-1-
سأصحو هذه الليلة
-فقط –
من أجل أن أتتبع
مسيرة المي المراوغ
لن اتالم
ولن أبكي
بل
سأعض على ياسى
حتى تفيضن الأحلام بين
نواجذي
لكن تبل ذلك
ضمينى بلا هوادة
أيتها الغفلة
واحتضني أيها الشرود الأبدي
كي يتسع بياض عينى
لكل
الذهول
في العالم !
-2-
ليت لي شيئا
أفزع إليه يا أبي
كما تفزع أنت الى صلاتك آخر الليل
(يا صلاته أرفقي بي واتئدي )
تعال
وقايضني يا أبي :
سأعطيك كل شيء !
الثورة
والمجد
وأحلام اليقظة
كل شيء يا أبي
وأعطني أنت
دمعة
من دموعك التي تذرفها ساجدا اخر اليل!
-3-
لا . . . .
هذا الليل لي
ولن يشاركني فيه أحد
غير
هذا النسر الجريح
الذي
يخفق بجوانحه بين رئتي
لا. . . ..
هذا الليل لي
بكل
زفيره وحرمانه
بكل صلاته وتجديفه !
تعال
أيها الليل الجريح
لدي
ما يؤويك هذا اليوم !
غربة نزقة
وشفاقة
كأول الخلق !
-4-
لن أكون سهلا ومجانيا
وداعا
أيتها السفينة الضائعة
وداعا
أيها الربان المغفل
وداعا
ياكبرياء المتنبي
وداعا
ياوسوسة ابن الرومي
وداعا
ياجنون نيتشه
وداعا
ياأحلام جيفارا
وداعا . . أيتها الوحول
إننى راحل
ساغرق في الصحراء
ساتشبث بهذا الصمت المقدس
وأتغنى به
كمايتغنى
العشاق
العذريون
بحبيباتهم
حتى الموت !
-5-
المجد للموسيقى
كلما بكى غريب أو سكران
المجد للموسيقى
كلما أن شاعر أو عاشق
اجد نفسي كثيرا
في المقاهي الفرنسية
ذات الغيوم السوداء
والموسيقى الجارحة
هناك في زاوية المقهى
توصوص إلي – من خلف نظارتها الضخمة-
فتاة مثقفة
أكره النساء المثقفات
كما أكره النقاد والمخبرين
مع ذلك
كلما يهتز نهد أو تنثني ركبة
يفاجئنى اللعاب بين شفتي
كالأطفال والمسنين
الى أين تمضي بي هذه القصائد المدورة!
والأحزان المرجعية؟
أنا الملك المعزول
والشاعر الأعزل
أجد نفسي كثيرا
في " المقهى الفرنسي "
ذي الغيوم السوداء
والموسيقى الجارحة !
هلال الحجري (شاعر من سلطنة عمان)