نظرة
كان علي أن أقطع كل هذه المسافة
وأن أمشي على حافة البياض
الذي سرقته الشمس
مثل ويح يعصفها انتظار مؤجل
كلما نعق غراب الملل
تتحدج نظرة الموت
في وضوح الأشياء
نحو الصواب الخاطيء.
أمضي النهار
كسكينة تلمع في
عيني الضحية .
يابسة تلفظ
ترابها المدنس
ونسر يتجشى أمعاءه
في غابة الانسان .
أيها الحبر المندلق
من جسدي
ما أيها النعاس
المستطيل على الحيطان .
أمنحني غواية
الكلام ـ قليلا ـ
على باب خطوتي
أمنحني عواء السهم
في نغمة عطشه
نحو الهلاك
امنحني غيابي
أبدا.
مكان
ثمة ما مكن أن سميه
مكان
ثمة ما يمكن أن تشتعل فيه
الكلمات
ثمة غرفة . . مكاتب . . أقفاص
كائنات .
شمس . . فرن
متكئا على سحابة ، قذفتني
الأقدار أسفل حذائها
تكشف سهول اسكوتلندا
عن قربها المليئة بالهواء
وألوانها الزاهية في صيفية
يفرق بيهما حد السيف
صوتك أيا الفحيح الثعباني المبرد
يخلع الجد من بياض العيون
وصوتك ايتها الموسيقى المنفرخة
بمساحة الهرب الباردة
أية خطاه رتبت أقدارها الطبيعة
وأية جمرة أضاعت قدري مسالكها
وهي تدحرج العمر في لهيب
الحياة
امنحيني نفسك العذب ايتها
الموسيقى.
امنحيني فرادة الريشة
في طلقة ترحالك المجهول
ها وقد كبر اليأس بي
على نحو رمادي
أراك ايتها الموسيقى
بالعين المجردة
أرى أظلافك
وقد أنبتت في وجهي
بياض السنوات .
رنين
صوتك الآتي ، من جحر
رنين نقاوته ، أنت
كموسى في خاصرة التراب .
انزلقت بك خيوط الليل
كسخام معلق على الطرقات
تتنفسين كلما مر عابر
أو رمى تنهيدة على مشجب
البياض
ايتها الروح أزيلي هذا الجسد
وامنحيني رؤية الحرية
في بئر الحياة .
امنحيني نظرة النسر
في قبضة مخالبه
حيث الدم بصمة الكائن
والمسافة ساحة الافتراس
كرأسي المتدلي من وجه الليل .
أنت الشرق في الحكاية
الفم الذي يسرق السكر
ويولجه بالغمزة الارجوانية
والدم علامة ظفر الهتك
قمرية لغمام الثرثرة
انداح فمي ببحر مساءاتك
ليس للصمت غير عنق
مدور
بالهمس تندلق مفاتيح
الرغبات
أحمل ضجر الدوائر المائية
علامات الساعة "اتشير"
الى نشرات الأخبار
حان الأن أن نضعكم في
كنفنا
فلتطمئنوا
مطمئن الى هذا الكائن
البازلتي أمامي
وهو يستل باستدارته
حجارة المنازل واللعنة
نحو ظلي المتلاشي
أرى البياض
في شفرة اللعبة
وهي تزدهر بين
أيدينا
أرى الشفرة
ولا أرى جسدي