تحت ظلال السعف الراكد في الظهيرة الشهباء
في قاعة مكشوفة
في شاشة مجسمة
عنترة نام من التعب.
يداه مجدافان
ووجهه بوصلة محترقة
يشخر مثل هرقل مطفأ.
سلطت فوق وجهه أشعة, وقلت
»يا عنترة الذي
زيف عمره
وزيف المشهد في الفيلم
وأبقى قصة ملفقة! «.
انقلبت شفته صوصجة منفوخة
وظل غير آبه, اسمعه يقول:
»فوددت تقبيل السيوف لأنها… «
تضحك من نفسك يا صديقي الأسود,
ما تقول?
ممدد كحارس مطرود
وكفه تلهو برسم أبيات على التراب:
قوالب فارغة ورثها من زمن
يملؤها في نومه مخدرات.
لكنه اكتفى من الرصف بلا حقيقة
واتجهت عيناه للسماء, هذي ضجة
تشتجر الرماح أم حوامة تهبط?
كم يضطرب الخيال
ما تزال ناقتي تعلك
ما تزال هذه الحمولة الكبيرة, الحياة
لا توزع البريد بانتظام
وليس لي مركبة, وهذه الأسلحة الكثيرة
فكيف أنهي هذه القصيدة?
رأسي خلا من أي صورة.
القارئ القابع في غرفته يتابع الأبطال
في الفضاء يقفزون
من كوكب لكوكب…,
حرر نفسه, استدار من مربع يأكل وجهه
وعاد يقرأ القصيدة
القارئ المشوش الذهن رأى قصيدتي
حياته مقطوعة
تركتها ناقصة يكملها كما يشاء.
عنترة مل من الايقاع, بل من سخافة السيوف
عنترة ومعه صديقة بيضاء يخرجان
من مرقص ليكملا الليلة في البيت,
سمعت عنترة
يهرف نثرا ما يزال طينه عليه
يقول هذه البحور دمرت حقيقتي
وضيعت حزني ولا أحد
يعرف حجم محنتي
لكن هذه
حمولة كبيرة, فكيف أكمل القصيدة?
لا صورة تجيء
توقف الخيال في منتصف القصيدة
وانفجرت سيارة مفخخة!
قد يضحك النقاد والمحافظون
من شاعر يدور في منتصف الطريق
لكنه الخيال ظل جامدا وفارغا
فلو أظل بانتظار باص, لو تجيئوني الاسعاف
لو ناقتي…
أشاعر أنا بلا حقيقة?
رجعت في حقيبة فارغة, وهذه المخازن الكبيرة
وهذه الحياة-
فارغة محطة البنزين.
إليك عني أيتها البحور – الصحراء تحت الجلد
والنثر قاع رطب
فخلني ألق احتجاجاتي ببرميل من الزيت
وخلني أخلق لهم عذرا لكي أظل شاعرا
تهرأ الجلد من الكذب
تهرأ الضمير
تهرأت كفي من الجرائد
وامتلأ الخيال بالانقاض.
سدى سدى أبحث عن نظافة
سدى سدى أبحث عن خيال
في آخر الصفحة, أو في أول الصحراء
أصرخ:
لا قصيدة عذراء
والنثر مارس الشذوذ
أقرع باب الله أطلب النجاة
هذا الفحيح? لا تخف, شاحنة بعيدة.
عنترة تقوده ناقته
أنا تسحبني وراءها القصيدة.