هو البحر الغارق في الفجوة والتردد
أمام مسحة أولى
تنبعث من جسدك
بريشة ولون (أفروديت)
يهبط الملاك بخاتم لك
ويقبل الشيطان مجنونا
في أعلى السارية, يقذف العابرين
بالقلوب والإبر
هو التلاحم والتضاد
هي الحقيقة بالأبيض والاسود
هما الموت والحياة يتعانقان على قارعة الطريق
هو الشاطئ لا يعترف إلا به
ولكنه الآن تنازل عن رماله
لأمواجك
وشرع يفكر في طريقة رحيمة لجفافه
تشعر الأشجار بأنك وحيدة
ولاهية بجبهتك المرمرية
في فضاءات تحطم
أشكال الهندسة والزمن والمكان
لائق به امتطاء السديم
وجسدك الزمردي
يلهب في الأحلام اللانهائية
لائقة عليك ألحان السحرة
وغناؤك يحفر بجذوره
في لب الغيابات
السماء خضراء كالعشب
وأنت تنامين
في حريرية بيضاء
تنمو ضفائرك متسلقة
أعلى أغصان الشمس
الليل فيك روح من الأكوان
والخلائق
وجنباتك بعيدة
كالمسافات بين الكواكب
مغسولة بذرات الظلام
الليل تفاحة الجائع
ومهبط الانسان
إلى أرضه المثلى
من أجلك..
ألقيت بسرجي, على ظهر الريح
وأقتفيت
أثر البرق
وأصغيت للصوت
لأنك حيث ترعدين
يهطل المطر
وتتعانق الزنابق منتشية برائحة السحاب
أنت الفرصة الوحيدة لالتقاء ما بالأرض
بالسماء.
عندما تمشين
على تموجات صفرة الصحراء
أحس بأنك
واحة متنقلة
تسكنها العصافير
والصنوبر ورقائق الزهور
ومن أصابعك الذهبية
تترقرق الغدران
فتتنفس الحياة
بالأريج والعطر
والأحلام البهيجة الملونة
لكن أحيانا
أشعر بك الأفعى
المقبلة نحوي
عن تقصد, ودوافع
مبررة.
لم تشعر في ذاتك
بأن الحياة
شاحنة
تتململ فوق طرق وعرة
وأنت في المؤخرة
مكوم فوق شحنة
من البنادق, والقنابل الرديئة الصنع
لم هذا
التوقع المحتوم
للانفجار في المتاه.
عندما يجرفني
تلاطم الأكاذيب, والمؤامرات
أتذكر بسمتك الصافية
كثغر الشفق الحزين
حينها يحممني الغروب
وانام متوسدا
أغصان الحقيقة
المتساقطة, منذ أمد على أرض
تخون الجذور, والورقة
الضوء لا يمثل إلا نفسه
والظلام متعقب مأجور
الشعاع المقبل, من عينيك
يكشف سبايا
مشاعري
ويوردني مهزوما
لعري الشمس, ولوثة الحرائق
لكم أصابتني هذه البقعة بالصدمة
فأنا بين غثيان الجبل, وقيء البحر
والرمال التي بداخلي
لا يقطعها
مكتشف أو رحالة
بل أطفال, فقدوا الطريق الى بيوتهم
وهم يركضون
خلف
طائراتهم الورقية.
دائما هناك هسيس ما
محمل بالخوف والأرق
الأشجار ما كان بوسعها أن تحتمل
لولا محبتها للأرض
والمياه ذات الخرير الصارخ
لا تنشغل الا بنفسها
والعمل على سكب قطرات الحياة, حيث لا حياة.
في حين..
أنها تتجاهل الأعين المقبلة على الموت
وهي مستمسكة
بالضفاف..
ما كان بودي, ان تسمعي هذا
ولكنك الآن
أكثر إصغاء, واستشعارا للذعر
عليك منذ اللحظة
تربية الأنياب
واكتشاف تركيبة السم
للدفاع عن وطن
نجهل معناه
لكننا نحبه
بجوارحنا المبتورة
أنفاسك تدفع في قوة مدمرة
وغامضة
أتصورني, اعصارا ذا مسننات تفتت الحجر
(هيراكليس) وهو يقوم بمعجزاته الاثنتى عشرة
يبدو العالم ككرة (بولينج)
أدحرجها بيدي
وأسقط بها ما أشاء
من نصب وصولجانات
ولكن..
أحيانا تبهرني
مهارة الحرباء, وهي تختفي
سالمة في الرمل..
أحيانا اصرخ
في أذن العالم
أحبك
وأحيانا لا أستطيع
قولها حتى في السر
أنا على يقين
بأن هناك من يتلاعب
بعناصر القوة والضعف
الموت والحياة.
وهو الذي يدفع بي
إلى أعلى القمة
لأنادي, مفاخرا:
أنا القائد, الذي فاجأ النهر, في منبعه وأرداه قتيلا
أنا القائد, الذي فاجأ النهر, في منبعه وأرداه قتيلا
أنا القائد, الذي فاجأ النهر, في منبعه وأرداه قتيلا
ثم
سقط
من
شدة
العطش..
علي المخمري شاعر من سلطنة عمان