كأنما في المكان لا أحد
سوى طفلتي
تحملني عيناها الحزينتان الى
أجواز السماء
هكذا تقربني زهرة منفاي
من أكثر الفراشات لمعانا في مسالك
طفولتي
حيث كنت أهجس بالليل
وبالمطر الحقيقي
حالما
بالنافذة المربعة أعلى السرير
وبشجرة تلتف حتى اخر وميض
للشمس
واذ تهمس من هناك شفة الكون
يتبدى في مكان اخر
قمر في إنكسار ضئيل
يحمل سرير الروح
لنجمة تقربني – أنا العابر – الى
الموت
لم يبزغ الحلم
ولا النافذة تبك التي
تهجع أسفل الكلام
لم أعد لليل
ولا ليد أمي الشاخصة بعينيها الى
السماء
بصمت ..هكذا
صرت أقطع سحابة الدهر
باكيا دون أن تسقط من مقلتي قطرة
ماء.
معرجا في عيون الصغار
ساهمين
أو مشرئبة أرواحهم نحو ليل
معصور
كأنما ولدت به ليلة صامتة
أو ربما بصحراء.
ضوء الليل
الأشجار التي انمحت في فضائها
الأبدي
القرابين ورفة العصافير
على المنحنى الباهت
هناك حيث تحترق خطوتي
في سكينة الأرض
إذ الموت صنو الروح
هذه الدائرة في مواسمها حول الشمس
– الشمس – أنت . .
يا ربة الجمال
يتها الموات المسجى على قبلة منفاي
ها أنا أصطلي بأنوارك العذبة
وبالشجيرات الواقفة على دفة الليل
دائما أنت
الحانية
فوق
مقصلتي .
أسماء
تحدثني عن الليل
عن وجه الشمس
السابحة في مباهج الكون
عن مساءات اللحظة
الاتية في ممرالعمر
لم أصغي للثغتها الافلة
كوليد
كشجر ينحني من الموت
تكسرت شفتاي يتها الطفولة
انظري
من يلمع حزني الأبدي
-حزني – هذا المشبه
بانطفاء قمر ملائكي
(كأنما أكتب شعرا)
كأنما اليتم لباس
يواري سوأة الجسد.
كأنما الطفولة مكان يضمني
أو كأنه وميض
يحملني فوق أزاهير
سماء
ث
ا
م
ن
هـ
أجراس الغياب
تنظر من علو الليل
شجرة تطلق نداءها الأبدى
قمر العمر انطفأ
سقطت على قلبي جلبة الريح
حينما كنت منصتا لأرض بعيدة
حيث دمدمة عظام أمي
كأجراس تقرع في زوايا الليل
عبدالله البلوشي ( شاعر من سلطنة عمان)