قطف وما قطف
هي جسمها روض وقد ثقلت أغصانه
بثمارحكمته
وجنون برعمه عن زهره كشف
لما اشتهى فمي مداعبة
والأنف شما
هزت الكتف
وتجمر الكفان وانطلقا
يتعابثان بها
وقد شغفا..
فنهضت مذهولا
وقد وثبت من حضني النمرة
مجلوة عطرة
بثمارها وزهورها النضرة
والجمر في كفي قد قطف
وماقطفت!
يخذلني الهوى
ان قلبي بيت لها
ولكنها لغمض العين عني
وتنسى اختلاط دمانا
على خنجر واحد.. في الظلام
كيف يعبزني كل هذا الجمال
ويعلق بي صدأ كان ولى
فكيف تولى؟
كيف تصغر هذي البلاد بعيني؟
كيف توحشني حين أبعد عنها؟
وأدنو فيسخر مني السراب؟
أتمكن منها فيلسعش عقرب
وتفح على ركباتى أفعى
أي سم سأرشفه بالرضاب؟
خيبة
كلف بها وبحسنها
لكنها بشؤونها كلفه
واذا وصلت
أصيد لؤلؤها
شمتت بي الصدفة.
يجرحني
كيف يا صاحبي
تستقيم وأنت تقيم
على مضض
في مكان يصد
ويجرح منه الهواء؟!
برج الورد
أهدته الورد ة
أهداها مشموم الفل..
فمها في فمه
زنبقة في جرح يزف من كفيه على
بشرتها
تلسعه بجمار تسامحها الشهواني
تبخره بين ذراعيها
يعلو مرتعشا فوق تضاريس الجسد
المشدود الى
سرتها
كي يهطل
صار وحيدا في شرفة برج يالوي أسفارا
ويواري أعمارا في بطن الحوت..
أضناه أن حمل الوردة بين الأضلاع
الى أن صارت ضلعا كسرته امرأة من
رمل..
بين لهاث يهمز أحصنه الدم
وحفيف الأوراق تشاكسها نسمات من
شم أو ضم
همست وردة روحي:
– العقرب يلمسع قلبي وأنا ألتم
كان هوى يذبلني
أم سم؟
ان زعافا يقبضني
عن أعلى ساقي الى الفم
كانت بتلات الوردة ذابلة بين زوايا برج
الحمل..
(أحبتني أم لا؟)
صدقت الوردة
فالتمت بتلات الروح على ساق من
ذهب آخضر
والتمعت أوراق يغمرها بوح ندى
وتوارى شبح العقرب في الظل.
هادي دانيال (شاعر من سوريا يقيم في تونس)