أحسن ما يوصف به فيلم (مانوليا) هو أنه قصة عن العلاقات العائلية والروابط المتقطعة والتي تحتاج إلى إعادة وصل. كل ذلك خلال يوم واحد. كلمة (مانوليا) هي اسم لشارع في الوادي. وهو اسم لزهرة فواحة. وكما قال المخرج، «لقد عرفت أن شيئا ما سوف يحدث عند تقاطع في الوادي. ولكنه لم يكن بعد واضحاً لماذا اختار هذا العنوان حتى علم خلال آخر أسبوعين من كتابة السيناريو أن أموراً كثيرة بدأت تتكشف له حول الموضوع. أحد هذه الأمور اكتشاف ما يسمى بالماغونيا (Magnolia) ، وهي ذلك المكان الخرافي فوق قبة السماء الزرقاء حيث يذهب ذلك الخراء ويعلق قبل أن يسقط من السماء. ولقد وصل هذا الموضوع عبر ما قاله شارلز فورت، الذي كتب عن ظواهر غريبة مثل مطر من الضفادع فوق تلة جرينبوري. أن الماغونيا هي ذلك المكان حيث تذهب السفن، عندما تختفي من المحيط وبعد ذلك بفترة تسقط مرساة من السماء كانت أحد أجزائه. وتأكيد آخر للاسم جاء غير مقصود وهو تسمية عدد من النساء في الفيلم بأسماء أزهار: روز، ليلي، …إلخ.
شيء آخر خاص بفيلم بول توماس اندرسن هو أن أغنيات «ايمي مان» كانت شخصية من شخصيات الفيلم. وبصورة خاصة ذلك السطر من أغنية ايمي «شيء قاتل»، «الآن، وبعد أن التقيتك هل تعترض على عدم رؤيتى بتاتاً مرة ثانية؟» ولقد خرج من هذا القول الشيء الكثير.
سأكتفي بهذه المقدمة الموجزة لأن الكتابة عن فيلم «مانوليا» تحتاج إلى دراسة لأسلوب بول توماس اندرسن الخاص والفريد. حيث أنه استخدام الكاميرا جاعلاً منها مخلوقاً حياً يرى ويحس. واستخدامه للموسيقى له نفس الدلالة من الحساسية. وهذا ليس غريباً على مخرج عمل في كتابة السيناريو والتصوير والإنتاج والموسيقى والتمثيل.
الصوت على خلفية سوداء؛
الراوي: في صحيفة الهيرالد، نيويـورك، ٢٦ نوفمبر، سنة ١٩١١، وصف دقيق لعملية شنق ثلاثة رجال …
قطع إلى:
١. أسود وأبيض (شريط لوميير)
ثلاثة رجال شنقوا … بانغ … بانغ… بانغ.
قطع إلى:
٢. عنوان رئيسي لأخبار صحيفة
يدخل إلى مركز الضوء؛ « ثلاثة رجال شنقوا».
تلاشي سريع للمشهد:
٣. عنوان فرعي:
تدخل إلى مركز الضؤ؛ « … لارتكابهم قتل …».
قطع إلى:
٤. داخلي شقة/ ردهة – مساءً (تابع شريط لوميير)
رجل في ملابس العصر (١٩١١) يمشي في الباب. تدور الكاميرا بسرعة وهو يخلع قبعته، ويهزّها لينزل الثلج عنها. ينظر بعيداً…
الراوي:… لقد ماتو بسبب جريمة قتل إدموند وليم جود فري- تقوم زوجة إدموند وولديه الاثنان بتحيته.
الراوي: … زوج، أب وصيدلي وبشكل عام رجل لطيف مقيم في …
قطع إلى:
٥. خارجي – شارع – ليلاً
تندفع الكاميرا إلى الداخل مسلطة على إشارة البلدة، تقرأ: جرينبوري هيل، لندن، عدد السكان 1276.
الراوي: جرينبوري هيل، لندن، عدد السكان كما دوّن.
قطع إلى:
٦. خارجي – صيدلية – ليلاً
زاوية مرتفعة تشرف على أسفل المكان حيث يأتي إدموند خارجاً من الباب، ويبدأ بوضع الأقفال استعداداً للمساء. تنزل الكاميرا إلى أسفل وتندفع نحوه، منسلّة يميناً مباشرة باتجاه :
الراوي: لقد قتل بيد ثلاثة متشردين كان هدفهم ببساطة السرقة. وقد أُثبتت هويتهم: رجل يلبس معطفا يقف في ظلال الزقاق القريب.
الراوي: … جوزيف جرين …
تندفع الكاميرا بسرعة إلى اليمين، مرة ثانية يخطو رجل آخر بالجوار مقترباً…
الراوي:… ستانلي بيري …
تندفع الكاميرا بسرعة إلى اليمين مرة أخرى وتدفع إلى الداخل حيث الرجل الأخير…
الراوي:… ونيغل هيل …
زاوية منفرجة، فوق المشهد.
يتحرك الرجال الثلاثة إلى الداخل نحو إدموند ويبدأون بضربه بالسكاكين حتى الموت، ويسرقون أمواله ومجوهراته.
تشد الكاميرا إلى الخلف وإلى أعلى لتتضمن يافطة الصيدلية الآن؛
« صيدلية جرين بيري هيل».
قطع إلى:
٧. ندير مرة ثانية شريط لوميير
ثلاثة رجال شنقوا. بانغ… بانغ… بانغ..
الراوي: جرين ، بيرى وهيل.
يتجمّد الإطار عند صورة الشنق الأخيرة.
الراوي: … وأنا أحب أن أعتقد أن هذه كانت قضية حظ ليس إلا. تمتلئ الشاشة بمسح بصري من اللهب. تتراجع الكاميرا إلى الخلف؛
٨. خارجي. غابة/ قرب بحيرة تاهو – ليـلاً- (35مم/ ألـوان – شاشة موسّعة- الآن).
الكاميرا في منتصف نيران غابة ضخمة. تندفع الكاميرا إلى اليمين لنرى: ثلاثة رجال يقارعون النيران. تندفع الكاميرا باتجاههم وهم يصرخون موجّهين، بصوت عال تعليمات لبعضهم البعض ؛
الراوي: وكما ذكر في جريدة الرينو، يونيو 1983 هنالك قصة حريق.. زاوية عالية تظهر رؤوس الأشجار.
تندلع النيران في الأشجار … بعد بضع دقائق…
الراوي: ….. الماء الذي احتاجته لتستوعب النيران ..
تسقط المياه إلى أسفل….
تتساقط من صهريج طائرة تابعة لقسم مكافحة النيران:
قطع إلى:
٩. خارجي. غابة/ قرب بحيرة تاهو – صباحاً
تندفع الكاميرا إلى الداخل باتجاه أربعة من مكافحي النيران وهم يمسحون المنطقة. أطفئت النيران وهم يسيرون عبر المكان. يخطو الرجل الرئيسى في مكافحة النيران نحو لقطة مقرّبة وينظر؛
الراوي:… وغطاس يدعى ديلمر داريون.
تتحرك الكاميرا من منظور مكافح النيران إلى الداخل وترتفع إلى أعلى نحو قمة الشجرة لتظهر ؛
هنالك رجل في ملابس الغطس معلق في أعلى الشجرة يلبس نظّارة الغطس وخزّانه وبدلته المبللة.
مكافح النيران (في مواجهة الكاميرا): ما هذا الذي أراه ؟
زاوية، لقطة مقرّبة ديلمر داريون مازال يضع قناعه وقطعة فمه.
قطع إلى:
10. داخلي. كازينو بيبرميل – ليلاً – عودة إلى الوراء
تنظر الكاميرا إلى أسفل على لعبة بلاك جاك، تنزل الكاميرا إلى أسفل وترتفع إلى أعلى لتظهر : ديلمر داريون.
الراوي: موظفو فندق بيبرميل وكازينو، رينو، ينفادا. منهمكون بينما مدير البلاك جاك….
قطع إلى:
١١. داخلي ردهة/ كازينو – الصباح الباكر- عودة إلى الوراء
تندفع الكاميرا إلى الداخل باتجاه ديلمر وهو يغادر المكان ليلاً، يحمل ملابسه الرسمية على شماعة فوق ظهره، يهز رأسه ويحرّك أصبعيه لزملائه في العمل الذين يقولون « إلى اللقاء».
( ملاحظة: يضع رباطاً فوق جبهته)
الراوي: …. محبوب جداً ويعتبر من النوع الذي يميل إلى النشاطات المسلية والرياضية – إلا أن مشاعر ديلمر العميقة هي نحو البحيرة ..
قطع إلى:
12. داخلي – بحيرة تاهو/ تحت الماء- نهاراً
يندفع ديلمر نحو الماء وينزل باتجاه الكاميرا. ينخفض الصوت كلّياً، ويتحول إلى هدوء شديد ….
قطع إلى:
13. خارجي. بحيرة تاهو – نفس اللحظة
تدخل الطائرة – الخزان التابعة لقسم الحرائق، متجهة نحو البحيرة، ومباشرة نحو الكاميرا …
قطع إلى:
14. داخلي. بحيرة تاهو/ تحت الماء – نفس اللحظة
يغوص ديلمر. صامتاً وآمناً.
قطع إلى:
15. خارجي. بحيرة تاهو – نفس اللحظة
زاوية فوق الرأس تنظر إلى أسفل على البحيرة الساكنة… (ثانية من الزمن)، ثم : تملأ الطائرة – الخزان الضخمة الإطار، وقد لامست الماء، وملأت جسمها الضخم بالماء من البحيرة. تدخل الكاميرا إلى اليمين وتخرج إلى اليسار.
زاوية، الطائرة – الخزان. تتجه بحمولتها في الماء نحو نيران الغابة الغاضبة الممتدة.
الراوي: …. وكما جاء في تقرير محقق الوفيات فإن ديلمر مات إثر نوبة قلبية في مكان ما بين البحيرة والشجرة. ولكن أغرب ملاحظة جانبيه كانت حول انتحار كرايج هانسن في اليوم التالي ..
قطع إلى:
16. خارجي. نزل – نفس اللحظة
قطع إلى:
17. داخلي. نزل – نفس اللحظة
تدخل الكاميرا بسرعة خارقة باتجاه رجل يدعى كرايج هانسن في الثلاثينيات. يضع بندقيته تحت ذقنه ويحرّك الزناد، فتندفع الدماء وينفجر المخ ملطخاً السقف.
قطع إلى:
18. داخلي. كابينة الطيار في الطائرة – الخزان- عودة إلى الوراء- نهاراً
يقود هانسن الطائرة. لقطة مقربة وهو يتحرك باتجاه البحيرة.
الراوي:…. مكافح نيران متطوع، والد مبعد لأربعة أولاد، لديه ميل خفيف للشرب… كان السيد هانسن قبطان الطائرة التى انتشلت بصورة عرضية ديلمر داريون خارج الماء..
قطع إلى:
19. خارجي. بحيرة تاهو – اللقطة تعاد مرة ثانية
عودة إلى الوراء سريعة نحو مقياس الطائرة وهي تعبئ الماء من البحيرة ، يستمر الصوت فوق….
قطع إلى:
20. داخلي. كازينو – ليلاً- عودة إلى الوراء
طاولة لعبة البلاك جاك حيث يعمل ديلمر. تدور الكاميرا حول المكان مظهره كرايج هانسن السكير البغيض، يصرخ حول الأوراق التى أعطيت له ويوبخ ديلمر.
الراوي: … بالإضافة إلى ذلك، فحياة هانسن المعذبة قابلناها من قبل مع ديلمر داريون قبل ليلتين فقط ..
يبصق هانسن ويلكم وجه ديلمر داريون بسبب أوراق اللعب التي أعطيت له. يهجم حراس الأمن ويطرحونه أرضاً.
قطع إلى:
21. داخلي. غرفة المنزل – نهاراً- عودة إلى المشهد
يقرأ كريخ هانسن الجريدة، ينظر إلى قصة الغلاف، التي تحتوي على صورة لديلمر داريون. إنه يبكي ويتمتم لنفسه ؛
كرايخ هانسن: … يا إلهي… اللعنة… أنا آسف… أنا آسف…
الراوي: إن وطأة الذنب ومقياس الصدفة كبيرين، كرايخ هانسن قتل نفسه.
إعادة عرض مشهد انتحار كرايخ هانسن، ولكن هذه المرة، وقبل أن يفجّر رأسه مباشرة نسمعه يقول، بين الدموع ؛
كرايخ هانسن: …. سامحني …..
قطع إلى:
٢٢. داخلي. كازينو – ليلاً- عودة إلى المشهد
عودة إلى المعركة بين ديلمر وكرايغ هانسن؛ تتحرك الكاميرا بسرعة بإتجاه
ديلمر وهو مطروح أرضاً والدماء تنزف من أنفه. يتجمد الإطار،
الراوي: وأنا أحاول أن أفكر أن كل هذا كان قضية حظ.
مزج سريع إلى:
23. لقطة مقرّبة مُدخلة – لوحة الفندق للبرامج
تقرأ : أهلاً وسهلاً ! حفل غذاء واستقبال لتوزيع جوائز
أأ ف س في قاعة خشب الجوز
٨ بعد الظهر
24. داخلي. غرفة ولائم الفندق – ليلاً (١٩٦١)
تندفع الكاميرا تلاحق ضيفين من خلال بضعة أبواب مزدوجـة ويظهـر استقبال الغذاء.
زاوية، رجل خلف المنصّة. تندفع الكاميرا مسرعة إلى الداخل ثم تتحول متجهة نحو رجل يلبس نظارة: دونالد هاربر عالم في فن المناظرة وهو يتكلم في الميكروفون.
الراوي: تروى القصة أثناء غذاء لتوزيع جوائز المؤسسة الأمريكية لعلم التناظر. ويقوم بذلك الدكتور دونالد هاربر رئيس المؤسسة وذلك عام ١٩٦١. تبدأ بمحاولة انتحار بسيطة..
قطع إلى:
25. خارجي. السطح – صباحاً- عودة إلى الوراء (1958)
ولد في السابعة عشرة من العمر يدعى سيدني بارينجر يخطو إلى أعلى حافة مبنى من تسع طوابق وينظر إلى أسفل.
الراوي: سيدني بارينجر البالغ من العمر سبعة عشر عاماً في مدينة لوس أنجلوس يوم ٣٢ مارس، 1958.
تدور الكاميرا نحو سيدني وتستقر في لقطة مقرّبة لقدميه على الحافة، تتمايل قليلاً… يقفز، يختفي من الإطار. ضربة. ما يحصل بعد ذلك يمر سريعاً :
زاوية، تنظر إلى أعلى باتجاه السماء… يسقط سيدني متجاوزاً الكاميرا.
زاوية، تنظر إلى أسفل… يتابع سيدني السقوط… زاوية، يتحطم أحد الشبابيك في الطابق السادس… زاوية، معدة سيدني… تدخل فيها رصاصة وهو يسقط… تتدفق الدماء مترشرشة ويتشنج جسده …
زاوية، تنظر إلى أعلى…. جسد سيدني وبعض الزجاج المبعثر يسقط على الكاميرا مباشرة والتي ترجع إلى الخلف قليلاً لتظهر، شبكة أمان في الأرضية الأمامية… يسقط جسد سيدني مشلولاً في الشبكة… يتجمّد الإطار .
الراوي:أصدر محقق الوفيات قراره بان محاولة الانتحار الفاشلة تحولت فجأة إلى عملية قتل ناجحة. ولكي تفسّر :
26. خارجي. السطح – عودة إلى الوراء
اعادة اللقطة.. يخطو سيدني فوق السطح. تندفع الكاميرا نحوه بسرعة، هذه المرة تتحرك نحو جيب معطفه..
الراوي: تأكدت قضية الانتحار بورقة مكتوبة وجدت في جيب صدرية سيدني بارينجر..
مزج إلى:
27. داخلي – جيب معطف- نفس اللحظة
تلتقط الكاميرا ومضات من الورقة المكتوبة، «… أنا آسف…» «… وفي هذا الوقت…» «… وهكذا سوف أذهب…» «…وهو مع الله…»
الراوي: في نفس الوقت وقف سيدني الشاب/ على حافة تلك البناية ذات التسعة طوابق،/وجرت مناقشة ضخمة في الدور الثالث إلى أسفل..
مزج سريع إلى:
28. داخلي – مبنى/ ممر القاعة- تلك اللحظة
تندفع الكاميرا نحو باب غرفة 638. نسمع بعض الصراخ والعويل يأتي من خلف الباب ؛
الراوي:يَسمع الجيران، كما كانوا يفعلون دائماً، مناقشات المستأخرين الحادة ..
مزج سريع إلى:
29. داخلي – شقة 638- تلك اللحظة
زوجان (في بداية الستينيات) يتقاتلان بوحشية ويرميان أشياء. يتراجع الرجل العجوز مبتعداً عن المرأة العجوز التى تتجه نحوه حاملة بندقية.
الراوي: … ولم يكن أمراً غير طبيعي بالنسبة لهم أن يهددا بعضهما البعض ببندقية موجودة في المنزل ..
الرجل العجوز: ضعيها جانباً، ضعي ذلك الشيء اللعين من يدك يا فاي….
المرأة العجوز: …. أقول لك بوقاحة. سوف أصيبك في وجهك وانهي هذا الحوار وسوف نرى من منّا على صواب..
الراوي: وعندما انطلقت البندقية عرضاً، كان سيدني يمر في نفس الوقت… تعثرت المرأة العجوز قليلاً على أحد المفروشات فانطلقت البندقية… مرّت الطلقة متجاوزة رأس الرجل العجوز… وحطمت النافذة خلفه… سقط سيدني في ممرها وأصيب في معدته، ثم سقط خارج الإطار.. (وهم غافلون عن الأمر).
الرجل العجوز: أيتها العاهرة المجنونة ماذا تفعلين؟
المرأة العجوز: أقفل فمك اللعين.
يتجمّد الإطار على الإثنين وهما يصرخان ويزعقان:
الراوي: بالإضافة إلى هذا، فإن الساكنين الإثنين، تبيّن فيما بعد، أنهما فاي وآرثور بارينجر. والدة سيدني ووالد سيدني.
قطع إلى:
30. داخلي. شقة – نهاراً- فيما بعد
تتحرك الكاميرا عبر المشهد بينما يقوم رجل بوليس وتحرّ باستجواب الزوجين العجوزين. يحيط بهما الجيران والمتطفلون.
الراوي: عندما يواجهان بالتهمة التي تطلّبت شيئاً من الدراسة أمام مشهد الجريمة من قبل رجال الشرطة. أقسمت فاي بارينجر أنها لم تكـن تعـرف أن البندقيـة كانت محشوة.
فاى بارينجر: لم أكن أعرف…. لم أكن أعرف..
آرثور بارينجر: انها دائماً تهددني بالبندقية، ولكنني لا أتركها محشوّة ..
المحقق: … وأنت ألم تحش البندقية ؟
آرثور بارينجر: لماذا أحش البندقية ؟
قطع إلى:
31. داخلي. شقة/ ممر القاعة- تلك اللحظة
تتحرك الكاميرا عبر المكان بينما يحاور رجال الشرطة الجيران ويأخذون أقوالهم ……. تقفل الكاميرا. على صبي في الثامنة من العمر، يتكلم مع أحد المحققين.
الراوي: صبي صغير يسكن في المبنى، وأحياناً يأتي كزائر وصديق إلى سيدني بارينجر قال أنه قد رآه، قبل ستة أيام من تعبئة البندقية..
يدير المحقق رأسه وينادي واحداً آخر..
المحقق: ريكي… تعال دقيقة …
قطع إلى:
32. داخلي. شقة – نهاراً- عودة إلى الوراء
تتحرك الكاميرا إلى منطقة غرفة نوم حيث نرى شخصاً من ظهـره يجلـس على السرير ..
الراوي:ويبدو أن الجدال والقتال وكل العنف كان أكثر مما يتحمل سيدني بارينجر وكونه يدرك ميل والدته ووالده إلى الاقتتال، فقد قرّر أن يفعل شيئاً..
تظهر الكاميرا أن سيدني بارينجر يحشو البندقية. الطفل يجلس بجواره يراقب سيدني وهو يتمتم لنفسه أثناء حشو البندقية بالرصاص.
قطع إلى:
٣٣. داخلي. شقة/ ممر قاعة – الحاضر
تتحرك الكاميرا إلى الداخل على الفتى الشاب، ينظر إلى الكاميرا.
الفتى الشاب: قال انه كان يريدهم أن يقتلوا بعضهم البعض، ان كل ما كانوا يريدون فعله هو قتل بعضهم البعض وسوف يساعدهم إذا ما كان هذا ما يريدون أن يفعلوه.
قطع إلى:
34. خارجي. مبنى/ سطح – نهاراً- عودة إلى الوراء
هذه زاوية منفرجة تعيد عرض الحدث برمته. نرى المبنى كاملاً… يبدأ سيدني بالقفز وفجأة يتباطئ الفيلم…
يخطط رسم بياني يعكس الرواية… ويصنع هذا وكأنه تغطيه للحدث حيث ترسم المواقع بالأحرف والأسهم والخطوط لتشير إلى المواقع والتحركات، إلخ.)
نرى حرف (س) على رأس المبنى فوق سيدني.
الراوي: يقفز سيدني بارينجر من سطح الطابق التاسع ..
يتناقش والديه في الطابق الثالث أسفله….
توضع(٥) كعلامة تحدّد وضعهم. تتحرك الصورة عندما يقفز سيدني… يرسم سهم يظهر الممر الذي سقط به …
الراوي: طلقة بندقيتها العبثية أصابت سيدني في المعدة وهو يمر أمام نافذة الطابق السادس حيث يجري الحوار ..
يتجمّد الإطار ليظهر سيدني، معلقاً في الهواء… الزجاج ينكسّر ويبدأ بالسقوط إلى الأرض… علامة (س) تحدّد البقعة التى أصيب فيها.
الراوي: لقد قتل مباشرة ولكنه تابع السقوط .. فقط ليجد بعد ثلاثة طوابق، إلى أسفل، شبكة أمان وضعت قبل ثلاثة أيام من أجل حماية منظفي الشبابيك والتي كان ممكن أن تخفف سقوطه وتنقذ حياته لولا الحفرة القاتلة في معدته.
يرسم خط متقطّع بسهم من سيدني إلى الشبكة يشير إلى الممر… يتحرك الإطار من جموده ونرى سيدني يسقط في الشبكة.
قطع إلى:
35. داخلي – شقة- نهاراً
تتحرك الكاميرا على الأهل ثم منهم إلى رجال التحري ورجال البوليس الذين يحاولون الوصول إلى سبب لهذا، أنهم يومئون برؤوسهم لبعضهم البعض وكأنهم يريدون القول، «حسناً، فنحن نعرف ما علينا القيام به…»
الراوي: وهكذا اتهمت فاي بارينجر بقتل إبنها وأعتبر سيدني بارينجر شريك في مقتله…
تتحرك الكاميرا نحو الطفل ذي الثماني سنوات وهو يراقب الزوجين الكبيرين يبكيان ويصرخان بينما يبدأ رجال التحري بصفعهما..
الراوي:… وبرأي هذا الراوي المتواضع أن هذه ليست «شيئاً قد حدث.» لا يمكن أن يكون هذا «شيء من هذه الأشياء…» هذا، من فضلك، لا يمكن أن يكون كذلك. ولماذا أريد أن أقول لك، لا أستطيع. هذا لم يكن قضية حظ.
تشقّ الكاميرا طريقها نحو الأم وهي تصرخ وتصرخ ويقاتل رجال البوليس لاستعادة السيطرة عليها.. وأثناء المشاجرة، يقفل باب الشقة مباشرة في وجه الكاميرا.
قطع إلى الأسود.
الراوي: أوووه. هذه الأشياء الغريبة تحدث كل الوقت. يبدأ العنوان الرئيسى، ثم يستمر التتابع حتى نلاحظ:
بطاقة عنوان : سينما نيولاين تقدم
بطاقة عنوان : إنتاج جران سيلار/ شركة جولاردي فيلم
بطاقة عنوان : فيلم لـ بول توماس أندرسون
قطع إلى:
36. تتحرك الكاميرا بسرعة فائقة على زهرة. (يمر الزمن، يتفتح البرعم) يتجمد الإطار/ نتابع لقطة زووم واسعة تستدير ٠٦٣ درجة؛ عدم وضوح كلي. تضيء بطاقة العنوان :
ماغنوليا
تستمر الكاميرا في الحركة إلى الداخل أبعد وأبعد حتى تصبح الصورة مغشّاة بشكل كبير، ثم :
قطع إلى:
37.داخلي.منزل في الضواحى – نهاراً(اليوم حاضراً، 1998)المشهد السينمائى أ
تتحرك الكاميرا بسرعة باتجاه تليفزيون في غرفة جلوس. يعرض فيه عرض معلومات تجاري مصور بالفيديو وإلى جانبه شاب حيـوي المظهـر يدعـى فرانك ت. جـ.مكاي في الثلاثين ينظر باتجاه العدسة.
فرانك: في هذه اللعبة الكبيرة التى نلعبها انها ليست ما تجده وهي ليست ما تستحقه- إنها ما تأخذه. أنا أدعى فرانك ت. جـ. مكاي، سيد الفطيره ومؤلف جهاز الإغواء والتحطيم. شرائط الفيديو التي تعلّمك أسلوب إرضاخ أية شقراء قوية الجسد يسيل لعابها لتبلل إحليلك.
تدخل الكاميرا إلى التليفزيون، مزج سريع إلى:
38. داخلي – بار/ موقع- تلك اللحظة
نحن في الفيديو (التوقيت ١:٣٣) نبرة البائع/ معلومة تجارية مواقع مختلفة: البار، سوبر ماركت، غرفة نوم، سيارة واقفة وفي كل من هذه المواقع النصفية يتكلمون مع باقة من الشقراوات المغريات.
فرانك (متابعاً): لغة. الخط السفلي: المفتاح السحري الذي يفتح أقفال قدرة امرأة على التحليل وينقر مباشرة على آمالها، ورغباتها، مخاوفها، شهواتها ولباسها.
«اغو وحطّم،» يخلق جاذبية جنسية عند أية كعكة تقابلها. تعلم كيف تجعل من هذه السيدة «صديقة» خادمتك الجائعة للجنس. تخلق لحظة، مضمونة المردود المالي، حالة كالغيبوبة التي تحوّل أية قليلة الكذا والكذا إلى مقبلة على استجداءه.
لا يهمنى مظهرك، وما العربية التي تقودها أو ماذا تقول آخر شهادة مصرفية: «اغو وحطّم» ، سوف تعلمك كيف تحصل على ذلك السائل البذيء الذي تريد – بسرعة :
( وقفة درامية، ثم 🙂
هاى … كم مرة إضافية ستحتاج لسماع السطر الشهير جداً القائل :
« أنا لا أشعر كذلك تجاهك.»
قطع إلى:
39 داخلي. بار الفول السوداني الضاحك – ليلاً
تتحرك الكاميرا إلى الداخل على امرأة شابة تدعى كلوديا (في العشرين) تجلس لوحدها، سكرانة قليلا. شاب في متوسط العمر يتسلل ببطء ويأخذ مقعداً بالقرب منها ؛
الشاب المتوسط العمر: هيى.
كلوديا: مرحباً.
قطع إلى:
40 داخلي – شقة كلوديا- بعد قليل.
سلسلة من اللقطات السريعة حيث يحدث التالى؛ تدخل كلوديا مصطحبة الشاب المتوسط العمر إلى شقتها. تتحرك الكاميرا بسرعة إلى الداخل بينما تشم هي صفاً من الكوكايين من على طاولة القهوة الخاصة بها…. ترتفع الكاميرا إلى أعلى ثم لقطة يانورامية نحوه….
الشاب المتوسط العمر: إذاً ؟
قطع إلى:
41 داخلي – غرفة نوم كلوديا- بعد بضع دقائق
تتحرك الكاميرا بسرعة إلى الداخل وهما يمارسان الحب. هو يعتليها، وهي أسفله، تستقر الكاميرا في لقطة مقربة على وجهها وهي تمر بالتجربة… تتحرك الكاميرا إلى أعلى متجاوزة إياها فتجد إنعكاساً للتلفزيون كإطار صورة على حائطها…
مزج إلى:
42 داخلي. صورة تلفزيونية – قطع- تلك اللحظة
هذا ترويج لعرض لعبة تدعى، «ماذا يعرف الأولاد؟» يصوّر المضيف جيمي جايتور (في الستين) نرى لقطات مختلفة له عبر السنين، يدير العرض، في مناسبات هامة متنوعة، إلخ.
المعلن : على طول ثلاثين عاماً، توقفت أمريكا وأجابت أسئلة مع جيمي جايتر. أسطورة أمريكية وأيقونة تلفزيون حقيقية، يحتفل جيمي بساعات بثّه المائتى ألف هذا الأسبوع..
صورة لجيمى يتكلم مع أحد المقابلين.
جيمي : يا إلهى، هل أمضيت كل هذه الفترة الطويلة من الزمن ؟
قطع إلى:
43 داخلي. مكتب جيمي جايتور- نهاراً
الستائر مغلقة، الباب موصد. يمارس جيمي الحب مع فتاة شابة من استعراض آخر على مقعده. تتحرك الكاميرا إلى الداخل بسرعة.
معلن الترويج : أنه رجل عائلي تزوّج منذ أربعين عاماً – له ولدان وحفيد على الطريق ..
٤٤. لقطة مقرّبة. صورة فوتوغرافية
صورة عائلية لجيمي، زوجته روز، ابنه جيم، الصغير وكلوديا. أخذت هذه الصورة 1987. عدسة زووم تدخل إلى الصورة التي تعزل جيمي وكلوديا في الصورة.
قطع إلى:
45 داخلي – مركز أرز سينا الطبى- ممر القاعة- هذا اليوم
جيمي وروز ( في الخمسين) يسيران عبر القاعة باتجاه الباب.
معلن الترويج (يتابع): لقد نظّمنا برنامجاً يومياً لرؤية التفاعل الذي يحدث بين جيمي وبعض الأولاد المميزين جداً خلال السنين ..
قطع إلى:
46. داخلي – عيادة طبيب- بعد بضع دقائق
تندفع الكاميرا إلى الداخل على جيمي وروز وهما يدخلان، وتنزل بسرعة كالسوط على ممرضة تنظر إلى أعلى، مبتسمة وتقول «مرحبا».
معلن الترويج (يتابع): .. ونتمنّى أن نشاهد ثلاثين سنة أخرى من الذي يحدث.
جيمي (مخاطبا الممرضة): … جيمي جايتور …
قطع إلى:
47 داخلي – منزل في الضواحى- نهاراً
تتحرك الكاميرا إلى الداخل نحو التلفزيون مرة ثانية. اضاءة سريعة على لقطة لولد كبير في العاشرة من عمره يدعى ستانلى سياكتر يجيب سؤالاً تلو الآخر حول العرض، «ماذا يعرف الأولاد ؟» في سلسلة من المزج ؛
ستانلي: … دونالد و . وينيكوت… ..١ ٩١ ١. أمريكا الشمالية… أمريكا الجنوبية… الإجابة أربعة… الإجابة ..٢٢. الإجابة هي الجاذبية… الإجابة هي «حياة صموئيل جونسون.»
قطع إلى:
48 داخلي – منزل سيكتر- نهاراً
الكاميرا محمولة على اليد وتتحرك حول شقة صغيرة، تراقب ولداً في العاشرة من عمره، ستانلي سبكتر (يلبس بدلة) وهو يفرغ طعام كلاب في قصعتين لكلبين ينبحان حول ساقيه بينما يحاول هو متقطعاً جمع الرزمة التي على ظهره..
يدخل والده :
ريك : لننطلق، لننطلق، لننطلق، كان عليك أن تفعل ذلك منذ عشرة دقائق..
ستانلى: نحتاج إلى المزيد من طعام الكلاب ..
ريك: .. تكلم في السيارة، تكلم في السيارة، حرّك مؤخرتك أسرع ..
يمسك ستانلي حقيبتي ظهر ويضعهما فوق كل من ذراعيه. يلتقط ريك حقيبة أخرى … يتجه نحو الباب.. ستانلي على وشك السقوط بهاتين الشنطتين المملوئتان، ولكنه يمسك بواحدة أخرى على الأرض…
ريك : بسرعة، بسرعة، بسرعة، تلك أيضاً ؟
ستانلي: أنا محتاج لهذه .
ريك : لماذا بحق الجحيم أنت بحاجة للشنط الأربع حتى تذهب إلى المدرسة كل يوم ؟
ستانلي: لا أستطيع أن أحملها كلها.
أنا بحاجة إليها. احتاج إلى كتبي.
أحتاج إليها كي أذهب إلى المدرسة.
قطع إلى:
49 خارجي – منزل سيكتر- بعد بضع دقائق
تندفع الكاميرا إلى الداخل مسرعة بينما يجلس ريك في السيارة، والموتور يتحرك، ويراقب ستانلي يناضل ليدخل هو وحقائب ظهره إلى الداخل ؛
ريك : ليس هنالك داع لكل حقائب الظهر هذه.
تتوقف الكاميرا عند لقطة مقرّبة لستانلي وهو يصفق باب السيارة.
قطع إلى:
50 خارجي – مدرسة- بعد بضع دقائق
تبتعد الكاميرا عن السيارة المتوقفة إلى موقع جديد بينما يخرج ستانلي من السيارة يحمل حقائب ظهره. يتابعه ريك من مقعد السائق ؛
ريك : كن جاهزاً في الثانية ..
ستانلي: يجب أن تكون في الواحدة والنصف.
ريك: عندى تجربة أداء، لا أستطيع الحضور إلى هنا قبل الثانية، أسرع، سأراك
سأراك لاحقاً ، أحبك.
ستانلي: أحبك أيضاً.
ينطلق ريك بالسيارة مسرعاً جداً. ينظر ستانلي حوله إلى الشنط المحمولة على ظهره.
قطع إلى:
51 داخلي. 1960 منزل في الضواحي – نهاراً
تندفع الكاميرا نحو جهاز تلفزيون قديم يقدّم مقطعاً من «ماذا يعرف الأولاد؟» (1968) يظهر المقطع جيمي جايتور يسأل أسئلة لطفل في العاشرة من عمره يدعى دوني سميث.
جيمي : دوني، هل لديك جواب ؟
دوني : بروميثيوس.
جيمي : إنه لكذلك :
يستمر المقطع التلفزيوني ونرى دوني والولدين الآخرين يحصلون على شيك من جيمي جايتر الصغير بقيمة 100000 دولار لكل منهم. لقطة مقرّبة- دوني سميث الصغير وهو يبتسم، ويتقبل الشيك، يتصافح مع جيمي. على بطاقة العنوان نقرأ: طفل الامتحان دوني سميث 1968.
قطع إلى:
52 داخلي. عيادة طبيب الأسنان/ غرفة الكشف/ بعد بضع دقائق
دوني سميث، (في 40) محنيا إلى الخلف في كرسي طبيب الأسنان. شعره مجدول كالقضيب، ولبس حلقا صغيرة كالمسمار وبدلة رمادية سيئة.
بطاقة عنوان تقرأ: طفل الامتحان دوني سميث – اليوم
دوني : هذا فعلاً شيء مثير… أراهنك أنك لا تحصل على أناس كثيرين في سني يحصلون على أساور ..
لقطة مقرّبة – دوني يفتح فمه واسعاً ومادة الزهر الشمعية لأخذ المقاس توضع في فمه.
لقطة مقرّبة – ممرضة تمسك بها هناك وتبتسم قائلة:
الممرضة ١: كنت لطيفاً جداً عندما ظهرت في ذلك العرض..
الممرضة ٢: .. لا تستطيع الإجابة على أية أسئلة في الوقت الحاضر مع ذلك،
هيه؟ هي – هي هي.
لقطة مقربة – الأسنان. تخرج مادة المقاس من فمه.
قطع إلى:
53 داخلي. عيادة طبيب أسنان/ ممر القاعة/ بعد ذلك
تبتعد الكاميرا إلى الوراء بينما يخرج دوني وطبيب أسنانه دكتور لي (آسيوى في الـ 40) من غرفة الكشف، مبتسماً، بعد أن أنتهى موعدهما …
دكتور لي : نحن جميعاً على أهبة الرحيل، يا دوني.
دوني : عظيم ، عظيم، عظيم، إذا سوف أراك غداً صباحاً.
دكتور لي: أنت تركض كالمجنون، هه ؟
دوني : سوف أتأخر عن عملى.
قطع إلى:
54 خارجي. ١١-٧/ مرآب سيارات- شمالي هوليود- نهاراً
تتحرك الكاميرا نحو دوني وهو يدخل إلى المرآب في سيارته الصغيرة الهوندا أكورد. إنه يبتسم ويغني أغنية ويدخل المرآب…
ولكنه مسرع قليلاً… وفي ومضة عين دخل فوق سد المرآب وفوق الكابح… فتكسر الزجاج الأمامي بحيث سقط متناثراً ودخل إلى داخل السيارة..
تندفع الكاميرا نحو دوني وبعض الناس الذين يتراكضون ليروا ما الذي يجري…
دوني: ما الذي يجري بحق الجحيم؟ ما الذي يجري بحق الجحيم؟
أحد المارة: هاي! إنه طفل الامتحان دوني سميث.
أحد المارة٢: يا طفل الامتحان، يا دوني لماذا تقود سيارتك باتجاه محل «١١-٧»؟
قطع إلى:
٥٥. داخلي. منزل إيرل – نهاراً
تندفع الكاميرا بسرعة حقيقية إلى الباب الأمامي بينما يدخل فيل يارما (في العشرين) يلبس نظارة شمس مسطحة من الأعلى لها ظل قلاّب يرفعها إلى أعلى ويحمل من محل «١١-٧» قهوة وفطيرة… تنطلق الكاميرا كالسوط يساراً لتظهر ؛
في هذا المنزل اللطيف في انسينو، وضع سرير طبى في منتصف غرفة الجلوس. داخل السرير نجد إيرل يارتريدح ( في السبعين) نحيل جداً أصلع وهو يقترب من أيامه الأخيرة يموت من السرطان.
هنالك أربعة أو خمسة كلاب تنام في حضنه وحول السرير وبمجرد سماع صوت الباب نهضت نابحة.
تجلس بالقرب من إيرل ممرضة مكسيكية شابة، تشير إلى فيل فيرتاح لذلك. يقترب فيل بالقرب من السرير، ويربّت على رأس إيرل.
فيل : كيف الحال اليوم إذاً ؟
إيرل: خراء قاتل ذاك ما هو الحال.
فيل : خراء قاتل صحيح، أليس كذلك؟
تتحرك الكاميرا في لقطة مقرّبة على إيرل، تتحرك نحو بلعومه، ومزج سريع إلى:
56 داخلي. بلعوم إيرل – تلك اللحظة
تتحرك الكاميرا حول بلعومه وخلال جسده، ناظرة إلى مجرى دمه ومراقبة اياه، وكأنه فيلم طبي، السرطان يأكل جسده… وبينما نحن نراه يعمل نسمع همساً هو صوت إيرل:
صوت إيرل الهامس: ندم قاتل، يتحرك عبر هذه الحياة …
.. ونحن نفعل هذه الأشياء… نسترجعها…
.. ننسى، ننسى… اللعنة… اللعنة…
لنفعلها بشكل جيد… ونحن نفعل هذه الأشياء…
مزج سريع إلى:
57 داخلي. غرفة جلوس إيرل. تلك اللحظة
تتحرك الكاميرا بعيداً عن بلعوم إيرل نحو فمه وعيناه ثم ينظر إلى فيل ويقول؛
إيرل : سوف أحتاج مساعدتك، يا فيل
… عليك أن تساعدني بشيء اليوم…
تتحرك الكاميرا في لقطة يانورامية بسرعة نحو فيل.
فيل : سأتولى أي شيء تريد، يا إيرل.
تتحرك الكاميرا في لقطة يانورامية/ وتبتعد بسرعة ثم ترتفع إلى أعلى نحو
السقف ؛
مزج سريع إلى:
58 داخلي. منزل إيرل/ غرفة نوم في الطابق العلوى- تلك اللحظة
تتحرك الكاميرا إلى الداخل على ليندا يارتريدج (في الثلاثين) وهي تخطو حول المكان في قميص نومها، تتناول حبة دواء، وتتكلم على الهاتف ؛
ليندا : حسناً، أنه طبيبه ولذلك فإنك… حسناً قل لي شيئاً.. قل لي شيئاً..
لقطة مقربة ترى قنينة الحبوب التي تتناول منها فارغة.
ليندا (تتابع): وهو بحاجة للمزيد من الحبوب، إذاً (ثانية من الزمن)
تباً للأمر، سوف أحضر لأراك،
أنا بحاجة لأن أراك لأحضر له المزيد من الحبوب
وأنا بحاجة لبعض الإجابات لذلك فمن الأفضل أن تخاطبنى،
سأحضر لأراك، سأحضر لأراك..
تصفق الهاتف في مكانه.
قطع إلى:
59 داخلي منزل إيرل – غرفة جلوس- بعد بضع دقائق
تتحرك الكاميرا مع ليندا وهي تهبط السلالم، تمشي بإتجاه سرير إيرل، محاولة إخفاء وضعها. ينهض فيل وينظر إليها .
فيل : مرحباً ، ليندا.
لقطة مقرّبة جداً لليندا وإيرل. يفتح عيناه قليلاً. تنحنى وتقبله في جبهته.
ليندا: أنا أحبك ، يا حبيبي.
تستدير بسرعة، وتتكلم وهي مغادرة ؛
ليندا: سأعود بعد قليل، يا فيل
يجب أن أذهب لأحضر بعض الأشياء و يجب أن أرى شيئاً وسوف أعود…
تتابع الكلام وهي تغادر المكان إلى خارج الباب.
قطع إلى:
60 داخلي. كاراج/ سيارة ليندا المرسيدس – متوقفة- بعد لحظات.
تتحرك الكاميرا بسرعة شديدة عندما تدخل وراء المقود. تضرب المقود بقبضتها وتصرخ وتصرخ وتصرخ.
قطع إلى:
61 داخلي. شقة جيم كورينج – نهاراً
شقة واضحة المعالم في ريسيدا حيث يعيش جيم كورينج (في الثلاثين). صوت جهاز ١-900 لخدمة ترتيب لقاءات شخصية. يدور تتبعه طلقات من كورينج وهو يستعد ليومه.
– جيم يشرب قهوة الصباح، يقرأ الصحيفة.
– جيم يستحم.
– جيم يقوم بتمارين التسخين.
– جيم يتابع ويضحك قليلاً على برنامج اليوم.
– جيم يركع بالقرب من سريره يصلى.
صوت هاتف الخدمات:.. اضغط واحد لتسمع وصف هذا الإنسان الشخصي لنفسه
واتنين لتترك رسالة شخصية من قبلك..
صوت الهاتف الذي يعمل باللمس يضغط «١».
صوت جيم كورينج: حسناً، مرحباً. هذا هو جيم . أنا أعمل في ضبط القانـون.
أنا ضابط أعمل لدى قسم بوليس لوس أنجلوس وأعمل منطلقاً من منطقة فان نويز. أحب عملي، وأحب الذهاب إلى السينما.
أحاول أن أحافظ على لياقة جسدي، وظيفتي تتطلـب ذلك، ولذلك فأنا شكلي جيّد. سأصل إلى ما أبتغيه بالرغم من ذلك:
أنا سني 32 سنة وطولي ستة أقدام وإنشين ووزني حوالـي 160. أنا فعلاً مهتم بأن أقابل واحدة مميّزة تهـوى الأشيـاء الهادئة… حياتي ضاغطة وآمل أن ابني علاقة هادئـة غير متطلبة ومحبة..
صوت الهاتف يسمع ثانية وهو يلغي وصف جيم.
صوت الهاتـف : إذا كنت ترغبين في سماع وصف شخصى من رجال آخرين في منطقتك، فأضغطي رقم «٢» الآن..
قطع إلى:
62 داخلي. محطة بوليس فان تويز – نهاراً
تراقب الكاميرا الضباط صباحاً عند تهيؤ صباحي، تدور وتتوجه إلى أسفل باتجاه جيم كورينج، يجلس بعيداً إلى جانب لوحده تقريباً.
ضابط بوليس(في مواجهة الكاميرا):.. كثير من العنف… ولكن هذه حال الدنيا… حظ جيد، كما الحال دائماً… أخدم وأحمي وكل هذا البلا بلا بلا الآخر على جانب السيارة الذي يقول..
قطع إلى:
63 داخلي مرآب البوليس – بعد دقائق
تتحرك الكاميرا تراقب جيم كورينج وهو يسير نحو سيارة الفرقة. جميع رجال البوليس يسيرون بصحبة رفاق، ماعداه. يرمي كورينج على وجهه نظارات شمس ضخمة ويدخل إلى السيارة..
قطع إلى:
64 داخلي. سيارة بوليس – تتحرك- بعد قليل
تتوقف الكاميرا في لقطة مقربة لجيم وهو يسوق. يتكلم إلى واحد لا نراه.
جيم كورينج: أنها ليست وظيفة سهلة. أتلقى مكالمة من شيرلي على الراديو.
أخبار سيئة. لا أخبار حسنة بتاتاً. تحاول أن تكون مرحة ، تحاول أن تقول شيئاً لطيفاً، ولكن أوه- هيه، إنها مجرد أخبار سيئة. وهي مقرفة. ولكن هذه هي مهنتي. وأنا أحبها. لأنني أريد أن أقـوم بها بشكل جيد. وأريد أن أساعد الناس. ويمكن أن أتلقى عشرين مكالمة
سيئة في اليوم، ولكن في أحد المرات أساعد شخصاً ما، أحفظ ذلك؟
أصحح خطأً أو أصحح وضعاً؛ عندئذٍ أكون شرطياً سعيداً. ونتحرك في هذه الحياة فعلينا أن نحاول أن نفعل ما هو جيد.
زاوية منفرجة تظهر أنه يخاطب نفسه. لحظة. توقّف.
جيم كورينج (يتابع الكلام مع نفسه):.. أفعل ما هو جيّد.. وإذا كان بإمكاننا أن نفعل ذلك.. ولا نؤذى أحداً آخر… حسناً، عندئذ…
قطع إلى:
65 خارجي – شارع ماغنوليا- نهاراً
تنظر الكاميرا إلى الأسفل مباشرة على تقاطع. تنطلق سيارة كورينج البوليسية متجاوزة المكان… قليل من أشعة الشمس التى تضرب التقاطع تختفي وكأنها غطيّت بسرعة بغيمة رمادية..
نهاية الموضوع والحدث (أ)
عنوان البطاقة تقرأ: غائم جزئياً، ٥٧٪ احتمال سقوط مطر .
إظلام تدريجى:
٦٦. داخلي. تجمع سكني/ شمال هوليود – نهاراً المشهد السينمائى باء
تتبع الكاميرا خلف جيم كورينج. يسير قاطعاً ساحة، ماراً ببعض الشباب المكسيكيين والأولاد السود الذين يلعبون، يصعد درج ويصل إلى باب نصف مفتوح ؛
جيم كورينج: مرحباً ؟
يقرع، يدفع الباب فيفتحه قليلاً، ويخطو إلى الداخل: تظهر امرأة سوداء ضخمة جداً جداً (في الأربعين)، متجهة نحوه، ترفع صوتها بعنف وغضب.
مارسي : ماذا؟ ماذا؟ ماذا الآن ؟
جيم كورينج : بهدوء ، اهدئي، هُوا…..
مارسي : لا يمكنك أن تدخل هكذا إلى هنا.
جيم كورينج: كان الباب مفتوحاً، تلقيت مكالمة..
مارسي : غير مسموح لك بالدخول هكذا ..
جيم كورينج: إهدئي.
مارسي : أنا هادئة.
جيم كورينج: تلقيت مكالمة للحضور إلى هذه الشقة، تخبرني عن اضطراب ما..
مارسي : ليس هنالك أي إضطراب.
جيم كورينج: بُلّغت هاتفياً عن حدوث اضطراب، بابك كان مفتوحاً، أريد أن أرى فقط ما الذي يجري..
مارسي : ليس هنالك أي اضطراب.
جيم كورينج: إذا ليس لديك ما تضطربين من أجله.
مارسي : لا تقول لي، أعرف حقوقي، أدخل فقط إلى الداخل، لا تستطيع..
جيم كورينج: لا تمتحنيني ، تريديـن التحدث عن ماذا يقـول كتـاب القوانيـن بإستطاعتنا القيام بذلك، أدفعيني إلى مسافة كافية ولسوف اصطحبك للسجن.. والآن اهدئي.
مارسي : أنا هادئة.
جيم كورينج: أنت لست هادئة. إنك تزعقين وتصرخين وأنا هنا لأتحرى ما حدث من اضطراب تبلغناه وهذا ما سأفعله- والآن هل أنت هنا بمفردك؟
مارسي : أنا غير مضطرة للإجابة على أسئلتك.
جيم كورينج: كلا لست مضطرة: ولكن سوف أسألك مرة أخرى: هل أنت هنـا
بمفردك ؟
مارسي : ماذا ترى ؟
جيم كورينج: ليس هنالك أحد آخر.
مارسي : أنت هنا.
جيم كورينج: حسناً. هذا صحيح. هل هنالك أحد آخر سواي وسـواك في هـذا
المنزل ؟
مارسي : كلا. قلت هذا.
جيم كورينج: هل تكذبين ؟
مارسي : أنا أعيش لوحدى.
جيم كورينج: قد يكون كذلك، ولكن سأسألك مرة أخرى: هل هنالك شخص آخر في هذا المنزل الآن ؟
مارسي : قلت لك كلا.
جيم كورينج: حسناً. ما اسمك ؟
مارسي : مارسي.
جيم كورينج: حسناً. مارسي لم لا تجلسين من أجلي؟
مارسي : أفضل الوقوف.
جيم كورينج: أنا لا أطلب منك ذلك، يا مارسي.
تجلس مارسي.
مارسي : لم أفعل شيئاً.
جيم كورينج: ربما لا تكونين قد فعلت، ولكن أنا هنا مـن أجـل البحـث عـن إزعاجات حدثت. اتصل بعض الجيران وقالوا أنهم قد سمعوا صراخاً وصوت تحطيم مرتفع.
مارسي : لا أعلم شيئاً عن تحطيم مرتفع.
جيم كورينج: وماذا عن الصراخ ؟
مارسي : قلت: لا أعرف . ليس بإمكانك أن تأتي إلى هنا وتبدأ في البحث حول
المكان..
جيم كورينج: ما هذا، كيف حصل هذا ؟
لقطة مقربة نحو الأرض.
لقد سقطت منفضة سجاير إلى الأرض، تناثرت أعقاب السجاير هنا وهناك.
مارسي : سقطت منفضة سجاير، لا أدري، ربما في الليلة الفائتة ، لقد استيقظت لتوي.
جيم كورينج: استيقظت لتوّك. وماذا أقمت هنا الليلة الفائتة، حفلة ، كما يبدو من مظهر هذا المكان ؟
مارسي : خرجت ليلة البارحة.
جيم كورينج: حسناً، مارسي. لنبدأ الآن أريدك أن تنحي منحى جديداً معي. كلما لعبت أكثر كلما أصبحت أكثر شكاً أنك كنت تنوين على فعل شيء ما.
مارسي : نحن في بلد حر، يمكنك أن تفكر كما يحلو لك.
جيم كورينج: نعم أستطيع يا مارسي. وسأفترض أن سوءاً ما كان يمارس هنـا إلى أن تجيبيني إجابات مستقيمة.
مارسي : سوء ا؟ ما هي القذارة التى تتكلم عنها، سوءاً؟
جيم كورينج: تصرفات سيئة وغير قانونية. هذا ما أعنيه. حسناً؟ سؤاً. هل كنت تتعاطى المخدرات اليوم؟
مارسي : كلا.
جيم كورينج: هل تتناولين أي نوع من العقاقير؟
مارسي : كلا.
جيم كورينج: هل كنت تحتسين الخمر اليوم ؟
مارسي : إنها العاشرة صباحاً.
… يسمع صوتاً مكتوماً صغيراً فيدير جيم رأسه
بسرعة وينظر فتتجمّد مارسي.
جيم كورينج: … ما هذا ؟
مارسي : لم أسمع شيئاً.
تقف مارسي.
جيم كورينج: كلا. كلا. أجلسي، يا مارسي، عودي إلى مكانك على الكنبة…
مارسي : لست مضطرة لفعل أي شيء.
يخرج كورينج القيود ويقيدها من رسخها إلى الكنبة، فيجنّ جنونها، فتصرخ وتولول كل الوقت :
مارسي : ما هذا؟ ما هذا؟ اللعنة هذا هراء. هراء. لا تضع هذه…
جيم كورينج: مارسي.. اهدئي. اهدئي ولا تفعلي هذا. أريدك أن تبقي..
تتابع هذا حتى ينتهي من تقييدها إلى الكنبة. يُخرج مسدسه من حزامه ويبدأ في التحرك في القاعة نحو غرفة النوم الخلفية..
مارسي : ما هذا الخراء، ماذا تفعل أيها المستهتر؟ أيها المستهتر الملعون. إلى أين أنت ذاهب؟ لا تذهب إلى داخل حجرتي الملعونة.
يتابع كورينج التحرك ببطء، مستلاً بندقيته، والكاميرا من خلفه ؛
جيم كورينج: هذه هي بطاقة قسم بوليس لوس أنجلوس. إذا كان هنالك أحـد في هذا المكان. فأريدك أن تخرج وأريدك أن تظهر نفسك لي ويـداك مرفوعتان في الهواء..
مارسي : لا يوجد أحد داخل المكان. أبق خارج غرفة نومي الملعونة.
يتحرك كورينج إلى داخل غرفة النوم الآن فيرى أن الخزانة مقفلة وقد تكون المكان الوحيد ليختبئ به إنسان ؛
جيم كورينج: هذه هي بطاقة قسم بوليس لوس أنجلوس، إذا كان أحد في الخزانة فأريدك أن تخرج وتظهر نفسك لي، ببطء رافعاً يديك إلى أعلى..
مارسي (في مواجهة الكاميرا): لا يوجد أحد هناك !
جيم كورينج: مارسي – اهدئي! والآن إذا كان أحد في الخزانة، فأخرج الآن..
مارسي (في مواجهة الكاميرا):لايوجد أحد في خزانتي الملعونة وأبق خارج غرفة نومي الملعونة.
جيم كورينج: .. لا تفعل هذا.. لقد أخرجت مسدسي وإذا ما اضطـررت لفتـح الخزانة سوف يصيبك الطلق- اخرج الآن.
يتحرك جيم نحو الخزانة، يفتحها بسرعة فائقة ويتراجع، مستعداً لشيء قد يقفز.. لا شيء.
مارسي : قلت لك أنه لا يوجد أحد هناك !
ينظر جيم إلى القاعة نحو مارسي التي جرت بجسدها المقعد الذي قيدت إليه.
جيم كورينج: مارسي – لا تجري هذا المقعد أكثر من ذلك !
من منظور جيم، تتحرك الكاميرا ببطء باتجاه الخزانة. يزيح بضع شراشف جانباً ويبحث في العمق ليرى:
رجل أبيض نحيل ميت (في الخمسينيات) ملفوف كالكرة على أرض الخزانة. إنه ميت ومغطى بالغسيل الوسخ. وفمه مسدود. يتوقف جيم قليلاً، يتألم قليلاً ويدير مسدسه نحو مارسي.
جيم كورينج: ما هذا يا مارسي بحق جهنم ؟
مارسي : هذا لا يخصني.
يحرك جيم مسدسه بإتجاه الجسد الميت.
قطع إلى:
67 داخلي – منزل إيرل – غرفة المعيشة- نهاراً
إيرل في السرير في حالة عدم وعي إلا لبرهة أو اثنتين بين فترة وأخرى. يجلس فيل بجانب السرير، بقربه أوراق وقهوة.
أيرل: … أنا لا أريد أن أفعل هذا.. أجلس هنا، أستطيع أن أرى الأشياء، كما تعلم… إنها هناك الشرموطه… مثلاً أنا أرى ذاك القلم… أراه، أعرف أنه هناك، أحاول الوصول إليه.. كلا..
يحرّك يديه وكأنه يقوم بالفعل، ولا يصل إلى القلم.
أيرل: .. كلا.. كلا الملعون.
(ثانية من الزمن)
عندى ابن، كما تعلم ؟
فيل : هل لديك فعلاً ؟
أيرل: .. آه…
فيل: أين هو ؟
أيرل: لا أعرف.. أعني، هو في مكان ما حولنا، انه هنا، في البلدة، كما تعلم، ولكن أنا لا أعرف.. انه إنسان قوي… جداً… هل لديك رفيقةً، يا فيل؟
فيل: كلا.
أيرل: حاول أن تجد رفيقة.
فيل: أنا أحاول.
أيرل: وكن جيداً معها… قاسمها الأشياء… كل ما هو حقيقي، كما تعلم… حاول
أن تجد واحدة وتمسك بكل ذلك… أين ليندا ؟
فيل: ذهبت إلى الخارج. قالت انها خرجت لتقوم ببعض المهام. وسوف تعود.
أيرل: انها فتاة طيّبة. هي مجنونة قليلاً ولكنها طيبة كما أعتقد. أنها ضعيفة العقل قليلاً.
فيل: إنها تحبك.
أيرل:… آه.. ممكن… نعم… انها فتاة طيبة….
فيل: متى خاطبت ابنك آخر مرّة ؟
أيرل: … أنا فعلت… أو … ربما عشرة … خمسة، اللعنة…. هذا شيء آخر يحصل..
فيل: … الذاكرة ؟
أيرل: خطوط الزمن، كما تعلم؟ أتذكر أشياء ولكنها ليست… صحيحة هناك.. كما
تعلم ؟
فيل: نعم.
أيرل: «نعم».. اللعنة هل تعرف ؟
فيل: لقد رأيتها من قبل.
أيرل: حمير آخرون مثلي.
فيل: ليس هنالك حمار مثلك.
أيرل: … إيها الشرموط.
فيل: لماذا لا تتفوه إلا بالكلمات البذيئة «شرموط» «خراء» أو «……» ؟
أيرل: أسدى لي خدمة شخصية..
فيل: أذهب وأنبك نفسي ؟
أيرل: أدركت ما أريد.
يصاب أيرل بصدمة فيبدأ بالأنين قليلاً. ألم حاد يصيبه فيضع يده على وجهه..
أيرل: … لا أستطيع تحمل هذا أكثر من ذلك…
فيل: سأحضرلك حبة أخرى من حبوب الألم. حبة مورفين أخرى..
أيرل: … أعطني هذا الهاتف الملعون…
فيل: بمن ستتّصل ؟
أيرل: أريد أن أرى هذا… أين هو، هل تعرف ؟
فيل: من ؟
أيرل: جاك.
فيل: هل جاك ابنك ؟
أيرل لا يجيب. بدأ يتوه قليلاً الآن.
فيل: تريد أن تطلبه على الهاتف ؟
نستطيع أن نطلبه، أستطيع أن أدير الهاتف إذا ما كنت تتذكر الرقم..
أيرل:… أنه ليس هو. ليس هو. انه ذلك الحمار الملعون.. فيل.. تعال.. جا..نبي..
ينحني فيل مقترباً أكثر من أيرل.
أيرل: هذا شيء ممل… شديد الخصوصية… وأمنيه رجل يحتضر وكـل هـذا الأمر، رجل عجوز على فراشه… اللعنة… يريد شيئاً واحداً :
فيل: لا بأس في ذلك.
يهلوس أيرل قليلاً، يصرخ قليلاً، يحاول أن يكوّن الجمل؛
أيرل:… إبحث تحت… فرانك. اسمه فرانك مكاي..
فيل: فرانك مكاي. ذاك ابنك ؟
أيرل: ذلك ليس أسمي… إبحث عن ليلي، أعطني ذلك، أعطني إياه..
يحاول أيرل الإمساك بشيء بالقرب من رأس فيل وهذا الشيء غير موجود. أنه يزداد هلوسة الآن، ويسقط نائماً وهو يتمتم ؛
أيرل: إذا ما أعطيتني هذا.. هناك عند… اللعنة.. لا أستطيع الإمساك بهذا أكثر من ذلك…
يعطي فيل شيئاً متخيّلا ويسقط نائماً. (ثانية من الزمن).. يبقى مع فيل برهة من الزمن وهو يدير رأسه وينظر حول المنزل قليلاً، ويعود فينظر نحو أيرل.
قطع إلى:
68 داخلي بوربانك هوليداي إن – قاعة الولائم- تلك اللحظة
يخطو فرانك إلى داخل لقطة مقرّبة وهو يحمل مكبراً للصوت، ويقول:
فرانك: احترموا الإحليل وروضو الفرج، إيها الصبيان. في مقابله، تلك اللحظة. تضحك وتلعب المجموعة المؤلفة من خمسين شابا والذين يحضرون دورة دراسية حول «الإغواء والتحطيم» والتي يقوم فرانك بتدريسها الآن.
يقف فرانك على منصّة مرتفعة قليلاً. ومن خلفه شعار ضخم لـ«الإغواء والتحطيم» يرمز إليه بقطة خائفة وثعلب ضخم بنتو كبير في فرو مكتوب عليه «لا توجد قطة لها تسع حيوات».
فرانك: وقطعاً سمعتموني بشكل صحيح. روضوها. استولوا عليها أولاً الرأس.. وباستخدام مهارتكم قولوا «لا. لن تتمكني من السيطرة عليّ. لن تسلبي روحي ولن تفوزي بهذه اللعبة.» لأنها لعبة، أيها الرفاق، تريدون أن تعتقدوا أنها ليست كذلك.. ارجعوا إلى باحة المدرسة ولتصابوا بنوبة غرام تجاه ماري جاين… احترموا الاحليل… أنتم تحملون هذه الفكرة: أنا المسؤول. أنا الذي سوف يقول نعم، كلا، الآن أو هنا. خراء، أيها الرجل. مؤسف ولكنه حقيقي. مؤسف ولكنه حقيقي. وأنت تريد أن تعرف ماذا ؟ لابد أنها الطريق.
كل ما هو حول النساء وكل ما هنالك حول هذا المنهج الذي نبحث فيه اليوم هو حول كم هو عالمي هذا الموضوع. أعني: كنت أتمنى أن أستطيع الجلوس هنا وأقول أنه ليس كذلك.. لأن الحقيقة؛ إذا ما كان لدى كل امرأة شيء جديد، شيء جديد فعلياً لم أره من قبل؟ فإلى الجحيم: سوف أصبح ثرياً! لأنني عندئذ سأضطر لملء مئات الكاسيتات الجديدة، ومئات الكتب الجديدة، ومئات المحاضرات (أكثر).
يتابع فرانك: ومئات شرائط الفيديو الجديدة فقط لا تعامل مع كل وجميع الحالات التى يمكن أن تخلقها امرأة – ولكن هذا ليس هو الحال. إنهن على نسق عالمى واحد- إنهن قطيع خراف. علينا أن ندرسهن ونراقبهن.. يملكن نماذج محددة علينا إيقافها، ومقاطعتها ومقاومتها. سوف أكون كمن يصنع حملاً مضحكاً ملعوناً فيما لو وجدتهن يتحدينك كما هن يردنك أن تظنهن يفعلن !
الحقيقة: انهن جميعاً كبعضهن البعض.
كل واحدة وجميعهن. وبمجرد أن تتعلم هذه الوسائل: فأنت محصن. لست مضطراً للعودة. هذا هو الأمر. بشكل ثابت. بووم. انجز. انتهى أمره. لماذا ؟ لأن النساء جميعهن على نفس المنوال. نقطة. نهاية الحوار. آسف. هذا صحيح. مؤسف ولكنه حقيقي. وعلى من يرغب في القول أن هذه الأساليب التي نتبعها «غير عادلة» ؟ نعم، أنها كذلك. مذنبون كما أتهموا. وهكذا هو العالم. انه مكان خشن، قاسٍ غير عادل، ولكنه لن يمنعني من الحصول على حصتي من فطيرة الشعر.. نقطة. آسف. نهاية المناقشة.
قطع إلى:
96 داخلي – هوليداي إن/ الردهة – تلك اللحظة
تنفتح الأبواب منزلقة في الردهة وتدخل امرأة شابة جوينوفيير(في الثلاثينيات)، تخلع نظارتها الشمسية وتنظر حولها.
هنالك حفنة من الملصقات والإشارات لحلقة «إغوي وحطّم» الدراسية مع فرانك ت. جـ. مكاي» إلخ. صديقي فرانك الحميمين: دوك (في العشرينات) وكابتن موفي (في الأربعينيات) يقتربان ؛
كابتن موفي: أنت جوينوفيير ؟
جوينوفيير: نعم.
كابتن موفي: أنا الكابتن موفي، أنا مساعد فرانك الشخصي.
هذا هو دوك…
دوك: مرحباً.
جوينوفيير: مرحباً.
كابتن موفي: تستطيع الدخول مباشرة من هنا. لقد بدأ منذ خمس وثلاثين دقيقة، وقد تدفقّ الموضوع بمجمله الآن..
قطع إلى:
70 داخلي – هوليداي إن/ غرفة الولائم- تلك اللحظة
يدخل كابتن موفي ودوك وجوينوفيير ويتجهوا نحو المقاعد، تتأرجح الكاميرا ٠٨١ درجة وتتحرك في المشي، بإتجاه خشبة المسرح بينما يتكلم فرانك..
فرانك: رقم واحد: أحضر أجندة. لا أستطيع أن أشدّد على هذا بما فيه الكفاية.
هذا بند بسيط جداً ايها الشباب. ان ثمنه ٩٩ سنتاً في الدكان على زاويـة منزلك: اذهب واشتر واحدة. اللعنة عليها، إذا تناولـت رزم أوراقـك، سوف ترى أنني كنت لطيفاً جداً إذ ضمنتها واحدة، لأن إنطلاقي هـو من هـذا النوع.. سوف تحتاج إلى هذه الأجندة وأعرف أنهـا تبـدو كشيء صغيـر، ولكن حيازتك لها تفعل كل الفرق في العالم:
إذا قابلت فتاة وكنت ستقوم بخطة أ – ٣ مقاطعة.. لنقل ثمانية أيام من فترة انتظار قبل الزيارة الثانية.. فكيف ستعرف متى ستنتهى هذه الثمانية الأيام؟ اشتر روزنامه. والخطوة التالية؟ علّم على الروزنامه. نعم، نعم، نعم. لماذا دفعت الثمانمائة دولار خاصتي؟ لأسمع فرانك يقول لي اشتر أجندة وقم بالتعليم عليها؟ التصق بي والتصق بالأجندة. علّم عليها.. استخدمها لتضع لك هدفاً.. إذا أردت أن تحوّل تلك «الصديقة» إلى شيء آخر.. عليك أن تقسـو على نفسك، ضع أهدافاً :
(ثانية) يخاطب المشاهدين :
أنت هناك: وماذا اسمك ؟
قطع إلى:
71 داخلي. منزل أيرل/ مكتب- تلك اللحظة
يقلّب فيل دفتر عناويـن صغير ويجـد رقمـاً.لقطة مقرّبة- يقرأ، فرانك «٨/509-9207» يأخذ الهاتف ويدير الرقم ؛
صوت نسائي: مرحباً ؟
فيل: مرحباً. هل فرانك هنا ؟
الصوت النسائي: أعتقد أن الرقم الذي لديك خاطئ.
فيل: أنا أبحث عن فرانك مكاي.
الصوت النسائي: كلا.
فيل: هل هذا 509- 9207
الصوت النسائى: نعم. الرقم الذي لديك خاطئ. ليس هنالك من يدعى فرانك هنا.
فيل: حسناً. شكراً.
الصوت النسائي: ياب. يضع فيل الهاتف في مكانه.
قطع إلى:
72 داخلي هوليداي إن/ غرفة الحفلات – تلك اللحظة
تسير الكاميرا مع جوينوفيير وهي تسير بهدوء نحو جانب الجموع باتجاه فريق مصوري الفيديو الذي جهّز وهو يسجّل حلقة فرانك الدراسية.
جوينوفيير: آسفة لتأخري ..
الكاميرامان: .. نحن جاهزون أعلى السلم.
جوينوفيير: شكراً.
تتحرك نحو أحد الصفوف وتأخذ مكاناً مجاوراً للكابتن موفي ودوك، وتتكلم همساً مرة ثانية ؛
دوك: لديك كل ما تحتاجين إليه ؟
جوينوفيير: أنا جاهزة، شكراً.
تتحرك الكاميرا بعيداً، حيث فرانك يبحثون أمام شاب من الحضور، يتجاذب معه الحوار، ويتكلم معه متعاطفاً؛
فرانك: دينينس ؟
الشاب: هذا صحيح..
فرانك: ولقد آلمتك أليس كذلك ؟
أعرف، أعرف. أعرف كيف يكون ذلك يا أخي ، ولكن دعني أقـول لك بصوت عالٍ وواضح ما الذي سنعلّمه لدانيس عندما تفعّل أجندتنـا لتعمل وتحقق أهدافاً:
يقفز فرانك إلى خشبة المسرح ثانية ؛
فرانك: يا دنيس الصغيرة، أقول لك هذا: أسجّل كلامي هذا وأكتبه ولقد حذّرتك:
«بنهاية شهر مايو، سوف تعلمين أنني لست شاذا». «وفي الرابع من شهـر يونيو سوف تقومين يا دنيس بلعق احليلي.» وعندما يأتي شهر أغسطس،
ثم تقومين بمصّ سجقي الكبير السمين.» لو وضعت أهدافاً لنفسي. ومـاذا بعد ذلك؟ لقد قلت «يكفي ما يكفي». لأنه لماذا ؟ سوف لن تكون رفيقتـك.
سوف لن تكون صديقتك. إنك تعتقد أنها ستكون هناك من أجلك في اللحظة التي تحتاج إلى شيء ما؟ فكّر مرة ثانية- هذه الشرموطة اللعينة دنيس!
«يهلّل الحضور»
ولكن: اسمعوني جيداً: هذا لا يعني أننا لا نحتاج إلى النساء كأصدقاء، لأننا سوف نتعلم بعد ذلك في الفصل 23 أنه إذا ما كان لدينا صديقتان من النساء يسترخين حولنا فأننا سنستفيد من وجودهن في وضع أفخاخ الغيرة. ولكن سوف نصل إلى هذا. أولاً (هذا في الصفحة ٨١ من الكتيب الأزرق افتحوه وتابعوا معي ما أقول.)
يفتح الشباب كتيبهم الصغير الأزرق ويتابعون ما يقوله.
فرانك: اختلق مشكلة… بسيطة ونظيفة، وإذا ما صممت جيداً فقد تكون فعالة في الحصول على تغطية. نتابع الأمر كما يلي :
حدّد موعداً مع من تدعوها «صديقة». لنقل أنه سيكون في ٧:٠٣. تكلمها على الهاتف..
قطع إلى:
٣٧. داخلي – شقة فتاة- ليلاً
تتحرك الكاميرا حول فتاة صغيرة (في العشرينات) على الهاتف.
الفتاة: يبدو لي هذا شيء مسلٍ، يا فرانك. أنا أحب الطعام البحري.
74 داخلي. شقة فرانك- ليلاً
فرانك على الهاتف.
فرانك: إذا سوف أراك بحدود الـ ٧:30 ؟
شيء عظيم، إذاً. مع السلامة يا سندي.
يضع الهاتف جانباً.
75 داخلي. منزل فتاة – ليلة أخرى
كاميرا (محمولة باليدين) تتبع الفتاة وهي تسير من المطبخ إلى الباب الأمامي، وهي تهزّ رأسها، وتنفتح وتنفث بحنق….
فرانك (صوت خارجي): تنتظر حتى الساعة التاسعة ثم تقرع جرس الباب.
تفتح الباب فترى فرانك وهو يصرخ بعصبية.
فرانك (صوت خارجي): فتفتحه، بحالة عصبية جهنمية، ولكنها تجدك وقد أخرجت عيناك من محاجرها…
ينظر فرانك نحوها ويقول:
فرانك:…. لا أستطيع أن أصدّق ما حصل…
يجلس فرانك والفتاة على المقعد معاً.
فرانك (صوت خارجي): تأخذ بشرح الأمور بين النهنهة والأخرى بأنك ضربت كلباً في طريقك إليها لتأخذها وكان عليك أن تسرع بأخذه إلى المستشفى ولكن في الوقت الذي وصلت به إلى هناك..
فرانك: .. وكان مخلبه ممتداً إلى الخارج… وكان قد فات الأوان. فات الأوان.
تتحرك من مكانها وتأخذه في الأحضان.
الفتاة: أوووه، س هـ هـ.. س هـ هـ.. فرانك…
قطع إلى:
76 داخلي. هوليداي إن/ غرفة الولائم – تلك اللحظة
يتشقف فرانك حماساً. ويتابع فرانك: أنا لا أصدق أنني أقول لكم هذا إيها الشباب، ولكن الجزء المخيف حقـاً هو: أن هذا يفعل فعله. أية فتاة تسمى نفسها صديقة لن تتركك وحيـداً في حالة مثل هذه.
التكنيك رقم ٢: تمثيل شجار. وهذا ليس لكمة أو شد أو صراخ أو بكاء أو طلب نجده… أنه ببساطة، طريقة مباشرة لزرع الفوضى في عقل فتاة. تذكر وأننا نستخدم طريقة التثبيت «تر» مع هؤلاء النساء. وإليكم كيف:
قطع إلى:
٧٧. داخلي – منزل فتاة- ليلاً
تأخذ الفتاة هاتفها وتضغط بضعة أرقام…
فرانك (صوت خارجي): في أحد الأيام سوف تطلبك على الهاتف…
قطع إلى:
78 داخلي – منزل فرانك- ليلاً
يلتقط فرانك الهاتف.
فرانك: مرحباً ؟
الفتاة: هاي، فرانك. أنا سندي. هل لديك الرغبة في تناول لقمة وحضور فيلم ؟
فرانك (صوت خارجي) تقول بشكل مباشر جداً:
فرانك: «لا أعتقد أن لدي ما أقوله لك، يا سندي.»
يضع فرانك الهاتف مكانه.
79 داخلي – منزل فتاة – تلك اللحظة
تدرك الفتاة لهجة الكلام. تبدو مضطربة كليّاً ومجروحة.
قطع إلى:
80 داخلي – هوليداي إن/ غرفة الولائم- عودة إلى المشهد
فرانك يخاطب المجموعة:
فرانك: دعها تحتار حول ما هو الخطأ الذي فعلته.
تتحرك الكاميرا ببطء نحو الداخل. تتبدل لهجة فرانك قليلاً، وتصبح أكثر سواداً :
فرانك: هذه هي الطريقة… لأنهن سوف يتساءلن دائماً « ما الخطأ الذي فعلته؟»
«ما الشيء المختلف الذي كان من الممكن أن أفعله؟» «كيف يجب أن أتصرّف لأستعيد ما فقدت؟» وإذا كن يفكرن بهذه الطريقة … عندئذٍ هن يطلبـن منك أن تجرحهن وهذا ما يجب أن تفعله. هذا مـا يجـب أن تفعلـه وهـو أن تقاصصهن العديد والعديد من المرّات.
81 داخلي. مركز سيدار سيناي الطبي- القاعة- نهاراً
تندفع الكاميرا إلى الداخل أثناء سير ليندا باتجاهنا، من نفس القاعة التي مشاها جيمي جايتور قبل ذلك، تتجه نحو أحد المكاتب..
قطع إلى:
82 داخلي مكتب الطبيب/ منطقة الاستقبال- بعد برهة من الزمن
الكاميرا تندفع إلى الداخل نحو ليندا وهي تدخل، وتتوقف عند أحد موظفي الاستقبال الذي ينظر إلى أعلى:
موظف الاستقبال: السيدة بارتريدج..
ليندا: أنا هنا وأريد أن أراه.
83 داخلي – مكتب الطبيب- بعد برهة من الزمن
لقطات سريعة توصلهم إلى الغرفة: دكتور لاندون (في الأربعينيات) يجلس مواجه ليندا، وهي في حالة نصف هيستيرية، تخطو ؛
ليندا: .. أنه في حالة نزاع ، انه يواجه الموت ونحن نجلس هنا وليس هنالك أي شيء ملعون… يا إلهي، كيف يمكنك أن تطلب منى الهدوء ؟
دكتور لاندون: أستطيع أن أساعدك لتخرجي من هذه المحنة بأفضل ما أعـرف ولكن هنالك أشياء يجب أن تكوني قوية تجاهها وتعتني بها، والآن باستطاعتنا مراجعتها، ولكن أنا بحاجة إلى إصغاء من قبلك، حسناً؟
ليندا: أنا فقط، أنا فقط.. أنا فقط.. أنا في حالة لعينه، أعرف أنه سيغادرنا ولكني لا أعرف كيف.. فقط أخبرني أموراً عملية.. ماذا سأفعل بجسـده ؟ مـاذا يحصل عندما يموت؟ تلك اللحظة التالية: ما هي؟ ماذا أفعل ؟ ثـم مـاذا ؟
دكتور لاندون: حسناً هذا ما ستتولى أمره التكيّه من أجـلك. سـوف يرسلـون
ممرضة، أحد الناس الذين بإمكانهم تولي أمر كل ذلك من أجلك..
ليندا: عنده فيل حالياً.
دكتور لاندون: إن فيل هو أحد الممرضين الذين في الخدمة ؟
ليندا: نعم.
دكتور لاندون: إذا كنت راضية عن وجود فيل ليعتنى به ويساعدك فهـذا شيء حسن، ولكن عليك الأتصال بالتكيّه لتقوم بالترتيبات اللازمـة من أجل الجثة..
ليندا:.. أنت لا تفهم: الألم زاد عن ذي قبل وحبوب المورفين اللعينة لا تعمـل، أنه.. منذ يومين وهو لا يستطيع ابتلاعها حقيقة ولا أدري إن كانـت تنزل إلى أسفل.. لم أعد أستطيع رؤية داخل فمه.. أنا صاحية طوال الليل أحدّق به ولا أعتقد أن الحبوب تنزل وهو يئن ويتألم..
دكتور لاندون: نستطيع أن نعالج هذه المسألة، لأنني أستطيع أن أعطيـك.. هل تسمعينني ؟
ليندا: أنا أسمعك أنا أفضل من ذي قبل.
دكتور لاندون: هل تريدي أن تجلسي؟
ليندا: أنا أحتاج لأن أجلس.
دكتور لاندون: حسناً. ليندا: أيرل لن ينجو من المرض. أنه في حالة نزاع . إنه كذلك. إنه يموت سريعاً جداً جداً جداً.
تتهاوى أكثر من ذي قبل.
دكتور لاندون: هذه الأشياء هنا، الآن تخفّف من ألم التجربة وتسهّلها قدر الإمكان.
هل تفهمين ذلك؟ الآن أنت بحاجة إلى الإتصال بخدمات التكيّه لأنهم بإمكانهم الاهتمام بكل هذه الأشياء العمليّة التي تسألينني عنها.. إنهم هم الذين ستتصلين بهم عندما يموت.
يكتب رقماً على بطاقة رجل الأعمال الخاصة به، ويسلمها لها وهو يتبادل معها الحديث.
دكتور لاندون: هذا هو رقم الدكيّه. حسناً. الآن. وحتى يذهب مفعـول حبـوب المورفين، هنالك شيء آخر يمكن التفكير بإستخدامه ليزيل الألـم الذي يعاني منه ، هنالك سائل مورفين قوي جداً وفعـال… إنهـا زجاجة صغيرة، ولها عين للتنقيط ومن السهل إدخالها في فمـه وتنقيطها على لسانه وهي حتماً ستخفف الألم الذي يعانـي منـه.
ولكن عليك أن تدركي إنه بمجرد أن تعطيها له ، في الحقيقة ليس هنالك عوده، أعني، هي ستزيل ألمه حتماً ولكنه سيطفو بين الوعي واللاوعي، اسوأ بكثير مما هو عليه الآن، يا ليندا. أعنـى ، أيـة ملمح من ملامح أيرل التى نعرفها سوف تزول تقريباً..
ليندا: أنا .. كيف أقول أي شيء حول هذا الموضوع الملعـون .. لا أدري ماذا أقول حول هذا..
دكتور لاندون: مهمتنا هنا هي أن نبقيه مرتاحاً قدر الإمكان.. والآن.. فمهتنا هي أن نحاول تخفيف ألمه ما أمكن. صحيح؟ هل تفهمين؟
تندفع الكاميرا نحو لقطة مقرّبة جداً على يدى دكتور لاندون وهو يكتب الوصفة الطبيّة للمورفين السائل… ويناولها إلى ليندا…
قطع إلى:
84 داخلي. سيارة جيمي الجكوار – متوقفة- نهاراً
لقطة مقرّبة لجيمى جالساً خلف المقود. يتردد لبرهة من الزمن، ويخرج من السيارة.
85 خارجي. شقة كلوديا/ بئر السلم – بعد برهة من الزمن
تنظر الكاميرا بلقطة نحو أسفل السلّم. يدخل جيمي، يمشى إلى أعلى نحو الطابق الثاني، يقف قليلاً، ثم يقرع الباب.
قطع إلى:
86 داخلي غرفة نوم كلوديا – تلك اللحظة
تتحرك الكاميرا لترى السرير. كلوديا نائمة. الشاب الذي في منتصف العمر يرقد جنبها بملابسه الداخلية. يسمع الباب، يستيقظ.
قطع إلى:
87 خارجي. داخل شقة كلوديا – تلك اللحظة
يقرع جيمي مرة ثانية…. بعد نقرة… يفتح الشاب الذي في مقتبل العمر الباب. يقف بملابسه الداخلية.
الشاب في منتصف العمر: مرحباً ؟
جيمي: مرحباً. هل كلوديا هنا؟
الشاب في منتصف العمر: إنها نائمة.
(ثانية من الزمن)
جيمي: هل أنت رفيقها؟
الشاب في منتصف العمر: أنت جيمي جايتور، أليس كذلك؟
جيمي: نعم. ما أسمك ؟
الشاب في منتصف العمر: أنا بوب.
جيمي: أنت رفيقها ؟
الشاب في منتصف العمر: كلا، أنا مجرد صديق. ماذا تفعل هنا، أعني… هل تعرف كلوديا ؟
جيمي: أنا والدها.
يظهر التشوّش على الشاب الذي في منتصف العمر.
جيمي: هل يمكنني الدخول.
الشاب في منتصف العمر: نعم. أنها نائمة الآن، أعني..
يخطو جيمي نحو الداخل، وينظر حول المكان، يرى الكوكايين وبعض الأواني والحبوب قابعة على طاولة القهوة.
الشاب في منتصف العمر: تريدني أن أوقظها؟
جيمي: سأذهب.. هل هي…. في الخلف هنا؟
يشير الشاب في منتصف العمر إلى جيمي باتجاه غرفة النوم الخلفية.
٨٨. داخلي. غرفة نوم كلوديا – تلك اللحظة
كلوديا نائمة. يدخل جيمي ويقف بالقرب من حافة السرير. بعد لحظة، تفتح كلوديا عيناها تنظر فترى جيمي.
كلوديا: …. اللعنة، ما هذا… ؟
جيمي: هذا أنا. يا كلوديا. هذا أنا.
ترفع نفسها قليلاً، وتغطي جسدها، وتنظر أبعد منه فترى الرجل في متوسط العمر يجلس بملابسه الداخلية في غرفة الجلوس، يراقبهما. تعود وتنظر إلى جيمي:
كلوديا: ماذا تريد؟ لم أنت هنا ؟
جيمي: أود مخاطبتك. صديقك أدخلني، ولقد قرعت الباب…
كلوديا: أنه ليس صديقي.
يتردد جيمي قليلاً، ثم :
كلوديا: تريد أن تدعوني بالفاسقة الآن، شيء من هذا؟
جيمي: كلا ، كلا.
تبدأ في الإنتقال إلى حالة دموع، عصبية ؛
كلوديا: اللعنة، ماذا تريد ؟
جيمي: أريد أن أجلس. أريد أن أخاطبك.
كلوديا: لا تجلس.
جيمي:… أريد ذلك … أريد أشياء عديدة ، يا كلوديا . ربما بإمكاننا أن نتكلـم فنسوّي أمورنا… هنالك أشياء عديدة أود أن أخبرك إياها..
كلوديا: لا أريد أن أكلمك.
جيمي: من فضلك. ليس من الضروري أن يكون الآن. بإستطاعتنا ربما أن نحدّد موعداً لنجلس، لم أكن أقصد الدخول إليك هكذا..
كلوديا: لماذا أنت هنا ؟ لماذا تفعل ذلك ؟ تدخل إلى هنا.. وتريـد أن تدعوني بالفاسقة؟
جيمي: لا أريدك أن تعتقدي أنني أنظر إليك بهذا المنظار.. لا أريـد أن أدعوك فاسقة أو أي شيء..
كلوديا: نعم، نعم هذا صحيح.. ماذا تفعل إذاً؟ اللعنة ماذا تفعل إذا في بيتي ؟
جيمي: لا تصرخي يا عزيزتي. أرجوك لا تجنّي.
كلوديا: أنا لست مجنونة. إياك أن تقول لي أني مجنونة.
جيمي: أنا لا أقول هذا. أنا آسف..
كلوديا: أنا لست مجنونة. أنت ذلك الشخص. أنت الشخص المخطئ . أنت هو..
جيمي: عندي شيء، شديد السوء.. أنا مريض، يا كلوديا. أنا مريض.
كلوديا: أخرج من هنا. أخرج من بيتي، عليك اللعنة…
جيمي: الآن توقفي واسمعيني الآن. أنا في حالة نزاع ، لقـد مرضـت.. والآن سقطت… وأنا لن.. لا تفعلي..
كلوديا: أخرج عليك اللعنة.
جيمي: أنا أنازع، يا كلوديا. أنا مصاب بالسرطان. أنا مصاب بالسرطـان وأنا سأموت قريباً إنه منتشر في عظامي. وأنا…
كلوديا: اللعنة. اللعنة . أخرج من هنا.
جيمي: أنا لا أكذب عليك، أنا لا أفعل..
كلوديا: اللعنة. أخرج ملعونا من هنا.
جيمي: يا طفلتي. أرجوك، أرجوك..
كلوديا: أنا لست طفلتك، أنا لست فتاتك. أنا لست ابنتك الملعونة..
تتحرك إلى أعلى في السرير، وتكشف قليلاً عن صدرها، تحاول أن تغطي نفسها..
جيمي: أرجوك ألبسي ثيابك، أرجوك..
كلوديا: فلتحترق في جهنم. فلتحترق في جهنم وأنت تستاهل ذلك.. أخرج اللعنة عليك.
جيمي: يا حلوتي.
كلوديا: أخرج.
لحظة. يقف دقيقة من الزمن.
جيمي: تريد والدتك أن تسمع أخبارك..
كلوديا: أخرج من هنا اللعنة عليك.
يخرج من غرفة النوم ماراً بالشاب المتوسط العمر الذي يجلس على الأريكة
جيمي: أنا آسف.
الشاب المتوسط العمر: لا بأس عليك.
يخرج جيمي. ترتجف كلوديا وتبكي ممسكة بنفسها في أغطية السرير.
يتجرع الشاب المتوسط العمر الكوكاكولا دفعة واحدة، وينظر إليها.
كلوديا: هل يمكنك أخذ خراءك والرحيل، من فضلك ؟
قطع إلى:
89 داخلي. الكترونيات سولومون وسولومون – نهاراً
تندفع الكاميرا إلى الداخل بينما يركض دوني سميث إلى الباب وهو يفرش شعره إلى الخلف، إلخ. هذا مكان نموذجي لالكترونيات «الشباب الطيبين» يركض نحو الخلف.
زاوية، باب الغرفة الخلفية.
تندفع الكاميرا بسرعة وتنزل رأسياً بينما يبحث دوني عن حزامه وحمّالة مفاتيحه (واحدة من النوع الموصول بوتر إلى الحزام). يدخل المفتاح.
قطع إلى:
90 داخلي. ممر خلفي للردهة. سولمون وسولمون. تلك اللحظة
يدخل دوني، ويمشي بسرعة عبر القاعة نحو باب آخر. وقبل أن يصل إليه مباشرة يظهر آفي سولومون (في الثلاثينيات) عند نهاية القاعة.
آفي: دون.
يتوقف دوني، وينظر. يشير له آفي بأصبعه أن يلحق به.
دون: مرحباً، آفي، سآتي إلى هناك فوراً.
يعود آفي من الغرفة التى جاء منها. يدير دوني المفتاح والرمز المشفر على هذا الباب.
قطع إلى:
91 داخلي. غرفة الملابس – استراحة الموظفين- بعد بضع دقائق
يلبس دوني سترة سولمون وسولمون للألكترونيات وعليها شعار الإسم. يفرش نفسه قليلاً فيتعرّق. (ملاحظة: على ظهره)
دوني: سيكون هذا مقبولاً. هذا. هذا.
قطع إلى:
92 داخلي – مكتب سولمون- بعد بضع دقائق
يجلس دوني مواجهاً لمكتب مالك مخزن سالمون وسالمون (الأربعينى) ويقف آفي، شقيقه بالقرب منه.
دوني:… من فضلك…
سولمون: لا تفعل ذلك يا دوني. لا تفعل ذلك. يغضب دوني قليلاً ، وهو على وشك البكاء.
دوني: هذا مقلب بحقي، يا سلمون. أنا لا أستحق هذا.
سلمون: لا تأخذ الأمر بشدّه، يا دوني. فالموضوع واضح، إنه مفهوم جداً . أنت لا تقوم بالمهمة، المهمة التى أوكلتها إليك، مهمة كلفتك بهـا. مـرة بعـد الأخرى وأنا آسف.. ولكننى لن أقول أنني آسف أكثر من ذلك.
دوني: سلمون: أنا في وسط معمعة كبيرة. حياتي تمر بأزمة وهذه تضيـف إلى ذلك.. إذا ما فعلت هذا وإذا ما فصلتني : أصاب بالضربـة القاضيـة. لا أستطيع فعلاً تفسير الأمر أكثر من ذلك، ولكن من فضلك، من فضلك، لقد عملت هنا لمدة أربع سنوات، أعطيتك أربع سنوات وأنا، أنا، ماذا أعني؟ أنا آسف لتأخري. تعرّضت لحادث سيارة. دخلت في سيارة خاصة بمحل «١١-٧»عرضياً. لم يكن خطئي.
آفي: خطأ من كان ذلك، يا دون ؟
سلمون: آفي، من فضلك ، أوقف الموضوع لبضع ثواني. دون ، كـم تريدني أن أظهر لك، أظهر لك ما الذي فعلته من أجلك خلال أربع سنوات. وما الذي فعلته أنت بالمقابل؟ هل تريدني أن أفعل ذلك؟ بإمكاني أن أفعل. القروض التى قدمتها، كمية مبيعاتك، كم تأخرت، مرة بعد الأخرى ، فاقداً مفاتيـح مخازن كوفينا..
دوني: أنا لا أملك أي مال، يا سلمون. إذا فصلتني..
سلمون: .. سأعطيك مالاً، سأعطيك شيكاً مدفوعاً. مبيعاتك نضبت، يا دون. أنا أعطي ، وأعطي. عندما أجدك عندما أقابلك ، ماذا؟ أضعك على لوحـة المدفوعات ، أضعك في المخزن ، بائعي، ممثلى اللعين لسلمون وسلمون للالكترونيات، صبي المباريات دوني سميث من برنامج المباريات..
دوني: أعرتك اسمي، شهرتي. بالضبط..
سلمون: اللعنة ، أنا أدفع لك ، دفعت لك . أعطيك فرصة ملعونة وفرصـة تلـو الأخرى، وأنت تتخلّى عني. أئتمنك على الكثير. مفاتيح مخزني ، أرقام أقفالي السرّية، حياة ودماء أعمالي وترد ذلك بسحق سيارة خاصة بمحل «١١-٧ « متأخراً، دائماً متأخراً، قروض.. أقرضتك مالاً من أجل مطبخك الذي لم تقوم له قائمة..
دوني: دفعت لك مقابل ذلك.
سلمون: سنتان! بعد سنتين ومن شيك مدفوعاتك لم أطلب منك فائدة..
دوني: سلمون، من فضلك، من فضلك. ستكون ضربة قاضية لي لو فعلـت هذا هنا. هذا أسوأ توقيت. أسوأ توقيت قد يخطر في بالي. أنا بحاجة لأستمر في العمل. عليّ ديون كثيرة، أشياء كثيرة عليّ، وعليّ، وعليّ، وعليّ.. عليّ
أن أجرى جراحة.. جراحة فم جاء موعدها..
آفي: أية جراحة ؟
دوني: جراحة فم. جراحة تقويم أسنان.
سلمون: ما هي ؟
دوني: جسور تقويم.
سلمون: جسور تقويم ؟
دوني: نعم.
سلمون: أنت لست بحاجة لجسور تقويم.
دوني: أنا بحاجة لها.
سلمون: أسنانك لا بأس بها.
آفي: أسنانك مستقيمة.
دوني: أحتاج إلى جراحة فم تجميلية. أحتاج إلى جسر تقويم.
آفي: دون، لقد أصابك البرق عندما كنا في تاهو، وكنت في اجازة، لا أعتقد أن جسر التقويم فكرة حسنة..
دوني: لا أصدق أنك ستفعل هذا بي، الحالة التي أنا بها، لا أفعل..
آفي: هل تعلم؟ أصابتك بالبرق لا تؤثر على حاجتك إلى جسر تقويم، فهمت؟ والآن يا سلمون، دعني أسألك مرة واحدة: من فضلك. من فضلك. لاتفعل هذا.
آفي: كيف ستدفع لجسر التقويم، يا دوني ؟
دوني: لا أدري.
سلمون: وكم ثمن جسر التقويم ؟
دوني: أنه… لا يهم…
آفي: أنه حوالي خمسة آلاف دولار، لقد رأيته، أعرف..
سلمون: أنت تزدريني ، يا دون. هذا شيء لا يصدق .. منتهى الغباء ، ستدفـع خمسة آلاف دولار لتحصل على جسور تقويم لست بحاجة إليها..
دوني: لقد كنت عاملاً جيداً…
سلمون: لا تفعل هذا، يا دون.
آفي: لا حاجة لجسور التقويم، يا دوني.
سلمون: من أين ستحصل على المال لذلك؟
دوني: لا أعرف.
سلمون: كنت ستطلب منى، أليس كذلك ؟
دوني: لقد كنت عاملاً جيداً، يا سلمون. عاملاً قوياً ومخلصاً..
آفي: لا حاجة بك إلى جسور التقويم، يا دوني.
دوني: هذا ليس من شأنك. لقد كنت عاملاً جيداً، جيداً ومخلصاً لك، أيها الحقير.
آفي: هاي لتذهب إلى الجحيم يا دون وسترى من الآن.
سلمون: أعطني مفاتيحك، يا دون.
دوني: أرجوك لا تفعل هذا !
سلمون: أعطنى مفاتيحك اللعينة.
(ثانية من الزمن). يحاول دوني تهدئه نفسه ، ويمسك بدموعه ويقـف يناضل مع سلسلـة مفاتيحه وأخيراً وبعد بضع دقائق، يسلمه ستة أو سبعة منها.
لقطة مقرّبة تتضمّن المفاتيح موضوعة على المكتب.
قطع إلى:
93 داخلي.. مجمّع شقق/ شمال هوليوود – تلك اللحظة
الكاميرا معلقة داخل غرفة النوم. لقطات سريعة تغطّى المخبرين والمحققّين والمحققين المحليين.
94 في غرفة المعيشة
تندفع الكاميرا فتمر بالمخبرين والضباط الذين يتبادلوا المعلومات… تتحرك الكاميرا نحو جيم كورينج، يقف بعيداً قليلاً، لا يفيد التحقيق في شيء كما يفعل الآخرون، ولكنه يصغي بانتباه لكل ما يقال:
الضابط: حدّدت هويته. انه بورتر باركر، سنه 59. ومن الأفضل تعريفه بالرجل الميت في الخزانة. هكذا يقول رجل النيابة، هذا زوجها..
المخبر ٢: .. انه لا يسكن هنا ، ولكنه يأتي أحياناً فترتفع الشتائـم ، والصراخ
والعويل شيء من هذا القبيل- –
الضابط: من الواضح أن هنالك ابن وولد.
المحقق ١: أبنها؟
المحقق:… لم يكن ممكناً العثور عليهم.
المرأة كورونر: .. لديها ستمائة دولار وصندوق كبير من أكياس منـع الحمـل بالقرب من السرير..
الضابط ١: وثلاثة خواتم زواج.
المحقق ١: حسناً.
السيدة كورونر:.. رجال يدخلون ويخرجون ويتحركون حول المكان طوال اليوم،
هذا ما يقوله رجل النيابة..
الضابط: رجل النيابة يقول أن الابن ورجل الخزانة دائماً يأتون إلى هنا..
المرأة كورونر: هذا صحيح.
المحقق ١: وماذا تقول هي ؟
الضابط: لا شيء بتاتاً.
تتوقّف الكاميرا في لقطة مقرّبة على جيم كورينج.
95 إنجل، باحة الساحة- تلك اللحظة
مجموعة أخرى من المحققين/ الضباط/ محققين يقفون فوق مارسي، التى تجلس مقيدة الأيدى. وعلى وجهها أفضل تعبير «لن أقول شيئا». مرة ثانية تؤخذ لهم لقطة عامة.
الضابط ٢: لماذا قتلته يا مارسي؟
المحقق ٣: هل قتلته ؟
الضابط ٢: هل آذاك، هل فعل شيئاً؟
المحقق ٤: كم بقي له في ذلك المكان؟
المحقق٣: أنت تأذين نفسك يا مارسي.
الضابط ٣: لديك جثة زوجك الميت في خزانة شقتك، يا مارسي.
الضابط ٢: هذا ليس شيئاً جيداً.
المحقق ٣: لقد ضربته ممنفضة السجاير، لقد خنقته..
المحقق ٤:.. قولي لنا انه سقط فأصاب رأسه، ولكن قولي لنا شيء، يا مارسي.
الضابط ٢: لماذا قتلته ؟
يتحرك المحقق الرئيسي من مكانه السابق إلى داخل الكادر قائلاً:
المحقق١:.. مارسي: أين ببنك؟ مارسي؟ مارسي؟ مارسي ، قولي لنا أين ابنك
الآن. مارسي قولي لنا أين ابنك.
تتحرك الكاميرا بلقطة مقربة لمارسي.
مارسي: أريد أن أتكلم مع محامي الملعون.
96 إنجل، شارع خارج مجمع الشقق – بعد ذلك
تقفل التحقيقات الآن وتتحرك الكاميرا مع جيم كورينج وهو يتجّه نحو سيارة الشرطة الخاصة به ويتكلم بجهاز التوكي ووكي.
صوت الجهاز: ..4277 توجونجا.
جيم كورينج: ٤-10 .
يخرج من مجموعة الجوار الذين يراقبون الحدث ولد صغير أسود يبدأ في السير إلى جانب جيم كورينج وهما يبتعدان عن المكان.. هذا هـو ديكسـون ، سنه (عشر سنوات). حجمه صغير نسبة إلى سنه وهو يحمل أحد الصناديق المملوءة بقوالب الحلوى التى يحاول بيعها. يسيران/ ويتكلمان.
ديكسون: كم ستدفع لي لقاء مساعدتي ؟
جيم كورينج: أعتقد أن الموضوع أكثر تعقيداً من هذا ايها الرجل الصغير.
ديكسون: ضعني على قائمة من ستدفع لهم، ستكتشف، ستكتشف ما في الأمر..
جيم كورينج: لا يكفي أن توقّع حتى تصبح ضابط بوليس .. هـذا يتطلب ثلاث سنوات من التدريب.. مفهوم؟
ديكسون: أنا مدرّب، وجاهز للذهاب، هل ترغب في شراء بعض الحلوى لمساعدة شاب فقير في..
جيم كورينج: آسف، ايها الرجل الصغير.
ديكسون:أتريد أن تأخذ أقوالي، سوف أمثّل لك، ولكن يجب أن تدفع لي، تدفع لي.
جيم كورينج: بحق الجحيم لماذا لست في المدرسة ؟
ديكسون: لا مدرسة اليوم. مدرسي مريض.
جيم كورينج: أليس هنالك مدرّس بديل في المدرسة التى تذهب إليها؟
ديكسون: كلا. إذاً ماذا وجدوا هنالك في الداخل؟
جيم كورينج: تلك معلومات سرّية، ايها الرجل الصغير.
ديكسون: أخبرني ما تعرفه، أخبرك أنا ما أعرفه..
جيم كورينج: كلا لا أستطيع ذلك.
ديكسون:أترك الموضوع للمحققين، فلن يستطيع حل أي شيء، أستطيع مساعدتك،
أضع بين يديك خطّة، أعطيك ما أعرفه هدية.. فكّر سريعاً.. هل تريد
معرفة من قتل ذلك الرجل؟
يقف جيم كورينج عند سيارة الشرطة خاصته يستدير نحو ديكسون؛
جيم كورينج: حسناً. إسمع. أنت: تعال.
ديكسون: كلا.
جيم كورينج: تريد إهانة ضابط القانون؟
ديكسون: أستطيع مساعدتك في حل القضية، أستطيع أن أقول لك من فعل هذا.
جيم كورينج: هل أنت مهرّج؟ هاه؟ تروى فكاهات؟
ديكسون: أنا كالمطرقة.
جيم كورينج: أوه، أنت مطرقة، هاه؟ هل لديك سجل بذلك؟
ديكسون: ليس بعد.. «أعطيك مكنونات صدري لو أظهرت لي شيئاً من الثقة..»
جيم كورينج: هل زرت في حياتك قاعة جوفينيل؟
ديكسون: أنا لا أمزح معك..
جيم كورينج: هاي. راقب فمك. راقبه.
ديكسون: تعال ايها الرجل، راقبني فقط، راقب وأسمع..
جيم كورينج: أذهب. أسرع. دعنا نذهب.
يضع ديكسون صندوق الحلوى جانباً ويبدأ في الرقص حول المكان. يقف جيم كورينج بجانب سيارة الشرطة الخاصة به.
ديكسون: (يجيب بمقطع يعتمد الإيقاع وصف الكلام)
الحضور- ولدى موهبة مضاعفة، في تدفق الكلام ومع ذلك فأنت لاتسمعني.
فكر بسرعة والتقط كلامي، لأنني أرمي ما أعرفه برنين موسيقى – إليـك أيها الشيطان الحمار فأنت تحسب نفسك من خلف الرف إيها المغفل المنفاخ الملظلظ الجسد،البوليس النافخ البوق، البخيل، ممارس العادة السرية، الجزار، أنت حمار مزيف بخيل.
جيم كورينج: راقب فمك، يا ولد، لست بحاجة لسماع كلمة كهذه.
ديكسون:.. أخذت أنمو وعلى كتفي رقاقة الخشب هذه. أنت تعتقد أن لك قبضة لأن على وركك حزام مسدس؟ أنت لا تقول ما تعرف، إذا فلتترك وظيفتك، وأقفل فمك، وحاول أن تسمع وتتعلّم.
جيم كورينج: حسناً، حسناً ، أنهي الموضوع ، إهـدأ. يكفينـا مـا سمعنـا من فمك وألفاظك.
ديكسون: أنا أنتهيت تقريباً.
جيم كورينج: أنهى الموضوع دون ألفاظك.
ديكسون: فتّش عن الأنا- وتخلّى عنها- أنا المستفيد والمعلم. سوف أعلّمـك عن الدودة، التي أستدارت فيما بعد لتصيب بالأذى رقبة مضطهديها المزمنين وهي تركض بعيداً عن الشيطان، ولكن الدين دائماً نكسبه وإذا مـا كان يستحق الأذى فهو يستحق جلب الألم إلى الداخل. عندما لا تعمل الشمس المشرقة يُحضر الرب الطيب المطر.
يمسك بكورينج.
ديكسون: والآن هذا الخراء يساعدك على حل القضية.
جيم كورينج: مهما عني ذلك فأنا متأكد أنه مفيد حقاً مثل المغنى « آيس تي».
يدخل كورينج خلف المقود، يصيح ديكسون ؛
ديكسون: هل كنت تنصت إليّ ؟
جيم كورينج: كنت أصغى..
ديكسون:.. قلت لك عن الذي فعلها وأنت لا تستمع إليّ.
جيم كورينج:.. وقد انتهيت من اللعب.
يغلق كورينج بابه وينطلق بعيداً…
قطع إلى:
تنطلق الموسيقى فتبني القطعة الثانية عبر المشهد؛
97 داخلي. مكتبة مدرسة- نهارا المشهد السينمائي حـ
تندفع الكاميرا ببطء على ستانلي وهو يجلس أمام مكتب.. أكوام من الكتب منتشرة أمامه…
زاوية من فوق رأسه، تنظر مباشرة إلى أسفل نحو:
جميع الكتب موجودة أمامه، ونرى لمحات منها: «كيف تنجح الأشياء»، «دراسات جدلية»، «كتاب جينيس لسجلاّت العالم»، «التاريخ الطبيعي للعبثية»، «الطقس»، «الخنازير المتعلمة…» ، ندخل، لقطة مقرّبة، صور من الكتاب حول الطقس. تقوم الكاميرا بمسح وإحلال وتحرّك حول صورٍ متنوعةٍ لبارومترات قديمة وهيجرومترات من القرن السابع عشر. نرى شرائح كوميدية فرنسية من القرن السادس عشر ممثلة الطقس بشخصيات كرتونية. أرسط طاليس يشير إلى السماء. مسح الكلمات القائلة، «… محاولاتنا لفهم الطقس والتنبؤ به تعود إلى العصر الحجري..» لقطة مقرّبة- وجه ستانلي وهو يقرأ. تقترب الكاميرا إلى الداخل بلقطة زووم.
لقطة مقرّبة – جرس المدرسة يقرع.
لقطة مقرّبة – يمسك بكتبه.
98 خارجي – مدرسة- منطقة الباصات- بعد قليل
تتبع الكاميرا الثابتة خطوات ستانلي وهو يتجه محّملاً بكل حقائب كتفه نحو ريك الذي ينتظره في السيارة..
ريك: أسرع، يا رجل.
ستانلي: أنت الذي تأخر وليس أنا.
ريك: كان بامكانك أن تكون في المقدّمة..
ستانلي:.. لم أرك من الشباك.
يساعده ريك في وضع حقائبه داخل السيارة تبقى الكاميرا ثابتة وهي تتبع وجه ستانلي…. يجلس داخل السيارة… نسمع ريك وهو يدخل إلى مقعد السائق ويدير المحرّك… نقاط صغيرة من المطر تبدأ في الهطول على الزجاج الأمامي….
ريك (يواجه الكاميرا أنت جاهز لمتابعة الفوز؟
ستانلي: طبعاً.
يخرج ستانلي بعيداً، خارج الإطار.
قطع إلى:
٩٩. خارجي – السماء- نهاراً.
تنظر الكاميرا مباشرة إلى أعلى. يبدأ المطر الحقيقي في الهطول مباشرة نحو الكاميرا… لقطة زووم بطيئة إلى الداخل… انتظر حتى تصبح مجرد غسلة ماء.
بطاقة عنوان تقرأ الحرارة/ قراءة الترسّب/ إتجاه الريح
حالة الطقس/ الرطوبة/ إلخ
إحلال سريع إلى:
100 خارجي/ داخل أستوديو تليفزيوني. مدخل الأمن- بعد دقائق
تتبع كاميرا ثابتة ستانلي وريك وهما يركضان نحو الداخل بعيداً عن المطر، عبر بعض الأبواب الزجاجية المنزلقة، مارين بحارس أمن يرسلهم نحو مجموعة أخرى من الأبواب..
يدخلان إلى ممر القاعة المليئة بمجموعة من مكاتب الإنتاج، ويسيران بسرعة وهما ينفضان ملابسهما المبتلة…. منسقة المباريات تأتي باتجاههم: سينثيا (في الثلاثينيات)
سينثيا: ها قد حضرتم، ها قد حضرتم.
ريك: آسفين لتأخرنا يا سينثيا.
سينثيا: لا بأس، ليست مشكلة. كيف حالك يا ستانلى؟
ستانلي: أنا بحالة جيدة. نعم. أنا بحالة جيدة.
سينثيا: جاهز للإنطلاق، إنطلق، إنطلق؟
ستانلي: أين ريتشارد وجوليا؟
سينثيا: إنهما هنا، وهما في حالة جيّدة. في غرفة الملابس. (مخاطبة ريك) سأراك
فيما بعد..
يربّت ريك ستانلي على رأسه ؛
ريك: أذهب إليها، إيها الولد الجميل.
ستانلي: إلى اللقاء.
تبقى الكاميرا مع ريك، تدور 180 درجة حوله، يدور رأسه نحونا الآن، يسير قليلاً، يدخل باباً، إلى…
١٠١. غرفة الأهل الخضراء
يحيّى ريك أهل الأولاد الاثنين الآخريـن : والدة ريتشـارد (بدينـة ، في الخمسينات) ووالد ريتشارد (مثلها) والد جوليا ووالدة جوليا (في الخمسينات).
ريك: من منكم جاهز لتحطيم الرقم القياسي ؟
والدة ريتشارد: يا إلهي لقد أخفتنا !
والد جوليا: كان هذا قريباً جداً.
ريك: الشتائم على أشدّها هناك..
والد جوليا: على أشدّها، حتماً.
تلتقط الكاميرا شاباً صغيراً يعمل في الإنتاج فسكب شيئاً من القهوة لوالدة جوليا…. وتلحق به وهو يعود إلى القاعة.. ثم تتركه الكاميرا وتدخل ممرّاً آخر وتصحب ستانلي وسينثيا وهما يسيران ويتكلمان ؛
ستانلي: أين قسم الأخبار في هذا الأستوديو ؟
سينثيا: أنه في الأعلى.
ستانلي: هل ذهبت إلى هناك سابقاً ؟
سينثيا: بالتأكيد ، لماذا ؟
ستانلي: أنا أتساءل عن قسم الطقس. أنا أتساءل إذا ما كـان جماعـة الطقـس يستخدمون خدمات الأرصاد الجوية في الخارج أو أنهم يملكـون أجهزة داخل المنازل؟
سينثيا: أستطيع أن اسأل عن ذلك من أجلك، وربما نستطيع أن تقوم بجولة..
ستانلي: حسناً.
يمرون أمام الكاميرا تلتقط الآن امرأة، ماري (في الأربعينيات) هذه مساعدة جيمي جايتور… تسير نحو باب غرفة ملابسه وتقرع..
جيمي: أدخل.
تدخل ماري الغرفة. جيمي يرتدى ملابسه من أجل العرض ويبدأ في أخذ دور جاك دانيال.
ماري: روز على الهاتف وهذه بطاقات اليوم..
جيمي: أين كانت هذه البطاقات قبل خمس عشرة دقيقة؟
ماري: أنا آسف.
جيمي: أحتاج أن تجدي لي باولا..
ماري: هل تريدها الآن ؟
جيمي: نعم. الآن. أوجديها إنها في مكان ما في العمارة..
ماري: نحن على الهواء خلال عشرين دقيقة، يا جيمي.
جيمي: أوجديها، أحضريها وقولي لها أننى أريد التحدّث معها ، يا مـاري. إيها الجحيم المعلون.
يرفع الهاتف.
جيمي: مرحباً ؟
قطع بين مشهدين:
102 داخلي. منزل جيمي – تلك اللحظة
تندفع الكاميرا نحو روز (زوجة جيمي) وهي تجلس في المطبخ تخاطبه على الهاتف.. خادمة تقوم ببعض الأعمال حول المكان.
روز: كيف حالك ؟
جيمي: أنا أشرب.
روز: ببطء أم بسرعة ؟
جيمي: بأسرع ما أستطيع.
روز: عد بسرعة إلى المنزل بعد العرض.
جيمي: ذهبت لأراها.. فيرّد على الباب إبن كلب ملعون في ملابسه الداخلية، إنه
في الخمسين من العمر، هنالك كوكايين وأوساخ مرمية على الطاولة..
روز: .. هل تكلمت معك ؟
جيمي: جنّ جنونها. جنّت فعلاً يا روز.
روز: هل أخبرتها ؟
جيمي: لا أدري. علىّ أن أذهب، لا وقت لدي وعليّ أن أشرب المزيد قبـل أن
أبدأ بالمشي..
روز: أنا أحبك.
جيمي: وأنا أحبك أيضاً.
روز: مع السلامة.
نبقى مع روز
قطع إلى:
103 خارجي. شقة كلوديا – تلك اللحظة
تتوقف الكاميرا برهة من الزمن أمام المبنى. يجر جيم كورينج سيارته البوليسية إلى داخل الإطار، وينظر إلى المبنى.
104 داخلي. شقة كلوديا – تلك اللحظة.
تدور الكاميرا بسرعة على كلوديا وهي تستنشق صفاً من الكوكايين ترتفع موسيقى صاخبة في المكان.
105 خارجي – شقة كلوديا- تلك اللحظة
كاميرا ثابتة تتبع جيم كورينج وهو يتجه عبر الممر ويصعد السلالم ويقف أمام بابها- يقرع الباب.
106 داخلي – شقة كلوديا- تلك اللحظة
تقفز كلوديا.. تدير رأسها نحو الباب. تنفخ من أنفها وتصرخ محتجّة على الموسيقى الصاخبة.
كلوديا: … مرحباً…؟
جيم كورينج: قسم بوليس لوس أنجلوس إفتحى الباب.
تنظر عبر الفتحة فترى جيم كورينج. تستدير وتنظر إلى طاولة القهوة الخاصة بها: إنها مليئة بالكوكايين والحبوب والأوعية، إلخ.
كلوديا: أوه… أوه … ماذا هنالك ؟
جيم كورينج: قسم بوليس لوس أنجلوس، هل تستطيعين فتح الباب، من فضلك؟
تركض كلوديا نحو طاولة المخدرات وتبدأ في رفع الأشياء بذراعيها..
كلوديا: دقيقة واحدة… فقط واحدة… عليّ أن ألبس… (اللعنة، اللعنة، اللعنة)
قطع إلى:
107 خارجي. المبنى الطبي/ شيرمان أوكس – تلك اللحظة
تتحرك الكاميرا نحو سيارة ليندا المرسيدس وهي تتحرك لتقف. الأمطار تهطل بغزارة. تخطو خارج السيارة..
قطع إلى:
108 داخلي. المبنى الطبي- بعد لحظات
تتراجع الكاميرا إلى الخلف تخرج ليندا من بعض المصاعد، وتتجه نحو قاعة..
قطع إلى:
109 داخلي. مكتب/ غرفة إنتظار – بعد لحظات
تدخل إلى غرفة إنتظار محلل نفسى. ثلاثة أو أربعة كراسي وضوء جانبي بقربه إسم الطبيب.
تفتح الضوء فيخرج ضوء أحمر.
قطع سريع إلى:
110 داخلي. مكتب محلل نفسي – بعد لحظات
فسحة صغيرة مريحة من مكتب. ليندا تبكي، تتكلم، تخطو.
المحللة النفسية امرأة في منتصف العمر، الدكتورة دايان. وبينما هما يتكلمان تكتب الدكتورة دايان وصفة طبية ؛
ليندا: أنا أكره ما أفعله. آتي إلى هنا ولا أستطيع الكلام.
دكتورة دايان: أنا أفهم ذلك، لا بأس.. أتمنى لو كانت الظروف أفضل.
ليندا: لا أعرف ما الذي سيحدث ، حقاً لا أعرف .. أنا متضايقة جـداً ، أشعـر بالإمتلاء في كل شيء.
دكتورة دايان: ممم .. هم . فرغت من أدويتك كلها وفي وقت كهذا يكون الأمـر سيئ جداً، أنا سعيدة أنك حضرت لرؤيتي ، رغم قصر المدة التي أمضيتها..
تسلمها الوصفات وهي على وشك أن تقول كلمة أخرى.. ولكن ليندا تخطف قطعتى الورق الصغيرتين من يدها وتتجه نحو الباب..
ليندا: شكراً لك يا دكتورة دايان..
شرنيك: حظاً سعيداً في كل شيء.
لقطة مقرّبة – يصفق الباب
قطع إلى:
١١١. داخلي. منزل أيرل. – تلك اللحظة.
تثبت الكاميرا على فيل. وتدخل في زووم بطئ وهو يقف أمام التليفزيون، يبدّل من قناة إلى أخرى.
زاوية، التليفزيون.
يعرض مختلف أنواع البرامج. يقف فيل بضع لحظات على كل واحدة تبدو وكأنها عرض معلومات تجاري. يضع الريموت جانباً ويخرج من الغرفة . تبقى الكاميرا لحظة، فتلتقط ومضات من برنامج حول «ماذا يعرف الأولاد ؟»
إنه صور مختلفة لستانلي والأولاد الآخرين يجيبون على الأسئلة، ومعهم أجندة، يظهر أنهم يقومون بهذا منذ سبعة أسابيع وإجمالي ما ربحوه يتحرك بإتجاه ?531;45000000
مذيع الدعاية : هل يستطيعون القيام بها؟ أفتح المباشر عند الساعة الثالثة لترى إذا ما كان ستانلي سبكتر ورفاقه الأفذاد ريتشارد وجوليا بإمكانهم التغلب على الشباب الذين يتحدونهم، مين، لويس وتود… انهم يتحركون كفريق نحو نصف مليون دولار إجمالي والرقم القياسي لبرنامج «ماذا يعرف الأولاد؟»
قطع إلى:
112 داخلي. منزل أيرل/ المطبخ – بعد لحظات
يدخل فيل ويلتقط الهاتف. يطلب رقماً. (قطع سريع)
113 داخلي. بنك دوت – تلك اللحظة
فتاة شابة مكسيكية (في العشرينات) تأخذ أوامر طلبات في بنك دوت، تجلس أمام كمبيوتر صغير.
فتاة البنك دوت: بنك دوت.
فيل: مرحباً. أود أن أطلب ما توصلينه لي.
فتاة بنك دوت: رقم الهاتف.
فيل: ٨١٨-8800,753
فتاة البنك دوت: بارتريدج ؟
فيل: نعم.
فتاة البنك دوت: ماذا تريد ؟
فيل: أريد أن أطلب.. أوم.. زبدة الفول السوداني.
فتاة البنك دوت: همم. همم.
فيل: سجائر، كامل لايت.
فتاة البنك دوت: همم. همم.
فيل: ماء.
فتاة البنك دوت: زجاجات ماء ؟
فيل: أوم، كلا، هل تعرفي؟ أنسى الماء، فقط أعطني رغيفاً من الخبز… أبيض.
فتاة البنك دوت: حسناً.
فيل: و. أم… هل لديك مجلة سوانك ؟
فتاة البنك دوت: نعم.
فيل: حسناً. واحدة منها. هل لديك رام رود ؟ مجلة رام رود ؟
فتاة البنك دوت: نعم.
فيل: حسناً. واحدة منها. و… أوم… بيرلي ليغال؟
فتاة البنك دوت: نعم.
فيل: هل لديك تلك ؟
فتاة البنك دوت: نعم، قلت ذلك. هل هذه هي؟
فيل: إنها هي.
فتاة البنك دوت: هل مازلت تريد زبدة الفول السوداني، والخبز والسجائر ؟
فيل: نعم. ماذا؟ نعم.
فتاة البنك دوت: المجموع ?531;29.51. ثلاثين دقيقة أو أقل.
فيل: شكراً.
يضع فيل الهاتف مكانه وينظر نحو أيرل. لقطة مقربة لأيرل. إنه نائم، منزعجاً. تتحرك الكاميرا داخل صدره.
إحلال سريع نحو:
114 داخلي. جسد أيرل – تلك اللحظة
تتحرك الكاميرا قليلاً حول المكان تراقب السرطان يأكل رئتي أيرل. تتحرك الكاميرا إلى الخلف وتشد إلى خارج المكان.
إحلال سريع نحو:
115 داخلي. هوليداي إن/ غرفة الحفلات – تلك اللحظة
تبتعد الكاميرا عن فرانك الذي يتجه بعيداً عن المسرح. الجمهور يحييه. يأخذ الصديق الحميم دوك الميكروفون ويعلن عن ساعة الاستراحة/ تقدم المأكولات الخفيفة في الردهة/ إلخ.
يقفز فرانك من على المسرح ليحيي كابتن موفي وجوينوفيير.
كابتن موفي: إيها الزعيم، هذه جوينوفيير من العرض «لمحـة من حياة شخص» جاءت من أجل المقابلة..
فرانك: مرحباً، مرحباً أنا مقطوع الأنفاس من كل هذا العمل..
جوينوفيير: شيء حسن. أنا سعيدة لمقابلتك.
فرانك: هل سنسجل بعض المواد الآن؟
جوينوفيير: إذا كنت جاهزاً لذلك، فلقد طلبت تجهيز جناح في الطابق العلوى..
فرانك: هل حصلت على غرفة لنا بهذه السرعة؟
يضحك فرانك وكابتن موفي على هذه النكتة.
فرانك: أنا أمزح بالطبع.
قطع إلى:
116 داخلي. جناح فندق – بعد لحظات
يضع فرانك مكبر الصوت، وتصطحب جوينوفيير معها فريقا صغيرا لتصوير الفيديو. الإثنان جاهزان للمقابلة، فرانك يأخذ بالكلام ؛
فرانك: أقسم بالله ان، أقوم بحلقة دراسية خاصة بي، أنا سوبرمان! أنا الرجل الوطواط! أنا مثل بطل أفلام العنف اللعين، ذلك ما أشعر به فيما بعد، مثلاً عندما أخرج من هذا الباب، نحو الشارع ، التقط أية فتاة لعينـة وأرى أن لديها ثانية واحدة للتوقّف..
تعطي جوينوفيير إشارة بإصبعها لمدير الكاميرا أن يبدأ بالتصوير ؛
جوينوفيير: كل ما تحتاجه ثانية ؟
فرانك: مجرد نظرة، تردد واحد، حركة ثابتة واحدة لأعرف.. وبينج- بان- بوم
أنا بعيد وعلى تماس.. تأخذني هذه الحلقات الدراسية بشكل ملعون ودعني
أقول لك لماذا : لأننى أنا أجسد ما أؤمن به. أنا أمثل ما أعلمه ، أفعل ما أقوله ، أعيش تبعاً لهذه القواعد بنفس التديّن الذي أحسن به أثناء التعليم:
وتريدى أن تعرفي شيئاً؟ أنا أحصل على هؤلاء القطط يساراً، يميناً، إلى أعلى، وإلى أسفل، في المركز وعلى الجوانب.
جوينوفيير: سأبدأ بالتصوير..
فرانك: .. تابعي، تابعي، تابعي. أنا أوزع لآلئ هنا. وسوف أقول لك شيئاً آخر:
أنا لست ناجحاً في هذه الأجمة لأنني فرانك ج. مكاي. لو كان هنالك شيء فهنالك نساء يردن تدميري .. وهذا يضاعف صعوبة الأمر بالنسبة إليّ ، أصادف أحد هذه الفطائر الحلوة الصغيرة والتي تعرف من أنا ، وتعرف خططي وأساليبي .. خراء ، أنها تريد أن تعبث حولي ، تثبت لرفيقاتهـا وتقول، «يدّا- يدّا- يدّا ، رأيت ذلك الشاب، لم يكن شيئاً ولم يتمكن مني.»
وهكذا فأنا؟ أركض بأقصى قدرتي كل الوقت اللعين. أتابع ما تطلقه يساراً ويميناً من رصاص الجميلات الشقراوات الإرهابيات.ولكنني أقول لك هذا:
معركة الأجمة تخوضها فرقة مكاي وتقاتل بها وتكسبها. هل أستطيع أخذ سيجارة؟
جوينوفيير: حسناً. دعني أسألك كبداية بضع أسئلة.. يناول كابتن موفي فرانك سيجارة ويشعلها له.
تتقدم كاميرا الفيديو – وتتحرك مقتربة حتى تقف عند صورة مقرّبة لفرانك. وهو يخرج الدخان.
فرانك: ماذا تريدى أن تعرفي ؟
قطع إلى:
117 خارجي. بار الفول السوداني المبتسم – تلك اللحظة
تنزل الكاميرا ببطء وتندفع إلى الداخل على سيارة دوني سميث الهوندا أكورد بنهاية مقدمتها المضروبة، وهي مجرورة نحو مرآب سيارات.
المطر يهطل بشدة.
تستقر الكاميرا عن قرب. يجلس دوني بضع دقائق. يضع شريطه «الأحلام» ويغنى بمصاحبته قليلاً، يكلّم نفسه، يتنفس بعمق ويقول:
دوني: دعه يبدأ، دعه يحصل وانطلق، انطلق، انطلق..
يخرج من السيارة بسرعة حقيقية..
قطع إلى:
118 داخلي. بار الفول السوداني المبتسم – تلك اللحظة
تندفع الكاميرا إلى الداخل بينما يدخل دوني إلى ذلك البار الصغير المظلم. أنه ليس مكتظاً بالوافدين. يخلع معطفه المبلل، يفرش شعره إلى الخلف ويسير نحو مائدة جانبية خالية.. ساقي البار الشاب الوسيم براد (في العشرينات) يسكب المشروبات.
تلتقط الكاميرا نادلة (في الثلاثينيات) تسكب الكوكتيل تسير وتقودنا نحو مائدة دوني..
نادلة الكوكتيل: مرحباً. لقد عدت ثانيه، أليس كذلك؟
دوني: أهه، نعم، مرحباً، تحياتي.
نادلة الكوكتيل: .. هل أستطيع أن أحضرلك شيئاً؟
دوني: دايت كوك.
تخرج. يُشعل دوني سيجارة .. تتحول الكاميرا من 24 قدم/الثانيـة إلـى 40 قدم/الثانية.. ينظر عبر الغرفة .. تدور الكاميرا 180 عائدة نحو البـار ومندفعة باتجاهه..
يتلقى رجل البار، براد الأوامر من نادلة الكوكتيل. يومئ برأسه، يستدير بعيداً عنها ويبتسم ليظهر جسراً كاملاً لتقويم الأسنان.
إنجل، دوني. تندفع الكاميرا ببطء فيبتسم مغطياً فمه بيده.
من منظور دوني. يسكب رجل البار الكوكا، موجهاً اهتمامه باتجاه رجل عجيب/ عجوز (في الستينيات) ثورستون هويل يشبه ترومان كابوت/ دوروثي باركر عند نهاية البار. يرفع كأسه، متحركاً كأنه يقول، «واحد آخر من هذا، من فضلك.» وهو يلوّح ببعض المال مبتسماً وممازحاً براد رجل البار.
ينهار وجه دوني. تستدير الكاميرا عائدة قليلاً وتتحول من ٠٤ قدم/الثانية إلى ٤٢ قدم/الثانية. تعود نادلة الكوكتيل.
نادلة الكوكتيل: دايت كوك.
دوني: أريد قليلاً من التيكيلا أيضاً.
نادلة الكوكتيل: .. أي نوع ؟
دوني: لا يهم.
يحملق دوني عبر البار نحو براد وثورستون وهما يتمازحان.
قطع إلى:
119 داخلي. ستوديو التليفزيون/ ممرات القاعة/ تلك اللحظة
تتقدم الكاميرا/ يتبعها الأولاد العاملون في العرض؛ ستانلى، ريتشارد (سمين، في الثانية عشرة) وجوليا (طفلة لها صفات نجمة في الحادية عشرة). تقودهم سينثيا عبر الممر نحو المكان الرئيسي..
جوليا: هل مازلت بحاجة لتحضير فروضك ؟
ريتشارد: ليس مثلما كنت أفعل . منذ أن بدأنا لم أذهب في الحقيقة إلى المدرسة كثيراً لأنني كنت أتلقى تجارب أداء أكثر فأكثر..
ستانلي: لم يعد لدي صفوف نظامية بتاتاً.
ريتشارد: ماذا تفعل ؟
ستانلي: يتركونني أحصل على أوقات دراستي وأوقات قراءتي في المكتبة.
ريتشارد: هذا شيء مريح.
جوليا: هل لديك وكيل، يا ستانلي ؟
ستانلي: كلا.
جوليا: يجب أن تحصل على واحد، أنا جادة في ذلك، ستحصل على أشياء كثيرة من ذلك الأمر..
ستانلي: مثل ماذا ؟
ريتشارد: ماذا تعني، «مثل ماذا ؟» .. قد تحصل على ترويج منتجات وخراء.
سينثيا: .. ريتشارد.
ريتشارد: إبلعي أقوالك يا سينثيا. بإمكانك أن تحصلي على أشياء مجاناً من أناس يريدونك أن تروجي لمنتجاتهم.
جوليا: إعلانات تجارية، جلسة جماعية، و MOV و شيء من هذا القبيل.
ستانلي: ما هو MOV ؟
جوليا : سينما الأسبوع . ذهبت إلى أحد العروض هذا الصبـاح مع آلان ثيـك
وكوري هايم..
ريتشارد: هل هي استرداد ؟
جوليا: كلا. ولكن من المحتمل أن أحصل على إسترداد.
ريتشارد: إذا تجاوزنا الرقم القياسي، قد تحصلين على استرداد.
جوليا: سأحصل عليه لأننى ممثلة جيّدة، يا ريتشارد.
ريتشارد: وقحة – وقحة.
سينثيا: تعالوا يا أولاد، استقروا في أماكنكم..
ستانلي: سينثيا ؟
سينثيا: ماذا ؟
ستانلى: كم من الوقت لدينا ؟
سينثيا: ليس ما يكفي، ماذا تريد ؟
ستانلى: ربما يجب أن أذهب إلى الحمام.
سينثيا: هل باستطاعتك إمساك نفسك.
ستانلي: لا أدري.
سينثيا: حاول أن تمسكها وستكون بخير.
يصلان ويدخلان خشبة المسرح.. تدور الكاميرا وتبتعد عنهم وتستقر لتظهر المشهد ؛
هنالك جمهور مشاهدون في الأستوديو مستقرون في أماكنهم.
ثلاثة كاميرات منتصبة ومعها مخرج يتحرك حول المكان ملقياً الأوامر،إلخ.
هنالك موقع للمذيع، رجل كبير يدعى ديك جينينجز (في الستينيات). ديك منهمك في محاولة القيام بكوميديا سيئة لتسخين الجو لجمهور الأستوديو. لقد تناول بعض المشروبات، إلخ.
المسرح نفسه تقاطع حقيقى بين الخطر/ لعبة المتزوجون الجدد/ جائزة التميّز. هنالك جزء خاص لجيمى جايتور. وجزء فيه «الأولاد» والآخر فيه «الراشدون». هنالك أضواء تتلاحق حول المكان وبعض هذا التصميم هو بقايا من الأيـام الأولى للعرض.
ترتفع الكاميرا مع الأولاد وهم يدخلون إلى مكانهم، الذي يبتعد عن الجمهور وراء ستارة. تدير جوليا رأسها فترى شيئاً :
جوليا: هاهم قد جاءوا..
تُحضر أحد المساعدات المتنافسين الراشدين وتجلسهم في المكان المخصص لهم. المتنافسون الراشدون هم:
سيدة زنجية تدعى نيم ماكنيل (في الأربعينيات) شاب أبيض في العشرينات يلبس نظارات تود جيرونيمر شاب من بورتوريكو يدعى لويس جويمان (في الأربعينيات). يحملق الراشدون قليلاً بالأولاد.
ريتشارد (همساً): نعم، نعم، نعم، تابعو الحملقة إيها الكبار الأقوياء.
ستانلى: تبدو عليهم مظاهر الذكاء، على ما أظن.
جوليا: كلا أنهم لا يفعلون..
ريتشارد: ماذا يريدون أن يفعلوا… يغلبوننا ؟
ستانلي: ربما.
جوليا: لن ننسحب قبل يومين من وصولنا إلى الرقم القياسي، هذا لن يحدث.
ريتشارد: عندما يريدون القضاء علينا ، سوف يستدعون فريـق هارفارد أو أي خراء من هذا القبيل.
تستقر الكاميرا في لقطة مقربة على ستانلي.
توقّف – لحظة- ثم
قطع إلى:
20 داخلي. مكتب جيمي – تلك اللحظة
يجلس جيمي وامرأة تدعى بولا (في الثلاثين) داخل مكتبه. تدور الكاميرا ببطء على كل منهما عبر المشهد.
جيمي: تبدو رائعاً.
(لحظة)
بولا: ما هذا الشىء الملعون، يا جيمي ؟
جيمي: … تعرف…
بولا: هل علمت امرأتك بذلك ؟
جيمي: كلا.
بولا: ثم ماذا ؟
جيمي: الموضوع فقط… أننى تأخرت في متابعة تجوالي اللعين. يجب أن أتوقّف.
يجب أن أنظّف عقلى من كل الخراء الذي قمت به والذي لم يكن عليّ أن أقوم به.
بولا:.. الذي لم يكن عليك القيام به؟ والذي ندمت عليه، ماذا؟ هذا؟ ما هذا؟ اللعنة
يا رجل تعال . عاملني وكأنني مؤخرة حمار ، ولكن عاملني كما لو كنت مؤخرة حمار.
جيمي: أنا لا أريد أن أضطر للكذب على أي إنسان. لا أريد أن أجرح أي إنسان آخر، بعد الآن.
إنها لا تجيب. (ثانية من الزمن). ثم:
جيمي: لقد أمضيت ثلاثين عاماً لعينة مع روز ، الا….. تعلم .. بهـذا ، وأنا أعرف ما يدور بخلدك..
بولا: وجميع تقلباتك الأخرى؟
جيمي: آه. نعم.
بولا: تشعرني أنني قذرة وكالخراء. أنا أشعر الآن أنني قطعة كبيرة من الخراء.
(ثانية من الزمن)
بولا: هل ستقول لها ما فعلت ؟
جيمي: نعم.
بولا: هل ستذكر اسمي ؟
جيمي: إذا ما سألتني أي سؤال فأريد أن أقول لها. أريد أن أقول لهـا عـن كل ما فعلته.
بولا: هل ستؤدي لي خدمة ولا تفعل ذلك.
جيمي لا يجيب.
بولا: تعال وقل لي ان الموضوع انتهى وسوف أمضي بعيـداً ، يا جيمي . لقـد ضاجعتك من وراء ظهر زوجتك ثلاث سنيـن وأنت بـدورك ضاجعـت مراهقات خلف ظهري نفس الفترة الزمنية.. سأسير بعيداً، أنت بحاجة لشيء من أجل حياتك، من أجل ضميرك، ولكن لا تضعني في الوسط..
جيمي: لن أفعل.
بولا: ماذا جرى لك ؟
جيمي: وقعت في مأزق في المدرسة.
تقف وتسير باتجاهه، وتتحرك لتعانقه.
بولا: هل أنت بخير ؟
جيمي: اللعنة، لا.
يقرع الباب ثم يفتحه بورت رامزي (في الستينيات). إنه منتج العرض؛ (لقطة سريعة عليه).
بورت: مستعدة للركض. يا بولا.
بولا: بورت.
يأخذ جيمي مبادرة سريعة، يتحرك نحو بولا، يربّت على خدّها ويقول؛
جيمي (مخاطباً بولا): أنت إنسانة جيدة ألست كذلك؟
١٢١. داخلي أستوديو تليفزيون/ ممر القاعة – بعد لحظات
بيرت وجيمي يسيران معاً ويتكلمان (كاميرا ثابتة)
بيرت: تنبعث منك رائحة المتاعب..
جيمي: أنا مضروب على رأسي اللعين، يا بورت.
بيرت: أنت حسناً ؟
جيمي: أووووه كلا.
بيرت: (يعطيه بطاقات) حسناً. راجع هذه ؟
جيمي: لقد كنت نفس الشىء اللعين لمدة ثلاثين عاماً، يا بيرت.
بيرت: هؤلاء الراشدون أقوياء كفاية، سوف يدهشونك.. المكسيكيون حولهم علامة
استفهام..
يقع جيمي مباشرة على الأرض.
بورت: اللعنة – اللعنة – اللعنة. جيمي..
قطع إلى:
122 داخلي. شقة كلوديا – تلك اللحظة
تنتهي كلوديا من رمي مخدراتها في قميص وسخ وترمي ذلك القميص الوسخ في سل الغسيل. يقرع جيم كورينج الباب.
جيم كورينج (يواجه الكاميرا) افتحى الباب.
كلوديا: أنا آتيه.
تركض باتجاه الباب، تتعثر وتقع ثم تقف وتفتح الباب.
كلوديا: نعم. مرحباً.
اتجاه معاكس، لقطة مقرّبة – جيم كورينج- ٠٤ قدم/الثانية.
تندفع الكاميرا نحوه قليلاً عند رؤية كلوديا لأول وهلة.
جيم كورينج: … نعم…
كلوديا: أنا آسف، كان عليّ أن أرتدي ثيابي.
زاوية أوسع تُظهر جيم كورينج جاهزا في لقطة مبهره، واقف يحمل هراوته بعد أن فكّها عن خصره. يقف بعيداً وصراخهم يعلو فوق أصوات الموسيقى ؛
جيم كورينج: .. أنت المقيمة هنا ؟
كلوديا: نعم.
جيم كورينج: أنت لوحدك هناك ؟
كلوديا: نعم.
جيم كورينج: أليس هنالك أحد آخر معك ؟
كلوديا: كلا، ماذا هنالك ؟
جيم كورينج: هل لديك مانع إذا ما دخلت وفتشت الأشياء ؟
كلوديا: تفتش عن ماذا ؟
جيم كورينج: حسناً. أولاً، نريد أن نخفّض صوت تلك الموسيقى حتى نستطيع
أن نتكلم، حسناً ؟
كلوديا: أنا آسفة.
تستدير ويتحرك جيم كورينج ليعيد هراوته إلى مكانها، ولكنه يخطئ مكانها فتقع مباشرة على الأرض وتنزلق إلى أسفل السلم..
تخفّض كلوديا الموسيقى، وتستدير عائدة فترى أنه قد ذهب.
يلتقط جيم كورينج هراوته من على أسفل السلم وينتفض عائداً إلى الشقّة وكأن شيئاً لم يكن،
جيم كورينج: أنت تعيشين لوحدك ؟
كلوديا: نعم.
جيم كورينج: ما اسمك ؟
كلوديا: كلوديا.
جيم كورينج: كلوديا ماذا ؟
كلوديا: ويلسون.
جيم كورينج: حسناً. كلوديا ويلسون هل تحاولين أن تصابى بالطرش؟
كلوديا: ماذا؟
جيم كورينج: هل تسمعين ما أقوله ؟
كلوديا: نعم ولكنني لا أعرف..
جيم كورينج: .. استماعك إلى هذه الموسيقى العالية: هـل تحاولين بذلك إيـذاء
أذنيك؟
كلوديا: كلا.
جيم كورينج: حسناً. إذا استمريت في الاستماع للموسيقى بهذا العلو فإنك لن تؤذي أذنيك فحسب بل آذان جيرانك أيضاً.
كلوديا: لم أدرك أنها بهذا الإرتفاع.
جيم كورينج: وهذا ممكن أن يكون علامة طبلة أذن مخرّبه، هل تفهميني ؟
كلوديا: نعم.
جيم كورينج: وتفتحين التلفاز عادة أيضاً، في نفس الوقت؟
كلوديا: لا أدري.. أعني. ما هذا؟
جيم كورينج: هل كنت تشربين اليوم، تتعاطين بعض المخدرات؟
كلوديا: كلا.
جيم كورينج: تلقيت اتصالاً يشير إلى وجود اضطراب، صراخ وعويل، موسيقى مرتفعة. هل كان هنالك بعض الصراخ والعويل؟
كلوديا: نعم. شخص جاء إلى بابي، واحد لم أكن أرغب في وجوده وطلبت منه الرحيل.. وهكذا.. فالموضوع ليس بذات أهمية. غادر المكان. أنا آسفة.
جيم كورينج: هل كان ذاك صديق لك؟
كلوديا: كلا.
جيم كورينج: ليس لديك صديق ؟
كلوديا: كلا.
جيم كورينج: من كان ذاك ؟
كلوديا: كنت… لقد ذهب.. أعني أنها ليست.. الموضوع انتهى، كما تعلم..
يحاول جيم كورينج الاستطلاع متطفلاً قليلاً، تحك هي أنفها، بعصبية. يتجه جيم كورينج مقترباً من غرفة النوم..
جيم كورينج: هل تمانعين أن أدقق في الأمور هنا؟
كلوديا: لا مانع عندى.
يتجه جيم كورينج إلى غرفة النوم، ينظر حول المكان، يقف بقرب سل الغسيل..
كلوديا: عم تبحث؟
جيم كورينج: كلوديا، لم لاتتركي الأسئلة لي والأجوبة لك، مفهوم؟
كلوديا: حسناً.
جيم كورينج: هل انتقلت إلى هنا مؤخراً؟
كلوديا: منذ حوالي سنتين.
جيم كورينج: شيء فوضوي.
كلوديا: نعم.
جيم كورينج: أنا أيضاً فوضوي بعض الشيء.
كلوديا: نعم.
جيم كورينج: أقمت حفلة أنت وصديقك الليلة الفائتة؟
كلوديا: ليس لي صديق.
(ثانية من الزمن).ينظر جيم كورينج نحو كلوديا وتبادله هي النظر. (توقّف)
قطع إلى:
123 داخلي. بارسميلنج بينوت – تلك اللحظة
يجلس دوني في مقعده المرتفع بعد أن شرب كأسين من التكيلا. أنه مصاب قليلاً بخيبة الأمل. ينهض، يتدرج نحو البار ويأخذ مقعداً غير مريح بالقرب من ثورستون الذي يدير جلسة مع رفاقه الثلاثة أو الأربعة. يغسل نادل البار الكؤوس، وينظر بنصف عين على الأشياء… دوني مخاطباً ثورستون:
دوني: تبدو وكأنك تحمل دراهم في جيبك.
ثورستون: أنا سعيد ربما لأننى أرى صديقى براد هناك.
يضحك الرفاق قليلاً، ويومئ براد برأسه، لا يضحك دوني أو ينظر إلى أي مكان سوى إلى ثورستون ؛
دوني: مجرد أن ترمي بعض المال من حولك. المال. المال. المال.
ثورستون: يبدو هذا الصوت بمثابة تهديد.
دوني: هل هنالك شيء من الحب في قلبك ؟
ثورستون: لدى حب يملأني. ولدي حب أيضاً نحوك، يا صديقى.
دوني: هل هو حب حقيقي؟
ثورستون: حسناً..
دوني:.. ذلك النوع من الحب الذي يجعلك تشعر بسعادة خفية. حفرة كامنـة في
معدتك. مثل وعاء من الحامض والأعصاب يركض دائراً يجعلك مجروحاً
وسعيداً من رأسك حتى قدميك… ؟
ثورستون: حسناً لقد فقدتني بعد آخر زوج من كلام الكوكتيـل الذي نطقت بـه، يا بني، ولكن أعتقد أنه ذلك النوع من الحب. يبدو صوتاً حلواً أسمعه.
دوني: أنا أملك حباً.
ثورستون: نوع حب كلامي، تملكه أنت، حتماً، يبدو ذلك.
دوني: كلا، أعني، أنا أقول لك: أنا أقول لك أنني أملك حباً.
ثورستون: وأنا أستمع بشوق شديد، يا صديقي.
دوني: اسمي دوني سميث ولدي الكثير من الحب لأمنحه.
124 خارجي. صيدلية شيرمان أوك – تلك اللحظة
تقف الكاميرا بزاوية منفرجة على صيدلية. مازالت السماء تمطر. تتقدم سيارة ليندا المرسيدس بسرعة نحو الإطار واضعة فراملها لتتوقف.
قطع إلى:
125 داخلي. صيدلية شيرمان أوك – تلك اللحظة
تتجه الكاميرا بسرعة نحو ليندا وهي تدخل، متجهة نحو خلفية نضد الوصفات الطبيّة حيث يقف شاب في الصيدلية خلف النضد.
شاب الصيدلية: مرحباً.
ليندا: تحياتي.
تسلمه الثلاث وصفات. ينظر الشاب طويلاً نحو الوصفات ثم يرمقها بنظرة ريبة.
شاب الصيدلية: واو. الكثير من المواد هنا، هوه ؟
تومئ ليندا برأسها. يذهب إلى الخلف نحو الصيدلي الكبير في السن ويقول له بضع كلمات مشيراً إلى ليندا. نظرتا ريبة من كلاهما… شاب الصيدلية يتجـه نحو الهاتف.
إنجل وليندا. لقطة زووم بطيئة إلى الداخل. مزج من ٤٢ قدم/الثانيـة إلى ٠٤ قدم/الثانية. تمسك بزمام نفسها وحالتها النفسية وتنظر إلى أسفل.
(البقية في العدد القادم)
سيناريو: بول توماس أندرسن ترجمة: مهـــا لطفـــي
مترجمة من لبنان