أكل ثغرة تكون على هذه الصورة:
قطع في سلك
نقرة في سور
ليدخل المطاردون مدنا منعوا على بواباتها
لتنجح الضربة التي لا ترى الروح
في الوصول اليها؟
*
أخاف أن أعتمد حيلة أصدقائي
لا أعناق لنا، يقولون
فيجعلهم ذلك أقل عرضة للأذى
أخاف من حيلتهم التي توفر النوم والابتسام
ألا يمكن أن تأتي الضربة من الحيلة
كأن يجرب شرطي سلاحه في الهواء
في اللاعنق
عندئذ من سيثبت ما أنكرته أنا؟
طفل الأمس المصاب ، يترجى أباه:
لا تحط عنقي بجبيرة يا أبي
أريد أن يميل رأسي الى الخلف كالياى
سأسرع بلقفه قبل أن يصل الأرض،
قبل أن يركله العيال كبطيخة فاسدة
يا أبي
ستضيق الجبيرة
الجبيرة المبطنة بالقطن تضيق
وكلما ناديت: عطشان، الكابوس يلعق خدي
يسقط صوتي الى الداخل ، وتظل العتمة في الصالة
عيناي مفتوحتان الى الأبد
تظل الجبيرة ملتصقة بعنقي
*
أستيقظ لأرى اذا كان في موضعه
أمسح عليه بالماء
ثم ادفع قليلا من الشاي في مجراه
الكلمات – لعب الفخار الدقيقة –
تمر عبره الى الهواء الذي يلقاها لمستودعاتها.
السعال: شقوق بالحنجرة
التي تتسع كلما قفزت كلمة الى الخارج.
صباح الخير أيها الصامد أمام اختبارات الموسي
صباح الخير يا عروقا نافرة
لأن كلاب صيد تلهث خلفها أثناء النوم
ماذا علي
العصافير التي عقدت الخيط بأرجلها
-وكان ذلك بإيعاز من أصدقاء صاروا مجرمين
وضباطا عندما كبروا –
أطلقتها بعد لحظات.
*
كأن شيئا لن يحدث ..
قافلة الطعام الصغيرة تمر آمنة
جرعات الماء تغسل المجرى
الهواء المشتت بين اتجاهين
لا يقطع حركته -الالتفات نحو قطة مقبر الشارع
لقد سحقتها العربة!
*
لو ظل مجهولا
لما كان للعقاب كل هذه السطوة.
أما يمكن إلحاقه بالرأس
أو إضغامه بالصدر،
اخفاؤه بأية صورة؟
هو أحق بأن يكون قارة مجهولة
نتحسسه بأصابعنا قائلين:
"ألم أسفل الرأس أقسى الآلام "
"الصدر هنا قابل للانثناء"!
لو ظل مجهولا ..
*
مري بشفتيك على حنجرتي لأتكلم،
على الخط الذي يفصل جزءا عن آخر
لأنساه
مري بشفتيك لأمتلك عنقا جسورا
كأن قلبا بداخله
كأن لم تحطه جبيرة من قبل
كأن لا تهدده الجوارح من كل جهة
يقود فمي وعيني وسائر حواسي الى غايتها.
عائد الى البيت
ونسيت ما يثبت أننى أنا
عائد الى البيت
تتخبط قدماي في شوارع مضاءة وخالية
شوارع مسحورة لا تنتهي
عائد الى البيت
والبيت مازال بعيدا
كيف أثبت أننى أنا عندما تنشق الأرض عن
العسس ؟
الشوارع ممتدة وسوداء ومليئة بالنباح
من دفعني وسط البحر؟
ذراعاي مشلولتان
من أي جانب تأتي الاسماك ؟
من أي جانب ؟
*
أجذب ياقتي حتى أذني وأقبض عليها بأسناني.
هذه حدود قدرتي
الكلمات مازالت تنطلق من حنجرتي
العنق الريفي
والرقبة الساحرة
من يضمن لهما أن ينعما بتجاعيدهما؟
كلمات
عن القصيدة وعن أيام نتجهز لاستقبالها
عنق نحيل
عنق سهل
كريم عبدالسلام (شاعر من مصر)