عبده وازن
كاتب لبناني
لا تنفصل الصحافة الثقافية عن الحياة الثقافية عموما ولا تنفرد بنفسها كصنيع مستقل، فهي أولا وآخرًا مرآة للحركة التي تشهدها الثقافة وفسحة لقاء بين القراء والمبدعين، عبر أقلام النقاد والصحافيين. إنها أيضا حيز للكتّاب أنفسهم يطلون من خلاله إطلالتهم الإبداعية أو النظرية. والصحافة الثقافية لا تزدهر إلا في ازدهار الحياة الثقافية نفسها، وهي تضمُر كذلك في ضمور تلك الحياة. وإن بدت هذه الصحافة مرتبطة ارتباطا وثيقا بحركة الثقافة وإيقاعها فهي ضميرها الحي الذي يرافقها ويضيء أمامها الطريق.
في عصرها الذهبي استطاعت الصحافة الثقافية العربية أن تجاري الحياة الثقافية وأن تسهم في صنعها، وخاضت معارك كبيرة كمعركة الحداثة والتنوير والتجديد اللغوي، وصنعت أجيالا من الكتاب والقراء على السواء. في عصرها الذهبي أيضا نجحت الصحافة الثقافية في توجيه النتاج الأدبي والفني وخلقت لنفسها سلطة كانت في أحيان أقوى من سلطة الثقافة.
وإن كان يصعب اليوم الكلام عن عصر ذهبي للصحافة الثقافية العربية كما يُجمع الكثيرون، فإن هذه الصحافة تجاهد لتجد لنفسها المكان الملائم ولتستعيد بعضا من سلطتها الغائبة. ولعل أزمتها الواضحة هي جزء من أزمة الثقافة العربية التي تعاني الكثير من الهموم والشجون. فالمرحلة الراهنة غير مواتية لازدهار «صناعة» تتطلب، أكثر ما تتطلب، مناخًا من الحريّة والديموقراطية. إنها مرحلة الرقابة المضمرة، مرحلة المحظورات والمحرمات التي تزداد يوما تلو يوم، على رغم تقدم العصر وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي. والصحافة الثقافية التي لم تستطع أن تستقل بنفسها عجزت عن تخطي ما يفرض عليها في وصفها جزءا من مؤسسة أو صحيفة أو مجلة. إنها في هذا المعنى صحافة خاضعة لأفكار مسبقة وآراء ووجهات نظر. إنها الهامش الذي لا يتمتع كثيرا بحريته وهوائه.
وإذا لم تعر بعض الصحف والمجلات كبير اهتمام لصفحاتها الثقافية معتبرة إياها صفحات ثانوية، فإن بعض الصفحات استحالت تلقائيا عبر المشرفين عليها، إلى منابر «انحيازية» أو شللية» تتجاهل ما لا ينبغي تجاهله، وتفرض على قرائها ثقافة واحدة وجوًا واحدًا، ومارست دورًا شبه إلغائي وخاليًا من العدالة والحق. وانصرفت بعض الصفحات إلى التوفيق الثقافي دامجة بين السليم والرديء، بين الحقيقي والمزيّف وفتحت أبوابها ليس للتيارات المتناقضة والأمور الشائكة وإنما للخدمات والعلاقات «الأخوية» وسواها.
طبعا لا تنطبق هذه التهم على كل الصحافة الثقافية، فبعض الصفحات لعبت وتلعب دورا مميزا سواء في صناعة الثقافة أو في توجيه الحياة الثقافية وفي مخاطبة القراء مخاطبة عميقة وجدية. واستطاعت هذه الصفحات أن تتحمل العبء المفروض عليها لتجعل من «الثقافة اليومية» فعلا إبداعيا يتحدّى الرّاهن ويتخطى المحظورات ويواجه الرقابة أيا كانت، مواجهة مباشرة أم غير مباشرة. واستحالت هذه الصفحات منابر مفتوحة أمام الآراء الحرة والمواقف الجريئة والتجارب الأصيلة، وشهدت حوارات حقيقية بين التيارات المتناقضة.
إلا أن الصحافة الثقافية لا تستطيع أن تحل محل الصحافة المتخصصة، فهي صحافة مفتوحة على الأحداث الثقافية وينبغي لها أن ترافقها وتنطلق منها. وهكذا لا تتمكن الصحافة الثقافية اليومية من أن تؤدي الدور الذي تنفرد به المجلات الشهرية أو الفصلية.
ولعل ما يجب الإشارة إليه أن الصحافة الثقافية قد تكون من أصعب أنواع الصحافة، مثلها مثل الصحافة العلميّة التي تتطلب اختصاصا في هذا الميدان. وعلى خلاف ما يشاع أو ما يظن أصحاب الصحف أو رؤساء تحريرها، تبدو الصحافة الثقافية هي الأشد حاجة إلى التخصص والتمرس والمعرفة. فهي أعمق من أن تكون عملا صحافيا، وأوسع من أن تكون تأريخا راهنا للواقع أو مرافقة لأحداثه وهلم جرا. إنها الصحافة التي تجمع بين العمل الصحافي والثقافة، في كل ما تعني الثقافة اليوم من تعدد في الحقول أو الميادين والمعارف.
قد يبالغ من يسعى إلى امتداح الصحافة الثقافية الراهنة في العالم العربي، وقد يبالغ أيضا من يرثيها أو يتحسر عليها. ولا يخفى أن هذه الصحافة تشهد حالا من الاضطراب والارتباك، يصعب على ما يبدو، الخروج منها أو تخطيها بسهولة. والسبب لا يقع على عاتق الصحافيين وحدهم ولا على الصحف وحدها أو على أصحاب الصحف ورؤسائها أو مديريها. فالصحافة الثقافية هي أولا وآخرا صورة عن الثقافة نفسها، وإذا كانت هذه الثقافة مأزومة، فهل يمكن الصحافة الثقافية أن تنجو بنفسها من هذه الأزمة؟ هذه إشارة لا بد منها، فالصحافة الثقافية مهما استقلت أو مهما ساهمت في صنع الثقافة، تظل مرتبطة بها، ارتباط الظل بالشخص. إنها الظل وإن كان في أحيان أشد قوة من مصدره.
لعل أسوأ ما يواجه الصحافة الثقافية العربية اليوم هو انحدارها البطيء نحو الخانة الصحافية الاستهلاكية، أي ما يمكن أن يسمى صحافة «المنوعات». وغالبا ما يتذرع أصحاب الصحف، ما خلا بعضا منهم، أن الصفحات الثقافية لم يبق لها إلا قلة قليلة من القراء. وهم لا يتوانون عن التضييق عليها وخنقها متذرعين بحجة عدم الإقبال عليها. وفي رأيهم أنها أيضا غير جالبة للإعلانات، مما يعني أنها عبء على الصحيفة. ومن اللافت جدا -والمؤلم- أن صحافة المنوعات بدأت تتقدم على الصحافة الثقافية في الكثير من الصحف العربية. بل إن هذه الصحافة «المنوعة» والمسلية أضحت هي المثال الذي يجب حذوه، خصوصا في زمن رواج الثقافة الاستهلاكية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي ظل مثل هذه الأزمة لم تستطع الصحافة الثقافية أن تواجه انحدارها البطيء الذي سيطول. وباتت هذه الصحافة في الكثير من الصحف، تفتقد الأقلام الجيدة والجادة، وتفتقر إلى المقالات العميقة والهادفة والصائبة. فأصحاب الصحف في معظمهم باتوا يختارون لهذه الصفحات صحافيين عاديين أو مبتدئين وغير محترفين، والهدف التوفير المادي، ولم يعد يهمهم استقطاب الأقلام المهمة أو الطليعية. وليس مستهجنا أن تغيّب صحف كثيرة صفحة الثقافة عن جدولها اليومي فتصدرها مرة أو مرتين في الأسبوع، أو تعهد بها إلى الملاحق، وما أدراك ما تكون هذه الملاحق ! لكن هذا لا يعني البتة أن الصحافة هذه تخلو من مقالات مهمة يكتبها من حين إلى آخر كتاب ونقاد على مقدار كبير من الأهمية.
لا يمكن تجاهل حال الوضاعة التي بلغتها الصحافة الثقافية في صحف أو مجلات عربية كثيرة، لا سيما في زمن الانترنت الذي يكاد يجعل بعض الصحافيين «لصوصا» أو سارقين. وقد يلاحظ القارئ في معظم الأحيان كيف تتشابه المقالات وتتقارب هنا وهناك، حتى لتكاد تكون نسخة مكررة. أما الظاهرة الأسوأ فتتمثل في عدم اختصاص الصحافيين، كأن تقرأ للكثيرين منهم مقالات يكتبونها بلا هوادة ولا حرج، في كل الحقول، في النقد الأدبي كما في النقد المسرحي أو السينمائي أو التشكيلي. هذا أسوأ ما يمكن أن تبلغه الصحافة الثقافية. وقد يكون هذا حافزا على سقوط هذه الصحافة في (فخ) الاستهلاك و(المنوعات) الخفيفة.
الصحافة الثقافية اللبنانية نموذجًا
هل يمكن تصور لبنان بلا صحافة ثقافية جادة وطليعية على صورة ما كانت صحافته طوال عقود؟ لا ملاحق ولا مجلات نقدية وربما لا صفحات ثقافية ترافق الحراك الأدبي والفني والثقافي عموما؟ كانت الأعوام الأخيرة، التي أعقبت الأزمة السياسية والاقتصادية والمالية التي مازال لبنان يعيشها اليوم، هي الأقسى على الصحافة اللبنانية. ولا حاجة لاستعادة المأزق الذي تتخبط فيه هذه الصحافة بعدما حل بها ما يشبه الفقر المدقع وهو ما يسميه بعضهم انقطاع المال السياسي أو الدعم الذي عادة ما كان يأتي من خارج الصحافة وخارج الحدود. صحيفة عريقة أقفلت أبوابها مع رحيل صاحبها ورئيس تحريرها، أخرى قلصت عدد صفحاتها ما أمكنها لتواصل الصدور عقب الأزمة المالية المستشرية التي تعانيها والتي أوجبت عليها التأخر أشهرا طويلة في تسديد الرواتب. وأخرى أيضا تبدو كأنها تحتضر وأخرى تخلصت من حفنة من موظفيها وأخرى… بضع صحف «صمدت» حتى الآن هي «أشباه» صحف، مهنيا وخبريا وصدقية، وقراؤها لا يعدون قراء وهي تصدر في أدنى كلفة وبلا رواتب تقريبا. لا مجال هنا لرثاء الصحافة اللبنانية التي كانت رائدة عربيا منذ الخمسينيات ونجحت في صنع الحدث السياسي الذي يفترض بها أن تكون تابعة له، وكانت سباقة في مرافقة تحولات العصر حتى أضحت شاهدة عليه. غالبا ما يتم الكلام عن الصحف اليومية في سياق الحديث عن الصحافة اللبنانية، مما يدل على أن المجلات الأسبوعية لم تبق حاضرة كما من قبل ولا أثر لها يذكر، إعلاميا وسياسيا، وهي أصلا تعاني ما تعانيه الصحف نفسها من مشكلات. وغالبا لا يعول عليها ثقافيا، فالصفحات الثقافية لديها تقتصر على ما لا يعول عليه.
في خضم المأزق الصحافي الراهن بدت الصحافة الثقافية هي الأكثر تضررا، بل كانت هي الضحية الأولى والسهلة التي من الممكن تقزيمها أو تحجيمها وحتى التخلي عنها. وكانت الملاحق الثقافية هي أول ما ضُحي به أو وجبت التضحية به. راحت الملاحق العريقة والحديثة تختفي واحدا تلو الآخر وهي كانت أضحت مع اندلاع الربيع العربي منابر مفتوحة أمام رياح الثورة وأعادت إلى الصحافة اللبنانية وهجًا كانت فقدته بعد الحروب اللبنانية المتعاقبة. احتجب ملحق ‹النهار› الذي كان يشرف عليه في مرحلته الأخيرة الشاعر عقل العويط بعد مغادرة الروائي إلياس خوري. وعرض عليه من ثم أن يختزل صفحاته الثماني (داخل الجريدة) إلى صفحتين، فآثر إيقافه. ثم تلاه ملحق ‹تيارات› الذي أسسه في جريدة «المستقبل» الروائي حسن داود ثم تولى إصداره في السنين الأخيرة الشاعر يوسف بزي. ملحق «السفير» الذي كان يشرف عليه الشاعر عباس بيضون اختصر إلى صفحتين، وبعد الأزمة الخانقة التي واجهتها الصحيفة تولى إصدار الصفحتين الشاعر إسكندر حبش، وقد توقفتا نهائيا مع احتجاب الصحيفة. أما صحيفة «الأخبار» التي تدور في جو حزب الله والمناخ الإيراني فما زالت تصدر ملحقها الأسبوعي «الموجه» سياسيا في صفحات قليلة.
لم يبق من ملحق ثقافي حر وغير موجه في بيروت سوى ملحق الجريدة الفرنكوفونية «لوريان لوجور» واسمه «لوريان ليتيرير» ويشرف عليه الروائي إسكندر نجار وتديره الكاتبة هند درويش. إذا أراد شاعر أو قاص أو روائي أن ينشر نصا إبداعيا فهو لن يجد ملحقا ولا مجلة يفتحان له صفحاتهما. بيروت التي كانت ملاحق صحفها من أهم المنابر العربية المشرعة أمام الإبداع والنقد والكتابة الحرة، أضحى أدباؤها اليوم شبه أيتام لا يجدون فسحة ممكنة يطلون منها أو يمارسون عبرها تجاربهم في التحديث والاختبار واقتحام المجهول. هذه إحدى مآسي الصحافة الثقافية في بيروت اليوم. حتى الصفحات اليومية باتت نادرة بعد احتجاب «السفير» ذات الماضي الثقافي العربي و«التبديل» أو «التغيير» الجذري الذي طرأ على صفحة «النهار» الجريدة اللبنانية الأعرق ثقافيا وجعل المادة الثقافية مادة عابرة. أما صفحات الصحف الأخرى فهي تعاني حالا من النضوب المالي، مما جعلها مقتصرة على الممكن والقليل. لكن الصحافة الثقافية لم تعدم وجود شعراء وروائيين يمارسون النقد الصحافي بجدية حتى ولو ضاق الحيز الصحافي.
بدا تغييب الصفحات الثقافية في بيروت فرصة لبروز صحافة المنوعات والتلفزيون والفنون «الشعبية» والتجارية. فالصفحات المنوعة بدت هي الوارث الشرعي لصفحات الثقافة في معظم الصحف، وهي في نظر أصحابها قادرة على جذب شريحة من القراء الباحثين عن متعة أخبار الفن و «النجوم» والممثلين والممثلات والمطربين والمطربات وملكات الجمال، ناهيك عن الفضائح والقصص المثيرة. ولم يكن يمزح زميل في الصحافة الثقافية عندما قال مرة :المنوعات مستقبل الثقافة في بلادنا. والخوف، كل الخوف فعلا أن يتواصل اضمحلال الصحافة الثقافية في بلد لم يخمد فيه يوما الحراك الثقافي بل هو إلى مزيد من الاضطرام والتأجج. وبيروت هي من المدن العربية الأشد ازدهارا في حقل الثقافة، على رغم غياب الدعم الرسمي وصعود المبادرات الخاصة. والمشهد الثقافي البيروتي يعج دوما مثل خلية نحل: مهرجانات مسرحية وسينمائية وفيديو آرت، معارض تشكيلية لبنانية وعربية وعالمية، حركة نشر لافتة جدا، محترَفات للكتابة الإبداعية، محترَفات فنية، موجة من الإبداع الروائي والشعري، ندوات فكرية، تاريخية، سياسية… أما المأزق فهو غياب هذا المشهد عن الصحافة الثقافية عموما، ما خلا بضعة مقالات أو تحقيقات هنا وهناك، وكذلك، تقصير الصحافة في تغطية هذه الأحداث وتقييمها وإبداء رأي نقدي فيها. لم تعد الصحافة الثقافية التي تعاني أصلا ضمورا فكريا ونقديا، قادرة على متابعة الحياة الثقافية في لبنان كما كانت ترافقها سابقا. لقد سبقت الحياة الثقافية هذه الصحافة نفسها وهي ستتخطاها أكثر فأكثر في الأيام المقبلة. وهذا حال من البؤس الثقافي لم تعرف بيروت ما يماثله أو يشبهه حتى في أوج الحرب الأهلية والانقسام الطائفي.
وفي مثل هذا الجو الداكن، سعى بعض المغامرين إلى إصدار مجلات ورقية وفي مقدمتها مجلة «بدايات» التي يرأس تحريرها الكاتب فواز طرابلسي، ووجدت المجلة الطليعية التي تنتمي إلى اليسار الجديد نخبة من القراء والأصدقاء يتابعونها ويقرأونها. لكن الفقر المادي الذي تعانيه لم يسمح لها بتحقيق مشروعها الفكري والصحافي الجديد والمتبدي في خلق أفق تتحاور فيه السياسة مع الثقافة والفن والشعر والرواية والهندسة وسائر الفنون المابعد حداثية، فتوقفت عن الصدور. وتصدر في بيروت مجلات مهمة مثل «عمران» و»سطور» و»أوان»، لكنها مجلات أكاديمية ومحكمة، تصدر من بيروت أكثر مما تصدر في بيروت، وتتوجه إلى نخبة النخبة ولا تنفتح على شريحة كبيرة من القراء، ويمولها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات التابع لدولة قطر. وصدرت مجلة «الاستغراب»، وهي فكرية تعنى بدراسة الغرب معرفيا ونقديا، يمولها المركز الإسلامي للدراسات الاستراتيجية، الإيراني المنشأ، لكنها ما لبثت أن توقفت عن الصدور. ومن بيروت يواصل مركز دراسات الوحدة العربية إصدار مجلة «المستقبل العربي»، ومركز الدراسات الفلسطينية مجلة «الدراسات الفلسطينية» (كان يرأس تحريرها الروائي إلياس خوري الذي رحل قبل أشهر)، عطفا على مجلات مثل «كتابات معاصرة» التي توقفت بعد مرض رئيس تحريرها الشاعر إلياس لحود ورحيله قبل شهرين. أما مجلة «الطريق» الشيوعية العريقة، فهي تصدر في حال من التقطع بعد رحيل رئيس تحريرها الناقد محمد دكروب. وكذلك مجلة «الآداب» التي تحولت إلكترونية قبل أعوام، لكنها توقفت بعد رحيل رئيس تحريرها سماح سهيل إدريس قبل عامين.
ليست عابرةً أزمةُ الصحافة الثقافية في لبنان، وأزمتها مزدوجة: إنها أزمة كينونة وهوية وأزمة وجود، هو مرتبط أصلا بالصحافة السياسية نفسها.