير, لكنها خبيئة على الأغلب. وهذا يعود إلى فترة الانفتاح المتأخر نسبياً..
كانت تلك الفترة الموّارة بأحلام التحرير والتقدم، العدالة والاشتراكية، بشكل يوتوبي على نحو من اندفاع وصخب, يغطّي على الوقائع والتاريخ الذي لا يبقى منهما إلا ظلال بعيدة غائمة، كأنما الخطاب النظري الحالم في ذلك العمر المبكر يحل بديلاً عن الواقع والصيرورة التي ستتخذ لاحقا أبعاداً قاسية وارتطامات مدوّية على الصعيد العربي عامة..
كان الجو السياسي الرومانسي يكاد يبتلع كل شيء في المجتمع الطلابي، وكنت في المرحلة الاعداديّة دراسياً، حين بدأت الاندماج في هذا المناخ الذي لا يعدم ندوات أدبية وشعرية وان اتخذتْ موقع الهامش أمام هيمنة متن السياسة وصخبها المتشعب، فهناك أيضا في القاهرة تعرفت على أدباء البحرين البارزين مثل قاسم حداد، علي عبدالله خليفة، علي الشرقاوي، عبدالله خليفة والدكتور علوي الهاشمي الذي كان يدرس (الماجستير) في القاهرة, حين أصدر ديوانه الأول على ما أظن (من أين يجيء الحزن الي وأنت معي) فيما يشبه المناخات الحلميّة الملفّعة بالضَباب.. أتذكر حين التقيته مع الدكتور عبدالعزيز المقالح في شقة بالدقّي.. وقاسم الزائر، كان قد أصدر (البشارة) و(خروج رأس الحسين من المدن الخائنة)..
وكان الديوان المتداول بين الطلبة لعلي عبدالله خليفة (عطش النخيل) وقصيدة (عذارى) التي يحفظها الطلبة غيباً كنشيد.. وأتذكر محاضرة عبدالله خليفة حول ميلاد القصة في البحرين، وربط هذا الميلاد بتحولات المجتمع صراعاته وانقسامه الطبقي..
وفي تلك الفترة أيضا قرأت بإعجاب مجموعة (أمين صالح), (الفراشات) الذي لم يزر القاهرة، مثل أقرانه.. كان مصدر إعجابي, هو كسْرها لما كنت أقرأ من قص نمطي سائد وتأثر أمين المبكر بإنجازات السينما وعناصر المشهد البصري الصادم.
كان مفهوم (الالتزام) الغائم والملتبس، هو السائد في النقاشات الأدبيةّ، التي ليست إلا استمراراً تبعياً للمفاهيم، إن صحت العبارة, والآراء السياسية والفكرية الوافدة من كل حدْبٍ وصوب.
كان ذلك النوع من الشعر والسجال الأدبي جديداً بالنسبة لي، أنا القادم من بيئة بالغة المحافظة على الصعيد الأدبي والاجتماعي ولم تكن طلائع التحديث والتجديد وصلتْها بعد أو تكاد.. وكان عبدالله الطائي الإسم الأبرز في هذا السياق.. وشكّل مع شعراء جيله الخليجي حلقة وسيطة بين التقليد الأدبي وأفق الحداثة المتحقق في نتاجات لاحقة..
ومن الطلبة الذين كان لهم نزوع أدبي في ذلك الخضمّ السياسي، حسن مدن، فوزيّة السندي، محمد حدّاد، ولبنى الأمين..
ومن القاهرة إلى الشام وبيروت والجزائر, التقيت بأصدقاء, بحرينيين كثر، في الشام وبيروت خاصة حيث التجمعات السياسيّة وأسماء قادتها البارزة سعيد سيف أو عبدالرحمن النعيمي، عبدالله راشد، سيف الذواّدي، حسين موسى (العكري), حسن مدن، بعد أن رُحِلَ من القاهرة من قبل الأمن المصري والأخوين العبيدلي وليلى فخرو وشقيقتها، وكذلك حمدة خميس… الخ. الذين عاد جميعهم إلى البحرين لاحقاً، مشاركين كل حسب رؤيته في العمل السياسي الوطني والبناء.
المرحلة القاهريّة، كانت بالنسبة لي وآخرين مرحلة البراءة الأولى والطفولة في الوعي السياسي الفكري، وكذلك العاطفي، المتقدْ, هذه البراءة وتلك الطفولة التي ستنكسر تدريجياً كسياق منطقي لبروز الواقع على حساب الخطاب الحالم المحلّق في سماء النظرية، تلك النظريّة التي وصفها جوته بالرماديّة ازاء شجرة الحياة التي لم تكن على هذا النحو من الاخضرار في حياتنا العربيّة حيث زلزال الجفاف والانهيارات، يضرب الشجر والبشر والحجر.. وحيث الفتن التي اتخذت طابعاً كارثياً تشبه قِطع الليل المظلم وفق حديث كريم, آخذةً في الصعود والتدمير لكل ما هو مضيء وجمالي إنساني في العيش المشترك بين الشعوب والجماعات.
تلك البراءة التي ستهرب لاجئةً إلى النص الأدبي والحلم لتقي نفسها من التلاشي والانقراض.. نلجأ إلى الطفولة والتذكر والحنين, وهذه تلجأ إلى الأدب بعد أن طُردت بفظاعة من الواقع والتاريخ الدمويين, يستحيل الأدب والشعر إلى مراثٍ فجائعية لوجوه غابت ومُدن دُمّرت, كانت ذات يوم مرتعاً لعواطف وأحلام عامرة بالفرح والأمل الموؤدين في بداياتهما أو هكذا تحاول قوى الهمجيّة والظلام وسيادة قيم المال والافتراس والطائفيّة الساحقة وهي الأكثر بشاعة في البرهة الراهنة, لأي طفولة أو رؤية جماليّة للوجود والعالم.. إنهم يحاولون إطفاء نور المعرفة والحياة وتمزيق لُحمة المجتمع والحلم الذي حلم بآفاقه «الأوائل» وضحوا من أجله منافي وسجوناً وعذابات.. كانت البحرين بأسمائها المضيئة على عبور العمر العاصف والزمان، وبثقافتها الرائدة في المنطقة ما تفتأ متجددة في الذاكرة والوجدان كنبع من منابع تلك الطفولات الهاربة باستمرار.
شكرا للبحرين والبحرينيين الذين كانوا نافذة مبكرة ضمن نوافذ كثيرة, في الحاضنة القاهرية وما بعدها..تطلعت من خلالها إلى الأدب والفكر وإلى العالم الشاسع..
طفولة العاصفة
فكر أن يكتب شيئا عن حياته،
سيرةً أو ما يشبه السيرةَ،
لكن من أين عليه أن يبدأ في
التأريخ والزمان
من أين يبدأ في كتابة العاصفة،
وهي تقود عميانَها في الظلام؟
هل يبدأ من لحظة ولادتها في
المضيق الجبليّ العاتي أو من
أغوار البحر.. أم يكسر القاعدة
ويبدأ من لحظة الاستواء وذلك
الحنين الجارف الذي قادها الى
الجنون والتدمير؟ من أين يبدأ في كتابه
العاصفة، في هبوبها الأول، أحلامها
الأولى حين كانت
طفلة تهجس بتجاوز الأكمات
المحيطة والتلال.. أم يبدأ من
غيبوبة النشوة وهي تمحو الخُطى
والأماكن والوجوه التي قادتْها
الى حتفها الأكيد
كيف يكتب العاصفة؟ كيف يكتب
الغبار والرماد والسديم
الذي كان على المخلوقات أن
تختنق فيه من غير فجرِ ولادةٍ
ولا وجود «ما كان أغنانا عن الاثنين»
«أي المعاني بأهل الأرض مقصودُ؟» (jjj)
كيف يكتب طفولةَ العاصفة
وشيخوخة السديم؟!
في البلاد البعيدة
رأينا برقاً يتلظى ورعوداً تزمجر
سكبتْ أمطاراً غزيرةً
طوال النهار والليلْ
دُهش الأطفال الذين لم
يروا بعدُ، هذا الوجه للطبيعة
الخالقة
رفعوا رؤوسهم إلى الأعلى
في تأمل وخشوعٍ قبل الأوان
حدّقوا طويلاً
في السماء الغائمة والأفق.
عصافير تنقر الحبَّ
وسط خرائب السفن
والأشلاء التي
خلّفتها الحرب
اليابانيّة التي ضاع خاتمُها
في الرمل
فطفقتْ تبحث عنه في حطام
الذكريات والقوارب المبحرةِ
في صفرة المغيب
صفرة المغيب
تلك التي تشبه (ورسَ) اليمنْ،
كم هي مبجّلة وأثيرة على قلب
العدميين الذين غرقتْ سفنُهم
في بحر الأزل القاتم، حتى قبل
ولادةِ هذا الكون
عصفتْ به الهواجس والأوهام
قاذفاً جسده المكلومَ، من
الأدوار العليا لطبقات الألم
البشري العالي والسحيق.
عبور البواخر من مضيق البوسفور
وجبل طارق مزهوّة بالبيارق والأضواء
يُشعر المرء بدنوّ الأباطرة
من بني أميّة
وبني عثمان، من اعتلاء عرش
العالم من جديد..
في البلاد الغريبة ستموت أيها الشاعر
لأنك في البلاد التي وُلدت أكثر غربة
وانسحاقا (كما عبّر التوحيدي)
في البلاد المتاخمة
للمحيط الغاضب، سيتوقف
نبضك عن الترحل والدوران
حول المهزلة البشريّة الدامية
وذاتَ ليلة ظلماء أو مقمرة
سيحمل الحانوتي جسداً مجهولاً
«الى حيث سار الأولون تسيرُ»
وربما سيضنون عليك بالحفرة
الترابية التي ضمّت عظام أسلافك
وستكون روحك نشوى
حين يقذفون رمادك فوق
المحيط الذي أحببتْ
لا أعرفكِ
ولا أعرف لك عنواناً ولا بلداً
لكن نظرتنا التي تقاطعتْ
على شعاع الطائر المحلّق
في الفضاء الطلْق
جعلتْنا أسرى مصارع العشاق
أسرى سراب الأفق
والحريّة..
ذهب الشاعر باحثا عن المرأة
التي أحبها في مطلع شبابه الأول،
التي هام بها كما لم يحب ويهيم في
كل فصول حياته ومماته.. بحث
ودار في أرجاء الأرض، في
القرى والمدن، وفي الجبال والصحارى
التي تاه فيها القطا عن عشّهِ، بين
خوافيها وعَرصَاتها المدلهمة.. لم
يجد إلا السراب والضباب المتماوج
في رأسه، حتى جاء السهم المسموم، زائرا
أخيراً إلى سويداء قلب
العاشق الأخير..
الجزيرة:
تُرى من البعيد
خميلةً وسط البحر أو صخرة ملتفة
بسرِّها الحصين
لا تفّكِر في الوجوه ولا الزمان الذي
مرّ وتراكم بين موج الحنايا والجنَبات..
أشجارها النابضة بأفئدة الطيرِ
الصادح في وحشةِ
أضواء سفنٍ للصيد وأخرى للحرب
صخرة تختزل الوجود الصلبَ وسط البحر
أمام هوْل العُزلات
تحلم في ليلها العميق.
لقد أتيتَ كثيرا هذه المدينة
ولطالما تردّدت على شوارعها
ومقاهيها ونمتَ في المستشفيات
التي تغص بالجرحى
لا تتذكر عدد المرات التي أتيت
فيها هذه المدينة/ وجودك
الهش لا يحتمل مثل هذا التكرار
القاسي الذي تحمله الجزر
والجبال
كأنما لم تغش المدينةَ إلا
للمرة الأولى لتهرب من مصيرك
قدر المستطاع..
المدينة ما عادت
عامرة بالحب والصداقات
المدينة التي شاختْ
مع عشّاقها
تنفق مثل جملٍ يحتضر ببطء
في بوادي القسوةِ
والنسيان
يحدق في حقيبتهِ
والحذاء المسافر/ في سماء العتَمة
حيث تمطر في غابة قريبة، في أطلس
الأماكن والأرواح/ لا يستطيع أن
يقول وداعاً للوجوه التي تتوافد من
رأسه المترنح بسهرة البارحة..
الحقيبة والحذاء الذي لا يرتطم
بالأرض وحده، بل الروح أيضاً..
لكن المأدبة التي تنتظر، في الأرض
الغريبة ستمحو عن جبينه عناءَ الطريق
استراحة المترحّل وقلة الزاد
هنيهة قُدت من غيمة عابرة
هذه الليلة ستكون
الأجمل والقادم
هو الأجمل حيث
لا سرابَ إلا
ما تجود به الينابيع
هوميروس على لسان بطله (أخيل) وهو يحاصر طروادة، «نحن معشر البشر مخلوقات بائسة يُرثى لحالها» ذلك لم يمنعه من ارتكاب المجازر ودكّ حصون طروادة، لم تمنعه فطنته الوجوديّة ولا حدْسه العميق، حتى لقي حتفه قاتلاً ومقتولاً، ولم تكن هواجس البطولة والمجد والرغبة بمعزل عن ذلك الإقدام المميت.
هوامش
1 مقتبس مالك بن نبي أوردته منى فياض في كتابها الرائع «فخ الجسد» عن «مشكلة الأفكار» لمالك نبي.
2 أُلقيت في (بيت الشعر) بالبحرين بحضور لفيف من شهود تلك المرحلة..
3 ما بين مزدوجتين من شعر لأبي العلاء المعري وأبومسلم البهلاني.
سيف الرحبي