-1-
غيابك
يشعل في حضور المجزرة
كل الذهب الأسود وسخ لا يعنيني
ورق مثقوب العينين
ووجع الشهداء في آخر ظهري كل ليلة
عواء الأنين ينسج خرافة الكلام
كل ليلة
وجهك والشهداء وذهول الجدار وأنا
-2-
غيابك
ينشرني كالقلاع الهرمة
على ذراعي بحر صار يرفضني
غيابك
يشعل أثواب وطني الزائفة
يتركه عاريا إلا من هيكل فضاء صدىء
كم أنا ناقصة باهتة شاحبه
دمي ماء شمسي حجر
ذاكرتي مختومة بنحاس حضورك
يدق بكعبيه هامة وجودي
يهز نخيل عطائي
فأرسب في كل امتحاناي
وأقف مكاني
لم أزل أحسب أنفاسك
أبقى الصغيرة التي تركت خلفك
-3-
الدمع يطفر من بياض الجدران
المدجج بالانصات
وغيابك يقطر من أصابعي
يقذفني في طين غربة لم تعرفني
يرتديني كشمس ثلجية
فيخون القمر ضياءه
وتعتزل الفراشات أجنحتها
ويقثر النرجس عنه أعذاره
والفضول ترقبه والوعي ترصده
والخبث وشايته
-4-
مرشوشه بحس راعش
انحاز للانطفاء
دونك يهجرني وهج الأحلام
يعبرني اليوم كالرماد المسكون
بتكرار ذاته لونه غضبه وعوده
لا أشم دمي لا يكلمني عقلي
فقط مهزومة
أجرني وأحملنى أسقط وأسقط
مرئية للناس
ووهمية في مرآة يقظتي
-5-
حضورك يزنر قوافل وجودي
كيف أتجدد
كيف أزرع هواء الياسمين في سقف الروح
كيف أعرف أنك هنا لست هنا هناك
في داخلي تملأ خارجي
ماذا أعرف ماذالا أعرف
-6-
مدوية هي الأحداث
وسطوع سرعة رحيلك
والأشياء التى تركت مبللة
– لم تزل –
تنتظر عذوبه أو فخا
مثل شغف الزورق، للوصول
أو أسر الشهقة لفحيح الزعفران
هدوء مطبق والعويل يتراكم في جوفي
هل أبكيني أم أبكيك
هل أخفض كتابي أم أنشر صيحة
أم أعلق وجودي
حتى تأتي فآتي
عالية شعيب (شاعرة وأستاذة جامعية من الكويت)