ولد الأستاذ عبدالكريم بن عبدالعزيز الجهيمان عام 1330هـ حسب قوله الا أن وثائقه الرسمية تقول انه من مواليد عام 1333هـ درس على يد بعض المشايخ بالرياض ثم انتقل الى مكة المكرمة حيث عمل جنديا في الشرطة ثم التحق عام 1348هـ بالمعهد السعودي وتخرج فيه عام 1351هـ
منذ عام 1351هـ بدأ أستاذنا الجهيمان العمل مدرسا بمدرسة المعلى، فالمدرسة الفيصلية بحي الشبيكة بمكة المكرمة، ثم انتقل الى المعهد السعودي بجبل هندي مدرسا للمواد الدينية به ومزاملا للناقد الأستاذ عبدالله عبدالجبار حيث يدرس الأدب العربي وكذا العسكري السابق زميلهم عمر عبدالجبار والذي شاركه في تأليف مجموعة من المقررات المدرسية لطلاب المدارس الابتدائية مثل الفقه والتوحيد والمطالعة والتهذيب والمحفوظات وغيرها الى جانب قيامه بتأليف بعض تلك المقررات منفردا، ولا ننسى أن مدير المعهد آنذاك هو الأستاذ أحمد العربي.
في العام التالي بلغت الثقة بأبي سهيل أن يذهب للقصر الملكي بالسقاف بمكة ويقدم لرئيس ديوان الملك عبدالعزيز خطابا منتقدا فيه مدير المعارف آنذاك محمد المانع ومعددا بعض الهفوات أو الملاحظات التي يرى أنها لا تليق بمثله، ولكونه قد قرر عدم شراء بعض كتبه المدرسية ويعود لعمله. وفي اليوم التالي وهو عائد من المسجد الحرام وإذا بأحد أصدقائه يقابله ويخبره أن بباب منزله أحد أفراد الشرطة وأن مدير الأمن – مهدي بيك مصلح – بعث من يبحث عنه عند معارفه وفي المعهد، فيذهب بنفسه الى مقر الشرطة بقصر الحميدية ويدخل الى مديرها مقدما نفسه فيأمر أحد الجنود بإدخاله السجن حسب أمر الملك، ويصف ذلك السجن المجاور لماكينة الكهرباء التي تضيء المسجد الحرام ليلا – وكانت ماكينة الكهرباء الوحيدة وقتها بمكة ومخصصة للحرم فقط أما بقية أحياء مكة فتضاء بالفوانيس – يقول انه لم يستطع النوم ليلا لصوت الماكينة المرتفع والمزعج، فغير برنامجه الى النوم نهارا والبقاء ليلا ليقرأ ويكتب، وكان قد أحضر له أهله فراشا وكتبا ليطالع بها مع إحضار وجباته الغذائية في وقتها المحدد، وبعد أسبوع وعندما لم يزره أحد استدعاه مدير الشرطة وقال له: الا تعرف أن لحوم العلماء مسمومة وإنك قد أخطأت في تعريضك بأحدهم؟ ولأنه لم يسبق لك مثل هذا التصرف فقد أمر جلالة الملك بإخراجك والمطلوب منك أن تكتب خطابين واحد منها موجه لجلالة الملك تعتذر منه وتشكره على عفوه عنك والثاني تتعهد فيه بعدم التعرض لمثل هذه الأمور. وهكذا كان.
ولكنه في العام التالي يتهم من قبل أكابر أهل مكة بأنه قد تسبب في رمس ب أبنائهم في امتحان الدروس الدينية التي هو المسؤول عنها في المعهد فيبعثون ببرقية للملك بعد أن طلب منه إعادة الامتحان مع التساهل في الأسئلة ورفض هذا الاقتراح مما اضطر الملك الى أن يطلب منه الخروج من مكة وتحدد اقامته في بلدته، وقد اختار الدوادمي بلد زوجته بدلا من بلدته (القراين) المجاورة لشقراء. واشتغاله بالبيع والشراء في المواد الغذائية. وقد عرفت مؤخرا وبالصدفة أن الذي كتب رسالة أهل مكة للملك بطلب إنصافهم من الجهيمان هو زميله وشريكه في تأليف المقررات المدرسية عمر عبد الجبار.
وخلال الحرب العالمية الثانية ينتقل الوزير عبدالله السليمان الى الخرج لإنشاء المزارع ويتحدى من يقول إن نجد غير ذات جدوى زراعية، فيغرس النخيل وينشيه المزارع من حنطة وأعلاف، ويفتتح مدرسة لأبنائه وأبناء البلدة بها. يتولى تنظيمها الأستاذ حمد الجاسر ويقترح أن يخلفه زميله السابق عبدالكريم الجهيمان، وهكذا اعتبارا من 1362هـ يطلب من أمير الدوادمي تكليفه بنقل عائلته وأثاث بيته على أول سيارة تمر ببلدتهم الى الخرج حيث أدار المدرسة باقتدار. وصادف أن زار الملك عبد العزيز الخرج فأحضر طلابه وأنشدوا الأناشيد الحماسية والخطب الدينية والأدبية أمامه، مما سره وأعجب ولي العهد الأمير سعود الذي أبرق في اليوم التالي للوزير ابن سليمان أن يكلف الجهيمان بالتوجه للرياض لتدريس أنجاله.
وهكذا في عام 1363هـ (1943م) وجد في المدرسة شخصا واحدا هو (عبدالله العوين) فرتب وجهز المدرسة وبدأ بتدريس أبناء ولي العهد.. وانتهز فرصة العيد لزيارة أصدقائه بالخرج وما علم إلا بالشرطة تبحث عنه لتعيده للرياض فامتعض من هذا التصرف فكتب معتذرا عن الاستمرار بالمدرسة.
يقول أبو سهيل – أطال الله عمره – انه بعد تركه مدرسة أولاد ولي العهد بيومين اتصل به الأمير سليمان السديري طالبا منه أن يتولى تدريسه وسافر معه للحج حيث أخرج من مكة مكرها ففرح بذلك فرحا شديدا إذ أنه سيرى أصدقاءه وزملاءه وتلاميذه.
ويروى نكتة بالمناسبة – بأن والدة سليمان السديري قد غضبت عليه إذ أنها علمت أو قيل لها ان ابنها يدخن فحاول إرضاءها بأن ذهب لها وعرف سبب غضبها فحاول نفي هذه التهمة عن نفسه بأن قال لها: "جعلي إذا كنت أشرب التتن يطلع مع خشمي فخافت عليه وقبلته وقالت بسم الله عليك لا يا وليدي".
وهكذا يعود بعدها للرياض بطلب من الأمير عبدالله بن عبدالرحمن شقيق الملك عبدالعزيز والذي طلب منه تدريس أبنائه، ذهب لهم في البر وقت الربيع – اذ أن الأمير بصحبة الملك بروضة خريم – فقال له اذهب لتلك الخيمة فستجد أبنائي بها فتول تدريسهم فوجد بالخيمة أكبر أبنائه يزيد وعبدالرحمن ومحمد، وهكذا بقي يدرسهم قرابة خمس سنوات. وقد استعان ببعض المدرسين المصريين وقد ساعده بالعمل في المدرسة ابراهيم الحجي. توطدت علاقته بتلميذه يزيد الذي تأثرت صحته فطلب من والده السفر الى مصر للعلاج ولشدة حب والده له طلب أن يرافقه بعض الخويا للسهر على راحته ولكنه رفضهم وقال اذا (كلش ولابد) فليرافقني أستاذي عبدالكريم الجهيمان.
فيحدث هذا السفر في حياة أبي سهيل تحولا كبيرا فنواه يقول في مذكراته (ص 162-164): "وقد أحدث هذا السفر الى مصر بالنسبة لي خاصة تحولات في تفكيري الاجتماعي وعرفت كثيرا من الشخصيات البارزة في الدولة.. وبما أن هذه السفرة هي أول سفرة في حياتي خارج بلادي.. فقد رأيت فيها الكثير من الأمور التي منها ما أحببته.. ومنها ما كرهته.. فقد خرجت من مجتمع محدود يعيش عيشة محدودة.. عيشة الكفاف والعفاف واذا بي في أيام قلائل أرى نفسي في مجتمع يموج بمختلف التيارات والرغبات والصراع في سبيل العيش بين الكبار والصغار والفقراء والأغنياء.. وبالجملة فقد استفدت مما سمعت واستفدت مما رأيت.. وعرفت مسالك الخير ومسالك الشر في هذا المجتمع الجديد الذي شاهدته، فكان الأول من نوعه في حياتي التي قاربت الأربعين عاما..).
وهكذا توثقت علاقته بالأمير يزيد الذي رافقه في سفراته بعد ذلك الى باريس حيث بقي هناك لأكثر من ستة أشهر تعلم أثناءها قيادة السيارات وأعطي رخصة للقيادة في باريس وأخرى عالمية. وتعرف على شخصيات كثيرة هناك وألف كتابا أسماه (ذكريات باريس) قدم له المذيع العراقي المشهور في إذاعة برلين بألمانيا أثناء الحرب العالمية الثانية يونس بحري، ثم واصلوا رحلتهم الى بلجيكا فهولندا فسويسرا فإيطاليا فالعودة للوطن عن طريق البحر.
عاد أستاذنا الجهيمان الى أرض الوطن بعد سفره الى عالم جديد ومختلف عما عاشه وعايشه وقد تعلم الكثير من اختلاطه بمختلف فئات المجتمعات من مصر الى أوروبا فأخذ على عاتقه مهمة التوعية للحاق بالركب والوصول الى أعلى المراتب وهذا لا يتأتى إلا بالوعي الاجتماعي، وبمجرد أن اتصل به صديقه عبدالله الملحوق الذي أسس شركة الخط للطباعة والنشر بالمنطقة الشرقية وطلب منه اللحاق به للمشاركة وادارة الشركة، لبى الدعوة وطلبوا الترخيص بإصدار جريدة يومية فيقول بالنص: (وأرسلنا برقية باسم مطابع الخط الى ولي العهد سعود الذي كبر والده الملك عبدالعزيز.. فصار يتولى جميع شؤون البلاد.. ولا يعرض على والده إلا ما يسره ويبهج خاطره) وجاءت الموافقة من سموه بإصدار هذه الجريدة باسم (أخبار الظهران).
وهكذا أخذ على عاتقه مهمة صعبة وكأنه يردد قول الشاعر:
قف دون رأيك في الحياة مجاهدا
إن الحياة عقيدة وجهاد
فيقول في مذكراته ص 175 – 177: (وصدر بعض أعداد هذه الجريدة من بيروت لأن مطابع الخط لم يكن لديها الاستعداد آنذاك لإصدارها.. أي طبعها.. فكنا نرسل المواد كاملة الى بيروت.. مقالاتها وأخبارها وإعلاناتها.. وبعد فترة قصيرة.. تولينا إصدارها من الدمام نصف شهرية مؤقتا، وكانت في هدايتها ضعيفة هزيلة كأي بذرة توضع في التربة.. وكأي عمل ينشأ من جديد.. ثم إنها كانت أول صحيفة تصدر في هذه المنطقة التي انتقلت أكثر مدنها من طور القرى الى طور المدن.. ثم إن أكثر القاطنين فيها هم عمال في شركة أرامكو.. ولكن أخبار الظهران بدأت تنمو وتكبر ويتسع توزيعها ويكثر قراؤها شيئا فشيئا.. لما يلمس القاريء فيها من صراحة في القول واخلاص في علاج الكثير من المشكلات الاجتماعية والثقافية والسياسية. ولهذا فقد كانت موضع الثقة من الحكومة ومن المواطنين على حد سواء وظهرهن بين هؤلاء العمال كتاب ومفكرون صاروا يغذون هذه الصحيفة بألوان من البحوث والمقالات المليئة بالوطنية والإخلاص.. والجرأة في بعض الأحيان. وقد اكتسبت من رئاسة تحرير هذه الصحيفة مكسبا معنويا كبيرا.. وكانت نقلة جديدة في حياتي الوطنية والفكرية.. حيث كان يرد الى هذه الصحيفة مختلف الآراء والاتجاهات التي منها ما يكون متزنا ومنها ما يكون مندفعا ومتهورا.. ومنها ما يكون مدسوسا فيه بعض الأفكار التي لا تتناسب مع محيطنا ومجتمعنا المحافظ الذي تسوده قيم وأخلاق توارثها الخلف عن السلف.. فإذا تجاوزها إنسان اعتبر شاذا.. فالحقيقة بنت البحث كما يقول المجربون في حكمهم التي يطلقونها في مجتمعاتهم.. وسارت الصحيفة على هذا المنوال حتى أصبحت موضع ثقة واحترام الجميع.. وكنت بصفتي مسؤولا عن هذه الصحيفة.. ومسؤولا عن جميع ما ينشر فيها.. كنت أنخل ما يرد الي من بحوث ومقالات وأخبار فأعرف منها مختلف التيارات التي تعيش في المجتمع أو يعيش فيها المجتمع أو بعض فصائل المجتمع..)
ويقول في موضع آخر من مذكراته، ط 2، ص 177: (..ولكن بعض المواطنين يطالبوننا بحرية واندفاع الى الأمام أكثر مما نحن عليه سائرون.. بل يريدوننا أن نقفز في درجات سلم أهدافنا قفزا.. فنحاول أن نفهمهم بأن القفز قد يعرض الى السقوط وأن الاتزان هو الطريق الأسلم والأحكم..).
ومع هذا التشدد في الحذر والاتزان الا أنه لم يسلم ففي نهاية السنة الثانية من عمر الصحيفة – أخبار الظهران – 1376هـ يصله مقال يطالب بتعليم البنات ورغم أنه لا يعرف كاتبه إلا أنه يؤيد ما جاء فيه ولهذا نشرا لمقال وتحمل مسؤوليته بكل شجاعة، وقالوا اما أن تدلنا على كاتبه أو تتحمل مسؤوليته، وإن الدعوة لتعليم الفتيات أمر سابق لأوانه. ولهذا يقول في مذكراته، ط 2 ص 180 (.. وكانت النتيجة أن أوقفت عن العمل.. وأوقفت الصحيفة عن الصدور.. وأوقف رئيس تحريرها في غرفة منفردة طولها مثل عرضها أربعة أمتار تقريبا في أربعة.. وفيها شباك واحد قد أغلق وأحكم اغلاقه.. وضرب في جوانبه الأربعة عدة مسامير…) وقد بقي على هذه الحال واحدا وعشرين يوما ولم يشعر ذات يوم الا بالجندي يفتح له الباب فجأة ويقول له خذ فراشك واذهب الي أهلك.. هكذا بلا سؤال ولا جواب ولا تأنيب ولا عتاب.. !! (كما يقول).
لقد تتبعت الأعداد الأربعة والأربعين من صحيفة (أخبار الظهران) والتي رأس تحريرها أستاذنا الجهيمان فكان كمن يحمل مشعل الإنارة ليضيء الطريق للجميع حكومة وشعبا وقد رحب واستبشر وبارك صدور الصحف التي لحقت بأخبار الظهران وهي (الفجر الجديد) وصدر منها 3 أعداد في النصف الثاني من عام 1374هـ، ورأس تحريرها الأخوان أحمد ويوسف الشيخ يعقوب. ثم مجلة (الإشعاع) للأستاذ سعد البواراي والذي صدر منها 23 عددا وصار لها ما صار لأخبار الظهران. وأخيرا مجلة ثم جريدة (الخليج العربي) الذي بدأ باصدارها 1375هـ الأستاذ عبدالله أحمد شباط وعمل معه بعد ذلك محمد أحمد فقي ثم علي أحمد بوخمسين واستمرت حتى عام 1383هـ فتنقلت بين المطابع في الدمام فا لرياض فجدة ثم العودة الى الخبر بالمنطقة الشرقية حتى صدور نظام المؤسسات الصحفية فتوقف.
وأخيرا فأستاذنا ووالدنا أبو سهيل يعد رائدا ويحق للصحافة بالمنطقة الشرقية مثلما يطلق على صديقه ورفيق دربه علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر – يرحمه الله – رائد الصحافة والطباعة بالمنطقة الوسطى.
وعاد للرياض فور الإفراج عنه ليعمل بوزارة المعارف مديرا للتفتيش ويصدر مع مجموعة من الأدبا، من الوزارة مجلة (المعرفة) ثم يطلب سمو وزير المالية والاقتصاد الوطني الأمير طلال بن عبدالعزيز استعارة خدماته الى وزارته فيصدر منها مجلة (المالية والاقتصاد) وفي هذه الأثناء يكلفه صديقه الشيخ الجاسر بالاشراف على جريدة (اليمامة) أثناء سفراته المتعددة، إضافة لمشاركاته المستمرة بالكتابة بها تحت عنوان (أين الطريق). وكذا اشرافه ومشاركته مسؤولية تحرير صحيفة (القسيم) وكتاباته الدائمة بها تحت عناوين مختلفة مثل (المعتدل والمائل) وغيرها، ونجد أن الشيخ عبدالله بن خميس يكتب له را جيا أن يطلع على مواد مجلة (الجزيرة) قبل نشرها ليعتبر رأيه نهائيا في إجازة موادها – شهريا – واعتبر أن قمة بل أشهر عمل قام به هو تفرغه سنوات لرصد الذاكرة الاجتماعية الشعبية وتسجيلها وجمعها بعشرة آلاف مثل شعبي وشرحها والتعليق عليها وطبعها في عشرة مجلدات الى جانب (الأساطير الشعبية). في خمسة مجلدات أخرى والمترجمة حديثا للغة الروسية.
ويذكر في مذكراته ص 199: (.. وكل تلك المقالات، ونيابة التحرير لا نأخذ عنها أي مقابل مادي.. وانما نقوم بها على أنها واجب وطني وكان جميع الكتاب من أمثالي في تلك الفترة لا يأخذون أي مكافأة على ما يكتبون.. فليس هناك كتاب محترفون وانما هم كتاب وطنيون متطوعون.. هدفهم الصالح العام.. لوطنهم ولمواطنيهم.. وخدمة لحكومتهم الفتية).
كما يقول انه يتبع سياسة في كتاباته فيقول: (..لدي فلسفة خاصة استفدتها من تراثنا الماضي وهي: اذا أردت لكتابتك أن تكون مؤثرة وتؤدي الى المطلوب.. فيجب أن تكون حارة جدا أو باردة جدا.. اما أن تكون فاترة.. فهذا هو الشيء الذي لا قيمة له.. وهو يمر غالبا دون أن يحس به أحد ولن يكون له أدنى تأثير..).
هذه لمحة صغيرة واضاءة بسيطة لجزء من حياة الأستاذ عبدالكريم الجهيمان – أطال الله عمره وأبقاه – كنت أثناء سفري معه والتي امتدت تلك السفرات في الداخل والخارج لأكثر من 15 مرة – أتناقش معه ويتباسط معي فأتجرأ عليه وأقول له: هل لو كنت مازلت على حالتك الأولى تسكن ببيت الأخوان وترتاد تلك الأسواق وتختلط بالأشخاص أنفسهم فقط هل تبلغ بك الجرأة أن تنقد الركود السائد؟ وتهز المجتمع كي يفيق ويسير بالطريق الصحيح ويعرف دوره وما له وما عليه؟ أو أن سفراتك المتعددة والطويلة لمصر وفرنسا وهولندا وسويسرا وغيرها في هذا الوقت المبكر هي التي ساهمت بتفتحك بعد اطلاعك على أوضاع المجتمعات الأخرى، وقررت (أن تضيء شمعة خيرا من أن تلعن الظلام).
محمد عبدالرزاق القشمعي (كاتب من السعودية)