زيف الأسماء
(1)
امرأة من رحم الذاكرة الخربة
من وحي القرابين
والبخور ليلة العرس الأكبر للعاصفة
اقتدت
من شهوة المكان
من جرح الغيب النازف
من قراءات الكف
والتمائم المربوطة حول بطون الصغار
من جاذبية العطر
وحنين الساقية,
لها شه قة السمر
ونزق الأشرعة!
تدعى أنا
***
(2)
أشباح
مراؤن
قرصنة بعيون وحيدة
جزارون يقب لون الضحايا ليلة العيد
بحارة
أرباب مجد غابر وأشرعة ممزقة
سدنة أحذية وبراويز
طبول
يسمون رجال
****
(3)
أشتم عبيره
مأخوذة برائحة الدم حتى الدوار
ألحسه بتلذذ
أحاول – كالقطة – تنظيفه
أداعبه كي يبرأ
يبدأ في الاتساع والتمدد
أهرع في البكاء
إنه الجرح.
****
بورتريه امرأة
من وراء نسغ الكون
تمد يدا بالغة الحظوة عند الإله
ترتاد قفار الحلم
ترسم أسطورة المتعبين
تغني لزورق تاه في المحيط
وحيدا كالنصل بين الكواكب.
إلهي من أي أفق مخضوضر بالسناء
يجيء كل هذا الألق
من الأبدية حيث الثبات
أو من آهة جذلى
وسط بئر معبأة بالأمنيات
إلهي
بعيدا كل هذا عن الساقية
إذن كيف سأشرح كل هذا الهراء
على ضفة مرهقة
تحتاج يد النهر كي تعبره
****
آخر دروب الحرير
يا آخر دروب الحيرة
التي ارتادتها قافلة الغروب
لم لوحت للهودج المزعوم
وأسكنت ظلي لعنة الحلم
كنت أتلمس صدى أنفاس الهجير إليك
كي نحتسي بيض الغراب
ونشهق بين القوافي الغافلة
أهديت الجمال دفء الطفولة
وهزال الحداة
كانت الرحلة الممتدة عشقي
فأين الصين الآن
احتمال
إذا لم اكن يوما هنا
فقد اكون هناك
أسب ح باسم الرب
أن يهب السلام للقرنفل في الكون
ولسحابة ساجية
وللسفر البعيد
وللأمنيات
قد أكون هناك
أغني بالود على الساقية
سلام
وعلى الليل الذي وحيدا
بلا جذوة أنطفأت عيناه كزرقاء اليمام
قد اكون هناك
بقفازتين من فرح جلي
أقول
((بكل اللغات عليك السلام))
****
أشياء
1 – المطر
شهقة السماء حين تضج بالحزن
فتستبيح ح م ى الوجود
وترسل عبيدها كي يغرقونا
لحظة تنساب فيها أشواقنا السجينة
من بؤبؤ الكلمة والحرف
وتذرف النفوس لغتها على جدر الرهبة
والجمال
فتضحك السماء وهي تختصر المسافة
بين الهناك….. والهنا
2 – الأحلام
من عظمين في مؤخرة الرأس
تولد الأحلام
يولد معها الصداع والألم المسمى بها
تولد شمعة تسرق الظلمة
تخبئها في الزرقة التي تتنفسها
لتعود تحلم بالظلمة
بعيدا قريبا من الحلم والصداع
وعظمتين في مؤخرة الرأس
3 – لحظة
من جمر الوجع
من برزخ المجهول
بكل طقوسه المغرقة في الوهم
تولد اللحظة الفاجعة
نموت نحن وتبقى هي تنفخ الجمر
4 – مشهد
شاعر غامض
طفلة نسيت أن تشعل شمعة للشتاء
بلاد قطعت أيادينا ونحن نلو ح لها
نهر غريب خانته الضفتان
أمنية يتيمة ترتجف ساعة القيظ
صحراء يم مت وجهها شطر لغة سافرة
سماء غن ت لها أغنية
ماتت الصحراء على حافة كالمساء
وبقيت أصداء تلك الأغنية
لغريبين يرتعشان
ولا مدفأة
5 – لا
لا شمعة تضيء المساء
لا لغة
لا موت بطيئا على بقايا رصيف
لا صدى أرغفة
فاطمة الشيدي
شاعرة من سلطنة عمان