دخان موسكو
تتوسد الأحلام
فراغ الصمت
عثرة الثورة والبندقية ،
اذ دوي الصراخ
بارود مبلل
بالنهايات اليتيمة ،
طلقات كالخيبات
بين مطرقة الكرملين
ومناجل الأرض ،
حيث وجه موسكو الغريب
ينفث كلماته كالدخان .
ولا الثورة ثورة
ولا البندقية بندقية
ولا الرايات حمراء
ولا الساحات بيضاء.
كلها كنشوة في الثلج
تجمد عروق الوجه ،
خطوة متلفتة
في ميادين الشتاء
تلك التي تفرك عقد الستينات
بشتات واحد،
ولا الجراح ، جراح
ولا الملهاة ، ملهاة ،
الزمن الغريب
يأتي بلجة الاضداد،
الدموع المختلطة بالضحكات
تتدلى من سقف الأزمنة ،
عربات تجرها الخيبات –
والمسافرون بعدد الرمل
وجوه كالملهاة
ووجوه كالفراغ
وتسوي الجراح
زمن الذوبان ،
الأيام تنقر النهايات
والجراح يبست في العظام
قبل أن تبدأ القرون الجديدة
وجه الآتي يقود الى الجنون
كمتاهة في سيبيريا،
ولا المسافات ، مسافات
ولا العربات ، عربات
ولا الأسفار متاهة
ولا المحطات وصول .
وتلهب الاقدار
الطرقات الصغيرة
صوت الخطوة
رنة في الأنين ،
رشفة واحدة للقدر
ولا الأرض ، أرض
ولا الأوطان ، أوطان
وتضيق السبل ،
حلقاتها نار مشتعلة
كلما طالت المسافات
واتسع المعنى
اذ وحده الوجع
من زين الكلمات ،
وحده من تكلم بالصراخ
وهوى كالشهب في الفضاءات .
صيف بغداد
-1-
يهيم النهار
بصيفه الحارة
قرب الرافدين ،
يتوسد الشوارع القديمة
الوجوه التي لفحتها
رياح الخماسين ،
الوجوه المنحدرة من الأزمنة الآشورية
تتخطى السنوات ،
بقفزات متجهمة
تصطدم بالأرصفة الملتهبة
وتغوص في زحام بغداد.
-2-
في المساء يأتي الغرباء
كعطش على نهر دجلة
الغرباء الذين استهوتهم
منذ الأزل
مياه القوس الخصيب ،
عبروا صحاري الجزيرة
وتكسروا على أبواب العراق ،
كنت مثلهم ،
كعاشق أخير
يحمل الهوى على كتفيه
ويضيع بين الأسرار القديمة .
-3-
في الفجر،
قرب مطلع الشمس ،
يمر الشرق
كطلائع الاسكندر الأكبر
في طريقه الى أسوار بابل ،
وخلفه تمر الحضارات
منحنية في الشفق
وئيدة في خطواتها،
كما لو أنها تغرق
في مياه الرافدين .
– 4-
لبغداد العشق
ولنا القلب الدامي
فيا بغداد مرة أخرى
لك الأبد
ولنا الشمس المتوهجة .