من أردانهم تفوح رائحة الورق الطازج – أولئك الخارجون من افتتاح معرض مسقط الدولي الخامس للكتاب – في أيديهم كنوزهم، في أعينهم: بريق نصر واستعلاء يرمقون كل متأخر بها وكأنهم: اقتسموا غنائم الفرسان وخلفوا لمن أقعدهم التأخير والكسل .. قبض ريح !!
صباح الأربعاء 1/3/2000م افتتح صاحب السمو السيد فيصل بن عي آل سعيد وزير التراث القومي والثقافة بحضور معالي وزير الاعلام عبدالعزيز بن محمد الرواس رئيس لجنة معرض مسقط الدولي الخامس للكتاب، فعاليات معرض الكتاب والذي امتد حتى اليوم العاشر من الشهر ذاته.
بغريزة القارئ والتنظيم المهيب الذي تعدى سقطات البدايات في دورته الخامسة يسهل على الزائر التجول في أجنحة المعرض دونما تودد وحيرة على مفارق الطرق ! إذ يحتل جناح سلطنة عمان – الدولة المضيفة – مساحة ضخمة مشاركة به كبرى دور النشر فيها والمكتبات بعشرات الآلاف من العناوين. كما يلفت النظر ركن وزارة التراث القومي والثقافة، خاصة وانها طبعت هذه السنة مخطوطة العلامة المؤرخ اللغوي سلمة بن مسلم العوتبي الصحاري "معجم الابانة" والذي يعتبر تاريخيا ثاني معجم بعد عين الفراهيدي وسابقا لمحيط الابادي ولسان ابن منظور، كما كان لركن وزارة الاعلام دور بارز في التعريف بالسلطنة عبر عدد من الاصدارات. وأقيم على هامش المعرض العديد من الندوات والمحاضرات العلمية والثقافية.
كما حضر العديد من الكتاب والأدباء ووقعوا على أخر اصداراتهم: الشعراء مانع سعيد العتيبة ومليحة الفودري والأميرة نوف بنت بندر آل سعيد وغيرهم، وقد حظيت أمسية الدكتور العتيبة بجمهور كبير.
ولم يفت الزائر الوقوف على اصدارات كبرى دور النشر في العالم والعالم العربي كالهيئة المصرية العامة للكتاب. ودار الآداب واتحاد كتاب فلسطين وليبيا المشاركين لأول مرة!
وأود الإشارة لمدلول ينبئ عن تحقيق مثل هذه المعارض غاياتها!! الا وهو تجاوز العديد من الكتاب والأدباء القطرية في اصداراتهم أذكر على سبيل المثال لا الحصر ديوان الشاعرة العراقية أمل الجبوري "لك هذا الجسد" عن دار الساقي اللبنانية، ورواية "الشيء" لخليل النعيمي الأديب السوري عن دار الجمل "ألمانيا"، والمجموعة القصصية للقاص العماني سليمان المعمري "ربما لأنه رجل مهزوم". عن دار الانتشار العربي "لبنان".
هاني نديم بحبوح (كاتب من سوريا يقيم في مسقط)