ما أكرهه في العلاقة مع المرأة هو أن اشبه سائر الرجال
· المرأة صحوتي في حلمي وقد تحقق ولم يزل حلما
· المرأة مع الديموم والرجل مع العبور، وحلمي اقامة توازن بين الموقفين
· أريد من المرأة عندما تتبوء سلطة أن تتصرف كأمرأة وليس كرجل.
· شفقتي على نفسي هي شفقة الناظر الى خطاياه
· حياتي عبارة عن سلسلة فشل مع المرأه
· اشد انواع الاذى هي حين يتعاطى الناس معك من خلال صورة خاطئة عنك
· كتابي "الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع" ليس نشيدا طوباويا.. انه كتاب التجربة.
· العزلة جزء لايتجزأ من "ميكانزم" الكتابة.. من دونها لايستطيع المرء الكتابة
· كل اشتراك في الضجيج الخارجي، هو تبديد لطاقة الكتابة.
لم أجد شاعرا مفطورا على الحب بابداع مثل الشاعر انسي الحاج. فالمسألة الحبية لديه كيانية في العمق.. وجودا قائما بشروطه الاكثر تجديدا وامتلاء.
واذا كان الحب في الاطار اليومي يتعرض لخطر ان يصير مملا ومن دون بريق ، فان انسي الحاج يعرف كيف ينسحب في الوقت المناسب ، مؤلفا مصيره من جديد ، بعيدا عن خطر الرتابة والروتين. انه ضد ان يتحول الحب الى عادة تفقد وجهها المتألق ، وحيرتها الجوهرية ، ونزعتها الى الاندفاع والحيوية والتواصل الذكي.
فالحب هو الأمر الوحيد الذي يميل بالانسان الى مواجهة الزمن بثقة وتجاوز ، لانه "حالة متجددة في استمرار.. حالة مثل الحياة لا تعرف النهاية.. وهو في كل مرة ولادة جديدة.. الاستمرار في الحب هو غياب عن الزمن".
والأهم في الحب الا نفقه حالته ، او نفرق في تفسيرها ، بل نعيشها كما هي مصبوبة بنارها وشعاع انتباهها، لانها بالفعل تتيح نمو طاقات مفاجئة وغامضة.
أنسي الحاج سيد من سعى ويسعى الى تحقيق الوفاق المختلف مع الحب ، المرأة والحياة ، مقدمه في هذا الحوار الاستثنائي:
~ أنسي الحاج.. هل انت امرأة تشبهك؟
_او هي رجل يشبهني.
~ ما معنى هذه الثنائية هنا؟
_انها الانتقال من الاقل الى الاكثر.
~ ماذا تحب في الحب:؟
_لوعة رغبة العاشق في القبض عند المعشوق على شي ء لا وجود له.
~أليست المرأة هي صناعة وهمنا فيها؟
_الى حد كبير.
~ والوصول اليها؟
_محاولة لاكتشاف الفعل وقدرته على صناعة الوهم من جديد.
~ انت "امرأة تشبهك" او "هي رجل يشبهك" اعتراف فيه طعم فرويدي واضح ، فأمير علم النفس يقول بالحروف: "كل رجل فيه انوثة وكل امرأة فيها رجولة". بهذا المعنى ، كيف تعيش هذا الخليط فيك؟
_ كلاهما متحد بعضا في بعض تلقائيا. ثم أنا في هذا الموضوع كما في غيره أنقسم شخصين ، على الرغم من اشتمال كل واحد منهما على عنصر الثنائية: واحدا واعيا ، والأخر لا واعي. بترجمة أخرى ثمة الشاعر ، وثمة المتكلم ، المحلل ، وكلاهما يوسط الآخر في حالاته.
~ الحب يطارد استحالة ضرورية اذن.. يا أنسي ، الا يغير الزمن في وعيك للحب؟
_ كلما تقدمت في السن ، فضلت الاشياء الاكثر لاوعيا، لانها الأكثر حكمة.
~ يقال ان الزمن شيء ثمين للاستمرار في الحب ، وانه فوق ذلك غذاء العلاقة الحبية النامية؟
_الزمن هو للحرق. لا علاقة بين الحب والزمن ، غير علاقة الحرب ، الحب انفلات من الزمن الذي يروح يطارده ليبشعه ، ليربطه بالواقع. الاستمرار في الحب هو غياب عن الزمن.
~منذ البدء الى النهاية ، يبدو اننا لا نستوعب الحب ابدا؟
_هذا صحيح الى حد كبير. فالحب خاصية السحر في العمق.
~ الحب حليف القلق حتى حينما يتطلع الى الطمأنينة.. أليس كذلك؟
~طبعا لا استقرار للحب الا في الغياب.
~ ولماذا هذا البريق المقلقل يا أنسي؟ هل الحب عند الآخرين من غير الشعراء يصل الى حدود هذه السلبية؟
_قد يصل وقد لا يصل. لا ادري في الحقيقة. حتى بين الشعراء ، الحب ليس في مستوى واحد ، او مستوى مشابه.
~ أيهما أهم لديك: الحب ام الحرية؟
_الحرية أريح.
~ انك تذكر احيانا عبارة "الحب السينمائي"؟
_صار بامكاننا القول بشي ء اسمه: "الحب السينمائي" ، اي الحب على الطريقة الامريكية ، والذي اعتبره أسخف مفهوم للحب. الحب عندهم هو نوع من الزواج الهابط ، سواء أعان ثمة زواج أم لم يكن.
~ بأي معنى بعد؟
_بالمعنى الاجتماعي البحت ، فثمة تقنين سلعي للحب. الحب عندهم رياضة وليس شففا.. بالنسبة الى معظم الافلام الامريكية ، الحب صحبة وصداقة بالمعنى "الرياضي" ، المرح ، السطحي. وانا ارفض هذه الصفات التي ظاهرها "صحي" وحقيقتها قتالة للرغبة والذات الداخلية.
~ ماذا تقول في الحركات النسائية؟
_انا كنت ولم ازل حذرا من الحركات النسائية المطلبية ، لانها تجعل من المرأة حزبا سياسيا واجتماعيا مواجها للأحزاب الاخري ، و"تؤلينها" على غرار ما "ألينها" الرجل عبر الاجيال. أنا مع المرأة ككائن جمالي ، حتى لا اقول حسي او عاطفي ، ولا أقبل بالتخلي عن اهذه النظرة للمرأة. انها قطب الحلم والرغبة ، هي المدار الذي أحلق فيه ، واذا انتفت المرأة ان تكون قطبا او مدارا ، فماذا ستكون أفضل من ذلك؟ وماذا سيحل محل هذه النظرة اليها؟. كائنا ما كان البديل من هذه النظرة ، فسيكون شرا للبشر والحضارة.
ثمة من جهة أخرى وضع تأريخي خاطىء او ظالم للمرأة ، وعليها التخلص منه. والمسؤول عن ظلمها بشكل اساسي هو الرجل ، لكن الرجل لم يظلمها عندما اعتبرها محط احلامه ورغباته وبالعكس ، انها وعده ، فلماذا يريد بعض الحركات النسائية تحطيم هذا الوعد بحجة انه يحول المرأة "غرضا حسيا"؟. ان اكثر ما يخيفني في المنطق النسوي المذكور هي هذه الهرولة الى تحويل المرأة رجلا ، او بالاحرى رميها في وحول السلطة التي يتمرغ فيها الرجل ظانا انها كل المجد ، والتي يحلم بعض النساء ببلوغها ظانات انها هي التي تعيد اليهن الحقوق المسلوبة.
ان الحقوق التي سلبت من المرأة كثيرة وخطيرة ، أهمها الحرية ، ولكنني لا أريد ان تربح المرأة الحرية ، وتخسر نفسها ، تخسر شروط أنوثتها وما يؤلف تأثيراتها السحرية قد تتوق المرأة الى الخلاص من عب ء هذه الانوثة وتلك التأثيرات ، ولكن يجب ان يظل فيها من الحدس ، وان يظل بيننا من الأحداث ، ما يتكفل بتنبيهها الى خطر المغادرة من مناطق سلطانها الاكيد ، مهما بدا لها رتيبا في بعض الأحيان او متعبا ، او مقيدا لها وهي في أوج غليان تحررها. انه سلطانها الأكيد. وهو- هذا السحر القابل للدمار اذا اصرت على تدميره – ما يجب ان تحتفظ به مهما اكتسبت من حريات (ولابد من ان تكتسب الكثير منها حتى تتعادل والرجل) ولا تفرط بشيء منه بل بالعكس تنميه وتوسع أفاقه على دروب الجذب والفتنة والالتباس واللعب بكل النيران والعتمات.
~ يقال إن المرأة ذات طبيعة كيدية.. بماذا تعلق؟
_الكيد سلاح من اسلحة الضعفاء والمرأة عندما تستضعف قد تلجأ اليه. تماما مثل الرجل عندما يستضعف. انا ضد هذه النعوت الآتية من أجواء الآداب الكلاسيكية. فساعة المرأة لئيمة ودساسة ، وساعة هي محتالة وشيطان ، لماذا؟ أليسة هذه صفات انسانية عامة يشترك فيها الرجل؟
~ الفلاسفة نقموا اكثر من الادبا، الكلاسيكيين على المرأة: "توما الاكويني" ، "اغوسطنيوس" ، "شونبهاور" ، "المانويون" ، وحتى "هيفل" في الحقبة المعاصرة وان بدرجة اخف.. _بعيدا من النقمة "العقائدية" ترتدي النقمة على المرأة قناع البغض او الاحتقار ، ولكن مضمونها الباطني يكون احيانا هو الحب. هذه النقمة هي خيبة الامل ، اليقظة المرة من الحلم مثلي الاكبر على ذلك هو "بودلير".. الم يقل احد ضد المرأة أعنف مما قال ، ومع هذا يظل "بودلير" نفسه صاحب هذه الكلمة الرائعة: "المرأة هي الكائن الذي يرمي اكبر ظل ، او اكبر نور في احلامنا”.
وكما ان للانخطاف بالمرأة ما يبره ، كذلك للنقمة عليها ما يبرها ، بقدر ما نعلق عليها من آمال ، تكون الصدمة انني اقبل شعور المرارة او القهر تجاهها ، وافهم ان يكرهها الرجل ، وان يسعى الى استعمالها مجرد اداة لملذاته. ولكني ما لا اقبله هو ان يظن الرجل نفسه متفوقا عليها ، فيحتقرها ويستهزيء بضعفها. ان ثمة نظرة فلسفية ساخرة ، متهكمة ، صفراء الى المرأة ان كانت تكشف عن شي ء ، فعن جهل تام بنفس المرأة وطاقتها معا ، فضلا عن مفهوم لمعنى الحياة أرفضه بحذافيره. قد نجد بعض جذور هذه النظرة في الفلسفة الاغريقية ، وجانب من الفكر الاوروبي اعاد احياء هذا الارث ، مضيفا اليه ، خصوصا في المانيا ، تمجيدا للقيم الذكرية بلغ اوجه التجسيدي مع قيام الحزب -الفحل.. والدولة -الفحل.
أنا ايضا انقم علي المرأة أحيانا ، واكرهها وأبيت لها الشروع احيانا. ومآخذي عليها كثيرة ، وهي في ازدياد ، وبعضها سآخذ تشعرني بغربة حيالها.ولكن كل هذا من ضمن نظام فكري وحياتي يعتبر المرأة ركنه الاساسي ، لا من ضمن نظام تجريدي وعنصري ينبذها او يدور خارجها.
~بعد خبرتك الحياتية الطويلة ، ما الجوانب التي اكتشفت ان المرأة تحبها فيك كشاعر؟
_لا أحب ان اجيب عن هذا النوع من الاسئلة.
~ هل تلعب مع المرأة لعبة ممارسة انك “قوي” و"حاسم “ في موقفك منها؟
_في هذا الموضوع ، يكون الانسان لعبة ولاعبا معا. احيانا يكون مجرد لعبة ، ولعلها المتعة الكبرى.
بخصوص "القوي" و"الحاسم “ ومع اني لا أحب الدخول في تفاصيل من هذا النوع ، اعتبر الحديث فيها ابتذالا وتجويفا. أذكر فقط ، ان أغلب الادوار التي لعبت ، كانت ادوار الضعف والسلبية ، لا القوة ولا الحسم ، ان اكثر ما اكرهه وارفضه في العلاقة مع المرأة ، هو ان اشبه سائر الرجال ، ذوي القبضات الحديدية والحضور الارهابي. ان أفضل علاقاتي كانت علاقات التواطؤ ، لا علاقات السيطرة ، وهذا ما اتمناه لسواي.
~ عن أي شي ء تبحث بالاضافة الى الجمال:؟
_عن ادامة الرغبة حية والنشوة متأججة ، وعن الصدق.
~ وعن اي شيء ايضا؟
_عن نقطة ، عن مكان لا أعود أجد فيه نفسي مغتربا عن المرأة في أمور المخيلة الايروتيكية.
~ وهل الى هذا الحد غربتك؟
-قلت لك ، انا ايضا لي مآخذ على المرأة ، ومآخذ جدية. فهي في "الايروتيسم “ غالبا ما تشد بها واقعيتها بعيدا من تخيلاتي ، ورغبتها الحسية اكثر عملية مما يجب ، وأقل جنونا مما أريد. المرأة في هذا الميدان ذات نزعة مؤسساتية "بورجوازية “ اذا شئت ، الرجل اكثر ثورية ، اكثر انعتاقا من الزمن. هي مع الديمومة ، وهو مع العبور. وحلمي هو اقامة توازن بين الموقفين ، ربما لكي اكون صادقا ، يكون أقرب الى موقف الرجل منه الى موقف المرأة.
~ يبدو أنك فاشل بعلاقتك بالمرأة؟
_حياتي عبارة عن سلسلة فشل مع المرأة انها سلسلة نهايات متصلة ببدايات. ولولا ذلك ، لكنت اكتفيت ربما بعلاقة واحدة طوال حياتي.
~ أفهم انك لا تمارس "الشهريارية"؟
_في داخل كل رجل شهريار ما.
~ الى أي مصدر تعزو مشاكل الحب؟
~انها كثيرة ولطل انغلاق المحب والاستئثار بالمحبوب هو أولها. فعندما يرزح المحب تحت مغالاة نزعة الغيرة والتملك ، تنفتح ابواب الجحيم.
~ أمام من تمارس مسؤولية الحب؟
~ أمام "سلطة “ الحرية.
~ لماذا لعبة الحب وكفاحه تتضمنان دائما عنصرا مسرحيا؟
_كل صراع يفترض مسرحا. والمهزلة الانسانية بطلة نفسها على مسرح نفسها.
~ أنسي ، يقال إننا في عصر تذكير الانثى وتخليها عن طبيعتها الاصلية.. انها تنعتق وتسترجل.. ما تعليك؟
_لا أحب للمرأة ان تضيع وتسترتجل في حمى السباق نحو السلطة. فالرجولة ليست حلا للمرأة. الآن وبعدما اكتشف الرجل ان رجولته كارثة ، وبعدما بدأ يستقيل. منها. اندفعت المرأة نحوها. ان حالها هنا تشبه حال ذاك الذاهب الى الحرب ، فيما الآخر عائد منها.
~ اتعتقد فعلا اننا نعيش عصر الاستقالة من الرجولة؟
_في الغرب نعم.. الرجل يستقيل من "الرجولة". بالمعنى الاستبدادي ، الديكتاتوري ، لكلمة رجولة.
~ والى أين؟
_ آمل نحو توازن جديد بين الجنسين.
ما يتبلور هنا ، هو اكتشاف المرأة لذاتها الحسية والعاطفية والعقلية اكثر فاكثر ، واكتشاف الرجل لذاته المماثلة اكثر فاكثر وبالتالي معرفة كل منهما لطاقاته وحدوده. وانا واثق ان المرأة ستخرج من هذا الاكتشاف منذهلة بقدراتها التي كبتها الحذف والقمع ، وسيكون الرجل اكثر الذاهلين.
~في المجتمعات البدائية كانت المرأة هي التي تتولى حماية المجتمع.. تذهب الى الصيد والحرب.. الخ.. ثم جاءت التراكمات الحضارية لتوطد شيئا فشيئا سلطة الرجل؟
_المرأة المحاربة ليست في طموحي ابدا. وحال المرأة في المجتمعات القديمة ، كانت ولاشك اسوأ بكثير من حالها اليوم: مجتمع ارهاب ، حروب وسلطة فاذا كانت المرأة تطمح الى استعادة مثل هذه الاجواء ، فان الامر سينقلب الى كارثة ، وعلى الدنيا السلام ، المرأة ينبغي ان تظل رمزا لشهوة الحياة لا لشهوة الموت.
الرجل بنى حضارة الموت ، حضارة القتل ، حضارة الحرب ، حضارة الغزو والنهب والاضطهاد. واذا كان من طموح المرأة مجاراة الرجل في ذلك ، فالأفضل اذ ذاك ان تبقى هذه الفواجع محصورة بالرجل. انني حين ازكي المرأة على الرجل ، فلأنها في نظري تمثل السلام محل العنف ، واللين محل القسوة ، والمتعة محل الواجب ، والجمال محل الفعالية ، والسحر محل السلطة.
~ لنفترض ان المرأة تسلمت سلطات ادارة العالم..
_أنا أدعو الى ان تحكم المرأة العالم بدل الرجل. ولكن المرأة هنا كما أفهمها بصفاتها الايجابية التي أكدنا عليها، لا بتلك الصفات المستنهضة لحالات الرجولة البشعة.
فجولدا مائير مثلا ،بماذا تختلف عن دايفيد بن جوريون؟ ومارجريت تاتشر بماذا تختلف عن تشرشل؟
أريد من المرأة عندما تتبوأ سلطة ان تتصرف كامرأة وليس كرجل. الا ترى انها احيانا تزايد عليه انطلاقا من عقدة التفوق عليه؟
~ هل العقل هو واحد بطاقاته عند المرأة المتفوقة ، والرجل المتفوق؟
_معروف ان المرأة تستطيع تحمل الألم اكثر من الرجل. تصور كم المرأة أقوى وألطف في وقت واحد. تملك كل هذه القوة ولا تمارس عدوانا. اكثر من ذلك ، انها تحتمل غطرسة الرجلب عذوبة هذا بعض ما تعبر عنه قصيدتي "الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع". فالكتاب ليس نشيدا ذاتيا طوباويا ، كما قد يتصور البعض. انه كتاب التجربة. ولنعترف: نحن اكثر من متسلطين على النساء ، متسلطون ونظن انفسنا أننا محور الكون ، وأن من واجب النساء ان يعجبن بنا. يكفيهن اقتدارا انهن يتحملن نرجسيتنا.
المرأة أقوى من الرجل بالمعنى الجميل لكلمة قوة: قوة النفس والروح والعطاء والاستيعاب والاصغاء والتفهم والجذب.
~ ايقاع الحب الأول الذي صادفته في حياتك ، هل هو أجمل بكثير من ايقاعك الحالي مع امرأة جديدة؟
_الحب الأول كان اكثر اختلاجا وتوجسا ، ولكنه كان أقل محبة.
~ المرأة التي صدتك ، هل حقدت عليها:
_لم أعرف في حياتي الا علاقات متبادلة ، ولا اؤمن بالحب من طرف واحد.
~ الديك المقدرة الدائمة على الاشفاق على نفسك!
_نعم وشفقتي هنا هي شفقة الناظر الى خطاياه
~ هل تبالغ في عشقك؟
_ وما معناه بلا مبالغة؟
~ ولكن قد يتحول العشق الى عادة تفقد ألقها ونزعتها الى ألابداع؟
_ العشق حالة متجددة في استمرار ، حالة مثل الحياة لا تعرف النهاية ، وهو في كل مرة ولادة جديدة.
~ ولكن النفس العاشقة قد تنفجر تحت ثقل العصر واضطراباته؟
_اذ ذاك يكون الخلل في العاشق نفسه ، وليس في العشق.. العاشق الحقيقي فيه ما هو اكثر من الانسان.
~ الشاعر يتعرض لأذى يومي.. يحس أحيانا ان الناس هم غبار يومي؟
_أشد أنواع الأذى ، هو حين يتعاطى الناس معك من خلال صورة خاطئة عنك. هذا أبشع أنواع الاذى ، ويليه التعامل مع صورتك الحقيقية بطريقة ظالمة.
~ هل الكتابة عزلة تحمينا؟
_العزلة جزء لا يتجزأ من "ميكانيزم" الكتابة ، من دونها لا تستطيع الكتابة وكل اشتراك في الضجيج الخارجي هو تبديد لطاقة الكتابة.
~ المرأة حظ العالم ،. أليس كذلك؟
_انها غيبوبتي عن العالم ، وصحوتي في حلمي وقد تحقق ولم يزل حلما..
أحمد فرحات (كاتب وصحفي لبناني)