(بوذا)
كل مساء ينفرط على سجيته
وأنا أجلس القرفصاء أمام قلبي
عاريا من الزخرف
قماطي الوجد الطفل
والحنطة الرؤوم
ارتقب نكوص الروح
من نزهاتها الجبلية الخاطفة
وفي فمي قبل لم تخترعها شفة
ولا يشملها كون
وبي من الحكمة
حد أن لا تخطىء يدي
منفضة السجائر
وكحلزون بحري
سيء السمعة
أنكفىء على جدار قلبي
كما ظهيرة حادة
لا فوهة تغريني بالسقوط
لا عربة تحمل شتاتي
لا سحابة تحرضني
على الركض
غير أن المراحيض وحدها من يذكرني
بصوتي .. وأسمائي
ووجودي الباهر.
(هيئة)
ما أثملني بتفاهاتي
أنا الكون الضئيل الأخطر
في صلاته ووجده
تخيرت أسمائي الجسورة
واخترعت سمائي
بقسوة طفل
ولما أزل نهبا للتركات
مكتسيا بهيئتي
الجديرة بحتفي
واذا سجى الليل
أيها القبح أنا مجدك .
(صلاة قصيرة)
ايتها الأرض
يا صديقة الجنود الغفل
بحق نهدك الذي يطعم
الحروب والعصافير
بحق من دحرج على ظهرك
طفولته
وحماقاته البليغة
بحق من يلجم حلوق المغارات
مؤجلا صرختها المحتملة
……………..
……………..
أما من شغف آخر
للصغير العاطل
غير هذا الليل
بحلته العسكرية .
* *
ايتها الأرض
أظافري لم تعد وضيئة
كرؤوس العشب الأخضر
ففي أي اسطبل
ستصهل شيخوختي
وعل أي صدر
انيخ دموعي الكسيحة ؟
* *
ها أنذا..
أنكسر بمحبتي ونبيذي
كعصفور علق مجده
على الحائط ..
ولم يعد يحلم
بالقارات المؤجلة
بعد ما …
فاضت الشفقة
من الجلد
وانقضى عهد الولع
بالنجوم .
(تايلاند)
في المطارات
في ردهات الغياب تحديدا
يمتغط الوطن
كما لص محترف
يسرق أصوات صغار الطير
ويرتدي معاطف البجع الرشيق
يسحق بقبضة يده
سلالات الشرط
ويشير الى قلبي لكني أكون ساعتئذ
أكثر ألفة ..
مع مطر غامض مبتكر
لاهيا في لعاب المضيفة
مشدوها بمدارج
تقطرها السماوات
هل يحسن بي الالتفات ؟
وقد سبقتني دموعي
الى الارخبيلات الخضر
وشمخت بقامتي
على البلاط الحر المصقول
خسفت بعلائق الرحم
وقذفت بروحي
نميمة في فم الريح
ما المطارات ..؟
إن لم تكن
صلاة موصولة بالحتف
فاتحتها
ختم على جواز السفر.
( وردة إليوت)
أسفل السرة جحيمي الآبد
من يغرقني فيه ..؟
أنا الخائن
لكل هذا الخراب
المغدور بالزكام
ومصابيح النيون
أسلخ سحابتي
مخفورا بنوايا الجوعي
عارفا على الأقل
أن المدى
بحجم الشراهة في الكلام .
(طفولة زانية)
أكلما نضج نهد
أكلما تأوهت رئة
أو اهتز ردف الى جواري
داهمتني سنة من الطفولة
…………….
…………….
إذن … اليك بالهلع كله
وسأعزف على مناقير الطير
مزامير مجدك
يا الهي.
(عزله )
زفرة في الهواء المقامر -أنا –
أطلقتها لهاة هذه الأرض
قبل أن تعير صدغها للتاريخ
لم يكن لمثلي
أن يحلم بالنجوم والحقائق
شائع بلا أشياع
كما لو أنني حانة في الهجير
نادلها يقظ ونبيل
أنوارها
لا تقول وداعا.
احمد الهاشمي ( شاعر من سلطنة عمان)