(ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا (25) قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السموات والأرض أبصر به وأسمع ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحدًا (26)) الكهف
ها أنا منفرد في غرفة شبه دافئة، متفردًا بغرائبية الأحداث الأخيره. بدت الغرفة ذات الـ٥.٢ مترا × ٥ أمتار أقل إضاءة من المتوسط بقليل عن المعتاد، وآلت ألوانها إلى داكنة لا تساعد كثيرًا على نفاد ضوء الضحى الصباحي المتوزع بشمس ناعسة لهذا الشتاء الجميل في قرية صغيرة وجميلة وشبه منسيه تقع إلى الجنوب من مسقط.
أفتح كتاب (الموت)(١) فتنساق أمامي الحياه. أهرب إلى هذا السفر القديم فتلاقيني الحياه زاجة بي في هذه المعادلة التي لا أجد منها انعتاقـًا، ولا أجد لها حلا كذلك. أي طرفين متناقضين ينبعثان مرة واحدة في اللحظة ذاتها: حين أكون متوحدًا مع كتاب الموت تستقبلني الحياة، وحين أحضنها يتراءى الموت بوجهه القادم من مكان قصي على الإدراك لا يمكنني أن أفكر في أحدهما بدون أن ينبعث الآخر هكذا تلقائيـًا، بدون استئذان، أو مشورة أحد. يكفي أن أفكر في أحدهما لينبعث توأمه أو نقيضه في رأسي: الحياة ـ الموت. الموت ـ الحياه: أي ثنائية هذه التي تعبرني في معادلة جدلية لا تنتهي؟!
ها أنا بين دفتي الكتاب. في نقطة المنتصف تمامـًا. أقف تمامًا في منتصف المعادلة بين سميريّ. أصيخ السمع إلى الصوت الذي يقترب عادة كلما توحدت في هذه الغرفة المستطيلة. يهمس في أذني:
– كل رحلتك التي قطعتها لا تعد شيئـًا بعد هذه النقطة يا راشد بن سعيد. رحلتك المتوحدة في هذا الحياه وهذا السفر الكبير لا تعد بعد هذه النقطة. كل شيء بعد هذه الصفحة الصفراء العتيقة سيكون مختلفـًا. نعم نعم هذه الصفحة شبه المهترئة ذاتها والتي تلتصق بين إبهامك الغليظ وسبابتك الطويلة. هذه الورقة ذاتها التي تبدو بين كماشتي إصبعيك كفراشة رقيقة توشك أن تهرسها أوليس من العجيب أن تكون رحلة الحياة كلها مثل فراشة رقيقة تطير مع أدنى نفخة طفل أو ليس الأعجب ياراشد أن يكون طرفا المعادلة رهنـًا بورقة صفراء شبه مهترئة!؟
في المنتصف تمامـًا إذن ياراشد بن سعيد، وحين نكون في المنتصف، المحدد بخيارين لا أكثر، تكون خياراتنا محدودة، وربما محددة سلفـًا في الغالب وكأنك تحشر إلى زاوية واحدة لا مفر فيها من المواجهة!. منتصف الأشياء يعني الانتقاء بين خيارين في الغالب لا ثالث لهما أضف إلى ذلك أنه لا مفر ولا بد من مجابهة الأمر ومواجهة تحدي تحديد أحد الخيارين. عليك أن تختار يا راشد: إما قبل وإما بعد هذه الصفحة الصفراء الذابله من كتاب قديم أكلت بعض جوانب دفتيه الرمه.عليك أن تختار الآن ياراشـــد….
– مالذي عليّ أن أختاره؟
– أنت تعرف!
– ما عدت أعرف شيئأ. فأخبرني أنت. اخبرني ـ على الأقل ـ بالخيارات الممنوحه لي؟
– العارف لا يعرّف ياراشد!
– لم أعد أعرف: كلما مددت يدي إليهم عبر هذه اللجة لانتشلهم تخطفتني أياديهم محاولة جري إلى القاع. لم يعد بإمكاني مواصلة هذا بعد. أبصر عبر هذه الظلمات فأمد يدي بحب إليهم لأرتقي بهم درجات إلى النور، ولا يرون إلا الظلمة والوحشة فيجرون يدي الممدودة إلى الدرك الاسفل.
– هل كانت محاولاتك جادة وحقيقية ياراشد؟!
ما زالت الورقة تنتصب بين إصبعي كفخ عصفور. وأنا أقتعد القرفصاء في غرفة متوسطة الإضاءة بدت ألوانها كالحة تشبه كهفـًا قديما(٢) تعبره الأشباح بظلالها وأصواتها المتباينه كأنه مسرح نو!.
تنام إحدى دفتي الكتاب على الجانب اليمين للمرفع،وتحتل الشمال منه الدفة الأخرى بذات العدد المتساوي من الأوراق أما الورقة الصفراء شبه المهترئة فتنتصب بين إصبعي فاصلة بين الدفتين، فاصلة بين شيئين: خيارين (موتين ـ حياتين) .. هل يمكن الذي كنته من قبل هذه الورقة هو الموت؟، وهل يمكن أن أكونه بعد هذه الورقة هو الموت أيضا؟ أم أنه العكس: ما كنته في الماضي هو الحياة؟ وما سأقدم عليه هو الحياة؟ أو لعلني كنت ميتـًا أنهض إلى حياة، أو حيـًا أستقبل الموت؟ ها هي يدي لا تنفك عن الارتعاش حين أفكر في أن أفلت الورقة الصفراء شبه المهترئة من بين إصبعي!
ربما كان عليّ أن أتوقف قبل هذه الورقة. كان عليّ أن اتساءل: ما الذي أحببته؟ ما الذي أحببته في رحلتي هذه، وما الذي أحببته في هذا السفر القديم. لم يعد لدي من إجابة ـ الآن ـ إلا أحد الخيارين. أصل إلى هذه النقطة فتزيد يميني القابضة على الورقة ارتعاشـًا وضوء الغرفة إظلامـًا فيما ينكسر ضوء الضحى ويخفت تاركـًا الفرصة لصوت غريب آخر يعبرني الآن:
– ماذا عساك أحببت في حياتك وحتى الآن؟
– ( ياله من سؤال مراوغ ومباشر .. أقول في نفسي)، وأجيب: أحببت أشياء كثيرة!
– مثلا؟ ( يرد الصوت بسخريه )
– أمي !!
– هل أحببت أمك حقـًا؟
– ( يباغتني السؤال ولسعة السخرية فيه) فأهرب مناورًا: أبي!!
– وهل أحببت أباك حقـًا ياراشد؟!
– ( تؤذيني صيغة الانكار والاستفزاز في رد محاوري فأهرب إلى مراوغة جديدة): أحببت الكون .. البشر .. الشجر .. المطر .. الـ..
– ( يقاطعني الصوت ): أحببت كل هؤلاء إذن؟!
ويضحك. يضحك الصوت مجددا بسخرية واستهزاء. أخاف من هذا المحاور العليم الذي يكنس بهجة الأشياء الجميلة قدام طريقي، ويكتنز السخرية وتعمد إثارتي زارعـًا الارتباك في حقول وحشتي وبصوت جهوري أعلى من كل الأصوات يصرخ بحده: ماذا أحببت ياراشد؟
– ( وبصوت مرتبك وخائف ) أجيب: أحبـ بـ بـ بـ ت: نفسي أولادي، أولادي نـ فـ سـ ي نـ فـ سـ ي…
أقتنع بالإجابة التي عبرتني لتوها. يهدأ ارتعاش الورقة بين إصبعي، ويعبر الهواء نديـًا لطيفـًا بين النافذتين، ورويدًا رويدًا تستعيد الغرفة ضوءها المتوسط والوانها الكالحة تبدو داكنة تسمح بالكاد بنفاذ كمية منكسرة من ضوء الضحى المغتسل بشمس تشرين ثاني المنسابة إلى عيون الحقول الناعسه.
٭ ٭ ٭
– أووووه! لقد تعبنا حقـًا مع هذا الرأس المزعج! (كان صوت شاب نافذ الصبر يخرج من التجمع على شكل دائرة).
– قال شيخ عجوز بالغ الدهاء والتجربة والصبر: لم نجرب كل شيء معه بعد!
– ماذااااا؟ لم نجرب! لقد جربنا كل شيء لم يبق شيء إلا وجربناه معه ( قال شاب برم ).
– لقد جربنا أذيته في كل مكان: في المكتب، في البيت، في التلفون، في السيارة، في السوق، في المقهى، في كتبه ( قال شاب متحمس آخر).
– (واستلم متحمس آخر الزمام): بل خرجنا ودخلنا معه، تقلبنا في أوراقه وحاسوبه، جلنا في أنفاسه، هتكنا حرمة سكونه، كنا الريح التي تأتيه من بين يديه ومن خلفه، شككناه في كل شيء حتى أمه وزوجته وأولاده ونفسه.
– ورغم ذلك لم يتضعضع، لم يستسلم، لم يختر، لم يسلم الورقة إلى جهة دون جهة ما زال يمسك بالورقة بين إصبعيه البغيضتين ( قال شاب بانكسار ورأسه منكس إلى الأرض).
تحرك الرجل الشبحي الضخم بجسده المستدير: حسن ربما علينا أن نكف الآن. استلم مساعده على يساره الأذن بالحديث: كل هذه السنوات، وأنتم فاشلون في مهمتكم. الرجل غير مكترث ابدا. قاطعه الآخر على اليمين بغضب: ماذا جرى لكم؟ هل أصبحتم عواجيز كخيول سباق مريضة لا تصلح لها إلا رصاصة الرحمة؟!
كان النقاش يزيد حدة وغضبا بين أعضاء الدائرة. لغط لم يعد يعرف فيه المستمع من المتحاور حينها أشار الشبحي للعجوز بالغ الدهاء والتجربة الذي تحدث في البداية: هل تعتقد أننا استنفدنا كل شيء معه وبالتالي فقدنا فرصتنا؟ أم ماذا؟
ابتسم الداهية العجوز وقال بابتسامة واثقه: صحيح أننا جربنا كل شيء معه، ولكن هناك شيء لم ننتبه له. نحن ركزنا فقط على ما يحبه الرجل. أما الآن وصاعدا فسنحاول أن نجعله لا يتوافق مع الأشياء، عليها أن تبدو كارهة له غير متناغمة معه من الأجدى أن يحس بأن كل شيء يكرهه متى ما أحس بهذا فسوف تتولد لديه الكراهية. الكراهية للأشياء، والكراهية للمحيطين به، والكراهية للكون .. البشر .. الشجر .. المطر … الكراهية وحدها هي الكفيلة بقلب المعادلة على رأسه وبالتالي سيكره الأشياء جميعها، وسيصل بكراهيته هذه إلى كره الحياة ذاتها، وكره نفسه أيضا، وحينها فقط سيختار أن يسلم الورقة إلى جهة واحدة. جهة واحدة فقط لاغير!
٭ ٭ ٭
حين عبر الهواء نديـًا لطيفـًا بين نافذتي الغرفة المستطيلة سامحا بتسلل ضوء الضحى ارتخت قبضتي الملتصقة قليلا على الورقة الناعمة. كنت أفكر بين الماضي والآتي في هذا السفر الجميل:
– الخيارات محددة ومحدودة ياراشد (قال الصوت).
كان عليّ أن أحدد خياراتي أنا الآخر.
لماذا لم يتجاوبوا مع محاولتي المخلصة: هل كانت يدي الممدوة في بحر لجي من الظلمات مرئية لهم، لماذا لم يروا يدي الحانية والصادقة، لماذا لم يقتنعوا بأنني لست ضدهم؟ أم كانت هناك أياد أخرى عابثة في بحر الظلمات؟ لماذا عليّ أنا فقط أن أعاني؟ رغم أنني أعي أية معاناة هي المعرفة بالاشياء. أشياء قاسية وقطعية أن تعبث بك الظلمة في البدايات الأولى، وأشياء مفزعة ومنفرة أن تعرف أي ظلمة كنت تعيش أيها الرأس المنبت عما حوله وقد عُلِمتَ الأسماء كلها. وحدك تعود إلى كهف أصحابك مشفقا عليهم من هذه الظلال والظلالة وخائبا تعود منحني الهامة وخائر الهمة. تطردك القبيلة والأصحاب من كهف الظلمات .. بلسان واحد تنعق:
– من لم يكن معي فهو ضدي!
أي قطعية وحدية لا تقبل الآخر إلا منضيا أو عدوا؟!
أدرك أن ما مضى مختلف عن القادم.. لكن هل سيكون القادم أشد قسوة وإظلاما أم سيكون ناعمـًا وحنونا كصدر أم. آآآآه بين هاتين الفاصلتين: المثالية المفرطة في التفاؤل والطيبة حد السذاجة، وواقعية الحياة الذاهبة بعيدا في القسوة والغيلة هذه الورقة: برزخ من نوع ما لا أدري كنهه تتوقف نتيجته على اختياري أنا: إما ان أفلت الورقة إلى الدفة اليمين من الكتاب فأكون وإياها جزءا من الماضي: ماض ممسوح الذاكرة لا يحق لي أن أستعيده أو أستنسخه أو تذكره على الأقل في برمجيات رأسي تماما كأي قرص ممغنط مضغوط مثلا، وإما أن أفلتها إلى الجهة اليسار فتكون قطعة من المستقبل: لا أعلم ما يكون منه ولا يمكنني التنبؤ بما يأتي به لأني لا أدرك ما وراءه حقا، ولكن أن أبقي هذه الورقة هكذا بين اصبعي أبد الدهر لا تفلتني ولا أفلتها فهذا ما لا يسمح به هنا، ولا يرضى عنه أحد، وحتى أنا نفسي لا يمكنني أن أظل معلقا هكذا بحلم الآتي، أو وهم الماضي علي أن أقرر الآن، والمسألة مسألة وقت فقط. علي أن أقرر وعليهم أن يشهدوا على قراري هذا أما أن أظل مُعَلقا ومُعِلقا الآخرين فهو قرار بعيد عن جادة الصواب. صحيح أنني دائم القول: بإمكاننا أن نتشارك الحياة وان نقتسم فرحتها العابرة وأحزانها المتواصلة، وصحيح أنني مازلت أملك الورقة بين اصبعيّ لكنه لم يعد خيار هو الآخر كل مافي الأمر أن الخيارين هما: أن أفلتها إلى اليمين، أو أن أفلتها إلى اليسار لكن أن تظل هكذا بين يدي فستبقيني مشدودا إلى غرفتي الموصدة عليّ وحدي مقيد إلى هذا السفر ـ الذي أعياني ـ النابت فوق المرفع المزركش لا يدخل عندي أحد، ولا أستطيع الخروج إلى أحد فقط همهمات الأصوات التي تتداخل: أصوات رجال ونساء. أصوات أطفال وعجزه. أصوات طيور وحيوانات وهوام وحشرات. فقط أصوات تصلني. أصوات الطبيعة تصلني. فقط أصوات ولا شأن للصورة في عقلي بها. أصواتهم تصلني فقط وأبقى منشدا إلى جلستي: أتفكر فقط هل هم الحقيقة أم أنا الحقيقة؟! هل هم الأشباح أم أنا الشبح؟ هل هم الأشباح وأنا الحقيقة؟ هل أنا الشبح وهم الحقيقة؟ كان علي وحدي ـ فقط ـ أن أحدد الإجابة، والآخرون ـ في الخارج ـ ينتظرون بين إجابتين. علي أن أفلت الورقة الآن في الحال، وكان لزاما عليّ أن أعرف قبل ذلك: ما الذي أحبه أكثر …
٭ ٭ ٭
١- كتاب الموت أحد كتب رائعة (احياء علوم الدين ) للإمام الغزالي.
٢- توصل أفلاطون إلى نتيجة أن العقل البشري يستطيع الحصول على المعرفة وذلك من خلال المرور بمراحل تعليمية، وقد شرح ذلك بشكل مشوق في قصة سجناء الكهف التاليه:
( تخيل أن هنالك كهفا واقعا تحت سطح الأرض، وله ممر طويل يقود إلى الضوء، وبداخله أسرى مكبلون بالسلاسل منذ طفولتهم ورؤوسهم إلى حائط الكهف أمامهم، ومن خلفهم نار مشتعلة يفصلها عنهم طريق يسير عليه أشخاص يتحدثون ويتصرفون بشكل طبيعي والأسرى لا يرون إلا ظلال هؤلاء الأشخاص التي تعكسها النيران على الحائط أمامهم، ولو افترضنا أن حائط الكهف يعكس الصوت فإنهم سيسمعون الأصوات وكأنها صادرة عن الخيالات المنعكسه، وحيث أنهم لا يستطيعون الإلتفات إلى الوراء فإن الشيء الوحيد الذي سوف يسمعونه ويرونه هو الخيال أمامهم ولذا فانهم سيتصورون أن الخيال شيء حقيقي ولا سيما أنه لا معرفة لهم بالنار أو الطريق أو الأشخاص أو بما يجري حولهم. الآن لو أفترضنا أننا نزعنا القيود عن أحد الأسرى، وأجبرناه على الالتفات للخلف فإن حركات جسده ستسبب له الألم وعيناه سوف تنبهران من ضوء النار ولو قلنا لهذا الفرد أن مايراه الآن هو الشيء الحقيقي وليس الظلال فإنه لن يصدقنا وسوف يريد العودة لجلسته الأصلية في مواجهة الحائط ولو جررناه بالقوة خلال النفق الطويل إلى ضوء الشمس فإن هذه العملية ستكون مؤلمة جدا له وصعبة عليه وحين يصل إلى سطح الأرض فإن ضوء الشمس سوف يبهره ويؤذي عينيه ولكنه بعد مدة سوف يعتاده وسينظر إلى النجوم والأشياء المحيطة به من شجر وجبال وأنهار فاحصا ويتحسس الأشياء وينظر إلى خياله في الماء ويصل إلى نتيجة: أن هذه الأشياء هي الحقيقية وليست الخيالات التي على حائط الكهف، وحين يصل إلى هذه الدرجة من المعرفة فإنه سيأسف لحال رفاقه الأسرى في الكهف وسيعتبر نفسه محظوظا أكثر منهم ولو أعدنا هذا السجين إلى داخل الكهف فإن وضعه سيكون مختلفا ونظرته للخيالات على الحائط لن تعود كما كانت عليه من قبل مما سيجعله مشوشا أمام رفاقه الأسرى الذين سيعتبرون تجربته ضارة وسيلومونه لمغادرة الكهف) بتصرف بسيط عن كتاب السياسة: نظريات ومفاهيم- د. محمد سليمان الدجاني- ود. منذر سليمان الدجاني- دار بالمنو برس/ عمّان. أوستن، 1986،ط١، ص47ـ48.
سالم عبدالله الحميدي قاص من عُمان