للسّماء إمضاؤها الأزرق
مرّت الآلهة كم مرّة
لم نرَ سوى الغبار في كلّ شيء
مرّت أمام الشبّاك الأخرس
ولم أنتصر بعد على ألمي
تناوبت في الصّلاة:
صوفيّا، طوبيّا، كافرا، حزينا
انفجري أيّتها الفكرة
كلما تناوبت فيك
اصعدي في المرآة الجائعة
تكوّري في سماء خيط النّمل الطّويل
أيتها الفكرة المشاغبة
أيّتها الباركة على جسدي المعرّض
لاستعارات الليل
أيتها الملوحة في الماء الصّادق بخباياي
ابرقي في المسافة كلّها
ابرقي لإضاءة شعب من سطور
لأنجوَ من كذبة في عينيها السمراوين
شفتاي مشوّشتان
ويداي يغمى عليهما آخر القصيدة
أيّتها الفكرة
أيتها السّيدة النديّة
الصّاقلة للطين في الأسئلة
يا سيّدتي البهيّة الماشية على كلّ الأرصفة
يا سيدتي
قهوتي بلا نهد لطعمها
فمُري الطّير ليحلّق فوق الطّاولة
الأفق لا يؤنّث له أزرق
ولا يلمس له بلّور ولا أدري
كيف أطيّرك كآخر العصافير
الأفق عجوز يغفو فوق الرّصيف
فاركضي بين ورقتيّ
عودي للغبار العالق في الملاحم
عودي لالتواء الأدخنة في القرى
عودي لمواء بُقع سوداء تهيم في الليل
لي جنون الدّوائر
يا سيدة الجنون
لا تعبأ الطريق بصفرة حذائي
سينبح الانغلاق
وستمرّ نوق من ريق على حنجرتي الرّمليّة
مغمض القلب يا سيدتي
أفرّ إليك
يا قصيدتي
أفرّ إلى بابك المغلق
يا سيّدة وراء الغلق
لمَ لا تصعدين جمجمتي المتعبة؟
عودي إلي ((مقربتي))
للبيت المتوسّد للذّكريات هادئا
أطلّي من فتحة الولادة
عودي على مقربة من نهديْها
لتنُزّ الطّيور
ولتطرْ فيك أصابعي الحارّةْ
صلاح بن عياد
شاعر من تونس