محمد محمد اللوزي
شاعر يمني
(الفرجارُ)
مِنَ الدَّورانِ حولَ نفسِهِ
والمشيِ بقدمٍ واحدةٍ
تَعِبَ الفرجارُ،
وقرَّرَ أنْ ينكسرَ
ويعيشَ مُفكَّكًا في النفاياتِ
حيثُ المساحاتُ واسعةٌ
والأحلامُ خارجَ الورقة.
(الفتاةُ المبعثرة)
الفتاةُ التي تلتقطُ صورًا
ليدِها
وقدميها
ونصفِ وجهها، كُلٍ على حِدة
حتى صار صعبًا تجميعُها،
الفتاةُ المبعثرةُ مثل أحلامِها،
لبستْ حذاءً مقلوبًا
ومشت بهِ على الشاطئ
كي يستحيلَ على أحدٍ تعقبها.
الفتاةُ التائهةُ
التي كانت تكتبُ أسفلَ كل ابتسامةٍ
أولَ حرفٍ من اسمِها
كي لا يتقمصَ أحزانها أحد
الفتاة.
(قلب)
مثلما يفعلُ التائهونَ،
أرسمُ قلبًا
على ظهرِ مقعدٍ في الباصِ،
ثم أنزلُ
قبل الوصولِ إلى المحطة.
(قبعة)
غيرَ وشمِ القبعةِ
التي أسفل ظهركِ،
لا أودُّ أن أعتمر.
(السكرانُ والحانة)
حتى آخر قطرةٍ في الكأسِ
أو آخرِ كأسٍ في القطرةِ،
شربَ السكرانُ الحانةَ
ثم تجشَّأ عشرَ قنانٍ فارغة.
(الباب الجديد)
الأطفالُ
يطرقون الباب
ثم يهربون.
ربما يروق لهم
أن نفتح البابَ
ولا نجد أحدًا،
مثلما يحدثُ في الأحلام تمامًا.
(الفيلسوف والكرسي)
ثمَّة فيلسوفٌ
نذر جلوسهُ للأرضِ فقط،
حين لم يعرف أن يجيبَ
عمَّا إذا كان الكرسيُّ واقفًا،
أو جالسًا؟
(الإسكافي)
الأحذيةُ،
وألسنةُ الأحذيةِ،
والطرقاتُ،
مكدَّسةٌ في مخزن الإسكافي.
(الأحذيةُ والطريق)
تبلى الأحذيةُ
وتتمزَّقُ،
ولا تصل.
تطولُ الطريقُ،
وتنعطفُ؛
ولا تنتهي.