غنى الرؤية والرؤيا بين الرؤية والرؤيا علاقة تتجاوز اللغوي والاشتقاقي الى كون الاولى قاعدة اساسا لتلوين الثانية وتحديد معالمها.
تتشكل الرؤية من ممارسة الشاعر للحياة، ومن احتكاكه بالواقع والناس، ومن علمه بقضاياهم وطموحاتهم، ومن معارفه، وخصوصيات انتمائه الفكري والثقافي والسياسي.
أما الرؤيا فهي تجسيد لعصارة تجربة المتميزة بكل خصوصيات حركية النفسية والاجتماعية والثقافية والفكرية والسياسية.. هي " طموح الشاعر وسعيه لرسم هذا الطموح اولا، والقدرة على النفاذ الى جوهر كل العلاقات ثانيا، بل الى جوهر الاشياء" (1)، في وعي يجعلها عميقة وقيمة، ويبعدها عن اللامعقول والتجريد (2)، ولا ينطلق أساسا في بنائها الا اعتمادا على المعطيات الأساسية للرؤية. (3)
ومادام الشعر "علما حقيقيا بإنسانية الانسان، وبأعماق الوجود المتجدد الخلاق الذي لا حدود له" (4) و "نبض الحياة العميق" (5) فان كل شعر تضعف فيه الرؤية تغيب فيه الرؤيا فلا يرقى الى امتلاك صفة الحداثة التي تمنحه قوة الحضور، وميزة الامتداد، فيكون تأثيره ضعيفا بل منعدما، لا يسمح بتعدد القراءات، غير مفتوح، وغالبا ما تطبعه التقريرية، والانغلاق على الساذج والبسيط ويكون الخيال فيه عاجزا عن ركوب صهوة الإبداع..!!
فحداثة النص الشعري تنطلق من غنى رؤيته، ومن تنوعها، وامتدادها أفقيا وعموديا، ومن قابليته للتأويل "لتمتعه بالخصائص والامكانيات التي تكون قادرة دائما على الغائه، الالغاء الذي يغني قدرة النص على المشاركة بصيرورة الفهم الشامل، بتمتعه بالشروط الكينونية التي تؤهله ليدخل في حوار السؤال، الذي لن يتحقق الا اذا كان النص حاويا في أصوله على ما يتجاوز محدويته..". (6)
التأويل الذي لا يكتفي بتفسير النص، بل الذي يسعى الى فهمه الفهم الذي لا يعني طلب اليقين، بل الذي يضع كل يقين موضع سؤال..(7)
فهل ضم النص الشعري السرغيني في أصوله ما يتجاوز محدوديته؟ وهل استطاع أن يعيد الحوار بينه وبين المؤول؟
إن مقاربة هذا النص من زاوية الرؤية والرؤيا ستسعف في بيان الدور الذي لعبه شيخ الشعراء المقاربة المحدثين في تطوير الإبداع الشعري العربي عامة. ومفهوم الشعر عنده خاصة.
فبمقارنة بين نصوصه الأولى المنشورة في بعض المجلات المغربية أوا خر الأربعينات وبداية الخمسينات، ونصوصه الحديثة المنشورة في التسعينات تظهر المسافة الشاسعة بين مفهومين للشعر:
الأول منهما مطبوع بالاقتداء حيث الارتباط بالحركة الرومانسية واضحا. وبأقطاب المدرسة المهجرية كجبران خليل جبران، وايليا أبي ماضي باديا، وبالذات في بداية تبرعمها، والقلق يعتري العقل والقلب في مفامرتهما الأولى لفهم الوجود الخاص والعام:
لم يا ذي الدموع قد عراك السكون!!
أين لحن الخشوع والصبا والفتون
***
قد عرفنا الوجود حفرات ألم
فيه هم اللحود ونشيد العدك
***
عذبتنا السنون تحت ضوء الشمس
علمتنا الشجون كيف نحني الرؤوس (8)
قلق يبرزه السؤال، وحزن ويأس تعبر عنهما عبارات:: "ألم"، "اللحود"، "العدم"، "الشجون"، "عذبتنا"، "نحني" لم يتخلص الشاعر منهما إلا بالقلب وقد تحول الى "فيلسوف ينظر الى الأشياء من خلال العقل".(9)
قد نشرت القلاع في بحار الخمول
ونسيت الصداع وزمان النحول
وبدأت الخروج من حياة الكدر
وحببت المروج وشعاع العمر
وبنيت بطوب معبدا للغرام
في حنان القلوب وعظيم الهيام
ها أنا في الغسق قد تليت الصلاة
ورأيت الغسق آتيا في الصلاة
فاتبعوني اذا قصفت ذي الرعود
والهزار شذا في جذوع الورود(10)
القلب الذي يدعو له الشاعر في قصيدته "صلاة"(11)
ابذر اللهم في حقلي نورا أبديا
يترك الوحشة في قلبي شعاعا أزليا(2ا)
لكن الصلاة لهذا القلب لم تبعد الحيرة عن النفس فغمرها الشك:
ما لنفسي حيري يدغدغها الشك وحتى في شدوها وغناها
وهي نهر من المشاعر والحسن ودنيا على اتساع مداها
هي نور سيحمل النور للناس وان هم تهيا والا ذاها
تطلب النور في الظلام وما هو سوى كبتها وكبت هواها
وعجبت أن يبقى النور في الليل فتمحى معالم انشاها
الهذا قد جئت بأنفس للأرض بشوق؟ وتجهلين رباها(13)
شك يؤكد اتجاها نحو البحث عن الحقيقة، ويعكس اتصالا حادا ببعض التيارات الفلسفية البارزة في هذه الفترة:
ايه نفسي قد عذب الشك روحي فلقد ضاع لي اليقين وتاها
خاب ظني في منبع الشمس والنور وفي العالم الذي يتناهى
في نظام الحياة في الفلك الدوار، هل توجد النجوم سواها؟
في جميع الطقوس، في مصدر الدنيا، أهل نفسا ترى أنشأها؟(14)
والملاحظ أن الشاعر خلال فترة البدايات كان ينتقل في تدرج مواز لاتساع أفقه المعرفي نحو طرح بعض القضايا ذات الصلة بواقعه النفسي، أو بواقعه العام أحيانا، اما شعرا كما سبقت الإشارة إلى ذلك، أو نثرا في مقالات كان ينشرها في بعض الجرائد الوطنية كـ "العلم" و "الرأي العام" يناقش فيها قضايا تهم وطنه المغرب، كقضية الانتماء الثقافي للشرق عوض الغرب، وقيمة الكلمة والحرف القويين اللذين سيعيدان للمغرب قيمته الثقافية.(15) وكحديثه عن العوائق التي تقف في طريق الطلائعية في المغرب (16)، ولاشك ان اثارة مثل هذه الموضوعات يؤشر على حرص الشاعر على المشاركة في وضع تصورات جديدة تنهض بالمغرب الحديث في فترة جد حساسة من تاريخه – بعيد الاستقلال.
أما ثانيهما فيميزه الاجتهاد المستمر في الابداع وتكسير "النموذجية" وما "مأدبة أفلاطون الداخلية" (17) إلا مثال للتصور الجديد للشعر عند محمد السرغيني، يبين بوضوح الطفرة التي عرفها نصه الشعري الحديث مقارنة مع قصائده – البدايات.
يعتمد النص عنوانا كبيرا وأربعة عناوين صغيره هي:
1- خلفها وأمامه.(18)
2- اعلام المدعوين.(19)
3- الحاضرون كأن على رؤوسهم الطير.(20)
4- كينونة المكان.(21)
وتحت كل عنوان مقطع يطول أو يقصر ذو فقرة واحدة، أو متعدد الفقرات كالأول الذي يضم ست فقرات تبدأ كل واحدة منها بفعل:
1- "سحب" (22) 2- "أخرج" (23) 3- "تسلق" (24)، 4- "حذره" (25)، 5- "ألصق" (26)، 6- "أحب" (27) بينما تبدأ المقاطع الثلاثة الباقية بأسماء:
م – 2: متهم بجريرة قذف في حق النار.(28)
م – 3: رغوة كشفت سرها والتحت بقتاد تألق في ميت وتراب أخير. (29)
م – 4: للقطار السريع.(30)
وهو بناء يستدعي اجتهاد المتلقي للربط بين العنوان الأكبر والعناوين الصفري، وبينه وبين النص، والعناوين الصفري والمقاطع، وبين ذلك كله، وهي عملية معقدة اذا أضفنا اليها المجهود الإبداعي للشاعر في تركيب صور النص، تأكد ضرورة امتلاك المتلقي القدرة الكبيرة على التأويل ليرقى في فهمه الى مستوى اجتهاد المبدع في إبداع نصه الشعري:
كينونة المكان
للقطار السريع الذي يربط الشرق بالفوب مقصورة لأداء شعائره
الوثنية يحرسها حاجب، وتقوم على خدمة الراكبين بها نادلات
على رأسهن وصيفة قل للوصيفة إن رافقتك الى غرفة بسريرين:
"ان اللواتي تعهدنني بالرعاية لما رأين خدوش السرير على
جبهتي المستغيثة قطعن أيديهن".(31)
النص في عمومه "والمقطع السابق جزء منه فقط" يؤكد أن الطفرة التي عرفها الإبداع الشعري السرغيني لم تكن وليد الصدفة، وانما هي نتيجة طبيعية لاتساع أفقه المعرفي، وللاجتهاد في شحذ موهبته الفذة من أجل إبداع ما يستحق أن يحمل صفة الحداثة، اجتهاد مستمر ساعده توافر عناصر مهمة سثكلت رؤيته وأغنتها، أهمها:
1- اهتمام كبير بالقديم نصوصا مقدسة، وشعرا، تحصيلا ودراسة، ونقدا، هيأت له ظروف تعليما الأول حيث تلقى دراسة تقليدية تهتم بالأصول (32) وتقوي الملكة (33)، اتسعت لتشمل فيما بعد التصوف الإسلامي اهتماما وبحثا ودراسة أكاديمية، لا من أجل التصوف ولكن من أجل الشعر كما يقول هو نفسه: ".. إنني ما أنجزت أطروحة عن التصوف إلا من أجل الشعر، وليس لأغراض أكاديمية كما تبادر إلى ذهن بعضهم – ذلك أنني وأنا في بحث جاد عن معجم خاص بي، وجدت في المعجم الصوفي تلك الغنائية التي يفتقدها جل شرنا المعاصر" ( 34).
وهي شهادة مهمة تغلب في اسبق صفة المبدع على الأكاديمي وتوضح سيطرة الشعر على وجدان ووجود الشاعر، يزكي ذلك تعامله مع التصوف كمعجم لا كحضور يقول:
"… إلا أنه ينبغي التذكير بأنني تعاملت مع التصوف كمعجم لا كحضور، على العكس مما وقع فيه بعض الشراء الآخرين. لقد كنت أعرف مسبقا أن الفكر الصوفي تواكل واستسلام ووضاء بالوجه العقيم للواقع، ولذلك رفضت هذا الحضور من حيث استعملت أدواته استعمالي الخاص. (القبض عندي يعني المصادرة، والبسط يعني أيضا الاحتواء) في حين أن معنى الكلمتين في المعجم الصوفي غير ذلك على الاطلاق..".(35)
2- ولع بكل ما هو حديث: من منافر، ودراسات، وفنون، وفلسفات، ومواكبة جادة لأغلب ما يصدر في هذه الأبواب، بل إسهام ومشاركة في دراسة بعض الفنون غير الأدبية كفن الرسم مثلا، حيث ممار له مؤخرا كتاب بالفرنسية بعنوان (36) Esoterisme et Peinture abstraite(الباطن والرسم التجريبي).
3- سفر ستمر واحتكاك بثقافات، وعادات، وطبائع مختلفة ومتنوعة مشرقية وغربية، كانت بغداد فيها البداية حيث حضر الاجازة في الأدب، وبعدها باريس حين تحضيره الدكتوراة، فالقاهرة والكويت وغرناطة ودكار وغيرها، مشاركا في ندوات أو أستاذا زائرا، أو عضوا في مؤسسة علمية أو أدبية.
4- معرفة ببعض اللفات الحية كالفرنسية والأمبانية وانفتاح على المكتوب بهما، وخصوصا اللغة الفرنسية.
5- مشاركة مكثفة في الإشراف على الرسائل الجامعية المهتمة بالشعر الحديث خاصة، وحضور قوي في مناقشة أغلب الرسائل المتخصصة في الأدب الحديث عامة شعرا وسردا، دراسة ونقدا
في كل الجامعات المغربية تقريبا.(37)
انها عناصر أغنت الرؤية فافتني النص الشري بها وتعددت وتنوعت مكوناته التي يمكن تجميعها إجرائيا في:
1- المكان:
وحدوده غير ثابتة في شعر محمد السرغيني، جغرافيا يجمع بين الشرق والغرب، زمنيا بين القديم والحديث، مساحة بين الحارة والجبل والمدينة.
كما أن موقعه في النص يختلف فهو عنوان أو رمز داخل النص، أو موقع للكتابة في آخره.
1-1 المكان: موقع الكتابة
يبدو اهتمام الشاعر بتسجيل مكان كتابة النص كبيرا، فقل أن نجد نصا شعريا قديما(38) أو حديثا لمحمد السوغيني غير مذيل باسم مكان كتابته، ولذلك قيمة كبيرة في دراسة أمثعاره بما يفتحه هذا العمل من أفق للتحليل والربط عند المتلقي، فهو يضع حركة الشاعر المادية داخل مكان الإنجاز، وانتقاله من مكان لآخر بجانب حركته النفسية والإبداعية، ويساعد على بيان التأثر والتأثير بين المبدع ومكان الإبداع.
ومع تسجيل سيطرة "فاس" مدينة الميلاد والإقامة، يبقى حضور المدن المغربية الأخرى والمغاربية، والعربية الأوروبية، موجودا ومنافسا لهذه المدينة المستبدة بالشاعر، وفي الجدول التوضيحي(39) ما يبين ذلك:
المدينة
العدد
النسبة المئوية
فاس (المغرب)
20
37.37
الدار البيضاء (المغرب)
15
28.30
فوينخيرو لا (اسبانيا)
11
20.75
آسفي (المغرب)
01
1.88
بغداد (العراق)
01
1.88
وهران (الجزائر)
01
1.88
قرطبة (اسبانيا)
01
1.88
أفيلا (اسبانيا)
01
1.88
دكار (السنغال)
01
1.88
طنجة (المغرب)
01
1.88
1-2 المكان: عنوان النص
وللعنوان قيمته باعتباره العتبة الأولى لفهم النص، أو البهو الذي منه ندلف الى دهاليز نتجاوز فيها مع النص عوالمه الممكنة، وهو الذي يمدنا بزاد ثمين لتفكيكه، ودراسته، ويقدم لنا معونة كبرى لضبط انسجامه، وفهم ما غمض منه.(40)، بل هو نقطة انطلاق كل تأويل في نظر بعض الدارسين، والمحدد لهوية النص عند آخرين، فاختياره ليس اعتباطيا بقدر ما هو تجسيد لرغبة في جعله معبرا لبسط تصور الشاعر وموقفه.
وهو عند البعض الآخر الموحد لشتات النص، والبؤرة المركزية التي لا يمكن الاستفنا، عنها في توضيح دلالته واستجلاء معانيه، بل منهم من يعتبره ذا وظيفة تناصية لأن وراء كلماته احالات بطريقة واعية، أو غير مقصودة الى موضوع ما. (41)، وعموما هو حامل الإثارة أو الايحاء أو المفاجأة، أولها جميعا، وبنيته مستقلة في ذاتها.
والآراء كلها تعكس قيمة العنوان في علاقاته المختلفة مع المبدع والنص والمتلقي.
والملاحظ أن حضور المكان كعنوان لم يظهر عند شاعرنا الا في نصوصه الحديثة، ولذلك ارتباط بتطور الكتابة عنده. ويمكن تقسيم المكان العنوان في شعره إلى قسمين كبيرين: الأول: العنوان الأكبر أو عنوان النص ككل.
كعشارية لبحر "آسفي" (42)، الحارس والمقبرة (43)، فواكه "فاس" السبع (44).
الثاني: العناوين الصغري أو عنوان المقطع.
كنص "دخول الطفل الى الأقاليم" (45)، الذي يحمل كل عنوان مقطع فيه اسم مكان: "كفر عاقب" (46)- "طبرية" (47)- "جرش" (48)- "انطاكية" (49)- "الفسطاط الاول" – "الفسطاط الثاني" ( 51).
ونص "فواكه فاس السبع"(52) الذي يضم كعناوين صغري: "زقاق الرمان" (53)- "رحبة الزبيب) ( 54)- "درب مشماشة"(55) – "درب التوتة" (56) – "باب الخوخة" (57) – "باب الزيتونة" (58)- "اجزام برقوقة"(59).
ونص "الحروف الاخيرة"(60) الذي يتضمن من بين عناوينه الصغري: "ابو فكران"(61)- "درعة" (62). مثلا.
1-3 المكان: داخل النص
ويمتاز كغيره بالتنوع وبالامتداد، ويتلون بألوان ثقافة الشاعر، يبرز مختفيا:
"قرطاج" ترحل كل يوم مرتين على جناح الأولياه وجوقة "المألوف" من صمت القبور الى شوارعها النظيفة، بحرها الموؤود يقرأ بخته (ولدت ببرج الدلو والميزان) في صحف الصباح الأبجدية، بحرها الموؤود مثل محارة خرساء يمكن أن يكون حنينها شوطا، ويمكن أن يكون علامة كفواكه البحر.(63)
فقرطاج التونسية مذكورة اسما لكن صورتها عند المتلقي يعسر رسمها بوضوح الاسم !!
ويحتفي بارزا حيث العنوان يكشفه:
"أبو فكران"
ماتوا من أجل الماء ولولاهم مات الماء(64) والمكان يرمز هنا لمرحلة مضيئة من مراحل المقاومة المغربية للامتعمار الفرنسي.(65)
"درعة"
هي الماء وهي النقش على الماء.(66)
ويحيل كرمز على واقع لولاه ما رسمت حدود الصورة بألوان المعيش !!
النخاسة الرابعة
لم يشذب ضفائره راهب جاء "تافراوت" منتحلا صفة البئر يضحك عنوانها ببكاء ثمالته، كان أن النساء تنازلن عن رقمهن القياسي كي يتعلمن سر الكهانة من وردة الريح؟(67)
"جيليز" مقوى بالقصدير، محاط بالحراس اسبقة يمحو الحمرة من وجهي إذ يمحو "أجدال" تعاليمي بدعاء زرقاء، وفي "عرصة موسى" قراؤون بآلات النسخ يداوون الحمى بعظام المحمومين…(68)
ويتعدد المكان، وتنتفي صفة البعد بتقاطع بعضه مع البعض الآخر، فتتشكل الصورة خارج المسافات يبئرها الفعل:
"يدخل في أرزة بعلبك عرعار بزنطي، ومنه ينحتون امرأة تمثالها النصفي منسوب الى عصر الإمارة وقبرين من الشمع، وفي "باب عجيسة" يقولون عن الفجر قولا سائبا" (69).
فبعلبك اللبنانية، وبيزنطة، والأناس التي تحيل عليها "عصر الإمارة" و "باب عجيسة" أحد أبواب فاس العتيقة تتوحد في "يدخل وينحتون – ويقولون".
2- التراث: (70)
تحضر الأسطورة، والمقدس الديني، والتاريخ والشخصيات البطولية والفنية والأدبية في شعر محمد السرغيني معلنة عن ثقافة خصبة ومتنوعة تثري الرؤية، وتحتم على المتلقي أن يكون ذا ثقافة ليستطيع ولوج عالم النص الشعري السرغيني، لأنها الباب الوحيد الذي يمكن مقاربة النص عبره، خصوصا وشاعرنا لا يضع مقدمات ولا هوامش لنصوصه الشعرية الحديثة إلا نادرا.
2-1 الأسطورة:
وهي مغامرة العقل الأولى(71) لحل مشكلات الإنسان البدائي، أو هي "الوهم الذي يهرب اليه الإنسان البدائي فرارا من حقائق الواقع القاسية"(72)، فهي "حكاية تحكي بوصفها أحداثا وقعت في زمن بالغ القدم، وهي تشرح الظواهر الكونية الخارقة وتفسر سبب نشأتها" (73) وبهذا المعنى فهي قليلة الحضور في شعر شاعرنا.
"طبرية"
بحيرة سكنها الفينيق دون رغبة الطفل، سيبقى ماؤها موزعا على رتابة الخرير..(74)
الفينيق
ههنا ينتحل الفينيق صوتين: نعيبا لأغانيه، ونعيا لجناحيه، ولا يهرب من جثته العانس قرص الشمس…(75)
خاطئ "عوليس" في الليل، مصيب في النهار (76)
2-2- المقدس الديني:
ويختلف عن الأسطورة والتاريخ بكونه ذد صلة بالديانات السماوية، وهو موجود بكثافة في النصوص الشعرية لشاعرنا على مستويين: نصوصا، وشخصيات ذات ارتباط بقصص ووقائع. أما النصوص فتجمد تأثره بالأسلوب القرآني خصوصا كما في قوله في الأمثلة الآتية:
"حتى إذا أخذت زخارفها…"(77) و "دس عشقه في جيبه الأيسر كي يبعث فيه يوم لا ينفعه المال ولا النوم على كينونة واحدة…"(78) و "سبحان الذي اسرى بهذا الصفر حتى قارب الإمكان…(79) و "يا أحفادي! يا خلفاء عشائركم ضاقت "بابن الورد" الأرض بما رحبت…( 80) و "حلاق اشبيلي أورثناه الحكم، وحلاق زاياني آتيناه الحكمة"(81)… و "لو أنزلنا ألياف الثلج على جبل، لرأينا خشيته منا وتصدعه فينا…"(82).
وأما الشخصيات ذات الارتباط بالقصص القرآني، ومنهم الرسل والأنبياء عليهم أزكى الصلوات والسلام فكثيرة الورود في شعره أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر موسى، وإبراهيم، ويعقوب ويونس وسليمان سلام الله عليهم، وبلقيس…
وهو في توظيفه لهذه الشخصيات يعتمد وضع إشارات داخل النص توجه المتلقي نحو هوية الشخصية الموظفة دون أن تكون صورتها في النص هي الصورة الأصلية بحيث لا تطفى الإثارة على الرمز.
إن منهج الشاعر في كتابة نصه الشعري المعتمد أساسا على تداخل مثخصيات متنوعة، وأحداث تاريخية وغيرها في تشكيل الصورة الشعرية يجعل مهمة الفصل بين المكونات والنظر الى كل واحد منها من زاويته الخاصة عملية تعقد الفهم، والتأويل، ويفرض شمولية النظرة القارئة، وذكاء الربط المتوازن القائم على قاعدة الاتصال بحقيقة الشخصية الموظفة، السريع الانفصال عنها في حقيقتها، والارتباط بها في خصوصيتها داخل النص لا بعيدا عنه، والا فكيف يمكن التوفيق بين موسى عليه السلام، وأبي العلاء المعري، وكتاب الصناعتين لأبي هلال العسكري في نصه المعنون بكتاب الصناعتين (83):
على يسار شتلة الدخان
سفوره وكتلة من اليقينيات عن مبادئ التكوين، ثم نسخ مرقونة على يمينها. (تأكد ان موسى أخذ الألواح في معيتها وأن رمل البحر كالبحر مع الجيفة يرفث الطفيلي)، رهين الجهتين / المحبسين، كلما تنازل العدد أو تصاعد العدد خف الخيلاء في الصناعتين واحتدم في الكتاب، إن هذه الألواح بعدد الرمل وتلك الورقة تابعة متبوعة بالضوء مثل اليرقة محمولة على لسان الحال والمقال.(84)
وبين الحلم الإبراهيمي، والكرنة، وعين قادوس "السجن" الموجود بفاس، في نصه:
"ثلاثية لحلم ابراهيم"(85):
مروع بالحلم ابراهيم
فيم إذن تقنية التبريد والتسخين إن لم تختف "الكرنة" بالصيف شتاء:
عن يمينها المصلى وعلى يسارها السجن…(86)
وبين بلقيس، والإبرة، والعناكب، والخزف الآيل للسقوط في نصه,الا بلقيس(87):
لبلقيس أن يتقمصها الرجل المتحدث باسم الطيور… يا ابرة سقطت في مفازة رمل ! ويا غبرة عثرت في مفازة رمل على نفسها! سوف تبني العنا كب أو هي البيوت اعتمادا على خزف أيل للسقوط.(88)
2-3- الأمثال والحكايات الشعبية:
وحضورها في شعره يعكس اهتماما خاصا، واحتكاكا متميزا بهذا الموروث الفني الدلالة، الواسع الانتشار بين طبقات المجتمع، وتظهر براعة الشاعر في قدرته على تكييفها لإغناء نصه الشعري:
مهلا فهذا الشخص فوق الشك والشبهات يكسو صورتي لحما تناسل من مبيض آسيوي غير ذي عمر كأقداح النبيذ البابلي، وغير ذي عوج ولا… (طول النموذج فرسخان) تعلم الحجام في رأس اليتيم وبعد أن سلمت حنجرة الخليفة مرتين أجازه.( 89)
فتعلم الحجام في رأس اليتيم مستمدة من المثل الشعبي: تعلموا يا لحجامة في رؤوس اليتامى" وسلامة حنجرة الخليفة مستمدة من الحكاية التي تروى عن الحجام الذي عندما وصل الموسي الى حنجرة الملك أثناء حلاقة لحيته طلب منه أن يزوجه ابنته.. وكيف أن الملك عندما سقطت الصومعة أمر بقتل الحجام.. فضرب ذلك مثلا..
… كم طعموا فما انتشروا! (جنون أن يفر القط من دار الوليمة) كم تعروا من أناملهم ! وكم لبسوا الأساور!(90)
والمثل مستمد من قول العامة "حتى قط ما هرب من دار العرس".
3- الاهتمام بالقضايا الكبرى وطنية وقومية ودولية ويتجلى هذا في جل شعره، حيث نجد الشاعر يتابع الأحداث والمستجدات، ويشارك في بلورة موقفه منها، ويكفي أن نشير- لضيق المجال – الى حضور "أبوفكران" كمعركة في شعره، والى "موحا الزياني" كأحد رموز المقاومة الوطنية الصادقة، والى زيان الصامدة كقلعة من قلاع الوحدة والتحدي.. وكيف وفق الشاعر من خلال استرجاع ذلك الماضي القريب الى طرح الواقع الجديد:
.. "يا موحا" سألتك بالذي أنشأك في "زايان" من طين ومن حمأ! سألتك أن تعيد كتابة البردية الألفية !(91)
ومن خلال معايشته لهزيمة حزيران 1967 أن يرسم واقع الإنسان العربي في صراعه مع اسرائيل عبر ذاته في نصه "محطات السبي"(92).
سحب القرعة يجري في التوراة غدا، من شاهد "راحاب" الأخرى كالبندول الزاني بالساعة، ترمي بي في اليم طعاما للحيتان، وتوصيني بالأوقيانوس وأشواك المرجان؟(93)
وأن يؤكد صموده رغم الهزيمة:
محظوران تشرب "راحاب" الأخرى من نهري الا جرعات في السر.(94)
واقتناعه بأسبابها، اليمامة:
الواقف والباكي والمستبكي ضاق النفط بهم حتى لم يبق مكان لعتال مخصى وحصان طروادي. (95)
لقد وفق الشاعر في المزج بين المكان والتراث والقضايا الكبرى، وفي بلورة رؤيا تعكس حدسه وخلاصة تجربته:
سألت القدح البابلية، دار الحديث الى أن تقاحل في صحوة الشك، يكفيه قلب رحيب لكي يتدارك من زهرة الثلج ما فاته فيباعضها ويشق الإزار ويخلع عنه العذار.(96)
يلغي مسافتها، المشبه دمية بالجوع مفعمة، (فوا عجبا حتوف اللون في الإيقاع) إن ضفادع النهر.
للصمت صحوتها وللسكر النقيق.
ورأى بعيدا صورة الدم.(97)
………
ورأيت أن لهذه الأشياء باطنها وظاهرها وهاء السكت،
يقطين على باب
المغارة
والطفل في الإسطبل
والطفل في التنور
فإذا تقاحل فليعد للماء وليغمس عزوبته بأرض الشيخ !(98)
……..
ويقول دليلي: "ليس عروجا ما بعد المعراج الثالث" (99)
التجربة التي يقوم عليها مفهوم الشعر عنده حين عرفه بأنه "ابداع، والإبداع تجربة، والتجربة أنا" (100) وبأنه "واهب القلب عقلا"(101).
فالتجربة والأنا والعقل عناصر أساسية في الشعر بدونها لا يمكن أن يرقى الى الإبداع كصفة مميزة ودقيقة وحاسمة في الفصل بين جيده ورديئه، بين ما تكفي تلا وته لإدراك كنها، وما يتجاور التلاوة إلى التفهم، باعتبار الأولى تعادل ظاهر النص، والثانية تعني باطنه.
فالتلاوة مرتبطة بالآني، بالمكتوب الظاهر، وبالانطباع السريع، أما التفهم فذو علاقة بالتأمل والتعمق المرتبطين بالتأويل الموازي للاجتهاد، وبواسطته وحده يمكن مقاربة النصوص الشعرية الحديثة لمحمد المرغيني المعتمدة على:
1- التركيب الذي يصعب معه التفكيك، والذي يفرض التأويل تجنبا "لشرذمة" النص الشعري القوي بعناصره المكونة جميعها.
2- الاسترسال في كتابة النص – ثكلا- وهو غير التدوير- حيث تطول الجملة الشعرية أو تقصر تحدها النقطة دون أن يفرض ذلك سطرا جديدا، فيمتد زمن القراءة امتداد نفس المبدع، وينمحي السطر ليعوضه المقطع أو النص كله، مع محافظة قوية على موسيقى الوزن، ومع قدرة كبيرة على بلاغة في التبليغ تعوض تبليغ البلاغة القائم على رهن الشعر بالتشبيه والاستعارة والمجاز والكناية وزخارف البديع…!! إذ البلاغة عنده شقاء للعقل (102) أي اجتهاد وابتكار!! لإيمانه بأن: "من ليست لديه الا تلك البضاعة المأخوذة عن الغير (فهو أشبه برجل يقطن الظلام، ويسلك مرة طريقا ما وأخرى طريقا مغايرا، فهو لا يعرف أبدا موضع قدمه، ويتذوق من آلاف الأطعمة بنفس حائرة".(103)
الهوامش
1 – الصورة الفنية في قصيدة الرؤيا- تجربة الحداثة في مجلة "شعر" وجيل الستينات في سوريا- للدكتور عبدالله عساف – نشر دار دجلة – سوريا- الطبعة الأولى- 1996 – ص 166.
2- يفرق عساف في كتابه السابق ذكره بين الرؤيا الصوفية، والرؤيا الشعرية بكون الأولى ترتكز على دعائم غيبية كما أنها ذاتية متطرفة لا موضوعية.. بينما تتسم الرؤيا الشعرية بالموضوعية والوعي.. تراجع ص 166 – 167 من الكتاب.
3- نفسه ص 167.
4- مناقشة محمود أمين العالم لمداخلة جعفر ماجد المنشررة بكتاب،،في قضايا الشعر العربي المعاصر- دراسات وشهادات –" المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم – تونس 1988- ص 301.
5- مناقشة سليمان العبسي لمداخلة جعفر ماجد المنشورة بنفس الكتاب – ص 297.
6- من مقال بعنوان "استراتيجية التسمية – التأويل وسؤال التراث" لمطاع صفدي- مجلة الفكر العربي المعاصر- العدد 30- 31 صيف 1984- ص 5.
7- نفس المقال ونفس المجلة – ص 4 بتصرف.
8 – فلسفة القلب – قصيدة – محمد السرغيني- مجلة الأنيس – العدد 24- السنة الثالثة – يناير 1949- ص6.
9- قدم الشاعر لقصيدته "فلسفة القلب" بسطر يقول فيه: "عندما يستولي الحزن على الشعور يظهر القلب كفيلسوف ينظر الى الأشياء من خلال العقل !" نفس المصدر السابق والصفحة.
10 – نفسه ونفس الصفحة.
11- نشرت القصيدة في مجلة "الأنوار" العدد 44- 45- السنة التاسعة – يونيو وأكتوبر 1954- ص 27.
12- نفس المصدر والصفحة.
13- قصيدة "ما لنفسي" مجلة "الأنيس" فبراير 1953- ص 12.
14- نفس المصدر والصفحة.
15- يقول محمد السرغيني في مقال بعنوان "أفكار أرضية" نشرته جريدة "الرأي العام" العدد 1053 السنة 12 بتاريخ 20- 1- 1960: "… عيبان نشكو منهما: "ركض مثقفينا في صبيانية نحو حضارة هشة جذورها في رمال الشاطئ وهروبهم من حضارة أم… والعيب الثاني: هو خوفهم من التجربة الجريئة الواعية، تجربة الحضارة الشرقية في إطار المفاهيم الجديدة للأشياء". إن المغرب الآن، محتاج إلى الكلمة والحرف، محتاج أن يلقي عليها ظلا ناصعا من الشرق، وخيطا من شعاع شمسه اللاهبة، فإنه يعيش بكلمة مستعارة وبخرف مترهل".
16- يراجع مقال منشور بجريدة "الرأي العام" تحت عنوان: "عوائق في طريق الطلائعية" العدد 1982 سنة 12 بتاريخ 10 أغسطس 1960، ومن أبرز أفكاره: "يجب أن تكون الثقافة موحدة الاتجاه، بعيدة عن الميوعة ميالة إلى التأكيد على قيمة الإنسان.
17- ديوان "من فعل هذا بجماجمكم" منشورات كلية الآداب – ظهر المهراز- فاس العدد -7- الطبعة الأولى 1994 – ص 89.
18- نفسه، ص 89.
19- نفسه، ص 91.
20- نفسه، ص 91.
21- نفسه، ص ا 9.
22- نفسه، ص 89.
23- نفسه، ص 89.
24- نفسه، ص 89.
25- نفسه، ص 90.
26- نفسه، ص 90.
27- نفسه. ص 90.
28- نفسه، ص 91.
29- نفسه، ص 91.
30- نفسه، ص 92.
31- "مأدبة أفلاطون الداخلية" – ديوان من فعل هذا بجماجمكم – ص 92.
32- وأعني الكتاب والسنة طبعا، وبعض العلوم الفقهية، والمتون الخاصة بعلوم الآلة تجاوزا.
33- وهي عند ابن خلدون في سقدمته مرتبطة بالحفظ اذ "على قدر جودة المحفوظ وطبقته في جنس وكفرته من قلته تكون جودة الملكة الحاصلة عنه للحافظ"، ص 1303 من مقدمة ابن خلدون – تحقيق عبدالواحد وافي- الجزء الرابع – الطبعة الاولى 1962.
34- حوار مع الشاعر محمد السرغيني- من تقديم واعداد د. حسن الغرفي، نشر "بالمنبر الليبرالي" العدد 17 يناير 1995- ص 41- 42.
35- نفسه، ص 42.
36- صدر عن مطبعة البلابل بفاس 1999.
37- يراجع الجرد العام الذي هيأته اللجنة المنظمة للندوة التكريمية للدكتورمحمد السرغيني.
38 -تراجع النصوص الشرية التي كان ينشرها في مجلة الأنيس وعتامة والأنوار، ومنها "التهاليل" المكتوبة في باريس- كتامة ع 5 يونيو 1955، و "صلاة" أيضا المنشورة بالأنوار، عدد 44- 45س 9 يونيو/ أكتوبر 1954 على سبيل المثال لا الحصر.
39- وقع الاهتمام في هذا الجدول بديوان من فعل هذا بجماجمكم فقط.
40- دينامية النص – محمد مفتاح – ص 72.
41- يراجع، كتاب دينامية النص للدكتورمحمد مفتاح، ص: 74 وما بعدها.
42- "من فعل هذا بجماجمكم"، ص 45.
43- نفسه، ص 56.
44- نفسه، ص 78.
45- نفسه، ص 33.
46- نفسه، ص 33.
47- نفسه، ص 33.
48- نفسه، ص 34.
49- نفسه، ص 34.
50- نفسه، ص 35.
51- نفسه، ص 35.
52- نفسه، ص 78.
53- نفسه، ص 18.
54- نفسه، ص 78.
55- نفسه، ص 79.
56- نفسه، ص 79.
57- نفسه، ص 80.
58- نفسه، ص 80.
59- نفسه، ص 81.
60- "ويكون احراق أسمائه الآتية" ص 61.
61- نفسه، ص 61.
62- نفسه، ص 63.
63- الملتقى الشعري الأول – لمدينة فاس – اصدار المجلس البلدي لمدينة فاس – مطبعة هزاز- ص 7.
64- "ويكون احراق أسمائه الآتية"- ص 61.
65- الإشارة هنا الى معركة أبو فكران الشهيرة.
66- "ويكون احراق أسمائه الآتية" – ص 63.
67- "من فعل هذا بجماجمكم" – ص 23.
68- نفسه، ص 7.
69- من فعل هذا بجماجمكم، ص 2.
70- تعددت تعريفات التراث وأقصد به هنا كل قديم وصل الينا مكتوبا أو شفويا.
71- والعبارة مقتبسة من عنوان كتاب لفراس السواح "مغامرة العقل الأولى" دراسة في الأسطورة، الطبعة الأولى 1980- نشر دار الكلمة – بيروت – لبنان.
72- الرمز والرمزية – محمد أحمد فتوح، ص 289.
73- التعريف لفونك ورد في معجمه، ونقلته نبيلة ابراهيم في كتيبها "الأسطورة" المنشور ضمن سلسلة الموسوعة الصغيرة – العراقية، عدد 54، ص 6.
74- من فعل هذا بجماجمكم – ص 33.
75- نفسه، ص 40.
76- نفسه، ص 49.
77- ويكون احراق أسمائه الآتية – ص 34.
78- نفسه، ص 47.
79- نفسه، ص 55.
80- من فعل هذا بجماجمكم – ص 6.
81- نفسه، ص 8.
82- من فعل هذا بجماجمكم، ص 7.
83- ويكون احراق أسمائه الآتية، ص 49.
84- ويكون احراق أسمائه الآتية، ص 49.
85- من فعل هذا بجماجمكم، ص 41.
86- نفس المصدر والصفحة.
87- نفس المصدر، ص 62.
88- نفس، ص 65.
89- ويكون إحراق أسمائه الآتية – ص 60.
90- من فعل هذا بجماجمكم، ص 58.
91- ويكون احراق أسمائه الآتية – ص 59.
92- نص مخطوط سلمني المشاعر نسخة منه.
93- نفسه.
94- نفسه.
95- ويكون احراق أسمائه الآتية – ص 63.
96- نفسه، ص 14.
97- نفسه، ص 25.
98- نفسه، ص 31.
99- محطات السبي – نص مخطوط.
100- "الشعر والتجربة" – لمحمد السرغيني، مقال منشور بمجلة الوحدة الرباط – السنة 7- العدد 82/ 83- يوليو/ أغسطس 1991- ص 127.
101- من فعل هذا بجماجمكم – ص 30.
102 – نفس المصدر، ص 17.
103- قولة لبندار في أغنية النصر الثالثة – المجلة العربية للعلوم الإنسانية – ص 158.
احمد زكي كنون (اكاديمي من المغرب)