صدرت ترجمة فرنسية جديدة لمجموعة من دواوين الشاعر الالماني جورج تراكل (1887-1914)"غسق وغروب " و"سيباستيان حالما" عن "دار غاليمار" في باريس (1997). وهنا ترجمة بعض القصائد:
ملائكة النار
قاتمة أغنية مطر الربيع في الليل
تحت الغيوم ارتعاشات زهر الخوخ الوردية
خداع القلب ، غناء الليل وجنونه
ملائكة النار تخرج من عيون الموتى .
هذيان
الثلج الأسود الذي يسيل من السقوف
إصبع حمراء تنغرز في جبهتك
في الغرفة العارية تنزل حبيبات الثلج زرقاء
هي مرايا المحبين الفاترة
ينفجر الرأس شظايا ثقيلة ويتأمل
الظلال في مرآة حبيبات الثلج الزرق ،
ابتسامة باردة لعاهرة ميتة
في عطور القرنفل تبكي ريح المساء
الليل الأزرق طلع عذبا على جباهنا
بصمت تتلامس أيدينا المتحللة
أيتها الخطيبة العذبة!
وجهنا صار شاحبا لآلي حمر
ذابت في عمق المستنقع الأخضر.
مجمدين نحدق في نجومنا.
أيها الألم ! مذنبة تسير في الحديقة
الظلال في عناقات متوحشة
وفي سورة عنيفة تسقط الشجرة
والديوان عليها .
ايقاعات عذبة عندما نعبر
في أمواج من بلور الليل الصامت
وملاك وردي يخرج من قبور العشاق
الى حنة
غالبا ما أسمع وقع
خطاك في الشارع ،
في الحديقة السمراء
أزرق ظلك
تحت الفسقي
كنت جالسا صامتا أمام كأس النبيذ
قطرة دم
كانت تسقط من صدغك .
في الكأس المفنية
ساعة من الحزن اللامحدود
تهب من النجوم
ريح ثلجية في الأوراق .
كل ميت ، والليل
يعانيهما الانسان الشاحب
فمك القرمزي
يسكن في ، جرحا.
كأنني آت من قمم
السرو الخضر وأساطير
مسقط الرأس
منذ أزمان منسية
من نحن ؟ الشكوى الزرقاء
لينبوع مزبد في الغابة،
حيث البنفسجات
تطيب سرية، في الربيع ،
قرية هادئة في الصيف
تقيم يوما في طفولة
جيشنا
محتضرا الآن على الهضبة
من السماء أحفادا بيضا
نحلم فضائع
دمنا المظلم
ظلالا في مدينة الحجارة .
مساء شتاء
عندما يتساقط الثلج على النافذة
ويقرع طويلا جرس المساء
لكثيرين الطاولة ممدودة
والمنزل وفير المؤونة .
الى واحد مضى في رحله
يصل الى الأبواب من دروب مظلمة
شجرة النعمة تزهر، ذهبا،
غذاها عصير الأرض الطازج .
يدخل المسافر في صمت
وقد جمد الألم العتبة
عندها يضيء في وضوح صاف
الخبز والنبيذ على الطاولة
حطام
مساء ، عندما تقرع الأجرس الهدوء
أتابع طيران الطيور الرائع
التي ، في أسراب طويلة تشبه
مواكب النساك الورعة .
تتلاشى في البعيد على أضواء الخريف
سالكا الحديقة الممتلئة بالشفق
أحلم بمصائرهم الأكثر وضوحا .
وأحس بالكاد ابرة الأزمنة تتقدم
وهكذا أتابع أبعد من الغيوم ،
أسفا رها
وعندما يرجعني هبوب الحطام
الشحرور يتأوه في الأغصان العارية
ويترنح الكرم في السياج الصديء .
وبينما، وكدوائر مأتمية لاطفال شاحبين
حول المثابات القاتمة التي تتفتت
مرتعشة في ريح الكواكب الزرقاء هي تنحني .
أشكالنا أمامنا
مساء إذ نمشي في دروب مظلمة
تظهر أشكالنا شاحبة أمامنا.
وعطشى،
نشرب مياه المستنقع البيضاء
عذوبة طفولتنا الحزينة
موتى، نستريح تحت أشجار البيلسان
متابعين بالعيون النوارس الرمادية
غيوم ربيعية تصعد على المدينة المظلمة
التي تصمت أوقات الرهبان الأنبل
عندما ضممت يديك الصغيرتين
بعذوبة فتحت عينيك المتسعتين
وكان ذلك طويلا
ولكن عندما يجرب النفس ايقاع قاتم
بيضاء تظهرين في حقل الصديق الخريفي
جورج تراكل
ترجمة :بول شاوول(ناقد وشاعر من لبنان)