صداقة الماء
الماء جميعا وأنا بمفردي،
لا نكف عن الترجرج والسريان
بين العباد تارة ،
وتارة بين مفاصل الأشجار اليابسة
مثل ضائعين يبحثان عن
دكنة للجلوس
الماء بوجهه الفضفاض ولحيته الزرقاء
وأنا بشواربي الدفئة مثل الحشيش .
صداقة الممحاة
. . . وأبدأ محو ما دونته منذ أسبوع وأكثر
تاركا على الورق
بقايا ممحاة جديدة لا ترى النور إلا عندما
أكتب بقلم رصاص،
الممحاة جميعا بحجم يشبه النعال
وأنا لوحدي بقامة تشبه القدم .
صداقة الأسرار
الأسرار جميعا وانا بمفردي
هذه المرة،
نلحق الناس فردا فردا،
نتوشوش بآذانهم سرا وراء سر
ويحدث أن نبقى فى الصدور طويلا طويلا،
لكن يحدث أيضا أن نتجمع
مثل أرتال النساء فوق دروب الترياق والعنبر ،
الأسرار بألوانها الحامضة
وانا بقميص يشبه الليل.
صداقة النار
النار بمفرد مفردها وأنا جميعا
نتلاسن حينا مثل ضرتين آخذتين بأطراف
زوج نحيل نحيل.
وحينا آخر نستغيب أصدقاءنا واحدا واحدا
ونشتغل بين أوراقهم القديمة
مثل منارتين على شاطيء مهجور،
النار بثيابها العذبة مثل
ريق فتاة ،
وآنا بصوتي المعدل الأوتار.
صداقة الأمل
الأمل بمفرد مفرده وأنا جميعا،
غريبان لا نتعاشر أبدا،
ولن نتعانق أبدا، مادامت الأرض الضيقة
تتسع وتتسع دون نهاية
لأفراد اليأس وأفراد المقت
ولذا نتهاوى ونتهاوى،
الأمل بخلاخيله المصفوفة كالشمع
وأنا بأوزاري المخروطية الخضراء.
صداقة سؤال جدي
لماذا بأوراق الخريف
فقط ،
تلعب الريح ولا تستحي
من صوت قبقاب
وصوت أنثى قادمة
أرجوك يا مجنون
أن تبقى وحيدا وتمشي
وحيدا وحيدا.
صداقة النحس
النحس جميعا وأنا بمفرد مفردي،
نستقل حافلة آخر المساء
ويبدو أننا قد نتوقف
عند باعة الأشياء المحروزة
وقد نعبر وديانا وجبالا وسهولا وجسورا
ثم أرصفة 0
ويبدو أننا قد نشاهد أبطالا منشورين
في الدكاكين وفوق التلال
المجاورة .
ويبدو أننا قد نهددهم :
النحس جميعا بما لديه من طاقة على
الدفقة والنعيق .
وأنا بمفرد مفردي بما لدي من قدرة
على الضجر.
محمد عضيمة(شاعر ومترجم من سوريا يقيم في طوكيو)