لا الفولاذ يحميك,
ولا اليقين يبرئك من لسعة دبور الموت,
ولا شهوة الخلود تطفئ شهوة الزوال..
.. وتذهب بعيدا!!
إذن , فلا تذهب بعيدا أيها العظيم الأعمى.
: أبدا وأبدا ستبقى هكذا
عاريا ومرئيا
كلطخة »صارخة« في بياض ثوب العرس,
مستترا – كالقط الحقود-
خلف متراس الواثق
وتعاسة المستبد
وهلع القاتل القاتل….
ومذموما في سريرة معبودك وعابدك:
الموت.
مرئي أنت ومقتول
في العظام المطحونة تسمع أصداء شهقتك..
ويرى دمك مسفوحا
في تويج الوردة الذبيح.
و.. في كل ما تلمس وتبصر وتشتهي
وتشم وتشرب وتحلم…
ستراك : ميتا.
حيثما اختبأت
سيلمع ظلام نفسك كجوهرة مسروقة,
وستصرخ:
هذا أنا
هنا,
تحت, وفوق, وفي ظلام القوة العالي,
مرئي, مدرك, ومقتول
في حيرة المستضعف وخوف البريء
في استغاثة اليائس
ولعثمة عين الآمل
وطقة قلب المخذول,
في قنوط البذرة
وندم الطين
وارتباك دودة الحياة…;
وفي ضجر مرضعتك السخية, الأرملة
: الحياة.
وأيضا, في ما لا تسمع له صيحة
ولا يبصر له ظل:
في التراب المنتحب..
في هواء جنازات الموتى
في عشب الخليقة الموطوء..
وفي الحجر الأبكم
الغشيم
الدامع من آلام الشفقة
أو من آلام الجنون.
وأكثر:
في ما يفشى من أسرار الخائف
أمام عين الكابوس!…
: بيضة الثعبان ستفضح مخبأك
وغراب قابيل يدل الأموات إلى قلعتك;
وتدركك لعنة الدم.
إذن.. فاذهب بعيدا
اذهب في عتمة القوي الأعمى
اذهب في التحت
وفي الفوق
وفي دهاليز نشوة الحيوان.
إذهب في جبروت الآب- مانح الموت.
اذهب في امتداح حكمة الفولاذ..
اذهب في خديعة الأمل…
أو اذهب
إلى
ما تشاء.
لكن, احذر:
فعلى غير ما تشاء,
ستطول حياتك
وتعيش ميتا .
نزيه أبو عفش شاعر من سوريا