منذ أن تاب الحاج أحمد سعيد الصعيدي عن شغل "الخطيف " وقطع الطريق ليلا على خلق الله كانت توبته نصوحا بحق ؟ لقد تاب بأثر رجعي، وبات يكفر عن ذنوب سابقة، يؤدي الفروض الخمسة في أوقاتها بدقة ؟ ثم انه حج الى بيت الله بصحبة زوجه، وأصبح مضرب المثل في حي قايتباي والدراسة ومنشية ناصر على الأمانة والتقى والورع . حين يستمع الى القرآن الكريم – المرتل او المقروء في خطبة الجمعة ودرس العصر- تدهمه الآيات التي لم تكن تطرق بأب قلبه من قبل فاذا هو يقشعر وينتفض كالمقروص في موضع موجع حتى ليظن من يجاوره في القعدة أن سقفا وقع عليه او ثعبانا قرصه لولا أنه يتبع انتفاضته بكلمة: "حق: اللهم غفرانك !"، وقد تنهمر الدموع من عينيه بغزارة، وقد تظل تترقرق في المأقي لوقت طويل . ورغم انه مشغول من صبيحة ربنا الى قرب صلاة العشاء بفرشه في سوق الخضار يناكفه الزبائن ويساومونه على الملاليم التي يكتفي بها كمكسب جزاء عرقه في شراء البضاعة وبيعها؛ فانه أول من يدلف الى عتبة جامع قايتباي قبل مجيء المؤذن نفسه؛ حتى خادم الجامع الذي يناط به فتحه عند الصلاة واغلاقه عقبها مباشرة اعتاد أن يراه قاعدا في انتظاره على أحد صدغي الباب ذي الدرج الرخامي المهيب . هذا في الايام العادية أما في شهر رمضان فانه يأتي قبل أذان المغرب بنصف ساعة على الأقل وفي سيالته حفنة من التمر يوزعها على من يلتقيه لحظة الاذان ؟ حتى اذا ما انتهى من تناول الفطور مع زوجه وعياله غادر الطبلية ممسكا بكوب الشاي يشربه واقفا على عجل ليلحق بصلاة التراويح من أولها.
فترات انتظاره على باب الجامع هي السبب في قيام هذه العلاقة الحميمة بينه وبين هذه القطة المتعبدة مثله بل لعلها اشد منه ورعا وتقي. طول عمره لم يكن يحب القطط ولا يطيقها في بيته اذ انها في نظره خسيسة غدارة، وعلى رأي المثل الشائع: تأكل وتنكر؟ وليس عندها مثقال ذرة من وفاء الكلاب وارتباطها بأصحابها والدفاع عنهم وقت اللزوم، القطة لا تتورع عن خربشتك حتى وأنت تقدم لها الطعام بيديك ؟ لا ترعى للبيت حرمة، تخطف – بلا رحمة – الدجاجات المحمرة وتولي هاربة، تعتدي على أي طعام تصادفه في طريقها؛ تنط وتقفز وتمزق الملاءات وأوشاش المخدات والكراسي: تتراخى- مع ذلك- في صيد الفئران . الا ان الحاج احمد سعيد برغم ذلك يخشى بأس القطط فلا يقسو عليها مهما فعلت ؛ ربما ليقينه من صدق ما سمه من أحد المشايخ من أن ارواح الموتى حين تغادر أجساد موتاها تنطلق حائرة فتتلبس أي قطة او اي مخلوق يصادفها: وعلى هذا فمن المحتمل ان تكون هذه الروح روح نبي أو تقي عارف بالله .
كثيرا ما كان يحنو على بعض القطط الضالة حين يردها تتسلل الى بيته وتقعي في مواجهته في ثقة وثبات كامبراطور مهاب منجعصة برقبتها الى الوراء تروح تنقل نظراتها في عظمة ووجل وترقب ؛ وحينما يعطيها الامان تغمض عينيها وتهر في صوت خفيض رتيب كان يفسره بأنه لابد أن يكون تسبيحا بحمد الله . وكان يصرخ في ولده في فزع اذا هم أحدهم بقذفها بفردة الشبشب او ضربها بالعصا جزاء حركة خسيسة فعلتها: وينبه دائمة الى أن الملائكة تدافع عن القطط، وأي عدوان على أي قط لابد ان يعاقب الانسان عليه في الحال عقابا رادعا قاسيا: فالسلوك الامثل اذن هو ان تهوش القط بحركة ما حتى يلوذ بالهرب ويعفيك من ذنبه .
أما قطة جامع قايتباي فانها تكفلت بتعميق العلاقة بينهوبين جميع القطط . المرجح أنها- كما أفتى الاستاذ حمدي الشامي الموظف بمصلحة تحقيق الشخصية وأحد زبائن مقهى ابراهيم الغول المواجه للجامع – لم تكن مصرية؛ يعني ليست من القطط الصايعة: فالقطط المصرية ليست بهذا الجمال الساحر الخطوط والالوان والعينين الخضراوين، ولا بهذه النظافة، وهذا الوداعة، وهذه العفة، وهذا الاحترام للنفس، هذه الجاذبية التي تدفعك لاحتضانها وتقبيلها وتمرير اليد على فروتها الناعمة، هذه الشخصية القوية الى حد أنها لا تفزع من احد ولا تنط ولا تصاحب القطط الضالة بل تترفع عليها وتنظر لها بأنفة وتأمل حكيم ؛ لا، إنها لابد أن تكون قطة سيامية او رومية او من جنس أرقي والسلام ؛ يعني بنت ناس متربية على الغالي، ولابد أنها تاهت من أسرة كريمة، نزلت من السيارة مثلا أو غافلت طفلا يصاحبه من العائلة وتجولت فشردت فتاهت فأبقت على احترامها لنفسها؛ لم يغادرها تحضرها، ظلت على سلوكها المطبوع تنتظر الاكل حتى يقدم لها وإلا فإنها اتسأل عنه مطلقا؛ وحين تشعر بالرغبة في قضاء حاجتها تذهب الى المكان الطبيعي، الى دورة المياه، تترك فضلاتها الضئيلة الجافة في فتحة المرحاض. كأي كائن متحضر عاقل ؛ فان لم تجد المرحاض فانها تنتحي ركنا بعيدا خفيا؛ وعندها تنتهي تقوم بردم فضلاتها بالتراب، تظل تشمشم حتى تطمئن في ختفاء الرائحة تماما.
هكذا قال الاستاذ حمدي الشامي؟ وأسر كلامه رواد المقهى الذين اعتادوا انتظار موعد الصلاة مع فنجان القهوة وكرسي الدخان .
لكن الحاج احمد سعيد الصعيدي نظر الى الامر من زاوية أخرى؛ فطالما ان هنأك جنسا أرقى من جنس حتى في القطط والكلاب والحشرآت وجميع المخلوقات ؛ فلابد بالتالي أن يكون هناك قط أفضل من ؛قط متشرد جربوع وقط ابن ناس طيبين نظيف جميل مؤدب، قط دنيء وقط عفوف، قط مأكر خبيث وقط على نياته أبيض القلب، قط شرير وقط خير، قط كافر وقط مؤمن، ومن ثم فهذه القطة مؤمنة بل ودرويشة، تؤدي فروض الصلاة . واذا كان المسلم هو من سلم الناس من أذاه فان هذا القطة مسلمة من شوشة رأسها الى أظافر قدميها. الحاج أحمد متأكد من هذا الى حد اليقين بعد مراقبة دامت شهورا طويلة ..
ما من مرة ذهب فيها لاداء الصلاة في الجامع إلا ووجدها قد سبقته وتمددت على الصدغ الثاني لبكية الباب وهو أشبه بصعود مربع مغلق بالرخام . يجلس على الصدغ المقابل يتأملها؛ حتى اذا ما ارتفع صوت المؤذن فوق المئذنة صائحا: الله اكبر، تصحو كل جارحة فيها، ينتفش شعرها وتتحفز هي محركة رأسها مع اندياح صوت المؤذن، منتبهة مطرطقة الاذنين كأنها تستوعب كل كلمة من مفردات الاذان، وتهر، كأنها تطلق الدعوات والابتهالات المصاحبة للأذان، يكاد الحاج أحمد سعيد يميز في هريرها عبارات . الله أعظم والعزة لله ! يا أكرم من سئل ! اللهم آت محمدا الوسيلة والفضيلة … الخ.
ما أذهل الحاج احمد وجل فروة رأسه ترتفع تحت العمامة حتى كادت العمامة تطير في الهواء رؤيته للقطة وهي تتوضأ استعدادا للصلاة ؛ نعم تتوضأ، تعتدل في وضع الاقعاء تمد يدها اليمنى الى فمها فيخرج لسانها يلحس راحة اليد ظهرا لبطن تاركا عليها قدرا من اللعاب تمسح به وجهها لعدة مرات: تتبعها باليد اليسرى فتغسل الجانب الايسر من الوجه، ثم الرأس، فالرقبة: ثم تميل برأسها متكورة الظهر، وبلساني تغسل المنطقة السفلية من بطنها غسلا جيدا مثلما يفعل المصلي عند الاستنجاء. ثم تعيد كل ذلك من جديد حوالي سبع مرات . فما إن يشرع المصلون في دخول الجامع حتى تدخل في أثرهم بخطوات رزينة رصينة ورعة: تنضم الى احد الصفوف الخلفية اذا كان الجامع مزدحما يوم جمعة ؛ فاذا كان عدد المصلين قليلا فانها تتخير رقعة محاذية للرقعة التي يضع فيها الامام رأسه عند السجود، تميل بجذعها حين يميل، تضع رأسها على الارض حين يركع، تقعي على قرافيصها في هدوء وعظمة وصوت هريرها يقرأ التحيات، وحينما يلوي الامام راسه نحوها لينهي الصلاة بقوله: السلام عليكم، تلوي هي الأخرى رأسها ناظرة حيث نظر ثم تلويها مرة أخرى في الاتجأه الثاني. فاذا ما انتهت الصلاة خرجت هي مع جموع المصلين واختفت في مكان لا يعرفه أحد. لا تظهر الا قبل موعد الصلاة بدقائق معدودة حيث يفاجأ بها المصلون ممددة على صدغ الباب، فجرا وصباحا وظهرا وعصرا. ومغربا وعشاء لا يفوتها فرض واحد.
الذهول الذي طرأ على الحاج احمد سعيد بعد متابعته لهذه القطة المتصوفة لفت أنظار جميع الناس في حي قايتباي مما اعطى للقطة شهوة لا يحلم بها طامع في النجومية . البعض سخر في البدأية ؛ البعض الآخر اعتبر الامر عاديا جدا، قياسا على حقيقة أن جميع من في الارض والسماوات من كائنات يسبح بحمده تعالى. أما أن يشترك حيوان بعينه مع الآدميين في اقامة الصلاة على الطريقة الآدمية فلا تفسير له في نظر البعض الثالث الا ان تكون روح أحد الناس الطيبين قد تلبست هذه القطة عند مغادتها لجسد صاحبها في صعودها الى الملأ الاعلى . ولابد أن ذلك الرجل الطيب كان من أوليا، الله الصالحين حتى أن روحه استطاعت ان تضع في القطة روحا انسانية صرفة لدرجة أن هريرها يكاد يكون كلاما مفهوما لشدة تطابق الايقاعات الصوتية بينه وبين حديث الدعاء والابتهال، وقراءة القرآن الكريم . أما الحاج أحمد سعيد فقد وقر في ذهنه أن الله اختصه بشرف اكتشاف هذه المعجزة برؤيته لواحدة من الآيات البينات التي حثنا سبحانه وتعالى على ملاحظتها كدليل واقعي ملموس على الآيات البيانية الواردة في القرآن.
حق للحاج احمد سعيد ان . يفرح بهذا الكشف الالهي . أن يزهو بشدة وبعمق ايمانه وصفاء روحه . مما جعله يواصل الليل بالنهار في تهجد وسجود ركوع وابتهالات سأحبا خلفه رهطا من المصلين المقتنعين بأهمية كشفه وضرورة النظر اليه بكثير من الاعتبار. أصبحوا يشاركون الحاج أحمد الاهتمام بهذه القطة ومتابعة أخبارها ووصف حركاتها وسلوكها لدرجة أنهم جميعا طرأت على وجوههم ملامح قططية واضحة . قصرت رقابهم حتى اندفنت بين أكتافهم عند الجلوس لقرأءة التحيات، صاروا يبربشون بعيونهم ويلعقون شواربهم بل صارت قراءتهم اقرب الى الهرير. منهم الجزار والسماك والخضري والفوال، يجيئون للقطة بأجود الاطعمة من بقايا محلاتهم، ليضعوها أمامها على صدغ الباب، فاذا هي تنظر اليه واليهم في كثير من الاستعلاء والانفة، كأنها تونبهم على فعلهم وتهزأ بتفكيرهم المنحصر في هم البطون . تطلق بعض مواءات رقيقة أسيانة كأنها تقول لهم ارفعوا هذه القمامة من أمامي. يؤكد فهمهم لهذه أنها تتمهل قليلا ثم يعتريها شيء من الغضب فتروح تنكش الماكولات بقدميها الى أن تزيحها تماما وتلقي بها في الارض… انها إذن روح متصوف زاهد.
حتى في موتها كانت صاحبة كرامات كالأولياء الصالحين سواء بسواء ماتت ميتة كريمة . ظهر عليها الاعياء الشديد ذات يوم ؛ هزال حتى لم تعد قادرة على التجول بل إنها فقدت القدرة على الوضوء. لم تعد تدخل الجامع مع المصلين ؛رقدت في مكانها الاثير على صدغ الباب ؛ ظلت راقدة الى سكت تنفسها تماما واسرخت أعضاؤها وتخشبت . ضاعت محاولات الحاج أحمد هباء طوال أيام مرضها؛ حملها به ن ذراعيه ولف بها على الاطباء والصيادلة فحقنوها بالامصال والمقويات ولكن بلا جدوى. وحين تأكد الحاج أحمد من موتها بكاها بحرقة كما لم يبك من قبل . كان خارجا من صلاة العصر بين رهط من أتبارى القطة ؛ فوقفوا حول جثمانها يتداولون . اقترح بعضهم أن يدفنوها في مكان بعيد، واقترح آخرون دفنها في المقابر وما اكثرها من حولهم ؛ فعقب آخرون بضرورة تغسيلها وتكفينها كأي انسان. هنا طرأت الفكرة على دماع الحاج أحمد، فهتف بها في جلال: سابني لها ضريحا خاصا بها! هل يشاركني أحدكم تكاليف البناء؟ أومأ البعض برؤوسهم موافقين ؛ ابتسم البعض الآخر ولاذ بالصمت . إزور عنهم ألحاج احمد في اشمئناط وغضب وحمل القطة بين ذراعيه واتجه بها الى بيته . أمر ابنه الكبير بالتوجه الى مقبرة ألعائلة في سفح طريق صلاح سالم وأن ينتقي مساحة مربعة من حوشهم الواسع ليفحت فيه فسقية للقطة بمساعدة التربي، نفذ الولد طلب أبيه . في نفس الوقت أمر الحاج أحمد بتسخين المياه وتجهيز كفن من الحرير الاخضر ضحت فيه زوجه بايشارب ثمين وارد من الحجاز؛ قالت عن طيب خاطر: مش خسارة فيها. في طريقه الى المقبرة استدعى أحد البنائين . تعمد ان يمر من أمام جامع قايتباي والمقهى: فانضم اليه رهط كبير من الناس ؛ مضى الموكب مهيبا حزينا ألى المقبرة كلما مر في الطريق باحد سأل هذا في فزع مين اللي مات يا جماعة ؟ فيتلقى أكثر من رد "القطة الشيخة تعيش انت"، فيهتف في ورع:" إنا الله وانا اليه راجعوان! واللة لقد حزنت !".
وهكذا كان مو كب الجنازة يكبر ويستطيل في الطريق الى الحوش .
إن هي إلا أيام قليلة حتى قام الضريح حول الفسقية . ضريح مخندق ذو قبة لها سهم يعلوه هلال، تم تغفيقه وودهنه بالزيت أقيم له باب حديدي .بمفتاح، فرشت أرضه بقطع من الأكلمة القديمة لان الحاج احمذ قرر زيارة الضريح في كل المناسبات والايام المفترجة، بل لقد راوده خاطر سرعان ما نقلة الىعياله على هيئة وصية واجبة التنفيذ: أن يدفنوه بجوار القطة عند موته تحت قبة هذا الضريح، لكنه ما لبث حتى سحب وصيته بقوة مشددا على عياله بعدم تنفيذها حيث انه استخسر الضريح في نفسه واستعاذ بالله من شر الغرور وسأل نفسه مؤنبا: تبني ضريحا لنفسك يا ابو حميد؟! والله انه لعيب ! لقد بنيت لواحدة من اولياء الله الصالحات و هي لاشك تستحقه ولو لم تكن تستحقه عن جدارة لما ألهمك الله ببنائه .
اعتاد زيارة الصريح يوم الخميس من كل أسبوع حيث يستدعي بعض المشايخ المتجولين ليقرأوا القرآن على روحها؛ وفي كل زيارة يشكر القطة لأنها عودته على زيادة موتاه ووصل ما انقطع بينا وبينهم . .ولكن حدث أن اضطر للسفر الى الصعيد المكوث هناك شهرين . فلما عاد توجه من فوره الى الضريح بصحبة زوجه المحملة بأقراص وفطائر لتوزيعها على أبناء السبيل . أقترب من الضريح، وضع يده على الباب . نظر من ألفراغات في أعلى الباب استعاذ بالله وتفل في عبه من شدة الخضة، نادى زوجه بفزع شوفي يا أم سعيد وتأملي . جاءت و نظرت بقلب واجف، رأت عشرات من القطط الجميلة النظيفة، كالملائكة بعيون كدوائر من البلور تعكس جميع الألوان، قاعدة ومتمددة حول شاهد القبر في نظام وهدوء. قالت أم سعيد: ما هذا يا ربي؟ كيف دخلت كل هذه القطط هنا مع أن الخروم لا تتسع لفأر صغير؟!. قال الحاج أحمد لا يهمنا كيف دخلت فالقطط لا تعدم وسيلة للدخول الى أي مكان ! ما يدور بعقلي الآن هو أن قطتنا الطيبة كانت شيخة طريقة صوفية وهؤلاء هم أتباعها ودراويشها الذين أخذوا العهد على يديها قد اهتدوا أخيرا الى ضريحها فجاءوا لاحياء ذكراها. ثم انخرط في بكاء حارق اهتز منه جسده . وفيما كانت زوجته تسحبه عائدة الى مدفن العائلة كان دماغه مسكونا بفكرة جديدة طارئة:كيف يمكنه التدبير لاقامة مولد سنوي لهذه القطب الكبير ..
خيري شلبي(روائي وكاتب من مصر)