ثمة قلاع ومراصد، وجنات نخل ومساجد. تحت جبال دونها جبال ، هكذا! ما لا نهاية ، الى أن يبتديء الرمل لعبة اللانهاية أيضا ، هناك عند تخوم الربع الخال آن نرى احر وق مائجة كالبحر. هذه البلاد ، بلاد المحاربين والفلاحين ، بلاد البحارة والصيادين ، وصانعي الفخار ، والمناجل ، بلاد الفقه المختلف ، هذه البلاد لها في ثقافة العرب المنتخبة مكانة سؤالها الذي استغرق صخور المكان وقلاعه في مشرق الأمة ، حتى القرى السبع المقدسة في مغرب الأمة .
ونحن الآتين الى هنا ، تلبية لدعوة ، وتشبثا بتاريخ نريد الا ينقطه ، أقول لنا: ماذا نريد؟
وأقول لكم ، يا من أرسلتم الينا رسالة الوشيج : ماذا تريدون ؟ لن يكون في الجواب اختلاف أصم مادام السؤال و اضحا.
ثمة في إرادة مشتركة ، رقبة مشتركة في إملاء الشأن الشقان ، بتجلياته المتعددة ، إبداعا وابداء.
وثمة الحاح على هوية يتهددها ما يتهددها.
ثمة الحا ح على لفة لا نريدها عجماء.
وهى سيادة أرض هي معراجنا الوحيد الى السماء وهكذا
نبدأ السبل : خطوة أولى ، مهرجانا أول للشعر يتلوه ثان للشعر، فثالث للشعر ونقده.. الى أن تكون الخطي واثقة متصاعدة كالطريق الى القمة .
بهذه الأمنية ، بهذا الدعاء الصادق ، ختم مهرجان مسقط الثاني للشعر العربي أيامه الخمسة . أيام النشيد والنشيج . الأيام التي ضمت شعراء من مختلف البلدان والاتجاهات احتفلت مسقط بل كل عمان بأيام الحب والسلام والشعر، هذا التقليد الذي أرسى قواعده النادي الثقافي في السلطنة حيث كان مهرجان مسقط الأول للشعر العربي في نوفمبر 1995م بدأت فعاليات مهرجان مسقط الثاني للشعر العربي في يوم الثاني والعشرين من شهر (فبراير) الماضي، وانتهت في اليوم السادس والعشرين منه .
في اليوم الأول افتته المهرجان أمسيته بكلمة ترحيبية ألقاها الرئيس التنفيذي للنادي الثقافي الشيخ سيف بن هاشل المسكري، الذي رحب فيها بالضيوف شعراء المهرجان . وبأصحاب المعالي والسعادة وبالحضور الذين غصت بهم القاعة طوال أيام المهرجان .
كانت كلمات الشعر الأولى في الأمسية هي قصيدتان
لشاعرنا الكبير، ومعلمنا الملهم الشيخ عبدالله بن علي الخليلي الذي كانت مشاركته المفاجأة السارة التي قدمها لهذه التظاهرة الثقافية والتي أصر رغم مرضه أن يشارك فيها، احتفالا واحتفاء.
ألقى القصيدتين أحد تلامذته الذي تعلم على يديه ، الشاعر حبراس بن شبيط بن لافي .
شارك في المهرجان خمسة وعشرون شاعرا منهم أحد عشر شاعرا عمانيا.
وزع الشعراء على ثلاث أمسيات ، كل أمسية تتكون من جلستين وكانت كل جلسة تضم نحو أربعة شعراء . ضمت الجلسة الأولى من الأمسية الأولى كلا من الشاعر عبدالرزاق عبدالواحد من العراق ، والشاعر سعيد الصقلاوي من عمان ، والشاعر محمد جبر الحربي من السعودية ، والشاعرة ذكريات الخابوري من عمان .
أما الجلسة الثانية من الامسية الأولى فقد ضمت كلا من الشاعر قاسم حداد من البحرين ، والشاعر هلال الحجري من عمان ، والشاعرة ميسون صقر من الامارات العربية ، والشاعر أمجد ناصر من الأردن .
أما اليوم الثاني للمهرجان فقد حوى في جلسته الأولى كلا من الشاعر عبدالله البراوني من اليمن ، والشاعر طالب المعمري من عمان ، والشاعر ممدوح عدوان من سوريا، والشاعرة سعيدة خاطر من عمان .
وكان كل من الشاعر سعدي يوسف من العراق ، والشاعر هلال العامري من عمان ، والشاعر مصطفى محمد الغماري من الجزائر والشاعرة نورة البادي من عمان هم شعراء الجلسة الثانية لليوم الثاني من مهرجان مسقط الثاني للشعر العربي.
في اليوم الثالث حط المهرجان رحاله في نزوى حاضرة العلم والثقافة والتاريخ ، وكان يوما مفتوحا ، تجول الشعراء في التاريخ بين الأثار بين القلعة والسوق ، بين الجبل والوادي ، استقبلت نزوى شعراء البلاد بالحفاوة والترحاب ، وصبت لهم فناجين القهوة برائحة الهيل ، وأذاقتهم طعم الحلوى العمانية بنكهة الزعفران .
وفي المساء كان الفناء وكان السمر، وكان الشعر، فحلقت أصوات الشعراء في سماء نقية صافية .
وكان اليوم الرابع ، يوم الختام ، اليوم الذي كان فيه للشعر مساءات في مساء، وجلسات في جلسة . هذه الأمسية أمسية القادمين من بعيد، الحاضرين دائما، المتوهجين بالضوء والضياء، الأمسية احتضنت في جلستها الأولى الشاعر سميح القاسم من فلسطين ، والشاعر ابراهيم المعمري من عمان ، والشاعر سركون بولص من العراق ، والشاعر مهنا بن خلفان الخروفي، من عمان والشاعر المنصف المزعني من تونس ، بينما ضمت الجلسة الثانية ، الشاعر محمد القيس من فلسطين والشاعر محمد عبدالكريم الشحي من عمان ، والشاعرة حبيبة محمدي من الجزائر، والشاعر أبو سرور حميد بن عبدالله الجامعي. في نهاية الأمسية ، ألقى سالم العبري عضو مجلس إدارة النادي الثقافي للمشاركة في مهرجان مسقط الثاني للشعر العربي.
أخيرا ألقى الشاعر سعدي يوسف كلمة بالنيابة عن الشعراء، شكر فيها السلطنة على إقامة المهرجان ، وألحد على أهمية استمراره وتواصله مع الشعراء العرب . اللافت للنظر أن مهرجان مسقط للشعر العربي، منذ المهرجان الأول وتأكيدا في الثاني شهد اختلاف وتعدد الاتجاهات الفكرية والشعرية ، وكان لذلك أثر ملحوظ في قلوب الشعراء والحضور.
سعى مهرجان مسقط للشعر العربي منذ فكرته الأولى الى تأسيس قاعدة قوية للارتقاء بالوضع الثقافي في البلاد وذلك من خلال استمراره وتواصله مع شعراء البلاد العربية ، ولقد فتح المهرجان نافذة كبرى على ، ومن مسقط ، وبقار ما آل اليه المهرجان من نجاح منميز فهو محتاج الى تعميق فكرتة نحو ايجابية العطاء على المستويات الثقافية العمومية انطلاقتها وتوجيهاتها.
افتحي نافذة أخرى
انزعي عن قمر الروح الستائر
السنونون تدنو من زجاج الشرفة المغلقة
الغرفة تكتظ بموت راكد
قومي الى الريح القريبة وافتحي نافذة.
أخرى لقداس البشائر
للسنونوة
هذا الحجر الصاعد من موتي
الى سدرة ميلادي المهيبة
افتحي نافذة أخرى على قلبي
قومي وافتحي نافذة اخرى على شعبي
وأعراس المقيمين لميعاد المنافي والمهاجر
ياابنة الشمس التي تطفح
زيتونا وتفاحا ولوزا
افتحي قلبي على اللغز
دمي فك بسمر الحب لغزا
واقذفيني حجرا
سميح القاسم