صوتان صوت
اذبح نفسك
ارم الكون في سلة هي لك
فما تسمع الآن من صوت في الحديقة
هو صوت شاهدك
صوت الحقيقة
صوت اليقين الذي لن تكونه
قبل ثانية من بلوغ روحك أشجارها.
لا تدري شيئا عن الحركة التي تولد في
الغرفة المجاورة
أهي حقا لامرأة سرية ؟
أم هو صوت خشب يئن من لذة الوجع
يخفق فيك
وتخفق في تجليته.
أيها الحبر
أما آن لي أن أنام
وأحمل حبري
معي كي يؤرخ موتي الصغير
ويمنحني نفخة ثانية.
خذي معك
سجل أسطورتي فوق رأسك
فما عدت أعرف
هل أنت حبر لناري
أم ماء ألستني لفي الجسد
أينني
من طيور
أحمل أصواتها
في يدي
ألف
عدت لي
كي أذكر صوت الشوارع بي.
دال
ليت لي جناح يمامة
كي أشاركها الوصول الي.
بسملة
يبدو أن النقطة تحت الباء
تجيء الي
وتمنح أسرارها لسريري.
أسأل الروح
قل لها آن ترقص
فالشوق يسكن باللقاء
يدي تقدمني الى
النيل نهر لا يرى غير الذي به أنا عارف
خريطتي ملكي وملك يمينها
دمي في الهجس يسألني:
هل ما تزال حروفها منفى
هل دالت نقطتي فيها
هل صرت ياء مهملة
أموت مازلت
من حد سين الأسئلة.
خاطبتني بما أشتهي
فنزلت لك
وكتبت ما خطت يمينك في عروشي
تزلزلت عمدي
وجئتك واحدة
من بعد ما كنت اثنتين
آنا لك
فاسقني
وخذ عني فيرضي
لذ بي
فأنا الإلهة والملك.
أنا ترجمانك
يا حبيبي
لا فوقي سماء
ولا تحتي شجر
يدك اليمنى رسالتي
ويسراك الأخرى حجر
فلتأتني عبدا إلها
فأنا قضاؤك والقدر
فلتعطني سيفا لأدخل
فلكم هتكت مشيئتي
وذهبت حرا غير حر
قالت
قالت:
غص
وعم
فالماء إشراق
ولذه عارف
ودموع مئذنة
وبيان "لم"
قالت
قالت:
"أين يخرج اسمك من البحر"
فأجابني صوت:
هو هو
لا يدركه حد
ولا تغيره امرأة
ولا تنسيه الآلام فتوح المرة الأولى
هو شاهد عليه
لغاته شتى
وبيانه مذاع.
قالت
قالت:
الزم بابي
ففيه مرايا وأساطير
دق
فأنا البردانة من ناري
ذق
فأصل اللذة خلف حجابي
واحش النار بماء من أسمائي
افتح
ففتوحي
فتح لك
قالت
قالت :
كل محب مشتاق
وأنا اشتقت لأن أعرف
أين أنا مني.
قالت
قالت:
أخبر ذاتك
أن اسمي يطلبك
تحير فيك
صلى في الحاء طويلا
ذاق المحو
وراح.
قالت
قالت:
أقمتني في
فتداخلت صور
وغاب الشكل في الشكل
منحتني
لأصابع نجمة
مدت نورها
الى سرتي
قصرت صوت حروفك الأخرى
منفاك الأليف.
نارا لانضاج العجين
عينا في مراياها تلتم الصور
أوراقا لميلاد الكتابة
بحرا لغمامك الأول
وقتا لنفسك حين تخنقها الثواني
إلها لا تغافله الطيور وترتقي حجبا
تعال
تجدني
بحرا قعره الأزل
وساحلاه الأبد.
اغراء الحشائش
في غرفة مجهولة
من نقطة سوداء في هذا البرد
أنت انتقيت نساءك
ودخلت غابة ذكريات
ووضعت اصبع نارهن
في قلق الثقوب
حملت شمسا ماحقة
سوداء لا تمشي
مات عنها العارفون
ركبوا سفائنهم
الى جهة الندى والصمت
"فاركب سفينة ذاتك لا ترفع شراعا"
فالموج موجك
والريح أنفاسك
أصابع الذكرى زبد
زبد ليبقى
لتفتتح المواسم
من وحي كأس بياضه
سأسير نحوك
سأدوس كل حروف موتاي
وأنجو
سأخلص النخل من أعطافه
وأروح للدال الشريدة في سمائك
وأكون سيدة اليتامى
سأقدم الإغراء لك
لغة
تذوبها الكؤوس
واخلع التاريخ عني
وأدس الحشائش في يديك
لو
لو أنني
نمت عنك
لاحترقت
وساقتك النجوم الى مخابئها
رمادا
لو
لو أنني
ما حرثت
ما طلعت شموس في الحشائش
وما كتبت وردة نشيدها
لو
لو أنني عرفت
لمت من جهل.
أعرف
أعرف
أن المسالك شتى
ولكن بابا وحيدا
يؤدي اليك
أعرف
أعرف
أن البرزخ آخرتي
ومماتي فيه حياة أخرى
ومقامي في الموتين
وصول للسان النار
من آياتي
نادتني عشبة
أفلتت من حريرها
آيتي
أن أكلم العشب
وأذوقه بلساني.
أحمد الشهاوي (شاعر من مصر)