قصيدة جديدة للشاعر البولندي تشيسلوميلوش
(Cheslaw Milosh)
ولد ميلوش في ليتوانيا عام 1911, وعاش في بولندا حتى 1951 عام نزوحه الى فرنسا كلاجئ سياسي.
له عدة دواوين شعرية ونثرية ومؤلفات متنوعة, إضافة إلى ترجماته الى الإنجليزية لبعض الشعراء البولنديين.
في عام 1980 منح جائزة نوبل.. يعيش في بيركلي Berkeley بكاليفورنيا منذ عام 1980.
سواء لدي أعرفتيني,
أم لم تعرفيني..
فأنا ذلك الفتى الذي كنت
أصنع أقواسي
من أغصانك الصلبة المستقيمة
داكنة اللون,
سريعة الإنطلاق الى الشمس
لقد كبرت بشكل هائل وعظيم
وامتدت ظلالك شاسعة,
وانبثقت عنك عساليج عديدة
ولكن واأسفاه
لم أعد ذلك الصبي
الذي كنته ذات يوم…
أستطيع فقط
أن أقص عصا من أغصانك,
فكما تلاحظين,
أتوكأ الآن على قصبة خيزران..
أحببت قشورك الداكنة
يوشحها البياض
– لون حبات بندقك الطبيعي-
وإني لسعيد أن أرى
بعض أشجار السنديان والدردار
لم تطلها يد الانقراض
أفرح وأهلل,
وأنا أبصرك مغرية هكذا,
وساحرة, كما كنت من قبل
تتدلى من أغصانك الجذلى
لآلئ حبات البندق..
وقد أمعنت أسراب السناجب
بالرقص في عمقك, عبر السنين
نوع من التأملات الهرقلية…
أقف الآن إلى جانبك
أتذكر حياتي الماضية
ليس فقط كما كانت عليه
آنذاك
بل وما قدر لها أن تكون
لا شيء يبقى!!
ومع ذلك فكل شيء في ثبات,
أحاول تحديد مصيري فيه
رغم رغبتي حقا,
في رفضه كليا..
كنت سعيدا بقوسي,
أفخاخر به,
وأنا أتبختر على طرف قصة خرافية,
لكن ما حدث لي الآن
لا يستحق أكثر من هزة كتف:
سيرة ذاتية
أو قصة خيالية ليس إلا…
تعليقة ملحقة
سيرة ذاتية, أم رواية خيالية
أم حلم طويل:
ثنيات من سحب بيضاء
رسمت على فلقة من السماء
بين تلؤلؤ شجر الدردار..
كرم عنب,
يغرقه الشحوب والصدأ
كلما امتدت أجنحة الغسق,
وأطالت ظلالها عليه,
شيئا فشيئا..
لوقت قصير
كنت عبد لملذاتي وشهواتي,
أتسكع,
أتصعلك,
أما وقد أ عت قت,
فإني أتخذ الآن طريقا,
لم يطرقها أحد, من قبلي
سواي…
شعر: تشتيسلو ميلوش
ترجمة: نويل عبدالأحد
مترجم عربي مقيم في الولايات المتحدة